منذ نحو أسبوعين، تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية بث أجزاء من الاعترافات التي أدلى بها موظفون سابقون بالسفارة الأمريكية بعد أكثر من عامين ونصف على اختطافهم وإخفاء مصيرهم من قبل المليشيا.

وتبث المليشيا الحوثية، ذراع إيران في اليمن، هذه الاعترافات التي جرى إجبار المختطفين على الإدلاء بها، وتقديمها على أنها كشف لخلية تجسس أمريكية إسرائيلية عملت منذ عقود لاستهداف قطاعات مهمة في اليمن.

ومن بين هذه القطاعات التي تزعم المليشيا استهدافها من قبل "المخابرات الامريكية" عبر هذه الخلية المزعومة، قطاع الزراعة، عبر وسائل مختلفة ومتنوعة أبرزها، شر الآفات الزراعية والمبيدات الضارة بهدف ضرب إنتاج اليمن من محاصيل الفواكه والحبوب.

وفي حين أكدت شهادات لأقارب بعض المختطفين وبيانات رسمية وحقوقية محلية ودولية كذب هذه المزاعم وإثبات قيام المليشيا بإجبار المختطفين على الإدلاء بهذه الاعترافات، يقدم الواقع الذي يعيشه القطاع الزراعي في اليمن وبخاصة مناطق سيطرة المليشيا رواية مختلفة تحاول المليشيا التغطية عليها عبر هذه المزاعم.

حيث يعيش القطاع الزراعي في مناطق سيطرة المليشيا الحوثي أزمة غير مسبوقة جراء السياسات والممارسات التي انتهجتها سلطة المليشيا خلال السنوات الماضية، وباتت تهدد مستقبل الزراعة والعاملين فيها.

وتجلت هذه الأزمة في حالة الكساد غير المسبوقة التي عانت منها محاصيل الفاكهة المختلفة خلال مواسمها لهذا العام وبخاصة محصول المانجو، وكذا محاصيل الخضراوات وتحديداً الطماطم والبطاط، وأدى إلى انخفاض أسعارها بشكل ألحق ضرراً بالغاً بالمزارعين.

حيث يؤكد المزارعون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بأن أسعار محاصيلهم من الخضراوات أو الفواكه لهذا العام سجلت تراجعاً غير مسبوق تجاوز بعضها الـ100% مقارنة بالأسعار العام الماضي، وباتت لا تغطي حتى تكاليف الإنتاج.

محذرين من أن الخسائر الفادحة التي تكبدها أغلب المزارعين بمناطق سيطرة المليشيا هذا العام وتحولها إلى ديون تثقل كاهلهم، تهدد قدرتهم على الاستمرار للعام القادم أو للمحصول القادم، في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه.

ويرى خبراء ومتابعون للشأن الاقتصادي بأن حالة الكساد التي عانت منها محاصيل المزارعين بمناطق سيطرة المليشيا تقف خلفها أسباب عديدة لكنها في النهاية من صنع المليشيا، حيث شهد الإنتاج الزراعي تزايداً ملحوظاً خلال السنوات الماضية بسبب تحول أعداد كبيرة من الموظفين نحو الزراعة جراء امتناع المليشيا عن صرف المرتبات.

وقابل هذا التزايد في الإنتاج تدهور في القدرة الشرائية لدى المواطنين بمناطق سيطرة المليشيا مع استمرار رفضها لصرف المرتبات بموازاة استمرارها في فرض الجبايات والاتاوات عليهم.

كما ضاعف من الأزمة صعوبة نقل المنتجات الزراعية من مناطق سيطرة المليشيا نحو المناطق المحررة جراء قطع المليشيا للطرق الرئيسة بين المحافظات، مع توقف تصدير هذه المنتجات نحو الخارج وبخاصة إلى دول الخليج كما كان عليه الحال قبل تفجير المليشيا للحرب عام 2015م.

ويجمع خبراء ومتابعون للشأن الاقتصادي بأن ما يعانيه القطاع الزراعي بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية جراء نهجها العدواني والتدميري منذ عام 2015م، مثل الضربة الحقيقية لقطاع الزراعة والمزارعين، وهو ما تحاول المليشيا إخفاء ذلك اليوم عبر مزاعم وأكاذيب خلية التجسس عن وجود استهداف خارجي لقطاع الزراعة في اليمن.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: مناطق سیطرة الملیشیا بمناطق سیطرة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

رئيس مركز البحوث الزراعية يبحث مع نائب مدير الايكاردا تعزيز التعاون

استقبل الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، الدكتور أوغوستو بيسيرا نائب المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، بحضور الدكتور علاء حموية المدير الإقليمي، والدكتور جون ليندر مدير العلاقات الدولية للمشاريع بالايكاردا، لتعزيز سبل التعاون المشترك.

رئيس مركز البحوث الزراعية يبحث مع نائب مدير "الايكاردا" تعزيز التعاون المشترك"البحوث الزراعية": مصر تحتل مكانة عالمية متميزة في إنتاج نبات وزهور الياسمين

وأشار الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية إلى توجيهات وتعليمات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بالتعاون الدائم والمستمر مع المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال الزراعة، والأمن الغذائي، وعلى رأسها المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، وخاصة فيما يتعلق بالتعاون البحثي، وجهود دعم صغار المزارعين، بما يساهم في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.

وناقش الجانبان خلال اللقاء تعزيز التعاون البحثي المشترك في عدد من المشروعات من بينها مشروع سوسة النخيل الممول من دولة الإمارات ومؤسسة بيل جيتس، حيث من المقرر أن تكون مصر ضمن ٣ دول مستفيدين من هذا المشروع، والذي يستهدف  مساعدة ودعم صغار المزارعين على مكافحة سوسة النخيل، وتقديم التوصيات والممارسات الحديثة الجيدة لهم، فضلا عن تدريبهم على استخدام التقنيات الزراعية المتطورة، لحماية النخيل.

وتناول اللقاء أيضا سبل التعاون في تعزيز المشروعات البحثية، والتي من شأنها زيادة الإنتاجية للمحاصيل الاستراتيجية الهامة، واستنباط أصناف مقاومة الجفاف والملوحة، وملائمة للتغيرات المناخية، فضلا عن التوسع في زراعة الشعير بمصر، نظراً لدوره المتزايد كمحصول استراتيجي، إضافة الى التأكيد على استمرار دعم إيكاردا للأبحاث المتعلقة بمحصولي القمح والفول، اللذين يُعدان من المحاصيل الاستراتيجية الأساسية للأمن الغذائي في مصر.

وأكد رئيس مركز البحوث الزراعية خلال اللقاء،  على أهمية الشراكة مع إيكاردا في تحقيق أهداف التنمية الزراعية في مصر، مشيداً بالدور الحيوي الذي تلعبه المنظمة في دعم البحوث الزراعية على المستوى الإقليمي والدولي، وخاصة في مصر، مشيرا إلى التزام مركز البحوث الزراعية بتعزيز الابتكار وتبني التقنيات الحديثة، وحرصه على تعزيز الشراكات الدولية وتبادل الخبرات لتحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي المصري.

 التعاون المثمر والمشترك  مع  “الإيكاردا”

ومن جانبهم أشاد وفد الايكاردا بالدور المحوري والجهود  التي تبذلها وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية  لتحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة، ومواجهة التحديات المناخية المتزايدة، فضلا عن التعاون المثمر والمشترك  مع  "الإيكاردا"، لتطوير البحوث ووضع حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الزراعية، بما يضمن تحقيق الأمن الغذائي، وتحقيق التنمية الزراعية الشاملة.

طباعة شارك عادل عبدالعظيم مركز البحوث الزراعية أوغوستو بيسيرا علاء فاروق وزير الزراعة

مقالات مشابهة

  • منظمة دولية تفتح سجل التعذيب في اليمن ومليشيا الحوثي تتصدر المشهد بتوحش وتدعو الأمم المتحدة الى زيارة سجون الحوثيين
  • وكيل زراعة أسيوط يتابع زراعات المحاصيل الصيفية بمركز أبنوب
  • مسلحون يستولون على 70 شاحنة مساعدات بمناطق سيطرة الاحتلال
  • رئيس مركز البحوث الزراعية يبحث مع نائب مدير الايكاردا تعزيز التعاون
  • دار الإفتاء توضح طريقة حساب زكاة المحاصيل الزراعية والنصاب الشرعي
  • الزراعة: التغيرات المناخية الحالية تُحدث تأثيرات واضحة على المحاصيل
  • شروط جديدة حدّدها القانون لدخول المحاصيل للحجر الزراعي
  • وزير الزراعة السوري يتابع امتحانات طلاب دمشق الزراعية
  • إطلاق دفعة ثالثة من مياه سد الرستن لدعم المحاصيل الزراعية في حماة
  • كيف تعاملت جماعة الحوثي في اليمن مع قصف إسرائيل وأمريكا لإيران؟ وما الدلالات؟ (تحليل)