التجارة تضبط مستودعاً لجمع الإسفنج من النفايات وإعادة تغليفه .. فيديو
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
الرياض
كشفت وزارة التجارة أن فرقها الرقابية بالعاصمة المقدّسة ضبطت مستودعاً تديره عمالة مخالفة يجمعون الإسفنج من النفايات والمرادم.
وقالت الوزارة عبر الحساب الرسمي على موقع اكس “ضبطناهم في مستودع يقومون بإعادة تغليف الإسفنج التالف والمستخدم.
وأضافت “التجارة”: صادرنا 1900 مرتبة و2700 متر أقمشة ومكائن وأدوات تُستخدَم للغش.
ولفتت إلى أنها قامت بإغلاق الموقع، وإحالة المخالفين لتطبيق العقوبات الرادعة بحقهم.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/06/0iEeMDR4jPXYI58W.mp4المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الإسفنج العاصمة المقدسة النفايات مستودع وزارة التجارة
إقرأ أيضاً:
من النصر المطلق إلى الخيبة المطلقة
مع إعلان ترامب ونتنياهو يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025، نهاية حرب غزة رسميًّا، يدخل القطاعُ بذلك مرحلة جديدة يحدوها الأمل في استعادة الهدوء والسَّلام بعد سنتين كاملتين من حرب الإبادة التي أكلت الأخضر واليابس ودمّرت نحو 90 بالمائة من مباني غزة وبنيتها التحتية وأوقعت ربُع مليون فلسطيني بين شهيد ومفقود وجريح.
الآن يمكن لـ2.3 مليون فلسطيني العودة إلى ديارهم المهدَّمة ونصب خيام فوق أنقاضها في انتظار بدء إزالة قرابة 40 مليون طنّ من الركام والشروع في إعادة الإعمار وتصليح شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي وإعادة بناء المدارس والمستشفيات وإصلاح الطرقات وبعث مظاهر الحياة من جديد في غزّة المدمَّرة، وفي هذا إيذانٌ نهائي بتبدُّد وهم “النصر المطلق” الذي قال نتنياهو إنّه سيحقّقه على حماس، وفشلِ مشروع التهجير وعودة الاحتلال والمستوطنات، ونهاية حلم “ريفييرا الشرق الأوسط”، وهذا كلّه بفضل الصمود الأسطوري للفلسطينيين على أرضهم برغم وحشية المجازر وقسوة التجويع وهول التدمير…
الاحتلالُ فشل في تحرير أسراه بالقوة كما وعد، ولم يحرِّرهم في آخر المطاف إلا بموجب صفقة أنهت الحرب وفكّت أسْر 1968 فلسطيني آخر، منهم 250 من المحكوم عليهم بالمؤبّد عدّة مرات. وبرغم أنّ المقاومة لم تنجح في تبييض سجون الاحتلال أو حتى إجباره على إطلاق سراح كبار قادة الحركة الأسيرة وفي مقدّمتهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وقادة “القسام” المسجونين وجثماني يحيى ومحمد السنوار، إلا أنّها فضّلت التنازل مؤقتا عن هذا الشرط لإتمام صفقة تبادل الأسرى بغية سدّ الذرائع أمام الاحتلال الذي كان يأمل في تصلّب المقاومة على موقفها لنسف اتفاق وقف إطلاق النار وخطة ترامب في بدايتها واستئناف الحرب بعد تحميل المقاومة مسؤولية ذلك، وهو ما تفطّنت إليه وأنجزت صفقة التبادل وفق قاعدة “ما لا يُدرك كلّه لا يُترك جلُّه”، وتركت مسألة تبييض السُّجون والإفراج عن كبار القادة إلى مرحلة لاحقة تتحسّن فيها الظروف، فالأهمّ الآن هو وقفُ حرب الإبادة الجهنّمية التي أوقعت دمارا هائلا بغزة وخسائرَ فادحة بالمدنيين الفلسطينيين، ومن ثمّ تمكينهم من التقاط أنفاسهم، وتضميد جراحهم، والعودة إلى بيوتهم، وإلى حياتهم اليومية التي تضرّرت بشدّة طيلة سنتين كاملين من حرب الإبادة التي تجاوز فيها العدوّ كل الخطوط الحُمر وعاقب جماعيًّا 2.3 مليون إنسان أمام أنظار العالم كله من دون أن يغيثه أحد.
انتهت الحرب إذن من دون أن يتمكّن الاحتلال من تحقيق أهدافه، وفي مقدّمتها تحقيق “النصر المطلق” على المقاومة والقضاء عليها أو إجبارها على الاستسلام وإلقاءِ سلاحها ونفي قادتها إلى الخارج، وتحرير أسراه بالقوة، وتهجير الفلسطينيين من غزة، وإعادة احتلالها وملئها بالمستوطنات كما كانت قبل انسحابه في أوت 2005 أو أكثر… اليوم تكسّرت أحلام نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وكبار المتطرِّفين اليمينيين الصهاينة في تهجير سكان غزة، ثم سكان الضفة الغربية لاحقًا ومن ثمّ تصفية القضية الفلسطينية لصالحهم إلى الأبد، وهذا الإخفاقُ الصهيوني المدوّي هو مكسبٌ كبيرٌ حقّقه الفلسطينيون بصمودهم على أرضهم.
ويتعزّز هذا المكسب الهامّ، بإنهاء عمل ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” الأمريكية الإجرامية التي انهارت فور وقف إطلاق النار، وعودة العمل تدريجيًّا بنظام التوزيع القديم الذي تشرف عليه الهيئات الأممية لتتدفّق المساعدات بلا قيود من المعابر وفي مقدّمتها معبر رفح ودخول نحو مئات الشاحنات يوميًّا، وهذا ما سينهي المجاعة بغزة بعد أن فتكت بحياة 463 فلسطيني وحوّلت الآلاف إلى هياكل عظمية.
وتسمح نهاية الحرب للمقاومة أيضا بالتقاط أنفاسها، وإعادة تنظيم صفوفها، وتجنيد مقاتلين جدد مكان آلاف المقاومين الشهداء، وإعادة تأهيل الأنفاق وترميم قدراتها العسكرية استعدادا للجولات القادمة، فالعدوّ لن يتركها وشأنها أبدا بعد غزوة 7 أكتوبر التي تأكّد أنها مجرّد أنموذج حيّ لكيفية تدمير جيشه وتحرير فلسطين كلّها مستقبلا.
هذه المكاسبُ غير هيّنة، وهي تبرّر كلّها تنازل المقاومة عن تحرير كبار الأسرى الفلسطينيين في هذه الجولة، مؤكّدة أنّها لن تتخلى عنهم وستواصل السعي لتحريرهم مستقبلا، متى كانت الظروف أفضل، أمّا الآن فيكفي وقفُ الحرب ومنع إبادة سكان غزة أو تهجيرهم.. المقاومة كانت تحارب وحدها في ظل خذلان عربي وإسلامي مطلق وخيانة صارخة وتواطؤ أمريكي وغربي فاضح مع الاحتلال، وصمودُها عامين كاملين أمام أحد أقوى الجيوش في العالم ومدعوم بأحدث الأسلحة الأمريكية والغربية وأشدّها تدميرا وفتكا، يعدُّ نصرا في حدّ ذاته، والضررُ الأشدّ يُدفع بالضرر الأخفّ، والمعركة مع الاحتلال متواصلة لأجيال، كما تواصلت ثورات الجزائريين ضدّ الاستعمار الفرنسي طيلة 132 سنة، خاضوا خلالها الكثير من المعارك الفاشلة قبل أن ينجحوا في معركة 1 نوفمبر 1954 وينتصروا على الاحتلال ويطردوه إلى غير رجعة، وذلك ما سيحدث في فلسطين بإذن الله، والأيامُ دول.
الشروق