عربي21:
2025-05-24@08:06:17 GMT

احتمالات الثورة في مصر.. 11 عاما من الانقلاب

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

منذ الانقلاب العسكري في 2013، بقيت مصر تحت سيطرة نظام عسكري يهيمن فيه الجيش على الحياة السياسية والاقتصادية، ورغم مرور 11 عاما على هذا التحول، تظل احتمالات الانتقال إلى نظام مدني بالكامل موضوع نقاش بين كافة الأطياف السياسية إلى الباحثين والمحللين والمراقبين. يعتمد نجاح هذا التحول على عوامل متداخلة (الأوضاع السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والدولية).



الأوضاع السياسية:

- هيمنة المؤسسة العسكرية

كانت قبضة الجيش في الحقب السياسية الماضية تتزايد وتتناقص حسب رأس السلطة، ولكن منذ عام 2012 بمجيء أول رئيس مدني إلى حكم مصر شعرت المؤسسة العسكرية بأنها ستفقد كل ما اكتسبته عبر عقود من الزمن، فقامت بانقلاب 2013.

تعززت هيمنة المؤسسة العسكرية في مصر، حيث أصبحت القوات المسلحة لاعبا رئيسيا في جميع جوانب الحياة العامة. أثرت هذه الهيمنة على فرص التحول إلى نظام مدني كامل، إذ يتمتع الجيش بقدرة كبيرة على التحكم في السياسة والاقتصاد، فسيطر على الناحية السياسية عبر حزب مستقبل وطن، وسيطر على السوق الاقتصادي بنسبة تتعدى 75 في المئة من كافة المجالات كلها، وعزز هيمنته بالقمع السياسي.

فبدلا من إعمار البلاد كافة قام بإعمارها بالسجون، فبنى ما يزيد عن 27 سجنا جديدا فأصبحت الدولة ليست إلا سجنا كبيرا، بالإضافة إلى قدرته على قمع أي حراك بالقوة وزيادة أعداد المعتقلين السياسيين؛ التي وصلت أرقامها حسب بعض المنظمات المدنية العاملة بحقوق الإنسان إلى وجود 100 ألف معتقل داخل السجون والمعتقلات المصرية.

- ضعف المعارضة السياسية

يعاني معسكر المعارضة السياسية في مصر من التشتت الفكري حسب الأيديولوجيات المختلفة والتفكك بين أطياف العمل السياسي نتيجة للقمع العسكري والاعتقالات الواسعة للنشطاء والسياسيين. وهذا جعل الضعف ينهش في جسم المعارضة، مع اختلافي مع هذا المصطلح لأن المعارضة تحصل على مباركة الأنظمة للعمل، فما بالك بدول دكتاتورية تُحكَم من قبل زمرة سطت على مقدرات البلاد والعباد، والمصطلح الصحيح هو معسكر مناهضة الحكم العسكري.

وهذا جعل من الصعب الوصول إلى تشكيل جبهة موحدة تتفق على أهداف أو هدف واحد ويعذر بعضهم فيما اختلفوا فيه، بالإضافة إلى افتقار العديد من الأحزاب والحركات إلى القيادة القوية والرؤية الواضحة لتحقيق التغيير وحمل الشعب إلى الإيمان بمشروع التغيير، وبالأخص بعدما ذاق ويلات الحكم العسكري في العقد الماضي الذي كشف عن وجهه القبيح.

الأوضاع الاقتصادية:

- دور الجيش في الاقتصاد

تلعب المؤسسة العسكرية دورا مهيمنا في الاقتصاد المصري، حيث تسيطر على قطاعات واسعة تشمل البناء، والزراعة، والصناعة، حتى وصل إلى صالونات ومراكز التجميل. هذا النفوذ الاقتصادي يعزز من قدرة الجيش على الحفاظ على سلطته، واستخدام هذه الموارد لشراء الولاء والسيطرة على المجتمع كما حدث مع بعض رؤساء الأحزاب الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا عرائس مارونيت لتثبيت حكم العسكر في مصر.

- الفقر والبطالة

تعلن الحكومات المتعاقبة في عهد الانقلاب العسكري أن هناك نموا اقتصاديا وأن كل عام هو عام نهاية الأزمة، لكن الأزمة تتفاقم، وتزداد مستويات الفقر والبطالة في ارتفاع ملحوظ للباحثين والمحللين الاقتصاديين، مع زيادة التضخم واحتضار الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية.

هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة من المفترض تؤدي إلى استياء شعبي واسع، مما قد يشكل ضغطا على النظام الحالي ويفتح المجال لمطالبات بالتحول إلى نظام مدني ورحيل المؤسسة العسكرية عن الحكم

العوامل الاجتماعية:

- التغيرات المجتمعية ودور منظمات المجتمع المدني

قامت ثورة يناير 2011 وشارك فيها العديد من الفئات العمرية، فمن كان عمره 10 سنوات حين ذاك هو الآن في منتصف العشرينات من عمره وشهد أحداث أول رئيس منتخب إلى الانقلاب إلى مجازر العسكر في حق أبناء مصر، حيث يشكل هؤلاء الشباب نسبة كبيرة من السكان. هؤلاء الشباب أصبحوا يتمتعون ولو بجزء يسير من الوعي السياسي والاجتماعي بنسبة أكبر من الأجيال السابقة المدجنة، ويرغبون في تحقيق تغيير حقيقي في بلادهم. هذا الوعي المتزايد قد يشكل قوة دافعة نحو التحول المدني إذا امتلكوا القيادة القوية والإرادة في تحرير مصر من الحكم العسكري.

أما دور منظمات المجتمع المدني رغم القمع والتضييق على عملها، ولنا فيها أمثلة كثيرا سواء كانت منظمات أو ناشطين بمجال حقوق الإنسان، فلا تزال في مصر تلعب دورا مهما في نشر الوعي والمطالبة بالحقوق المدنية والسياسية. يمكن أن يكون للمجتمع المدني دور حاسم في دفع التحول نحو نظام مدني إذا تمكن من العمل بحرية أكبر واقتنص الفرص لعمل حراك مجتمعي ينتهي بتحريك الماء الراكد في الحياة المصرية.

العوامل الدولية:

- الضغوط الخارجية

تتعرض مصر لضغوط خارجية من بعض الدول والمنظمات الدولية التي تدعو إلى احترام حقوق الإنسان والديمقراطية، ولا ننسي ما حدث في قضية ريجيني وما صرح به الرئيس الأمريكي بادين من تهديد للنظام المصري بإيقاف المعونة أو تقليلها مقابل تحسين ملف حقوق الإنسان، بالأخص بعد وفاة معتقلين يحملون الجنسية الأمريكية.

هذه الضغوط قد تؤثر على سلوك النظام وتدفعه نحو إجراء إصلاحات سياسية، وأعتقد أن الضغوط الخارجية سوف تؤتي أُكلها إذا قام المصريون الغيورون على بلدهم مصر بعمل لوبي مصري حقيقي يحمى مصالح المصريين في الداخل والخارج، وما اللوبي الصهيوني عنكم ببعيد، والذي يحمى مصالح الكيان المحتل وكيف يسيطر على صناع القرار في بعض الدول.

ونصل إلى بعض السيناريوهات التي قد تنجح في التحول الديمقراطي في مصر:

السيناريو الأول: الانتفاضة الشعبية

إذا أحسن المعسكر المناهض للانقلاب في مصر استغلال كل المشاكل الحقيقية الواقعة في من تدهور الأوضاع الاقتصادية الصعبة وزيادة حالة الاستياء الشعبي، واستطاع تقديم نفسه من جديد بمشروع حقيقي لإنقاذ البلاد، واختيار قيادة يتفق عليها الشعب، قد يدفع هذا بالبلد إلى انتفاضة شعبية قد تؤدي إلى سقوط النظام العسكري وتشكيل حكومة مدنية انتقالية تأخذ بيد البلاد إلى مرحلة جديدة.

السيناريو الثاني: الانقلاب الداخلي

قد يحدث تغيير من داخل النظام العسكري نفسه، إذا ما قررت بعض العناصر العسكرية الوطنية أن الوقت قد حان للانتقال إلى نظام مدني. هذا السيناريو قد يكون أقل دموية وأكثر تنظيما، لكنه يعتمد بشكل كبير على ديناميكيات السلطة داخل الجيش. وأرى أن هذا السيناريو قد يكون غير واقعي لأن رأس السلطة أمد عناصر الجيش بامتيازات مادية تفوق أحلامهم، ولكن هو سيناريو غير مستبعد فقد تربي موسي عليه السلام في بيت فرعون.

وخلاصة الأمر، فالشعب المصري سواء في الداخل أو بالخارج أمامه تحديات وفرص، فإما أن يحسن استخدامها أو ستتحول إلى مزيد من القيود التي تؤدي إلى عبودية مقنعة في يد حفنة من العسكريين.

فأما التحديات فهي:

- القمع السياسي: استمرار القمع والاعتقالات يشكل عقبة رئيسية أمام أي حركة نحو التحول المدني.

- الانقسام السياسي: تشتت المعارضة وضعفها يضعف من فرص تشكيل جبهة موحدة للضغط على النظام.

- النفوذ الاقتصادي للجيش: سيطرة الجيش على الاقتصاد يعزز من قدرته على البقاء في السلطة، كما اعتماده على الدعم الخارجي من الدول العربية والأوروبية.

اما الفرص في تحقيق النجاح وتحرير مصر فهي كالتالي:

- الضغط الدولي سواء حكومات أو منظمات وحركات: يمكن أن تلعب الضغوط الدولية دورا كبيرا في دفع النظام نحو الاستسلام والنزول على رغبات الشعب، وتحركات المنظمات والحركات واللوبيات في الخارج عبر المظاهرات والاحتجاجات تدفع الحكومات للضغط على النظام المصري.

- معركة الوعي: ارتفاع الوعي السياسي بين الشعب يمكن أن يكون قوة دافعة نحو التغيير.

-  نشاط المجتمع المدني: رغم التضييق، يمكن أن يساهم المجتمع المدني في نشر الوعي والمطالبة بالحقوق.

وأخيرا، كل هذه الاحتمالات والسيناريوهات قد تحدث في حالة الإيمان الحقيقي لكل أطياف العمل السياسي إذا توفرت الإرادة والإخلاص لتحرير مصر من القبضة العسكرية، وتنحية المصالح الشخصية والاتفاق على هدف ومشروع واحد ألا وهو مصلحة مصر لتكون فوق الجميع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر التغيير مصر الإنقلاب التغيير مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المؤسسة العسکریة المجتمع المدنی یمکن أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط تتراجع مع احتمالات زيادة إنتاج "أوبك+"

تشهد أسعار النفط العالمية موجة من التراجع الحاد مقتربة من تسجيل أول خسارة أسبوعية لها منذ ثلاثة أسابيع، وسط تصاعد المؤشرات على توجه محتمل لتحالف "أوبك+" نحو ضخ كميات إضافية من الخام في الأسواق.
ويأتي هذا التحول المحتمل في السياسة الإنتاجية وسط تراجع مستمر في أسعار النفط منذ بداية العام، وانخفاض شهية الاستهلاك العالمي بفعل الضغوط الاقتصادية وتوترات التجارة الدولية الأمر الذي يعزز المخاوف من تخمة قادمة في الإمدادات.

وفي ظل هذه العوامل مجتمعة، يدخل سوق الطاقة العالمي مرحلة جديدة من الضبابية تدفع المستثمرين والمراقبين إلى ترقب حذر لقرارات "أوبك+" المرتقبة والتي قد تحدد ملامح الأسواق خلال النصف الثاني من 2025.

 

أسعار النفط تسجل خسائر أسبوعية لأول مرة منذ 3 أسابيع

 

 

تراجع خام برنت لليوم الرابع على التوالي، مقتربًا من كسر حاجز 64 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 61 دولارًا، ليسجل كلا الخامين انخفاضًا أسبوعيًا بنحو 2%، وهو أدنى مستوى منذ عام 2021.
ويأتي هذا التراجع في إطار ضغوط متعددة أبرزها ارتفاع المخزونات الأمريكية وتزايد التوقعات بزيادة الإنتاج العالمي.

 

"أوبك+" تدرس ضخ 411 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من يوليو

 

 

كشفت مصادر مطلعة في تحالف "أوبك+" عن مناقشة مقترح لرفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا ابتداءً من يوليو المقبل.
ورغم أن القرار لم يُحسم بعد، إلا أن مجرد مناقشة الزيادة ألقى بظلاله على السوق في وقت يشهد فيه المعروض النفطي العالمي فائضًا ملحوظًا بالتوازي مع ضعف الطلب.

 

ارتفاع المخزونات الأمريكية يزيد من قلق الأسواق

 

أظهرت البيانات الأخيرة ارتفاعًا جديدًا في المخزونات النفطية الأمريكية، ما زاد من الضغوط على أسعار النفط وعزز المخاوف بشأن وفرة الإمدادات وتباطؤ الاستهلاك خاصة في الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين.

 

هل تتخلى "أوبك+" عن سياسة دعم الأسعار؟

 

أشار وارن باترسون، رئيس أبحاث السلع في بنك "ING"، إلى أن السوق يترقب بفارغ الصبر ما إذا كان التحالف سيقر الزيادة في الإنتاج مؤكدًا أن ذلك قد يمثل تحولًا استراتيجيًا من دعم الأسعار إلى الحفاظ على الحصص السوقية، في ظل اشتداد المنافسة بين كبار المنتجين.

 

الاتحاد الأوروبي يضغط لخفض سقف أسعار النفط الروسي

 

في تطور آخر، دعا فالديس دومبروفسكيس، مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي، إلى خفض سقف أسعار النفط الروسي من 60 دولارًا إلى 50 دولارًا للبرميل، معتبرًا أن الأسعار الحالية لم تعد تحقق الأثر المطلوب في الحد من إيرادات موسكو، ما يستدعي مراجعة عاجلة للعقوبات المفروضة.

 

تذبذب متواصل في الأسعار وسط حالة عدم يقين

 

وسط تداخل العوامل الجيوسياسية، وتباطؤ الطلب، واحتمالات زيادة الإنتاج، تواجه أسعار النفط مرحلة من التذبذب وعدم الاستقرار، ما يدفع المحللين للتحذير من دخول السوق في دورة تصحيحية قد تستمر حتى نهاية العام، في حال عدم تدخل تحالف "أوبك+" بسياسات أكثر توازنًا.

 

 

مقالات مشابهة

  • أحزاب العراق: تضخم الأعداد يهدد استقرار النظام السياسي
  • نحو مقاربة مختلفة لعلاقة المجتمع المدني بـمنظومة الاستعمار الداخلي
  • أسعار النفط تتراجع مع احتمالات زيادة إنتاج "أوبك+"
  • بعد وفاة طالبين.. الجيش العراقي يغير أوقات التدريبات العسكرية
  • الجيش يتسلّم هبة مالية قطرية لدعم عناصر المؤسسة العسكرية
  • القبض على مرتكبي مجزرة الحولة بسوريا بعد 13 عاما على وقوعها (شاهد)
  • الجيش: مواصلة التمارين التدريبية في منطقة التدريب العسكرية في القرنة السوداء
  • اجتماع تاريخي للمقاومة اليمنية في تعز يدعو لتعزيز العمل العسكري وإنهاء الانقلاب
  • العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعيد الوطني الـ 35
  • صفحات سوداء سوف يطويها التاريخ!!