«الأمة فى خطر» هذا هو عنوان تقرير تم تقديمه للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان (Ronald Reagan) عام 1983. كان التقرير صادما وقال إن المدارس الأمريكية قد ضعفت وإن النظام التعليمى فى الولايات المتحدة قد فشل فى تلبية الحاجة الوطنية للقوة العاملة التنافسية. ومن خلال تقييم «نوعية التعليم والتعلم» فى المرحلة الابتدائية والثانوية ومستوى التعليم بعد الثانوي، العام والخاص؛ ومقارنة «المدارس والكليات الأمريكية» مع تلك الموجودة فى الدول الأخرى المتقدمة، فإن مستقبل الأمة الأمريكية فى خطر .
اليوم يثير الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان قضية أخرى لخصها عنوان مقاله بالنيوزويك يوم 28 مايو الماضى «كيف فقدنا مراسينا كمجتمع». يرى فريدمان أن التمسك بمنظومات قيمية وأخلاقية يشبه أشجار المانجروف الاستوائية التى تعيش غالبا تحت الماء على طول السواحل الاستوائية. تقوم أشجار المانغروف بتصفية السموم والملوثات من خلال جذورها الممتدة، وتوفر حواجز ضد الأمواج العملاقة الناجمة عن الأعاصير، كما أنها تخلق مشاتل للأسماك الصغيرة لتنضج بأمان لأن جذورها السلكية تمنع الحيوانات المفترسة الكبيرة، كما أنها تساعد حرفيًا فى تثبيت الخط الساحلى فى مكانه.
ويقول فريدمان إن أحد أكثر الأشياء حزنًا التى حدثت لأمريكا هو فقدانها للكثير من أشجار المانغروف، وهذه المرة ليست أشجار الطبيعة ولكنها أشجار المانجروف الاجتماعية التى شارك الجميع فى قطعها وتبويرها وحرقها، والنتيجة أننا مجتمع «مكشوف» لأن كل الأشجار أو المظلات الاجتماعية والسياسية التى كانت تستخدم لفلترة السلوكيات السامة، وكبح التطرف السياسى ورعاية المجتمعات الصحية والمؤسسات الشبابية تآكلت وجفت وبعضها تلاشى . ويختتم فريدمان مقاله بالنيوزويك الأمريكية بالقول: قيام الأشخاص الذين يشغلون مناصب عليا بأشياء مخزية ليس بالأمر الجديد على السياسة وقطاع الأعمال الأمريكيين. والأمر الجديد والخطير، بنظر فريدمان، هو أن الكثير من الناس يفعلون ذلك بشكل واضح مع ثقتهم فى الإفلات من العقاب، وهذا ورم خبيث بعقل المجتمع .
الحقيقه إذا كان السيد توماس فريدمان – وهو أحد أبرز الكتاب الأمريكيين – والأكثر خبرة بشئون الشرق الأوسط، وأيضا شديد الصداقة والولاء للكيان الصهيونى، يرى أن المجتمع الأمريكى فى خطر بعد سقوط أوراق وفروع وجذور «المانجروف» الاجتماعى، فأولى بنا ان نسأل أنفسنا فى مصر: إلى أى مدى تعرضت أشجار المانجروف الاجتماعية والحضارية والأخلاقية المصرية لحالة بوار تهدد فعليا المجتمع، وتجعل السير نحو المستقبل أشبه بالاندفاع العشوائى نحو المجهول؟ الحقيقة أن هناك حالة من حالات التآكل الاجتماعى، والنخر الحضارى، والفساد القيمى، واضحة للعيان.. أتمنى أن تدرك الدولة المصرية وعلى أعلى مستوى أن رصيدها من رأس المال الاجتماعى فى خطر لأسباب تتراكم من نصف قرن على الأقل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح الابتدائية والثانوية الدول الأخرى فى خطر
إقرأ أيضاً:
«غرف دبي» توعي مجتمع الأعمال بضريبة الشركات وقانون العمل
دبي (الاتحاد)
نظّمت غرف دبي مؤخراً ورشتي عمل حول نظام ضريبة الشركات وقانون العمل في دولة الإمارات بمشاركة 125 من ممثلي القطاع الخاص، وذلك بهدف دعم قدرة مجتمع الأعمال المحلي على مواكبة مستجدات المنظومة القانونية والتشريعية الناظمة لمختلف القطاعات.
وركزت ورشة العمل الأولى، التي نظمتها غرف دبي بالتعاون مع مكتب حبيب الملا وشركاه وشركة «أندرسن» للاستشارات المالية والضريبية، على نظام ضريبة الشركات في دولة الإمارات، حيث وفّرت رؤى قيّمة وعملية حول بعض الجوانب الأساسية المتعلقة بضريبة الشركات في الدولة، بما في ذلك قابلية تطبيق هذه الضريبة، وآليات احتسابها، وضريبة الشركات في المناطق الحرة، والمجموعات الضريبية، والامتثال لمتطلبات التسعير التحويلي، وغيرها من الآليات والإجراءات الضريبية.
وغطّت ورشة العمل أيضاً خصومات النفقات لقطاعات الأعمال، ومتطلبات تقديم الإقرارات الضريبية، واعتبارات الحسابات الضريبية للضرائب الحالية والمؤجلة، حيث اكتسب المشاركون في الورشة معلومات وافية تتيح لهم الاستعداد جيداً لمواكبة تطورات المشهد الضريبي.
وتناولت ورشة العمل الثانية التي نظمتها غرف دبي بالتعاون مع «فراجومين الإمارات» و«غاتيلي الشرق الأوسط» قانون وأنظمة العمل في دولة الإمارات، حيث وفّرت لمحة عامة عن المشهد القانوني الناظم لسوق العمل، واكتسب المشاركون معلومات عملية حول متطلبات التأشيرة وفئاتها المختلفة وتصاريح العمل.
وغطّت الورشة الجوانب الأساسية لعملية التوظيف مثل فترة الاختبار، والأجور والمزايا، وإدارة الأداء، وإجراءات التظلم، وإنهاء الخدمة، الأمر الذي يمكّن الشركات من إدارة رأسمالها البشري بفاعلية أكبر مع الامتثال الكامل للأنظمة والقوانين السارية.
أخبار ذات صلة