بوابة الوفد:
2025-06-01@10:02:07 GMT

فلسفة الصبر

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

هل يصح أن تتقدّم كلمة الفلسفة على الصبر، وكيف يكون للصبر فلسفته؟ الحقيقة أن كل ما يتصل بالإنسان من قريب أو من بعيد، وراؤه فلسفة، والصبر كمقوم روحى هو من خصائص الإنسان، والفلسفة تتوجه إلى الإنسان: عقله ومعرفته وسلوكه وحضارته، ثم ما يحاط بالإنسان من عوامل تنهض به أو تؤخره ناهيك عن بيئته، يطور فيها أو يتركها هملاً بغير تصريف أو تطوير، وإرادة الاحتمال هى لب لباب الفلسفة، وإذا كان تعريف الصبر فى مجال الدين هو (ثبات باعث الدين فى مقابل باعث الهوى) فإنه فى المفهوم الفلسفى إرادة احتمال، وعزم على مواجهة المصاعب، وقدرة على امتصاص السقطات الإنسانية وتوظيفها ناحية الإيجاب، وطرد السلبى منها، ولن يكون هناك نجاح قط والمرء لا يقوى على الاحتمال ولا تترقى فيه عزيمة الاصطبار.

 

الصبور هو إنسان بامتياز، والعبادة التى تقوم على أركان الصبر هى عبادة نافعة بكل تأكيد، ونصف الدين صبر، والنصف الآخر شكر. وآفاق الفلسفة وظلال الدين هما قوام الإنسان الراقى لأنهما جعلا منه إنساناً صبوراً يحتمل الآفات والمعاطب، والتسلط الغبى من الأراذل، وسفاهة الأخلاق، وقلة الأدب، وسوء التصرّف ونذالة السلوك. والاحتمال تحكيم للعقل إزاء فلتات الطيش، وضبط للنفس بمقتضاه، والانتصار للمبدأ، ومقاومة ما تكره من واقع كدر قائم على القهر والتسلط. 

يمدك رافد الفلسفة بمدد العزم والاحتمال انتصاراً للعقل، وضبطاً لحركته الواعية فى التصرّف الإنسانى. ويمدك رافد الدين بالصبر تعلقاً بالمصير، وتضييقاً للطمع فى الدنيا وترقية لمسيرتها المؤقتة، واعتباراً للانتقال منها ولو بعد حين ومهما طال بقاؤك فيها. 

للإمام أبى حامد الغزالى طيب الله ثراه نظرات فائقة فى فلسفة الصبر باعتباره خاصية الإنس، ولا يتصور ذلك فى البهائم والملائكة‏، ‏أمّا فى البهائم فلنقصانها، وأمّا فى الملائكة فلكمالها‏.‏

يرى الغزالى أن البهائم سُلّطت عليها الشهوات وصارت مسخّرة لها فلا باعث لها على الحركة والسكون إلا الشهوة، وليس فيها قوة تصادم الشهوة، وتردها عن مقتضاها حتى يسمى ثبات تلك القوة فى مقابلة مقتضى الشهوة صبراً. وتلك هى فلسفة الغزالى فى الصبر، بمجرد النظر فى مضمون التعريفات الأوليّة يتبين لك كيف يعالج هذا العقل الكبير مسألة المفاهيم، ويفتح معانيها أمام القارئ من أيسر الألفاظ. أسس الصبر على المعقولية والتصور حين سلبه عن البهائم وخصّه بالإنسان، وزانه بالفاعلية العمليّة. 

وأمّا الملائكة؛ فإنهم جرّدوا للشوق إلى حضرة الربوبية بدرجة القرب منها، ولم تُسلّط عليهم شهوة صارفة صادّة عنها حتى يحتاج إلى مصادمة ما يصرفها عن حضرة الجلال بجند.

وأمّا الإنسان فإنه خلق فى ابتداء الصبا ناقصاً مثل البهيمة لم يخلق فيه إلا شهوة الغذاء الذى هو محتاج إليه، ثم تظهر فيه شهوة اللعب والزينة ثم شهوة النكاح على الترتيب، وليس له قوة الصبر البتة، إذ الصبر عبارة عن ثبات جند فى مقابلة جند آخر قام القتال بينهما لتضاد مقتضياتهما ومطالبهما، وليس فى الصبى إلا جند الهوى كما فى البهائم، ولكن الله تعالى بفضله وسعة جوده أكرم بنى آدم ورفع درجتهم عن درجة البهائم، فوكّل به عند كمال شخصه بمقاربة البلوغ ملكين أحدهما يهديه، والآخر يقويه فتميز بمعونة الملكين عن البهائم‏.‏ واختص بصفتين‏:‏ إحداهما معرفة الله تعالى ومعرفة رسوله ومعرفة المصالح المتعلقة بالعواقب، وكل ذلك حاصل من الملك الذى إليه الهداية والتعريف‏.‏

فالبهيمة لا معرفة لها ولا هداية إلى مصلحة العواقب، بل إلى مقتضى شهواتها فى الحال فقط فلذلك لا تطلب إلا اللذيذ‏.‏

وأمّا الدواء النافع مع كونه مضراً فى الحال فلا تطلبه ولا تعرفه، فصار الإنسان بنور الهداية يعرف أن اتّباع الشهوات له مغبّات مكروهة فى العاقبة، ولكن لم تكن هذه الهداية كافية ما لم تكن له قدرة على ترك ما هو مضرّ، فكم من مضرٍّ يعرفه الإنسان كالمرض النازل به مثلاً ولكن لا قدرة له على دفعه، فافتقر إلى قدرةٍ وقوّةٍ يدفع بها فى نحر الشهوات فيجاهدها بتلك القوة، حتى يقطع عداوتها عن نفسه. فوكل الله تعالى به ملكاً آخر يسدده ويؤيده ويقويه بجنود لم تروها، وأمر هذا الجند بقتال جند الشهوة، فتارة يضعف هذا الجند، وتارة يقوّى ذلك بحسب إمداد الله تعالى عبده بالتأييد، كما أن نور الهداية أيضاً يختلف فى الخلق اختلافاً لا ينحصر.

كلام الغزالى يدفع لجهاد الإنسان ظلمات نفسه ضد كل ما فيه مضرّة، وأبرزها ظلمه لنفسه من قريب. والقرآن الكريم يقول (وقد خاب من حمل ظلماً) لكن أشد أنواع الظلم هو ظلم النفس لنفسها. والأكثر شدة هو ظلمها لغيرها، والظاهر أن ظلم النفس لغيرها نتيجة لظلمها لذاتها، فلن تر ظالماً مطلقاً إلا ونفسه معوجة منحرفة غير مستقيمة بحال. كل الآفات النفسية يعكسها على سواه، فيظلم غيره ويتمادى فى الظلم لأنه كان من قبل ظلم نفسه وأمعن فى ظلمها، وتلك هى الخيبة النكراء المقرونة بالتشويه الباطن للدخائل النفسية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مجدى إبراهيم بالإنسان الله تعالى

إقرأ أيضاً:

ناصر الدين: الصحة مسؤولية جماعية

أقام نادي روتاري كسروان احتفال ازاحة الستارة عن مشروع تقديم معدات طبية لغرفة طوارئ مستشفى كسروان - الفتوح الحكومي، برعاية وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين وحضور النائب رائد برو، المحافظة المسماة للمنطقة الروتارية 2425 مي منلا شميطلي، رئيس روتاري كسروان جان بيار فينان، رئيس مجلس إدارة المستشفى الحكومي الدكتور أندريه قزيلي، اضافة إلى اعضاء النادي ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات طبية واجتماعية.   وألقى وزير الصحة كلمة قال فيها: "يسرّني أن أكون بينكم اليوم في هذا الحفل الذي يُجسّد بوضوح معنى الشراكة الحقيقية والعمل الجماعي لخدمة الإنسان، من خلال تدشين قسم الأشعة والعناية الفائقة الحديث في مستشفى البوار الحكومي، بدعم كريم من منظمة روتاري. هذا المشروع ليس فقط تطويرًا بنيويًا للمستشفى، بل هو رسالة أمل وثقة بالمؤسسات الصحية الحكومية، وبحق المواطنين جميعًا بالحصول على خدمات طبية حديثة ومتكاملة، في مناطقهم ومن دون عناء التنقل أو كلفة إضافية وهذا يأتي ليكمل دوراً هاماً في القطاع الصحي الوطني بدءا بالرعاية الصحية الاولية المتكاملة إلى مستويات اخرى من الرعاية. اسمحوا لي هنا أن أخصّ بالشكر منظمة روتاري، التي لا يقتصر عطاؤها على هذا القسم الحيوي، بل يمتدّ إلى دعم جهود وزارة الصحة في حملات تحصين الأطفال، والمساهمة في تعزيز مناعة المجتمع اللبناني في لحظة نحتاج فيها أكثر من أي وقت إلى التعاون والتكافل".
أضاف: "لقد أثبتت روتاري عبر مبادراتها المختلفة أن المجتمع المدني قادر على لعب دور فعّال ومؤثّر في الصحة العامة وأن الشراكة بين الدولة والهيئات التطوعية تُثمر دائمًا نتائج ملموسة. كما أتوجّه بالشكر الجزيل إلى سعادة سفيرة كندا، التي تمثّل دولة شريكة وصديقة للبنان، لم تتوانَ يومًا عن دعم نظامنا الصحي، اكان في الرعاية الصحية الاولية حيث تكمن الحاجة الملحة لتلبية الحاجات الصحية الوقائية والعلاجية لكافة المواطنين من لبنانيين وغير لبنانيين، إلى المستويات الأخرى من الرعاية الصحية لا سيّما في ظل الأزمات المتلاحقة التي نمر بها وفي ظل اكبر حركة نزوح إلى لبنان وداخل لبنان. لا يسعني ايضاً إلا أن أحيّي إدارة المستشفى وفريق العمل فيه على التزامهم اليومي بتقديم الخدمة رغم التحديات، وعلى استقبالهم لهذه المبادرات بانفتاح واحتراف".
وختم الوزير ناصرالدين: "نؤمن أن الصحة مسؤولية جماعية، وأن كل مبادرة مماثلة تقرّبنا خطوة من نظام صحي أكثر عدالة وشمولية. فشكرًا لكل من ساهم، ودائمًا معًا نحو مجتمع أكثر صحة وأمانًا".
مواضيع ذات صلة ناصر الدين: صحة اللبنانيين مسؤولية جماعية ونريد بيئة غذائية أكثر أماناً Lebanon 24 ناصر الدين: صحة اللبنانيين مسؤولية جماعية ونريد بيئة غذائية أكثر أماناً 31/05/2025 20:33:35 31/05/2025 20:33:35 Lebanon 24 Lebanon 24 ناصر الدين إلتقى في جنيف وزير الصحة الفرنسي Lebanon 24 ناصر الدين إلتقى في جنيف وزير الصحة الفرنسي 31/05/2025 20:33:35 31/05/2025 20:33:35 Lebanon 24 Lebanon 24 ناصر الدين: مواجهة آفة التدخين مسؤولية وطنية وقانون 174 ليس خيارًا بل واجبًا Lebanon 24 ناصر الدين: مواجهة آفة التدخين مسؤولية وطنية وقانون 174 ليس خيارًا بل واجبًا 31/05/2025 20:33:35 31/05/2025 20:33:35 Lebanon 24 Lebanon 24 ناصر الدين لأطباء العيون: كنتم على قدر المسؤولية إثر "اعتداء البيجر" Lebanon 24 ناصر الدين لأطباء العيون: كنتم على قدر المسؤولية إثر "اعتداء البيجر" 31/05/2025 20:33:35 31/05/2025 20:33:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً "مجموعة العمل لطرابلس": منح الثقة للمجلس البلدي الحالي مشروط بحسن تنفيذ الأعمال Lebanon 24 "مجموعة العمل لطرابلس": منح الثقة للمجلس البلدي الحالي مشروط بحسن تنفيذ الأعمال 13:21 | 2025-05-31 31/05/2025 01:21:07 Lebanon 24 Lebanon 24 سفير النيبال في لبنان يقدّم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية Lebanon 24 سفير النيبال في لبنان يقدّم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية 13:17 | 2025-05-31 31/05/2025 01:17:46 Lebanon 24 Lebanon 24 بشأن "اليونيفيل" والتجديد لها.. هذا ما أعلنه بري Lebanon 24 بشأن "اليونيفيل" والتجديد لها.. هذا ما أعلنه بري 13:08 | 2025-05-31 31/05/2025 01:08:54 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذير للمواطنين.. "مياه ملوثة" تؤدي لأمراض! Lebanon 24 تحذير للمواطنين.. "مياه ملوثة" تؤدي لأمراض! 13:01 | 2025-05-31 31/05/2025 01:01:07 Lebanon 24 Lebanon 24 العهد البلدي الجديد انطلق.. تسلم وتسليم في بلدية الباروك - الفريديس Lebanon 24 العهد البلدي الجديد انطلق.. تسلم وتسليم في بلدية الباروك - الفريديس 12:30 | 2025-05-31 31/05/2025 12:30:26 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة آخر خبر عن "زيادة الرواتب".. 16 مليون دولار بـ"يوم واحد"! Lebanon 24 آخر خبر عن "زيادة الرواتب".. 16 مليون دولار بـ"يوم واحد"! 16:38 | 2025-05-30 30/05/2025 04:38:08 Lebanon 24 Lebanon 24 تعرّضت لحادثة في بيروت ودخلت السجن.. وفاة فنانة عن 49 عاما بعد إصابتها بمرض خبيث (صور) Lebanon 24 تعرّضت لحادثة في بيروت ودخلت السجن.. وفاة فنانة عن 49 عاما بعد إصابتها بمرض خبيث (صور) 23:15 | 2025-05-30 30/05/2025 11:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هل تذكرون بطلة مسلسل "حب للايجار" التركية الشهيرة؟ أنباء عن إصابتها بورم سرطاني امتد إلى وجهها (صور) Lebanon 24 هل تذكرون بطلة مسلسل "حب للايجار" التركية الشهيرة؟ أنباء عن إصابتها بورم سرطاني امتد إلى وجهها (صور) 03:00 | 2025-05-31 31/05/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مفاجأة جديدة عن "صواريخ حزب الله".. ماذا قال تقرير إسرائيلي؟ Lebanon 24 مفاجأة جديدة عن "صواريخ حزب الله".. ماذا قال تقرير إسرائيلي؟ 14:30 | 2025-05-30 30/05/2025 02:30:53 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو... فنان لبنانيّ يتحدّث بتأثر عن أولاده: "4 سنين هني بعاد عني" Lebanon 24 بالفيديو... فنان لبنانيّ يتحدّث بتأثر عن أولاده: "4 سنين هني بعاد عني" 06:00 | 2025-05-31 31/05/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 13:21 | 2025-05-31 "مجموعة العمل لطرابلس": منح الثقة للمجلس البلدي الحالي مشروط بحسن تنفيذ الأعمال 13:17 | 2025-05-31 سفير النيبال في لبنان يقدّم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية 13:08 | 2025-05-31 بشأن "اليونيفيل" والتجديد لها.. هذا ما أعلنه بري 13:01 | 2025-05-31 تحذير للمواطنين.. "مياه ملوثة" تؤدي لأمراض! 12:30 | 2025-05-31 العهد البلدي الجديد انطلق.. تسلم وتسليم في بلدية الباروك - الفريديس 11:47 | 2025-05-31 جنبلاط التقى رئيس الأركان وقائمقام الشوف ومجالس بلدية واختيارية منتخبة فيديو مسلسلها الأكثر مشاهدة عبر التاريخ.. رحيل أيقونة "Mash" Lebanon 24 مسلسلها الأكثر مشاهدة عبر التاريخ.. رحيل أيقونة "Mash" 11:50 | 2025-05-31 31/05/2025 20:33:35 Lebanon 24 Lebanon 24 رقصت بإثارة ودلع.. للمرة الأولى روبي تُحيي حفلا في الأردن (فيديو) Lebanon 24 رقصت بإثارة ودلع.. للمرة الأولى روبي تُحيي حفلا في الأردن (فيديو) 01:50 | 2025-05-31 31/05/2025 20:33:35 Lebanon 24 Lebanon 24 حادث غريب.. هذا ما حصل مع رجلين داخل شاحنة قمامة (فيديو) Lebanon 24 حادث غريب.. هذا ما حصل مع رجلين داخل شاحنة قمامة (فيديو) 01:45 | 2025-05-30 31/05/2025 20:33:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الدعاء بشيء وأنا أعلم أنه شر لي؟.. الإفتاء تجيب
  • في الدرس الثاني للسيدالقائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في شهر ذي الحجة:القلب السلم هو الذي لم يتلوث بالمعتقدات الباطلة والأفكار الظلامية
  • هل يتسبب السحر في تأخر الزواج والحصول على فرص العمل؟ داعية تجيب
  • ناصر الدين: الصحة مسؤولية جماعية
  • انتشال جثتين وإصابة منتسب أثناء ملاحقة عصابة في صلاح الدين وذي قار
  • اتقوا الله في الأموات.. مات الإنسان.. لكن الطمع بَقي
  • في السليمانية وصلاح الدين.. القبض على متورطين بقتل مواطنين اثنين
  • خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائره
  • بعد إقراره نهائيا.. ننشر فلسفة مشروع قانون تنظيم المسؤولية الطبية
  • القدس في مرمى التهويد .. السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحذر: الحفريات تحت الأقصى عدوان على الإسلام وصمت الأمة خيانة