"أنت المغفل والخاسر".. مواجهة حادة بين ترامب وبايدن في المناظرة الرئاسية
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
شهدت المناظرة الأولى بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب مساء الخميس مواجهة حادة، حيث تبادل المرشحان الهجمات بشأن قضايا رئيسية مثل الإجهاض، إدارة الاقتصاد، والحروب في أوكرانيا وغزة.
منحت هذه المناظرة الناخبين فرصة نادرة لرؤية المرشحين الأكبر سنًا في الانتخابات الرئاسية الأميركية وجهًا لوجه.
خلال المناظرة، شن الرئيس السابق دونالد ترامب هجومًا على الرئيس جو بايدن بخصوص سياسات الحدود، مشيرًا إلى أن إدارة بايدن شهدت أكثر من 7.9 مليون مواجهة على الحدود الأمريكية-المكسيكية، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف العدد الذي حدث في عهد ترامب. وأوضح ترامب أن المهاجرين فروا من منازلهم لأسباب متعددة، بما في ذلك تأثير الجائحة على اقتصادات أمريكا الوسطى والكوارث الطبيعية، مشيرًا إلى أن مهاجرين أكدوا له أنهم شجعوا على القدوم بسبب توقعهم لإدارة أكثر ترحيبًا.
و في سياق المناظرة، ادعى ترامب أن الديمقراطيين "يدعمون الإجهاض حتى وفيما بعد الشهر التاسع"، وزعم أن بعض الولايات الديمقراطية تتبنى هذا الموقف.
قال ترامب إنه يمكنه إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل توليه المنصب، لكنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك. في المقابل، حذر بايدن من أن بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا، سائلًا: "ماذا تعتقد سيحدث لتلك الدول الأعضاء في الناتو؟" رغم ذلك، لم يستغل بايدن هذه الفرصة لتوجيه ضربة قوية لترامب بشأن علاقته الوثيقة مع بوتين، بل اكتفى بالدفاع عن سجله في توحيد الحلفاء الغربيين رغم استمرار الحرب.
تبادل الهجمات بين بايدن وترامب في أول مناظرة رئاسية
و في خلال المناظرة، وجّه بايدن انتقادات لاذعة لترامب، قائلًا: "أنت المغفل. أنت الخاسر."، وهي عبارة تعكس اللغة الحادة التي تستخدمها حملة بايدن لانتقاد ترامب.
وأضاف بايدن: "في عهده، توفي عدد أكبر من الأشخاص مقارنة بعهدنا، رغم أننا قد أصلحنا الوضع إلى حد كبير. كنا في وسط الأزمة."
صراع الخبرات والخطابات بين بايدن وترامب
والجدير بالذكر أنه في المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، ظهر كلا المرشحين بأداء متباين ومؤشرات متناقضة. فبينما بدا الرئيس بايدن متعبًا وأجشًا في صوته في النصف الساعة الأولى، سجل الرئيس ترامب هجمات متواصلة، بعضها احتوى على معلومات مضللة، كادعائه بأن المهاجرين يرتكبون جرائم وأن الديمقراطيين يؤيدون قتل الأطفال.
يواجه المرشحان البالغان من العمر 81 و78 عامًا ضغوطًا كبيرة للظهور بقدرة على التعامل مع القضايا الرئيسية وتجنب الأخطاء، في ظل سباق انتخابي متقارب حسب استطلاعات الرأي.
وفي هذا السياق، أوضح مسؤولان بالبيت الأبيض أن بايدن يعاني من نزلة برد، ما قد يفسر صوته المتردد. كما لم يتصافح الرئيسان قبل بدء المناظرة، مما يعكس التوتر والكراهية بينهما.
بدأت المناظرة بتركيز على الاقتصاد، وهي القضية التي يبدو أن الأمريكيين غير راضين عن أداء بايدن فيها، رغم وجود مؤشرات إيجابية كنمو الأجور وانخفاض البطالة. وسيكون على المرشحين إبراز خبراتهما ورؤيتهما لمواجهة التحديات الاقتصادية والتصدي للخطابات المضللة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب ترامب جو بايدن المناظرة الرئاسية الأمريكية انتقاد ترامب الرئيس جو بايدن الرئيس السابق دونالد ترامب المناظرة الرئاسية في الانتخابات الرئاسية استمرار الحرب الرئاسية الأمريكية
إقرأ أيضاً:
قلم الرئيس الذي يكتب لوحده | نخبرك ما نعرفه عن مزاعم ترامب بسرقة توقيع بايدن
هل تساءلت يوما عن الوقت الذي يمضيه الرؤساء في توقيع الأوراق الرسمية وغير الرسمية، أو دعوات العشاء، أو رسائل التهاني، أو عن الوقت الذي يحتاجه رئيس جامعة لتوقيع مئات شهادات التخرج؟
ورغم أن بعض التوقيعات تحمل رمزية في حالات الأوامر التنفيذية الهامة، أو الاتفاقات الدولية الكبيرة، إلا أنها في كثير من الأحيان تصبح عبئا على الشخصيات المهمة لا سيما الرؤساء، فكيف إذا كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي آخر مظاهر الجدل حول معاركه مع سلفه بايدن، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء بفتح تحقيق للاشتباه بأنّ مستشارين لبايدن تستروا على الحالة العقلية المتدهورة لبايدن واستولوا على صلاحياته لتوقيع أوراق هامة.
ما اللافت في الأمر؟
يعتبر اتهام ترامب الأخطر من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة، ويشكك في جميع القرارات التي اتخذها بايدن على مدار أربع سنوات.
وكان ترامب روج قبل أيام على منصته تروث سوشيال للنظرية القائلة بأن بايدن ليس إنسانا بل روبوتا مستنسخا.
أين المشكلة؟
اتهم ترامب المقربين من بايدن بالاستيلاء على توقيعه الخاص عبر نظام إلكتروني يسمى "أوتوبن" أو القلم الآلي، الذي يقوم بوضع توقيع الرئيس على الوثائق أتوماتيكيا.
ومن شأن ذلك إن ثبتت مزاعم ترامب أن يؤثر على قانونية وصحة العديد من القرارات التي صدرت بتوقيع سلفه الديمقراطي.
ما هو القلم الآلي؟
القلم الآلي جهاز يقوم بتقليد التوقيع بعد مسحه ضوئيا وتكراره بشكل دقيق ويستخدم لتوقيع الوثائق الكثيرة التي لا يستطيع الشخص العادي توقيعها مثل مئات شهادات التخرج في الجامعات التي تحمل توقيع رئيس الجامعة، على سبيل المثال.
هل يستخدمه الرؤساء الأمريكيون؟
نفى البيت الأبيض لسنوات طويلة استخدام القلم الآلي لوضع توقيع الرؤساء على الأوراق المهمة والقرارات التنفيذية، لكن هذا لا يعني بالضرورة عدم وجود جهاز مماثل في البيت الأبيض.
وتشير مؤسسة "شابيل للمخطوطات" إلى أن الرئيس الثالث وأحد مؤسسي البلاد، توماس جيفرسون اشترى أحد الأجهزة بعد فترة وجيزة من تسجيل براءة اختراعه عام 1803.
واستخدم الرئيس ليندون جونسون القلم الألي وسمح بتصويره لصالح صحيفة "ذي ناشونال إنكواير" إلى جانب مقال عام 1968 بعنوان "الروبوت الذي يحل محل الرئيس".
وزعم الكاتب تشارلز هاميلتون الذي ألف كتابا حول القلم الآلي أن اعتماد الرئيس جون إف. كينيدي على التوقيع الآلي جعل توقيعه الأصلي أندر التوقيعات الرئاسية، لكنه مزاعمه لم تثبت.
وخلال إدارة الرئيس جيرالد فورد، كان الرئيس والسيدة الأولى بيتي فورد يوقعان وثائق ومراسلات أخرى يدويًا، لكن موظفي البيت الأبيض كانوا يستخدمون القلم الآلي في كثير من الأحيان لإعادة إنتاج توقيعاتهم على الرسائل والصور.
وفي عام 2005، سأل الرئيس جورج دبليو بوش وزارة العدل عما إذا كان أمرا دستوريا استخدام القلم الآلي لتوقيع مشروع قانون، وخلصت الوزارة إلى أن "الرئيس ليس بحاجة إلى القيام شخصيا في وضع توقيعه على مشروع قانون يوافق عليه"، لكنه فضل رغم ذلك التوقيع على القرارات بنفسه.
في مايو/أيار 2011، وأثناء مشاركته في قمة مجموعة الثماني في فرنسا، أصبح باراك أوباما أول رئيس أمريكي يستخدم جهاز القلم الآلي عن بعد لتوقيع قانون "باتريوت آكت" الذي كان على وشك الانتهاء.
وفي نوفمبر من العام نفسه، وقع من إندونيسيا مشروع قانون للمخصصات باستخدام الجهاز ذاته. ثم عاد لاستخدامه مجددًا في عام 2013 من هاواي لتوقيع قانون "الهاوية المالية" قبل انقضاء المهلة المحددة.
هل استخدمه ترامب؟
نعم، استخدم ترامب القلم الآلي بنفسه، لكنه قال إنه يستخدمه لتوقيع الأوراق غير المهمة للغاية، مبررا ذلك بأنه يتلقى آلافا من الرسائل، مثل رسائل دعم الشباب، وأصحاب الأمراض، في إشارة إلى أنه يرد على آلاف الرسائل بتوقيع إلكتروني، لكن ليس الأوامر التنفيذية وأوامر العفو الرئاسية.
ماذا قالوا؟
◼ قالت الرئاسة الأمريكية إنّ ترامب كلّف محامي البيت الأبيض بالتحقيق بشأن ما إذا كان بعض الأفراد مارسوا صلاحيات الرئيس ومسؤولياته خلافا للدستور.
◼ قال ترامب إنه يتّضح بشكل متزايد أنّ مستشارين سابقين للرئيس بايدن استولوا على سلطة التوقيع الرئاسية من خلال استخدام نظام توقيع آلي، إنها مؤامرة وفضيحة خطيرة ومقلقة.
◼ قال بايدن: "أنا من اتّخذ القرارات خلال رئاستي. أنا من اتّخذ القرارات المتعلقة بالعفو والأوامر التنفيذية والتشريعات والإعلانات. أيُّ تلميح إلى أنّني لم أفعل ذلك هو أمر سخيف وكاذب".
◼ قالت شركة "أوتوبن" أشهر مصنعي آلات القلم الآلي إن أجهزتها مستخدمة بشكل واسع في الجامعات والوكالات الحكومية والمؤسسات الأخرى منذ أكثر من 60 عاما.
ماذا ننتظر؟
يبدو أن قضية ترامب ستنتهي قبل أن تبدأ وتهدف للإلهاء والهجوم على بايدن ليس أكثر وذلك لكون الدستور الأمريكي يقول إن العفو الرئاسي يصبح نافذا بمجرد أن يقبله الرئيس، ولا يوجد ما يشير إلى أنه يمكن التراجع عن أو إلغائه بعد صدوره.
ويقول أستاذ القانون الدستوري الأمريكي في جامعة بوسطن، جاي ويكسر، إن الدستور لا يشترط في الأصل أن يكون العفو مكتوبا، كما أنه لا يوجد أي اشتراط قانوني بأن يكون العفو موقعا من الأساس.
ويخول القانون الأمريكي الرئيس الأمريكي بالطلب من أي من موظفيه بوضع توقيعه على وثيقة معينة، أو في حالات أخرى "جهاز القلم الآلي".