أسباب قلق حلف «الناتو» من زيارة «بوتين» إلى كوريا الشمالية
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
الأولى منذ 24 عامًا.. وشهدت اتفاقية تعاون استراتيجي
استقبل الرئيس الكورى الشمالى كيم جونج أون نظيره الروسى فلاديمير بوتين استقبالا أسطوريا وذلك فى أول زيارة يقوم بها الرئيس الروسى لكوريا الشمالية منذ 24 عاما، غير أن تلك الزيارة أثارت الكثير من القلق لدى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، تخوف من حرب نووية شاملة، بعد تعزيزات عسكرية على الجانبين.
تزينت شوارع ومطار العاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج بالورد والأعلام الروسية ولافتات ترحب بزيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والوفد المرافق له، الأمر الذى اعتبره بعض المراقبين بمثابة إعلان عن دخول العلاقات الروسية - الكورية الشمالية مرحلة جديدة من الترابط والثقة والتحالف بينهما.
كُتب على اللافتات التى ملأت شوارع بيونج يانج "تحيا الصداقة والتماسك الكورى الروسى غير قابل للتدمير" و"عاشت الصداقة والتماسك بين شعبى كوريا وروسيا" و" نرحب ترحيبا حارا بالرئيس فلاديمير بوتين" و " الصداقة الكورية الروسية أبدية". وانتشرت صور الزعيمين على المبانى الكورية، هذا فضلا عن الحفل الضخم الذى أقيم احتفاءً بالرئيس بوتين.
ووقع الرئيسان اتفاقية استراتيجية غلب عليها التعاون الأمنى والعسكرى بين البلدين وبالرغم أنها لم تكن تحت اسم "دفاع عسكرى مشترك" إلا أن بنودها أكدت على ميثاق دفاع مشترك بين البلدين اللذين تعتبرهما الولايات المتحدة والغرب خصما لهم يجب العمل على تدميرهما.
كرر الرئيس الكورى الشمالى كيم جونج ما جاء على لسان الرئيس الروسى أثناء مناسبات عدة أكد خلالها أنه "سيواصل العمل مع الشركاء لتشكيل نظام عالمى متعدد الأقطاب". وقال كيم جونج معلقا على الاتفاقية بأنها ستساعد فى وجود عالم متعدد الأقطاب وقال عقب المحادثات مع بوتين: إن"هذه المعاهدة القوية هى وثيقة ذات طبيعة بناءة وهى مصممة لحماية المصالح الأساسية لشعبى البلدين والدفاع عنهما، و أنها ستصبح قوة دافعة لتسريع إنشاء عالم جديد متعدد الأقطاب".
ينص الاتفاق الموقع بين الجانبين على أنه " إذا واجه أى منهما غزوا مسلحا ودخل فى حالة حرب يستخدم الطرف الآخر على الفور كل السبل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية وغيرها من المساعدات".
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أن الاتفاق تضمن التعاون فى مجالات مختلفة منها الطاقة النووية واستكشاف الفضاء والأمن الغذائى والطاقة، كما ينص أيضا على ألا يوقع أى من الطرفين أية معاهدة مع دولة ثالثة تنتهك مصالح الطرف الآخر، وألا يسمح أى منهما باستخدام أراضيه من قبل أى دولة للإضرار بأمن وسيادة الآخر.
ورغم أن كثيرا من التفاصيل التى اشتمل عليها الاتفاق غير معلن إلا أن بعض التسريبات أشارت إلى صفقة أسلحة تحتاجها موسكو لدعم حربها فى أوكرانيا تشتمل على ذخائر وقذائف مدفعية، تمتلك بيونج يانج الكثير منها، فيما تحتاج الأخيرة إلى المال والغذاء بعد إغلاق حدودها لأكثر من ثلاث سنوات، فضلا عن العزلة التى تعانيها منذ سنوات بسبب العقوبات الأمريكية.
يشير مراقبون إلى أن الطلب المثير لقلق الغرب يكمن فى طلب كيم من بوتين تزويد كوريا الشمالية بتكنولوجيا الأسلحة المتقدمة لمساعدته على تحقيق اختراقات فى برنامجه للأسلحة النووية حيث يسعى للحصول على أسلحة استراتيجية، على رأسها قمر صناعى للتجسس وغواصة مسلحة نووية، ويرجح مراقبون أن بوتين ليس لديه خيار سوى الاستجابة لمطالب كيم فى وقت حرج يمر به يستعد فيه الناتو لحرب نووية شاملة مع روسيا.
جاء السعى الروسى لإنشاء شراكة استراتيجية لعدد من الدول الآسيوية، حيث انتقل بوتين من كوريا الشمالية إلى فيتام التى وجه منها رسائل شديدة اللهجة لخصمه المتمثل فى حلف الناتو الذى تتزعمه الولايات المتحدة والذى يطلق عليه الآن المعسكر الغربى.
وقال الرئيس الروسي للصحفيين خلال زيارته لفيتنام "نحتفظ بحق إرسال أسلحة إلى مناطق أخرى في العالم، مع أخذ اتفاقاتنا مع كوريا الشمالية في الاعتبار. ولا أستبعد هذا الاحتمال".
استطرد بوتين موضحا: "أعني أنه لا أستبعد أن يكون ذلك من خلال اتفاقاتنا مع كوريا الشمالية. وإلى أين ستصل تلك الأسلحة فيما بعد، فيمكننا القول أيضا كما يقولون في الغرب: لا نسيطر على تلك الأسلحة وليس مهما كيف يتم استخدامها، نحن أيضا يمكننا قول ذلك".
جولة بوتين الآسيوية لاسيما زيارته لكوريا الشمالية التى وصفت بالتاريخية جاءت بعد أيام قليلة جدا من تصريحات الأمين العام لحلف شمال الناتو ينس ستولتنبرج التى أكد فيها لصحيفة التليجراف البريطانية أن الحلف يستعد بالفعل لحرب نووية مع روسيا وأنه تم إخراج أسلحة نووية من المخازن وهى الآن فى وضع الاستعداد لشن هجمات على روسيا.
أشاد ستولتنبرج بعدد من دول الحلف التى تنشط الآن للمساهمة فى ردع روسيا وذكر أن هولندا تستثمر الآن فى طائرات أمريكية مقاتلة ذات قدرة مزدوجة يمكنها استضافة أسلحة نووية أمريكية، وحذر من أن الصين على وجه الخصوص تستثمر بكثافة في الأسلحة الحديثة بما في ذلك ترسانتها النووية، والتي قال إنها ستنمو إلى 1000 رأس حربي بحلول عام 2030.
وأضاف أن "هذا يعني أنه في المستقبل غير البعيد، قد يواجه حلف شمال الأطلسي شيئا لم يواجهه من قبل قط، وهو خصمان محتملان يمتلكان الطاقة النووية - الصين وروسيا. وبطبيعة الحال، هذا له عواقب". وشدد ستولتنبرج على أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يقومون الآن بتحديث رادعهم النووي في مواجهة التهديد المتزايد من روسيا.
وأكد أن “الولايات المتحدة تقوم بتحديث قنابلها الجاذبة للرؤوس الحربية النووية الموجودة في أوروبا، ويقوم الحلفاء الأوروبيون بتحديث الطائرات التي ستخصص للمهمة النووية لحلف شمال الأطلسي".
ويبقى القول: إن جولة بوتين الآسيوية وزيارته التاريخية لكوريا الشمالية خطوة مهمة لتدشين تحالف أو معسكر الشرق ضد معسكر الغرب. بوتين أكد في مستهل ولايته الرئاسية الخامسة، أن روسيا ستُواصل العمل مع الشركاء لتشكيل نظام عالمي مُتعددِ الأقطاب.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حلف الناتو بوتين كوريا الشمالية العقوبات الأمريكية روسيا وأوكرانيا الولایات المتحدة کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
المعاهدة النووية مع أميركا.. روسيا تلوح بأخطر قرار
قال أكبر مسؤول روسي لمراقبة الأسلحة في مقابلة مع وكالة تاس للأنباء إن روسيا لا ترى فرصة تذكر لإنقاذ اتفاقها النووي الأخير مع الولايات المتحدة والذي من المقرر أن ينتهي سريانه في غضون 8 أشهر، وذلك نظرا لحالة العلاقات "المدمَرة" مع واشنطن.
وأوضح سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن مشروع الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عامل "مزعزع للاستقرار على نحو بالغ" ويضع عقبات جديدة ضخمة أمام السيطرة على الأسلحة.
وتعليقات ريابكوف هي من بين أكثر تعليقات موسكو قتامة حتى الآن بشأن آفاق معاهدة نيو ستارت، وهي آخر معاهدة متبقية للأسلحة النووية بين البلدين، وتضع قيودا على عدد الرؤوس الحربية الاستراتيجية التي يمكن لكل طرف نشرها.
ووصف ريابكوف العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بأنها "ببساطة مدَمرة".
وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2023 المشاركة الروسية في نيو ستارت، وأرجع هذا إلى الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
إلا أنه قال إن روسيا ستظل ضمن حدود المعاهدة فيما يتعلق بالرؤوس الحربية والصواريخ والمقاتلات الثقيلة.
وقال ريابكوف لتاس: "لا يوجد ما يبرر الاستئناف الكامل للعمل بمعاهدة نيو ستارت في ظل الظروف الحالية. وبالنظر إلى انتهاء سريان المعاهدة في غضون 8 أشهر تقريبا، فإن الحديث عن واقعية مثل هذا التصور يفقد معناه بنحو متزايد".
وتابع: "وبالطبع، فإن البرامج المزعزعة للاستقرار بشكل كبير مثل القبة الذهبية، والتي تنفذ الولايات المتحدة عددا منها، تضع عقبات إضافية يصعب التغلب عليها أمام الدراسة البناءة لأي مبادرات محتملة في مجال الحد من التسلح النووي".