يمانيون:
2025-12-12@21:45:31 GMT

بين الصين “القادمة” وأمريكا “المتقادمة”

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

بين الصين “القادمة” وأمريكا “المتقادمة”

يمانيون/ بقلم/ مطهر الأشموري|

منذ انضمام جمهورية الصين الشعبية للأمم المتحدة ودخولها التلقائي في عضوية مجلس الأمن، أقرت الأمم المتحدة مبدأ «الصين الواحدة» وأمريكا تعترف بمبدأ الصين الواحدة.. ولكن!

أمريكا تشجع على انفصال تايوان وتدعم الانفصاليين بالسلاح، غير الدعم السياسي، وهي بكل هذا تدفع تايوان إلى الرفض القاطع للوحدة مع الصين، ورفض مبدأ الصين الواحدة المقر أممياً.

وحين تضمن أمريكا هذا الموقف من تايوان الرافض للوحدة ولمبدأ الصين الواحدة فحينها تقول: إنها لا تعارض مبدأ «الصين الواحدة»، ولكنها ترفض ضم تايوان للصين بالقوة، بل وتؤكد أنه في حال استعمال القوة صينياً لضم تايوان، فأمريكا ستتدخل عسكرياً لمنع توحيد الصين كحرب ومواجهة عسكرية مع الصين، وأياً كانت نتائج وعواقب هذه الحرب.

أمريكا – وليس تايوان- هي من يرفض مبدأ الصين الواحدة، وتهدد بحرب مع الصين وهي حرب عالمية إذا سعت الصين لتطبيق مبدأ الصين الواحدة من طرفها!.

من المعروف أن أشرس وأطول حرب خيطت في أمريكا كانت حرب الحفاظ على الوحدة الأمريكية، وكانت عدد من ولاياتها قد شرعت بل وشرعنت للانفصال، فتصوروا لو أن الصين أو غير الصين تدخلت لتشجيع أو التهديد بحرب من أجل إبقاء انفصال كان فعلاً قد تحقق، فهل من أحد في العالم يذكر أمريكا بهذا؟، وهل تعرف أمريكا أن الصين هي أمة وهي حضارة ولم يستوطن أبناؤها أرض غيرهم، وأن الوحدة الصينية كتاريخ وحضارة وأرض وجغرافيا وأصالة ومعاصرة هي ذات قدسية ومقدسة أكثر من الوحدة الأمريكية وهي بين لفيف من البشر، وهي فرضية استعمارياً أساساً وتأسيساً!.

الموضوع ليس في فرض الوحدة بالقوة صينياً، ولو أن أمريكا لم تتدخل بكل السبل والوجوه وتركت الشعب الصيني للتعاطي مع هذه المسألة، لكانت الصين توحدت منذ زمن وأصبحت تايوان أهم مرتكزات التوحد والوحدة.

المشكلة هي في القوة الأمريكية الداعمة للانفصال والرافضة واقعياً لمبدأ الصين الواحدة، بل وهي تهدد بالحرب إن تحققت وحدة الصين، أو أريد تحقيقها.

هل تثق أمريكا في الانتصار إن وصلت التطورات إلى الحرب التي تهدد بها الصين؟

أجزم أن أمريكا تدرك أنها ستنهزم في حرب كهذه، ولكن نقطة ضعف الصين هي أنها لا تريد الحرب لتحقيق وحدة الصين وتراهن على سلمية تحققها، وأمريكا تضغط على نقطة الضعف –التي ليست ضعفاً- لتمنع تحقق الوحدة الصينية إلى أي مدى، أو بأي سقف زمني ممكن.

أمريكا إذاً بيدها وبمقدورها تعطيل التنفيذ لمبدأ الصين الواحدة، كما بيدها وبمقدورها التهديد بالحرب في حال استعمال القوة لضم تايوان، كما تزعم.

ولكن قرار الحرب لضم تايوان أو لمواجهة أمريكا في آسيا وبحر الصين الجنوبي هو قرار صيني يراقب التطورات، وقد يؤخذ أو يتخذ على ضوء هذه التطورات، وبالتالي فالاستراتيجية وحتى التكتيك الصيني غير الحالة والآلية الأمريكية بابتزاز وخداع واستعمال أوراق.

وبالتالي فالصين لا تنفعل ولا تمارس مجرد ردود أفعال بقدر أمريكا التي تمدد أو تمطط السقف الزمني لإبقاء هذا الانفصال في الصين والتلاعب بمبدأ الصين الواحدة، فالصين في تقديري قد حسمت أمرها في تحقيق سقف زمني لتحقيق الوحدة سلمياً أو بالقوة، وهذا السقف سيظل سراً غير ما يقال سياسياً وإعلامياً حتى وإن من قبل مسؤولين صينيين، ولا أتصور أن الصين تستطيع تحمل هذا التمديد والتمطيط أمريكياً ربطا بتهديد الصين في البحر الجنوبي وعبر أدوات أمريكية، كما الفلبين والمسألة بضع سنوات وقبل انتهاء العقد الحالي تكون وحدة الصين.

ليس أمام أمريكا إلا أن تنسحب من بر الصين وبحرها، أو تنهزم في بر الصين وبحرها، وعلى كل من يعنى بالتطورات أن يستحضر ويتذكر بسقف بضع سنوات وكما يقال: “من عاش خبر”.

الصين معروفة ومشهورة بالحكمة والحلم والصبر، والمثل يقول: “احذر من صبر الحليم إذا نفد”.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

نائب وزير خارجية تايوان يزور تل أبيب سرا لتعزيز التعاون العسكري

كشفت مصادر مطلعة، أن نائب وزير الخارجية التايواني، فرانسوا وو، قام بزيارة غير معلنة إلى إسرائيل في الآونة الأخيرة، فيما تتطلع تايوان إلى  تعزيز التعاون الدفاعي مع دولة الاحتلال.

وأضافت المصادر لوكالة "رويترز أن "وو ذهب إلى إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية، وأن الرحلة جرت خلال ديسمبر الجاري".

Exclusive: Taiwan's high-profile Deputy Foreign Minister Francois Wu made a previously unpublicized visit to Israel recently, at a time when Taiwan is looking to the country for defense cooperation https://t.co/vITzzZVpxI — Reuters (@Reuters) December 11, 2025
وأحجمت المصادر عن الإدلاء بتفاصيل عمن التقى المسؤول التايواني بهم في تل أبيب، أو الموضوعات التي ناقشها، وما إذا كان قد تطرق إلى نظام الدفاع الجوي التايواني الجديد متعدد الطبقات T- Dome، والذي كشف عنه الرئيس لاي تشينج تي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو مصمم جزئيًا بما يشابه نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، بحسب الوكالة.

كما لم تعلق وزارة الخارجية التايوانية على الزيارة، لكنها نشرت بيانًا جاء فيه: "تتشارك تايوان وإسرائيل قيم الحرية والديمقراطية، وستواصلان العمل بشكل عملي على تعزيز التعاون والمنفعة المتبادلة في مجالات مثل التجارة والتكنولوجيا والثقافة، وترحبان بمزيد من أشكال التعاون ذات المنفعة المتبادلة".

وصرح نائب وزير خارجية تايوان، فرانسوا وو، لـ"قناة 12 العبرية" بشأن شراء منظومة دفاع جوي إسرائيلية (مثل منظومة القبة الحديدية) قائلًا: "على إسرائيل أن تتحلى بالشجاعة، وأن تتخذ قرارًا"، وقد أُجريت المقابلة قبل أيام قليلة من رحلته السرية إلى تل أبيب، والتي نشرتها وكالة رويترز.

"تايوان دعمت حرب الإبادة في غزة"
ولا تتمتع تايوان بالكثير من العلاقات الدبلوماسية الرسمية، بسبب ضغوط بكين التي تعتبر الجزيرة منطقة تابعة لها، وليست دولة مستقلة، ومثل معظم الحكومات، لا تعترف دولة الاحتلال رسمياً إلا ببكين، وليس بتايبيه، ورغم أن كبار الدبلوماسيين التايوانيين يقومون بجولات خارجية، فإن زياراتهم لإسرائيل نادرة، ومع ذلك، تعتبر تايوان إسرائيل "شريكًا مهماً" وقدمت دعمًا قويًا لها خلال حرب الإبادة في غزة، وعلى خلاف ذلك، تقيم الصين علاقات متينة مع الفلسطينيين واعترفت بدولتهم منذ 1988. لكن تايوان تؤكد أنها لا تنوي الاعتراف بدولة فلسطين.

تايوان وأجهزة البيجر في لبنان
ولدى تايوان وإسرائيل سفارتان في تل أبيب وتايبيه. كما تستضيف الأخيرة مسؤولين ومشرعين إسرائيليين، وتورطت شركة تايوانية في هجوم إسرائيلي العام الماضي استهدف حزب الله في لبنان، بعد أن حملت أجهزة البيجر التي انفجرت العلامة التجارية لهذه الشركة. لكن قللت كل من تايوان وإسرائيل آنذاك من شأن تأثير ذلك على العلاقات الثنائية.

والشهر الماضي، قال وزير خارجية تايوان، لين شيا لونج، إن بلاده تريد تعميق علاقاتها مع إسرائيل، رغم الانتقادات بشأن حربها على غزة، لأن إسرائيل "أظهرت دعمًا لتايوان لا مثيل له من قبل أي دولة أخرى في الشرق الأوسط"، وأضاف الوزير التايواني في تصريحات له أن: "تايوان ستكون ودّية مع الدول التي تكون ودّية معنا"، معتبرًا أن "حقوق الإنسان والمصالح الوطنية يجب أن تكون متوافقة"، وفق ما نقلت عنه وكالة "أسوشيتد برس".

وقال: "بالتأكيد، هناك تبادل للخبرات والتفاعلات في مجاليْ التكنولوجيا والدفاع بين تايوان وإسرائيل"، مضيفًا أن إسرائيل "لديها نظام القبة الحديدية مثلما أعلنت تايوان عن نظام T- Dome" الذي يتشابه مع النظام الدفاعي الإسرائيلي، لكنهما يختلفان في بعض الجوانب.

ما مصلحة إسرائيل في التعاون العسكري مع تايوان؟
ليس لدولة الاحتلال أي مصلحة في التعاون العسكري مع تايوان بحسب تقرير لوكالة فرانس24، إنما ربما هي تسعى عبر بث مثل هذه التسريبات، إلى فك جزء من الضغوط الدولية عليها بسبب الحرب في غزة، وفشلها استراتيجيا في عملية إظهار القوة والردع بمنطقة الشرق الأوسط، خصوصا وأنها لم تواجه مسارح عمليات حربية صلبة حقيقية، بل سكانا بمن فيهم النساء والأطفال، في ظل دعم أمريكي مطلق عسكري وأمني، كما حدث في العمليات العسكرية ضد إيران وسوريا.

كما قد يسعى بنيامين نتانياهو من خلال زيارة المسؤول التايواني الأخيرة غير المعلنة، إلى إظهار، للجبهة الداخلية والدولية، بأنه يمسك بزمام الأمور وأن علاقاته الدولية في تحسن وتقدم، وهو مخطئ في ذلك، كذلك، قد يكون الكشف عن هذه الزيارة بهذه الطريقة أيضا عبارة عن ضغط سياسي ورسالة أمريكية، تفيد بحاجة إسرائيل إلى أنواع معينة من أشباه الموصلات أو الإلكترونيات، وبالتالي الضغط للسماح بتزويد تل أبيب بتقنيات ومعدات وأدوات عسكرية.

هل ستوفر "القبة الحديدي" الحماية لتايون؟
أخيرًا، يقول تقرير "فرانس24" إنه علينا أن نفهم بأن ميزان القوى بين تايوان والصين لا يمكن مقارنته، لأن الصين هي ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم، أما تايوان فهي جزيرة صغيرة جدًا وباستطاعة قوات بكين اكتساحها في ظرف 24 ساعة. 

كما أن أي أنظمة دفاعية إضافية، لا يمكن لها أن تكون فعّالة بسبب صغر المساحة ولقرب الجزيرة من البر الصيني. ما يعني عدم جدوى إنشاء أي منظومة دفاع مثل القبة الحديدية، بل هي مضطرة للتعويل والاكتفاء بالمنظومات الموجودة حاليًا على أراضيها، والتي تبقى تحت رعاية ومظلة وتشغيل أمريكي خالص.

مقالات مشابهة

  • كوبا تشيد بسياسة الصين الجديدة تجاه أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي
  • نائب وزير خارجية تايوان يزور تل أبيب سرا لتعزيز التعاون العسكري
  • وزيرا دفاع أمريكا واليابان: تصرفات الصين لا تساعد على السلام الإقليمي
  • مادورو يصف احتجاز ناقلة نفط بـ"القرصنة".. وأمريكا تفرض عقوبات
  • الصين تنتقد اتصالات إسرائيل مع تايوان
  • صندوق أوبك يقدم 600 مليون دولار لدعم 15 مشروعًا تنمويًا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية
  • وثيقة سرية أميركية: الصين قد تدمر القوات الأميركية في أي حرب على تايوان
  • لماذا تحتاج أمريكا إلى الخليج في معركة الذكاء الاصطناعي مع الصين؟
  • أمريكا ترامب: سلامٌ بالقُوّة (القوّة الذّكيّة)
  • أمريكا ترامب: سلامٌ بالقُوّة (القوّة الذّكيّة[1])