سواليف:
2025-10-15@20:03:01 GMT

خاطرة

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

#خاطرة

د. #هاشم_غرايبه

حقاً لقد جاوز الظالمون المدى، فقد أعملوا حقدهم تقتيلا وتدميرا طوال تسعة أشهر، لم يردعهم فيه ضمير ولا أعراف ولا قوانين، وفي نيتهم إخضاع شعب لجبروتهم وكبرهم، بعد إذ لم ينفع حصار عشرين عاما على تركيعهم، وعلة صمود هؤلاء كانت اعتناقهم عقيدة الله أكبر، التي أعزتهم بعد إذ علمتهم أن لا يركعوا إلا لله.


بعد الفشل الذريع في تحقيق كل ما أمله أهل الباطل والبغي، من دعمه غير المحدود للكيان اللقيط، الذي يمثل مخلب تحالف معسكر الشر في كسر شوكة أهل الحق، والذي يمثل قطاع غزة معقلهم الأخير وعنوان كرامتهم، لم يبق إلا إعلانهم خسارة هذه المعركة، وانكفائهم مدحورين.
وعلمنا التاريخ أن الاندحار عواقبه أشد وطأة من الانهزام عسكريا، فغزوة الأحزاب التي اندحر فيها المشركون والمنافقون، رغم أن ذلك لم يكن بعد مواجهة قتالية طاحنة، لكنها كانت ايذانا بتغير موازين القوة.
كما أن اندحار الألمان عن ليننيغراد لم يكن عن انهزام في مواجهة عسكرية، بل بسبب فشلهم في كسر صمودها، لكنها كانت بداية الانهزام الألماني كله.
العالم الآن بأجمعه ينتظر هذا الإعلان، والذي بات مؤكدا، ولا يؤخره سوى البحث عن صيغة تحفظ ماء الوجوه الكالحة العديدة التي راهنت على هزيمة المقاومة، ولذلك لن تكون الصيغة المعلنة لانتهاء هذه الحملة، باستخدام عبارات صريحة، بل ستكون بإعلان غير معزز بالأدلة والوقائع بالقضاء على القوة الضاربة للمقاومة الإسلامية، وقد يرافق ذلك إجبار النتن ياهو ورهطه على التخلي عن السلطة، وتسليمها لفريق ثان يأملون أنهم سيكونون أقل فشلا.
استباقا لذلك، فعلى أولي الألباب استخلاص العبر واستنباط الدروس من هذه المنازلة التي لن تكون قطعا الأخيرة، وأهمها:
1 – سقطت مقولات كثيرة جرى العمل بدأب على ترسيخها في صميم الذاكرة الجمعية للأمة، وأولها أن هذا الكيان اللقيط الذي زرع في قلب الأمة كشوكة ناتئة، ما كان له أن يبقى كل هذا الوقت، لو كانت هنالك إرادة صادقة لدى أصحاب القرار (الأنظمة السياسية العربية) بإزالته، فالتفوق العسكري لهذا الكيان في أوجه الآن، والدعم الغربي له كاسح وسافر، لكن كل ذلك لم يصمد أمام الإرادة والعزيمة إن كانت مدججة بالعقيدة الإيمانية، فهاهي اليد العارية قد لاطمت المخرز وكسرته.
2 – كما انكشف ادعاء الأنظمة العربية بأن انسحابها في عام 67 واحتلال أجزاء هامة من أراضيها، كان بسبب فقدان الغطاء الجوي، فلم تكن القوة الجوية للعدو آنذاك بهذا التفوق الساحق كما اليوم، وقد كان بالإمكان تحييدها بالدفاعات الأرضية، وكان بمقدور الطيارين العرب تعويض الفارق التقني لطائرات العدو بالشجاعة والبسالة المعروفين بها، وفوق ذلك كله فطيران اليوم يقصف من ارتفاعات عالية، وبذخائر هائلة التدمير، وبدقة عالية معززة بالأقمار الصناعية، ولديه من الأسلحة المتطورة ما يمكنه من تحييد الدفاعات الأرضية والجوية، لكننا رأينا كل ذلك لم ينفع في دعم القوات الأرضية المدججة بالدروع الفائقة المناعة، فقد تمكن المقاومون باستثمار السلاح الأهم وهو الشجاعة والإقدام طلبا للشهادة، تمكنوا بأسلحة يدوية بسيطة من إبطال كل التكنولوجيا المتقدمة التي يختبئ وراءها أفراد العدو خوفا من الموت.
3 – لم تعد من ذريعة للمنبطحين المطبعين، الذين كانوا يخشون أن تصيبهم دائرة، فبادروا الى الاستسلام قبل المواجهة، فهاهم المقاومون قاتلوا بكل ما تمكنوا من صنعه، وصمدوا على الحصار والتجويع، فكافأهم الله بنصره الذي وعد به عباده المؤمنين.
ها قد أصبحت الوصفة واضحة ومثبتتة بالوقائع لكل من أراد لشعبه العيش الكريم، ولوطنه الكرامة والسؤدد، وأخلص النية في صدق ولائه لأمته وليس لأولي نعمته وراء البحار.
تتلخص الوصفة بإخلاص الحاكم في نية خدمة الوطن والمواطن، وليس همُّه الأول الاستئثار بالكرسي وتوريثه، بل استحقاقه عن جدارة وبرغبة من شعبه، وذلك لن يتم إلا باتباع العقيدة التي اختاروها عن قناعة وسيضحون بأنفسهم لأجلها إن لزم الأمر، ويثبت ذلك عمليا وليس ادعاء وتظاهرا، باتباعه منهج الله في الحكم وليس منهج المستعمر.
هذا هو مفتاح النجاح، لأن كل متطلبات النهضة من استقلال سياسي واقتصادي، وارتقاء بالمجتمع علميا وتقنيا سيكون منتجا فوريا.
فعلاوة على أن منهج الله فيه الفلاح والصلاح، فالله ينصر من اتبعه ولواجتمعت عليه كل قوى الشر والجبروت.

مقالات ذات صلة جيشُ الدولة ينهارُ ودولةُ الجيش تفشلُ 2024/06/20

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

قراءة قانونية للموازنة: تُقرّ عبر البرلمان وليس عين التينة

شكلت الموازنة عنوان التجاذب السياسي المرجح أن يتصاعد بعدما كشفت مواقف أمس، عن تمسك "الثنائي الشيعي" بتضمين الموازنة بنوداً واضحة لإعادة الإعمار في الجنوب كي يتم تمريرها، بينما لم يستبعد بعض مؤيدي الحكومة أن تقف الموازنة عند أبواب مجلس النواب.
وكتب سعيد مالك في"نداء الوطن":
لوّح الرئيس برّي بِعَدَم تمرير موازنة العام 2026 في المجلس النيابي، في حال لم تتضمّن بندًا يتعلّق بإعادة إعمار المناطق التي دمّرها العدوان الإسرائيلي على لبنان.
ولا أعتقد أن الرئيس برّي غاب عن باله، أن الدستور مَنَحَ الموازنة موقعًا استثنائيًا نظرًا لأهمّيتها، فنصّ في المادة 32 منه على تخصيص جلسات العقد الثاني لمجلس النوّاب للبحث في الموازنة والتصويت عليها قبل كلّ عمل آخر. من ثمّ ذَهَبَ أبعد من ذلك في إعطاء الأولويّة للموازنة على ما عداها. فجاء في المادة 86 من الدستور أنه إذا لم يبتّ مجلس النواب في الموازنة نهاية العام، فرئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس الحكومة يدعو المجلس فورًا لعقد استثنائيّ يستمرّ لغاية نهاية شهر كانون الثاني لمتابعة درس الموازنة. تحت طائلة إصدار الموازنة بمرسوم.
وبالتالي، لا يحق لرئيس مجلس النواب التلويح بعدم إقرار الموازنة. لأن إقرارها موجب دستوري. وعدم إقرارها يسمح في إصدارها بمرسوم يصدر عن رئيس الدولة.
هذا مِن جهة، ومِن جهةٍ أُخرى، مِن الثابت أن إقرار الموازنة أم ردّها، هو مِن صلاحية الهيئة العامة وليس شخص رئيس مجلس النواب على الإطلاق. بالتالي، كان يقتضي على رئيس المجلس التلويح بصلاحيّةٍ يمتلكها، لا أن يستعرض بصلاحية تخُصّ الهيئة العامة. فالمادة86 من الدستور أَوْلَت صلاحية البت بمشروع الموازنة للمجلس النيابي وليس لرئيس المجلس النيابي. فكفى استعراضًا ومُصادرةً لصلاحيات المجلس.
ويبقى السؤال، لماذا انتظر الرئيس برّي إلى ما بعد إقرار مشروع الموازنة في مجلس الوزراء، وإحالتها إلى مجلس النواب، حتى يُثير هذه الزوبعة؟ وهو يُدرِك أن مجلس النواب ليس باستطاعته إضافة أي اعتماد أم زيادة على مشروع الموازنة، عملًا بأحكام المادة 84 من الدستور.
ولو كان الرئيس برّي صادِقًا وجدّيًا بتلويحه، لماذا لم يُوعِز أقلّه إلى وزرائه في الحكومة، ومنهم معالي وزير المال، لِعدم التصويت والمُصادقة على مشروع الموازنة، ما لم تتضمّن بندًا يتعلّق بإعادة الإعمار؟
بالخُلاصة، الموازنة تمرّ عبر بوّابة البرلمان وليس عبر بوّابة عين التينة. والتلويح بعدم تمرير الموازنة ما لم تتضمّن بندًا....كذا.... لا يستقيم. علمًا، أن عدم إقرار الموازنة وعرقلتها له انعكاسات سلبيّة جدًّا على الدولة، ويؤدّي إلى فوضى في المالية العامة. حتى أن الدستور أجاز حلّ مجلس النوّاب في حال ردّه الموازنة برمّتها بِقصد شلّ يد الحكومة عن العمل (البند الرابع من أحكام المادة 65 من الدستور).   مواضيع ذات صلة المنظمة الدولية للاجئين: بيانات إسرائيل بشأن إعلان المجاعة في غزة حملة تضليل مدبرة وليست قراءة خاطئة بحسن نية Lebanon 24 المنظمة الدولية للاجئين: بيانات إسرائيل بشأن إعلان المجاعة في غزة حملة تضليل مدبرة وليست قراءة خاطئة بحسن نية 15/10/2025 06:00:24 15/10/2025 06:00:24 Lebanon 24 Lebanon 24 مساكنة بين عون وسلام ولا سلام بين عين التينة والسراي Lebanon 24 مساكنة بين عون وسلام ولا سلام بين عين التينة والسراي 15/10/2025 06:00:24 15/10/2025 06:00:24 Lebanon 24 Lebanon 24 هكذا ردّت مصادر عين التينة على تغريدة سلام Lebanon 24 هكذا ردّت مصادر عين التينة على تغريدة سلام 15/10/2025 06:00:24 15/10/2025 06:00:24 Lebanon 24 Lebanon 24 إرتياحٌ كبير في عين التينة Lebanon 24 إرتياحٌ كبير في عين التينة 15/10/2025 06:00:24 15/10/2025 06:00:24 Lebanon 24 Lebanon 24 مجلس الوزراء عين التينة الإسرائيلي الجمهوري إسرائيل الثنائي جمهورية قد يعجبك أيضاً جرعة دعم أميركية وفرنسية للبنان وماكرون مصمم على عقد مؤتمرين لدعم الجيش وإعادة الإعمار Lebanon 24 جرعة دعم أميركية وفرنسية للبنان وماكرون مصمم على عقد مؤتمرين لدعم الجيش وإعادة الإعمار 05:04 | 2025-10-15 15/10/2025 05:04:00 Lebanon 24 Lebanon 24 اجتماع "لجنة وقف إطلاق النار" في الناقورة اليوم Lebanon 24 اجتماع "لجنة وقف إطلاق النار" في الناقورة اليوم 05:06 | 2025-10-15 15/10/2025 05:06:00 Lebanon 24 Lebanon 24 اتفاق قضائي لبناني - سوري قريباً ووزير العدل السوري في سجن رومية Lebanon 24 اتفاق قضائي لبناني - سوري قريباً ووزير العدل السوري في سجن رومية 05:08 | 2025-10-15 15/10/2025 05:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مبادرة "اشتراكية" لحل عقدة قانون الانتخابات Lebanon 24 مبادرة "اشتراكية" لحل عقدة قانون الانتخابات 05:11 | 2025-10-15 15/10/2025 05:11:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "مؤتمر بيروت 1" الاستثماري: توقعات تخالف الواقع الاقتصادي Lebanon 24 "مؤتمر بيروت 1" الاستثماري: توقعات تخالف الواقع الاقتصادي 05:52 | 2025-10-15 15/10/2025 05:52:16 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة تصريح مفاجئ لوزير الزراعة عن قضية "مياه تنورين": لم أكن أعلم عندما وقّعت! Lebanon 24 تصريح مفاجئ لوزير الزراعة عن قضية "مياه تنورين": لم أكن أعلم عندما وقّعت! 19:23 | 2025-10-14 14/10/2025 07:23:33 Lebanon 24 Lebanon 24 فيديو من طريق المطار... كان يمرّ بالصدفة وهكذا أنقذه Lebanon 24 فيديو من طريق المطار... كان يمرّ بالصدفة وهكذا أنقذه 14:23 | 2025-10-14 14/10/2025 02:23:30 Lebanon 24 Lebanon 24 توقيف سائق سيارة "تويوتا" في سامي الصلح... ماذا أعلنت قوى الأمن عنه؟ Lebanon 24 توقيف سائق سيارة "تويوتا" في سامي الصلح... ماذا أعلنت قوى الأمن عنه؟ 15:14 | 2025-10-14 14/10/2025 03:14:48 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد قرار وزارة الصحة... هذا ما أعلنته شركة "مياه تنورين" Lebanon 24 بعد قرار وزارة الصحة... هذا ما أعلنته شركة "مياه تنورين" 13:07 | 2025-10-14 14/10/2025 01:07:12 Lebanon 24 Lebanon 24 خبر جديد يتعلّق بـ"مياه تنورين"... إليكم التفاصيل Lebanon 24 خبر جديد يتعلّق بـ"مياه تنورين"... إليكم التفاصيل 18:48 | 2025-10-14 14/10/2025 06:48:07 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 05:04 | 2025-10-15 جرعة دعم أميركية وفرنسية للبنان وماكرون مصمم على عقد مؤتمرين لدعم الجيش وإعادة الإعمار 05:06 | 2025-10-15 اجتماع "لجنة وقف إطلاق النار" في الناقورة اليوم 05:08 | 2025-10-15 اتفاق قضائي لبناني - سوري قريباً ووزير العدل السوري في سجن رومية 05:11 | 2025-10-15 مبادرة "اشتراكية" لحل عقدة قانون الانتخابات 05:52 | 2025-10-15 "مؤتمر بيروت 1" الاستثماري: توقعات تخالف الواقع الاقتصادي 05:44 | 2025-10-15 دعم جنبلاطي مرتقب لارسلان و"عِقَد مُستحيلة" تمنع التحالف مع "التيار" فيديو بالفيديو.. بث مباشر لقمة شرم الشيخ للسلام Lebanon 24 بالفيديو.. بث مباشر لقمة شرم الشيخ للسلام 18:39 | 2025-10-13 15/10/2025 06:00:24 Lebanon 24 Lebanon 24 "الشتاء جايي"... فاستعدّوا للغرق بالنفايات لا بالأمطار! Lebanon 24 "الشتاء جايي"... فاستعدّوا للغرق بالنفايات لا بالأمطار! 20:30 | 2025-10-07 15/10/2025 06:00:24 Lebanon 24 Lebanon 24 "نجم جنتلمان".. إعلامية وابنة ممثلة سورية بطلة "فيديو كليب" راغب علامة (فيديو) Lebanon 24 "نجم جنتلمان".. إعلامية وابنة ممثلة سورية بطلة "فيديو كليب" راغب علامة (فيديو) 08:56 | 2025-10-03 15/10/2025 06:00:24 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: الجثة الرابعة التي سلّمتها حماس تعود لـ"عميل" وليس لجندي
  • الريشة السوداء لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة التي تمشي
  • الملك عبد الله الثاني صوت الحقيقة التي هزمت أكاذيب نتنياهو وحكومتة المتطرفة .
  • قراءة قانونية للموازنة: تُقرّ عبر البرلمان وليس عين التينة
  • إبراهيم رضا: من لم يشكر القيادة التي حفظت الوطن لم يشكر الله
  • دينا أبو الخير: الزواج مسؤولية وليس شكليات ومظاهر
  • بعد حضوره قمة شرم الشيخ.. ترامب: نتحدث عن إعمار غزة وليس حل الدولتين وأتفق مع الأقوياء
  • تقرير أمريكي: القوة الحقيقية لفلسطين في صمود المقاومة المسلحة وليس المفاوضات
  • يد الله كانت معنا اليوم.. نشأت الديهي يهنيء الرئيس السيسي بتوقيع اتفاق السلام
  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة