أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلا عن مسؤولين أميركيين في مجالي الدفاع والاستخبارات، بأن التعاون العسكري الروسي مع إيران وكوريا الشمالية والصين اتسع ليشمل تبادل التقنيات الحساسة التي يمكن أن تهدد الولايات المتحدة وحلفاءها، حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب في أوكرانيا.

وقالت إن العلاقات الأمنية التي تزداد وتيرتها من حيث السرعة والعمق بين خصوم الولايات المتحدة، أخذت محللي الاستخبارات الأميركية على حين غرة، إذ قالوا إن روسيا والدول الأخرى طرحت خلافاتها التاريخية جانبا وقررت، بشكل جماعي، مواجهة ما يعتبرونه نظاما عالميا تهيمن عليه واشنطن.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس الكونغو يجلب فرنسيين ورومانيين لمحاربة المتمردينlist 2 of 2"غرفة أخبار ثالثة".. هدف مثير لمدير واشنطن بوست الجديدend of list

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد كشف، أمس الأربعاء، في بيونغ يانغ، أنه ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون أبرما اتفاقا ينص على المساعدة المتبادلة في حال تعرض أي من البلدين لعدوان، وهو ما اعتبرته الصحيفة الأميركية مؤشرا على توثيق العلاقات العسكرية بينهما.

بعد العقوبات الغربية

وزعمت الصحيفة في تقريرها أن روسيا بدأت التواصل الموسع مع كوريا الشمالية وإيران والصين بعد ما وصفته بالانتكاسات التي مُنيت بها في ساحات القتال في أوكرانيا وفرض الغرب عقوبات عليها، مما دفعها إلى البحث عن مصادر جديدة للسلاح.

ووفق تقرير الصحيفة، فقد تحول هذا التواصل إلى اتفاقيات مشتركة لإنتاج تقنيات دفاعية ولنقل التكنولوجيا وتوريد عمالة، ورأى مسؤولون أنها ترتيبات تعمل على تحسين قدرات موسكو على المدى الطويل، وربما قدرات طهران وبيونغ يانغ وبكين أيضا.

ولفتت الصحيفة إلى أن إيران ساعدت روسيا في بناء مصنع لإنتاج طائرات مسيرة قتالية في جمهورية تتارستان التابعة للاتحاد الروسي. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن المصنع يعمل الآن وقادر، سنويا، على إنتاج آلاف الطائرات المسيرة من طراز "شاهد-136" المصممة في إيران.

ويتوقع هؤلاء المسؤولون أن إنتاج المصنع سيتوسع ليشمل أنواعا أخرى من المسيرات.

نقلا للمعرفة

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي -لم تذكر اسمه- أن ما بدأ كعلاقة تواصل "أصبح الآن نقلا للمعرفة"، محذرا من أن إيران يمكن أن تراقب أداء مسيراتها التي يطلقها الروس بالعشرات على أوكرانيا، وأن الخطر من ذلك يكمن في الدروس التي قد تستخلصها طهران وتستفيد منها في الشرق الأوسط.

كما تعمل الصين وروسيا معا على إنتاج مسيرات غير فتاكة بشكل مشترك داخل روسيا، وفقا لمسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أميركيين وكوريين جنوبيين يعتقدون أن روسيا يمكنها أن تزود بيونغ يانغ بتكنولوجيا الفضاء وغيرها من الأنظمة المتقدمة مقابل ذخيرة مدفعية وصواريخ باليستية قصيرة المدى يقولون إن كوريا الشمالية زودتها بها في الحرب بأوكرانيا.

كما ترسل كوريا الشمالية عمالا إلى روسيا لمساعدتها في تشغيل خطوط إنتاج الأسلحة، وفي مقابل ذلك تزود موسكو بيونغ يانغ بكميات كبيرة من زيت الوقود، كما يقول بعض المسؤولين الأميركيين.

لا ترقى لتحالف عسكري

ومع ذلك، يرى مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن العلاقات الأمنية الموسعة بين روسيا وكوريا الشمالية وإيران والصين لا ترقى حتى الآن إلى تحالف عسكري رسمي، مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الغرب.

ونسبت الصحيفة إلى سومي تيري، المسؤولة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) والبيت الأبيض، وصفها للعلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية وحتى الصين بأنها "زواج مصلحة قائم على تقارب أو توافق المصالح والأهداف في الوقت الحالي، وليس علاقة حب عاطفية".

غير أن "وول ستريت جورنال" تؤكد ظهور معالم أولية جديدة لمحور جديد يتشكل، مع مؤشرات على تعاون إستراتيجي ودبلوماسي أوسع نطاقا. وذكرت -نقلا عن مسؤولين غربيين وبيانات جمركية- أن الصين هي أحد أهم الأطراف في الجهود لتعزيز العلاقات التجارية مع الدول التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، من بينها روسيا وإيران وفنزويلا، باعتبار أن ذلك يمثل درعا واقية ضد التحركات المالية لواشنطن.

وقال مسؤولون أميركيون، نقل عنهم تقرير الصحيفة، إن المساعدات التي قدمتها الصين ساعدت الإنتاج العسكري الروسي على الانتعاش بأسرع مما توقعته أجهزة المخابرات الأميركية، كما أنها أرسلت شحنات ضخمة من المعدات ذات الاستخدام المزدوج، بما في ذلك الأدوات الآلية، والإلكترونيات الدقيقة لصناعة الدفاع الروسية، وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية للدبابات والمركبات المدرعة، والمحركات التوربينية لصواريخ كروز.

كما أنها تساعد روسيا في تحسين أقمارها الاصطناعية وقدراتها الفضائية الأخرى لاستخدامها في أوكرانيا، حسبما قال المسؤولون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

ريال مدريد يقلّد غريمه برشلونة في إعادة بناء الملكي

يخطط فريق ريال مدريد لكرة القدم لاتباع النهج نفسه، الذي نجح من خلاله غريمه برشلونة في بناء فريق قوي تمكّن من التتويج بثلاثة ألقاب محلية.

وقلب برشلونة كل التوقعات المتشائمة حول مستقبل الفريق، التي طُرحت صيف عام 2024 بسرعة قياسية، ففي وقت كان يُنظر فيه إلى ريال مدريد الملّقب بـ"الملكي" كمرشّح أبرز للفوز بجميع الألقاب، خاصة أنه عزز صفوفه بنجم عالمي بقيمة كيليان مبابي، فإن الفريق الكتالوني تُوّج بكل الألقاب المحلية على حساب "الميرنغي"، كما تفوّق عليه في جميع المواجهات المباشرة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لامين جمال نجم برشلونة يجني عشرات ملايين اليوروهات خارج الملعبlist 2 of 2شاهد.. رافينيا هداف برشلونة يقطع ملعب "مونتجويك" على ركبتيه بعد التتويج بالليغاend of list

وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية أن ريال مدريد يريد "تقليد إعادة البناء السريعة لبرشلونة"، باتباع عدد من الخطوات نستعرضها في السطور التالية:

التعاقد مع مدرب ناجح من الدوري الألماني

اختار ريال مدريد لاعبه السابق تشابي ألونسو والمدرب الحالي لباير ليفركوزن لخلافة المدرب الحالي كارلو أنشيلوتي في تدريب الفريق الملكي.

فليك مدرب برشلونة (يمين) تفوق بشكل واضح على أنشيلوتي مدرب ريال مدريد هذا الموسم (رويترز)

ويأمل ريال مدريد في أن يُحدث ألونسو صدمة إيجابية مماثلة لتلك التي فعلها هانسي فليك المدرب السابق لبايرن ميونخ مع برشلونة هذا الموسم، خاصة أن الأول لعب خلال مسيرته تحت قيادة مدربين كبار أمثال بيب غوارديولا، وجوزيه مورينيو وأنشيلوتي، لكن سمعته كمدرب صنعها بنفسه، بعد أن قاد باير ليفركوزن للتتويج بالثنائية المحلية (الدوري والكأس في ألمانيا) موسم 2023-2024.

إعلان الاعتماد على أكاديمية النادي

في مبارياته الأخيرة مع الفريق قبل رحيله إلى البرازيل، بدأ أنشيلوتي في منح الفرصة للاعبين من أكاديمية ريال مدريد أمثال جاكوبو رامون، وخوان مارتينيز وغونزالو غارسيا، ومن قبلهم راؤول أسيسينو الذي خاض عددا أكبر من الدقائق.

جاكوبو رامون من المواهب التي يسعى ريال مدريد للاستفادة منها في المستقبل (رويترز)

ويأتي ذلك في سعي النادي إلى تكرار تجربة نجوم برشلونة الشباب الذين تخرّجوا من لا ماسيا، ثم أصبحوا أعمدة رئيسية للفريق الأول أمثال لامين جمال وباو كوبارسي ومارك كاسادو وغافي وفيرمين لوبيز وأليخاندرو بالدي.

استعادة مواهب النادي من الفرق الأخرى

بعد سنوات من سياسة التعاقد مع النجوم الجدد بضم لاعبين أمثال جود بيلينغهام وكيليان مبابي يبدو أن ريال مدريد يخطط لإعادة بعض مواهبه التي نشأت في أكاديميته وبرزت في أندية أخرى.

كاريراس لاعب ريال مدريد السابق (يمين) مرشح للعودة في الموسم المقبل (رويترز)

وينوي ريال مدريد حاليا استعادة ظهيره السابق ألفارو كاريراس من بنفيكا البرتغالي ونيكو باز من كومو الإيطالي، وهي خطوة كان برشلونة سبّاقا فيها بعد التعاقد مع داني أولمو، الذي نشأ في لا ماسيا ثم رحل ليتطوّر في دينامو زغرب الكرواتي ولايبزيغ الألماني.

هويسين ضد كوبارسي

في سعيه لإيجاد نسخة شابة من كوبارسي قلب دفاع برشلونة، تعاقد ريال مدريد رسميا مع دين هويسين مدافع بورنموث مقابل 59 مليون يورو، وفي صفقة ستدخل حيز التنفيذ بدءا من بداية شهر يونيو/حزيران المقبل.

البحث عن بيدري جديد

يبحث ريال مدريد بجدية عن لاعب وسط مثل بيدري لاعب برشلونة، يكون قادرا على التحكم في إيقاع الأداء، ويضفي طابعا عقلانيا على الفريق الملكي الذي سيطر عليه الجانب البدني مؤخرا.

جاء ذلك بعد عبارات المديح والإطراء التي انهالت على بيدري مؤخرا من توني كروس الذي يُعد واحدا من رموز ريال مدريد، والتي كانت تصريحاته بمثابة "قنبلة" اتجاه سياسات إدارة "الميرنغي".

الدولي الألماني أنغيلو ستيلر (يمين) داخل دائرة اهتمام ريال مدريد (رويترز)

وحسب الصحيفة الإسبانية، فإن أحد أبرز الأسماء المرشحة للعب هذا الدور مع ريال مدريد هو أنغيلو ستيلر (24 عاما) لاعب شتوتغارت الألماني.

لامين جمال آخر!

يبدو هذا الملف شائكا للغاية بالنسبة لريال مدريد، لأنه لا يمتلك لاعبا من هذا الطراز في أكاديميته، وقد سعى إليه في السنوات الماضية من خلال التعاقد مع المواهب الخارجية مثل الثلاثي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريغو غوس وإندريك، وحصل عليهم بالفعل في سن مبكرة.

إيجاد لاعب بمواصفات لامين جمال (وسط) يبدو مهمة صعبة على ريال مدريد (رويترز)

وبات لامين جمال (17 عاما) اللاعب الأكثر تأثيرا في عالم كرة القدم في الموسم الحالي، إذ نشأ في لا ماسيا تماما مثل ليونيل ميسي، وبات مرشحا فوق العادة للفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.

إعلان

مقالات مشابهة

  • صور فضائية تكشف حجم "الكارثة التي أغضبت زعيم كوريا الشمالية"
  • إعادة بناء.. أول تعليق من سوريا بعد رفع العقوبات الأمريكية
  • شركة الكهرباء تعلن بدء إعادة بناء الجناح الشرقي للشبكة
  • هل تتعلّم سوريا السر من ألمانيا وكوريا؟
  • كوريا الشمالية.. حادث غامض خلال تدشين مدمرة بحرية يشعل غضب الزعيم
  • “حماية أميركا” .. ترمب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»
  • ما الدولة التي تراهن عليها أميركا للتحرر من هيمنة الصين على المعادن النادرة؟
  • هل تُنقذ إندونيسيا أميركا من فخ المعادن الصيني؟
  • روسيا تعلّق على مشروع القبة الذهبية الأميركية
  • ريال مدريد يقلّد غريمه برشلونة في إعادة بناء الملكي