لماذا يعتبر الأشخاص ذوي الشعر الأحمر أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد؟
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
نشر موقع "برس سانتي" الفرنسي تقريرًا تحدثت فيه عن السبب الذي يقف وراء زيادة حساسية الأشخاص ذوي الشعر الأحمر لسرطان الجلد.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه غالبًا ما يُعرف الأشخاص ذوي الشعر الأحمر بجمالهم وتفردهم. ومع ذلك؛ فإن هذه الخاصية الجينية المميزة تضعهم أيضًا ضمن فئة تواجه خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية، وخاصة سرطان الجلد.
وعلى الرغم من أن أصحاب الشعر الأحمر قد يتمتعون ببعض الفوائد، مثل زيادة إنتاج فيتامين د، إلا أنهم يواجهون تحديات فريدة تتعلق بتصبغهم.
وتاليا يسلط الموقع الضوء على الأسباب التي تجعل أصحاب الشعر الأحمر أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد، بالإضافة إلى الآثار الصحية المحتملة الأخرى:
العلاقة الوراثية بين الشعر الأحمر وسرطان الجلد
وأبرز الموقع أن المفتاح لفهم زيادة تعرض أصحاب الشعر الأحمر للإصابة بسرطان الجلد يكمن في تركيبتهم الجينية الفريدة، والتي تحتوي عادة على نسختين من متغير معين من جين مستقبل الميلانوكورتين 1 (MC1R)، المسؤول عن إنتاج الميلانين في الخلايا الصبغية.
ويؤدي هذا المتغير الجيني إلى انخفاض في إنتاج الإيوميلانين اليومي، وهو صبغة بنية سوداء، مقابل زيادة في إنتاج الفيوميلانين، وهو عبارة عن صبغة صفراء محمرة. هذا التوازن المختل لأنواع الميلانين يمنح الأشخاص ذوي الشعر الأحمر بشرة أفتح وأكثر عرضة للتلف الناتج عن أشعة الشمس فوق البنفسجية.
وأكد الموقع أن الإيوميلانين يلعب دورًا حاسمًا في حماية البشرة من التأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية. وفي غيابه؛ تصبح بشرة الأشخاص ذوي الشعر الأحمر عرضة لحروق الشمس والأضرار طويلة الأمد التي يمكن أن تؤدي إلى تطور الميلانوما، وهو أخطر أنواع سرطان الجلد.
أنواع السرطان الأخرى المرتبطة بالشعر الأحمر
وذكر الموقع أنه إلى جانب الميلانوما، يبدو أيضًا أن الأشخاص ذوي الشعر الأحمر يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بأنواع أخرى من السرطان، فقد وجدت الدراسات روابط بين لون الشعر الأحمر وارتفاع نسبة الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك:
سرطان عنق الرحم
سرطان القولوني المستقيمي
سرطان المبيض
وبحسب الموقع؛ فهذه الروابط واضحة بشكل خاص لدى النساء ذوات الشعر الأحمر، بينما لدى الرجال، يبدو الأمر مرتبطًا بالعمر أكثر من لون الشعر.
زيادة خطر الإصابة بحروق الشمس وشيخوخة الجلد المبكرة
إلى جانب السرطان، يواجه الأشخاص ذوي الشعر الأحمر تحديات أخرى تتعلق بتصبغهم الفريد. في هذا السياق، تجعلهم بشرتهم الفاتحة أكثر عرضة لحروق الشمس، بسبب ضعف الحماية التي يوفرها الفيوميلانين. بالإضافة إلى ذلك، أشارت بعض الدراسات إلى أن البالغين ذوي الشعر الأحمر غالبًا ما يبدون أكبر سنا من أعمارهم الفعلية. ويُعتقد أن هذا يرجع إلى علامات الشيخوخة المبكرة، مثل الشفاه الرقيقة وترهل الجلد على طول خط الفك، والذي يُعتقد أنه يرتبط بالجين مستقبل الميلانوكورتين 1 المسؤول عن الشعر الأحمر.
إنتاج فيتامين د بشكل أفضل
وأفاد الموقع أنه على الرغم من أن أصحاب الشعر الأحمر يواجهون مخاطر متزايدة فيما يتعلق بصحة الجلد، إلا أنهم يتمتعون أيضًا ببعض الفوائد. في الواقع، أظهرت دراسة أن أصحاب الشعر الأحمر عادة ما يكونون أكثر فعالية في تصنيع فيتامين د، وهو غذاء أساسي لصحة العظام والجهاز المناعي. هذه القدرة المتزايدة على إنتاج فيتامين د ستكون ميزة وراثية للأشخاص ذوي الشعر الأحمر، خاصة في المناخات المظلمة والممطرة مثل أسكتلندا وأيرلندا، حيث يكون التعرض للأشعة فوق البنفسجية أقل.
الارتباط بمرض باركنسون
ووفق الموقع؛ فقد أشارت الأبحاث إلى وجود صلة بين لون الشعر الأحمر وارتفاع خطر الإصابة بمرض باركنسون. ويُعتقد أن معدلات هذه الحالة التنكسية العصبية تكون أعلى لدى الأشخاص ذوي الشعر الأحمر، مع وجود علاقة عكسية بين لون الشعر والإصابة بمرض باركنسون.
ومع ذلك، لا يبدو أن جميع المتغيرات الجينية المسؤولة عن الشعر الأحمر لها نفس التأثير. فقط متغير "بي.أر151سي"(p.R151C) من جين مستقبل الميلانوكورتين 1 هو الذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون، في حين أن متغير "بي.أر160دبليو" (p.R160W) لن يكون له نفس التأثير.
أهمية التوعية والوقاية
وأكد الموقع على أنه في مواجهة هذه التحديات الصحية الخاصة بالأشخاص ذوي الشعر الأحمر، من الضروري زيادة الوعي العام بهذه المشاكل. في هذا الصدد، سيسمح الفهم الأفضل للمخاطر المرتبطة بالتصبغات الحمراء لهذا الجزء من السكان بحماية أنفسهم بشكل أفضل واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
ويشمل ذلك على وجه الخصوص الاستخدام المنتظم لمنتجات الوقاية من الشمس ذات مؤشر الحماية العالي، وارتداء الملابس الواقية وتجنب التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة. ويوصَى أيضًا بالمراقبة الطبية الدقيقة، مع إجراء فحوصات منتظمة، لهذه الفئة من الأشخاص.
وأضاف الموقع أن الأشخاص ذوي الشعر الأحمر يواجهون تحديات صحية فريدة من نوعها، خاصة فيما يتعلق بزيادة تعرضهم للإصابة بسرطان الجلد. يتم تفسير هذه القابلية للتأثر بشكل أساسي من خلال تراثهم الجيني، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الإيوميلانين الواقي وغلبة الفيوميلانين.
إلى جانب الميلانوما، فإن أصحاب الشعر الأحمر يواجهون أيضًا خطر أكبر للإصابة بأنواع أخرى من السرطان، بالإضافة إلى مشاكل الجلد المرتبطة بحروق الشمس والشيخوخة المبكرة. ومع ذلك، فهم يستفيدون أيضًا من مزايا معينة، كالقدرة الأفضل على تخليق فيتامين د.
واختتم الموقع التقرير بالتشدي من المهم أن يكون الأشخاص ذوي الشعر الأحمر على دراية بهذه المشكلات الصحية المحددة وأن يتخذوا تدابير وقائية مناسبة، مثل الاستخدام المنتظم للواقي الشمسي والمراقبة الطبية الدقيقة. ومع زيادة الوعي، يمكن لهذه الفئة السكانية إدارة هذه التحديات بشكل أفضل والاستمتاع بالمزايا الفريدة لتصبغهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة السرطان السرطان الوراثة الشعر الاحمر شيخوخة الجلد المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للإصابة بسرطان الجلد أصحاب الشعر الأحمر بمرض بارکنسون خطر الإصابة سرطان الجلد الموقع أن لون الشعر فیتامین د أکثر عرضة
إقرأ أيضاً:
في حضن الألم.. منار تشعل شمعة الأمل وتغني للحياة بسرطان الأقصر
لم تكن مجرد شمعة تُطفأ، ولا مجرد "سنة حلوة يا جميل" تتردد بين الجدران كانت لحظة ولادة جديدة للفرح في قلب الطفلة "منار"، التي اختارت أن تحتفل بعيد ميلادها لا بين الزينات والهدايا، بل وسط أنابيب العلاج، وفي حضن معركة لا تعرف الرحمة.
داخل مستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان بالاقصر، امتزجت دموع الأمل بابتسامات مُعاندة، حين نظّم الفريق الطبي وطاقم التمريض احتفالية صغيرة لمنار، التي تواجه المرض بشجاعة تفوق عمرها وملامحها الطفولية.
شموع، أغنيات، بالونات ملوّنة، وقطعة حلوى كانت كافية لتبدّل ملامح المكان، وتحيله من غرفة علاج صامتة إلى ساحة إنسانية دافئة.
منار لم تكن تحتفل بعيد ميلادها فقط، بل كانت تُعلن أنها ما زالت هنا، تقاوم، وتغني، وتُشعل الأمل في من حولها.
الرئيس التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان محمود فؤاد، أكد أن مثل هذه اللحظات تشكل ركيزة أساسية في مسار العلاج، مشيرًا إلى أن الدعم النفسي، خاصة للأطفال، لا يقل أهمية عن الأدوية والعمليات، بل يتجاوزها أحيانًا في التأثير على روح المريض واستعداده للمقاومة.
فوق السرير الأبيض، لم تكن منار طفلة مريضة، بل كانت رمزًا.. لأن الحياة أحيانًا تبدأ من جديد حين يشتد الألم، ولأن الأمل لا يحتاج إلا لقلوب تؤمن أن الشفاء يبدأ من الداخل.