الجوع قتل الصغار والكبار.. صرخات استغاثة من أهالي شمال غزة للعالم
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
أطفال بهياكل عظمية، وآخرون يقفون في طوابير للحصول على بعض الطعام ليخفف عنهم ألم الجوع أو جرعة ماء علها تطفئ بعض ظمئهم، ومشاهد أخرى لأطفال وهم يلتقطون ما بقي من حبات أرز في قِدْر.
وثمة مقاطع تظهر عجز الآباء عن توفير كميات قليلة من الأكل لينقذوا بها حياة من تبقى من أفراد أسرهم، وصرخات استغاثة من أمهات لإنقاذ حياة أطفالهن بسبب سوء التغذية والجوع القاتل.
A post shared by Mousa SaIem |موسى سالم???? (@mousa_salem__)
هذه المشاهد جميعها وثقتها عدسات المصورين لتفاقم المجاعة في شمال قطاع غزة الذي يتعرض للحصار الخانق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة أشهر.
ومع انتشار الكثير من الصور الصادمة القادمة من غزة على منصات التواصل الاجتماعي، أطلق جمهور منصات التواصل هاشتاغ "شمال غزة يموت جوعًا"، من أجل نقل معاناة الأهالي وتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها الناس.
تخطينا مرحلة خذلانهم
الخذلان أن لا نُعطيهم السلاح
أما أن يموتوا من الجوع فهذا اسمه العار!#شمال_غرة_يموت_جوعًا pic.twitter.com/yT7cVX0a0z
— أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) June 20, 2024
وتداول الناشطون مقاطع توثق المجاعة التي يعاني منها أهالي الشمال بسبب الحصار الإسرائيلي، ونشر مراسل الجزيرة أنس الشريف صورة طفل قد برزت عظامه وغارت عيناه وشحب وجهه وتجعد جلده وكأنه هيكل عظمي، بسبب نفاد الغذاء.
وعلق الشريف على الصورة بالقول "الأطفال بتموت من الجوع، هذا الطفل بجسده الهزيل يشرح المعاناة بتفاصيلها الموجعة والمؤلمة!".
الأطفال بتموت من الجوع
في ظل انهيار المنظومة الطبية في شمال قطاع غزة واشتداد المجاعة وانتشار الأوبئة تزداد معاناة المرضى لنقص الإمكانيات وعدم توفر العلاج والغذاء المناسب لهم.
هذا الطفل بجسده الهزيل يشرح المعاناة بتفاصيلها الموجعة والمؤلمة! pic.twitter.com/7x0fgGJeX0
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) June 22, 2024
ونشرت صفحات محلية أيضا مقطعا يظهر شابا من شمال غزة وهو يبكي طفلته المُعرضة للموت بسبب الجوع وسوء التغذية.
View this post on InstagramA post shared by شبكة قدس | Quds network (@qudsn)
أما الصحفي موسى سالم فنشر مقطع فيديو عبر حسابه على إنستغرام يظهر مجموعة من الأطفال وهم يمسحون بأيديهم الصغيرة ما تبقى من بقايا الأرز في وعاء للطبخ، وعلق عليه بالقول "جوع وفقر وغياب تام لأدنى أساسيات الحياة شمال قطاع غزة".
View this post on InstagramA post shared by Eye On Palestine (@eye.on.palestine)
واشتكى الصحفي أسامة العشي حالة الجوع التي يعيشها مع أفراد أسرته بسبب الحصار الإسرائيلي وكتب "أنا الصحفي أسامة العشي من مدينة غزة، جعان كتير، وعندي جنين في بطن زوجتي كمان جعان كتير، وزوجتي كتير خايف عليها لانها جعانة كتير، أهلي وصحابي وجيراني جعانين كتير".
"الجوع قتل الصغار والكبار يا عالم".. بهذه العبارة وجهت سيدة غزية من شمال القطاع استغاثتها للعالم بسبب المجاعة التي تفتك بالناس من حولها.
"الجوع قتل الصغار والكبار"… صرخة حاجة فلسطينية من غزة عن المجاعة التي تفتك بالناس#شمال_غزة_يموت_جوعاً#أنقذوا_شمال_غزة pic.twitter.com/AnhYt0yRpp
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 23, 2024
ونشر ناشطون أيضا مقاطع فيديو تظهر وفاة أطفال في شمال غزة بسبب سوء التغذية الناتج عن سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي بحق السكان.
استشهاد طفلة في مستشفى كمال عدوان شمال غزة بسبب سوء التغذية الناتج عن حرب التجويع التي ينفذها جيش الاحتلال#شمال_غرة_يموت_جوعاً pic.twitter.com/5ZSHHZOwhs
— ⩜⃝ علياء???????? (@Shensawee) June 22, 2024
معاناة أهالي شمال غزة مع الجوع بسبب الحصار الإسرائيلي منذ بدء العدوان لا يمكن لتقرير واحد أن يسلط الضوء عليها، ففي كل شارع وحي ومنطقة في الشمال توجد مئات القصص وعشرات الشهادات والمقاطع التي تحكي واقع أليم يعيشه سكان شمال غزة بسبب نقص الطعام والغذاء والدواء جراء الحصار المفروض عليهم من قِبَل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
View this post on InstagramA post shared by حسام شبات (@hossam_shbat)
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات شمال غزة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
مجموعة الأزمات: غزة تقترب من الجوع الجماعي وشروط إعلان المجاعة متحققة
حذرت مجموعة الأزمات الدولية من أن ملامح المجاعة الكاملة بدأت تتجسد على الأرض في قطاع غزة، وسط تصاعد خطر الجوع الجماعي ووصول الأوضاع الإنسانية إلى مرحلة حرجة غير مسبوقة، نتيجة فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا مطبقا على غزة منذ مارس/آذار الماضي.
وقال الخبيران في مجموعة الأزمات روبرت بليتشر وكريس نيوتن إن تقارير الأمم المتحدة تؤكد أن المجاعة أصبحت شبه حتمية ما لم يحدث تدخل فوري وشامل، معتبرين أن السياسات الإسرائيلية المفروضة على القطاع قد تكون بلغت نهايتها المأساوية، بعد أن تحوّلت سياسة تقييد الإمدادات إلى كارثة إنسانية فعلية.
وجاء في تقرير للمجموعة -نشر اليوم الخميس على موقعها، بعنوان "غزة تواجه أسوأ مراحل المجاعة"- أن البيانات الأخيرة تشير إلى أن قطاع غزة تجاوز اثنين من أصل 3 معايير أساسية تعتمدها الأمم المتحدة لإعلان المجاعة، مما يؤكد أن الكارثة لم تعد مجرد احتمال، بل واقع يتفاقم يوما بعد آخر.
وأكد الخبيران أن سياسة تقييد الإمدادات المفروضة على غزة أوصلت القطاع إلى نقطة النهاية المأساوية، وأن المجاعة لم تعد احتمالا بعيدا بل صارت واقعا يتكشف مع ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الجوع.
ونقلت المجموعة عن نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) التابع للأمم المتحدة تحذيرا صريحا في 29 يوليو/تموز الجاري، يشير إلى أن غزة تسير بسرعة نحو المجاعة، وأن لجنة مراجعة المجاعة (FRC) التابعة للأمم المتحدة اعتبرت وقوع المجاعة "حتميا" في حال لم يتم التدخل فورا.
وبيّن تقرير المجموعة -استنادا إلى تقييمات رسمية صدرت في مايو/أيار الماضي- أن نظام توزيع المساعدات القائم على التنسيق الأميركي-الإسرائيلي من خلال ما يعرف بمؤسسة غزة الإنسانية لم ينجح في حماية السكان من الجوع الجماعي، بل كان من شأنه أن يزيد تفاقم الكارثة.
إعلانوأكد محللا المجموعة أن هذا النظام لم يُجرب مسبقا، وجاء في وقت ذروة التدهور الإنساني، مما حوّل نقاط توزيع المساعدات إلى بؤر للفوضى والعنف ومصائد للموت تحت أنظار القوات الإسرائيلية، بينما تُرك شمال قطاع غزة يواجه الانهيار الكامل بسبب تركيز المساعدات في الجنوب.
ومؤسسة غزة الإنسانية شركة أميركية يقع مقرها في جنيف بسويسرا، وتأسست في فبراير/شباط 2025، وهدفها المعلن هو ضمان وصول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة من دون وقوعها في أيدي عناصر المقاومة، لكنها منذ بدء عملها تعرضت لانتقادات كثيرة من قبل الأمم المتحدة وغيرها بسبب الفوضى والعنف وعمليات التدافع الناتجة عن قلة الإمدادات ووجود القوات الإسرائيلية التي تطلق النار على الناس.
مؤشرات إعلان المجاعة
وتوضح التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن قطاع غزة تجاوز 2 من أصل 3 مؤشرات أساسية لإعلان المجاعة رسميا، وحسب محللي مجموعة الأزمات الدولية فإن الكارثة أصبحت واقعا يعيشه الفلسطينيون في غزة.
وتقول مجموعة الأزمات إنه وفق أحدث بيانات نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن ربع أسر غزة تعاني من فجوات حادة في استهلاك الغذاء، في حين لم تتعد النسبة 4% في أبريل/نيسان الماضي، وهو ما يفوق العتبة الأممية المحددة بـ20%.
كما بلغ معدل سوء التغذية الحاد لدى الأطفال في غزة 16.5% حسب قياس محيط منتصف الذراع مطلع يوليو/تموز الجاري، متجاوزا المستويات المعتمدة عالميا لتصنيف المجاعة.
أما المؤشر الثالث، المتعلق بعدد الوفيات اليومية غير العنيفة، فلا يزال من الصعب توثيقه رسميا نتيجة القيود الإسرائيلية على جمع البيانات، إلا أن تقارير المستشفيات المحلية أظهرت بوضوح وفاة عشرات من سكان القطاع بسبب الجوع، وارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه وانتشار الإسهال، مما يجعل التدهور متسارعا وخطيرا للغاية.
جذور الأزمة الإنسانية
وترجع مجموعة الأزمات الدولية جذور الكارثة الراهنة إلى سياسات ممنهجة يتبعها الاحتلال الإسرائيلي، حيث أبقت أكثر من 2.1 مليون فلسطيني رهن الجوع المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، عبر فرض 3 موجات متتالية من الحصار المشدد.
وأشارت المجموعة إلى أن التخفيفات الجزئية للقيود لم تتحقق إلا للرد على تحذيرات منظمات الأمم المتحدة مع تكرار المشهد في مارس/آذار ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، ثم في مايو/أيار 2025، إلا أن كل دورة إغلاق جديدة كانت تدفع السكان نحو مزيد من الإنهاك والهشاشة.
كما لفت المحللان إلى تصريحات رسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تؤكد أن المساعدات الإنسانية كانت مجرد أداة ضغط لأجل نقل السكان نحو الجنوب، حيث يظهر الواقع أن وعود الإغاثة الشاملة لم تترجم فعليا على الأرض، وأن معظم ما حصل عليه السكان في الشمال هو الجوع والموت عند نقاط التوزيع القليلة تحت التهديد والفوضى.
ويخلص تقرير مجموعة الأزمات إلى أن كارثة الجوع الجماعي في غزة أصبحت حقيقة تتفاقم يوميا، وأن التعاطي الدولي مع الأزمة لم يرقَ بعد إلى مستوى خطورة الوضع. محذرا من أن أعداد الضحايا قد ترتفع بشكل مأساوي في الأسابيع المقبلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
إعلانيذكر أن نتنياهو أعلن في 27 يوليو/تموز الجاري عن تخفيف بعض القيود المتعلقة بوصول المساعدات للقطاع، وهو بذلك يعيد السيناريو المتكرر: استجابة شكلية للضغوط الدولية التي سرعان ما تتضح محدوديتها فعليا.
ولذلك يؤكد مراقبون أن غزة اليوم تقف على حافة الانهيار الكامل، ولا سبيل لوقف هذا الانحدار الكارثي سوى باستجابة إنسانية عاجلة وشاملة، تقودها الأمم المتحدة وتترافق مع وقف فوري للعمليات القتالية.