يرى خبراء عسكريون مصريون أن روسيا تمتلك وسائل الردع القادرة على التصدي للمسيرات الأمريكية وسوف تتخذ أسلوب الردع المتدرج.

وقال اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجي المصري ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: "يأتي توجيه وزير الدفاع الروسي إلى هيئة الأركان باتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة المسيرات الأمريكية، والذي يشكل نوعا من الردع الموجه للقوات الأمريكية لكي تمتنع عما تقوم به من تقديم المساعدات للقوات الأوكرانية بواسطة المسيرات الأمريكية التي تُستخدم في عمل الاستطلاع والتنسيق".

إقرأ المزيد بيلاوسوف يوجه الأركان العامة للتعامل مع استفزازات المسيرات الأمريكية

وأضاف: "إنه من حق روسيا أن تتخذ من التدابير ما يعيق تدخل المسيرات الأمريكية وليس بشرط أن يكون التدخل في صورة إسقاط هذه المسيرات بالصواريخ أو خلافه، ولكن من الممكن أن يكون تدخلا سيبرانيا والتدخل السيبراني هنا ممكن بالتحكم في المسيرة أو إعطائها بيانات خطأ ويتم إسقاطها دون التدخل المباشر ضدها لأنه هناك نوع من الردع المتدرج التي ستتخذه روسيا ضد هذه المسيرات بالتدخل السيبراني ممكن إذا ثبت أن هذا التدخل ليس كافِيا سيكون هناك تصعيد أكثر بإسقاط هذه المسيرات بأكثر من وسيلة من الجو أو من الدفاع الجوي الموجود على الأرض أو على القطع البحرية كل هذا وارد"

واستبعد سالم مواجهة مباشرة بين روسيا والناتو أو الولايات المتحدة الأمريكية لأن ذلك يعنى حربا نووية، ويعني نهاية العالم وهذا ما يتجنبه كلا الطرفين، فلن تزيد العملية عن عمليات تصعيد أو ردع متدرج لمنع الولايات المتحدة من استخدام هذه الطائرات لصالح القوات الاوكرانية، وبعد ذلك لكل حادث حديث".

من جانبه قال اللواء محمد عبد الواحد الخبير الاستراتيجي المصري معلقا على نفس الموضوع: "أزمة المسيرات في الحرب الروسية الأوكرانية موجودة عقب الحرب مباشرة كانت في فبراير ومارس في نفس العام بعدها بشهر بدأت أمريكا ترسل طائرات أمريكية لتستخدمها في الاستطلاع وأعمال التجسس والحقيقة أن المسيرات الأمريكية الأولية كانت لها مشاكل كثيرة أولا يتم التقاطها من قبل وسائل التشويش الروسية وكان يتم تغيير مسارها وتدميرها في الجو والطائرات الأمريكية المسيرة باهظة الثمن صعبة الإصلاح لأنه ذات كلفة عالية جدا وبالتالي لا تصلح في هذه الحرب".

إقرأ المزيد خبير: "الناتو" يخشى من رد فعل روسيا على الطائرات الأمريكية المسيرة فوق البحر الأسود

وأضاف الخبير المصري إن "أوكرانيا تستهلك حوالي عشرة آلاف طائرة مسيرة في الشهر وبالتالي الطائرات الأمريكية كانت لا تصلح معها بسبب الكلفة العالية وأضاف أن تطوير المسيرة بطئ، كان يسهل عليها عملية التشويش، ربما الانظمة الملاحية للمسيرات الأمريكية جيدة تستطيع أن تعمل بدون جى بى اس لارتفاعات مرتفعة لكن القوات الروسية كانت تلتقطها وتشوش عليها وتغيرها خارج المسار وهذا ما أدى إلى أن تلجأ أوكرانيا إلى إمكانيات أرخص وأوفر وبدأت تستورد طائرات صغيرة تكلفتها بسيطة جدا".

وأضاف أن "المسيرات الأمريكية الأخيرة من طراز عالي للغاية وروسيا عانت منها من قبل لأنها تقوم بعمليات تجسس على القطع الروسية الموجودة في اوكرانيا وأيضا تقوم بتصوير أهداف داخل روسيا نفسها وتعطيها لأوكرانيا كما لوحظ أنه كان هناك هجوم كثيراً بمسيرات في داخل الأراضي الروسية وهذا يشكل تطورا كبيرا".

وأشار الخبير المصري إلى أن "تحذيرات وزير الدفاع الروسي أنه يوجه الأركان العامة للتعامل مع الاستفزازات الأمريكية بالفعل هي استفزازات أمريكية وأمريكا تبرر ذلك بأنها تحلق في أماكن محايدة وفقا للقانون الدولي ولا تخترق المجال الجوي الروسي هذا ما تقوله ولكن هذه الطائرات تقوم بعمليات استطلاع بالغة الدقة ضد أهداف روسية سواء في أوكرانيا أو تصوير جيد لاماكن في روسيا وتسلمها إلى المخابرات الأوكرانية تدل على تورط مباشر لامريكا مع الناتو في هذه الحرب وهذا يمكن أن يحول المعركة إلى الصدام المباشر إذا زادت هذه الاستفزازات لأن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي، كان التدخل تدخلا عسكريا غير مباشر، كانوا يدعمون اوكرانيا وهم لا يخفون هذا لكن عندما يتحول إلى تدخل عسكري مباشر ضد الأمن القومي الروسي ستكون العواقب وخيمة".

وأشار إلى أن "تحذيرات وزير الدفاع تدل على أن هناك تكنولوجيا عالية عند روسيا وتستطيع أيضا التشويش على الطائرات الأمريكية المتطورة، لأن الطائرات هي أرقى طائرات في الولايات المتحدة الأمريكية وأكثرها تطورا وهذا التصريح يدل على أن هناك آلية لضرب هذه الطائرات سواء بالتشويش عليها وتغيير معدلات التردد وإسقاطها أو سهولة ضربها بكلفة رخيصة حتى وأن كانت خارج المياه الإقليمية لأنها بهذا الشكل تهدد الأمن القومي الروسي".

وأكد اللواء محمد عبد الواحد الخبير المصري أن التصريحات لها دلالات واضحة أن هناك قدرة روسيا أو أنها امتلكت قدرة على التشويش على هذه الطائرات الحديثة الأحدث في العالم، والطائرات التي تقوم بعمليات التجسس فضلا عن أن هناك إمكانية لضرب هذه الطائرات وبالتالي هو يحذر من مغبة قيام أمريكا بالتجسس على أهداف روسية سواء في أوكرانيا أو في موسكو أو في روسيا بصفة عامة لأن هذه الطائرات تجاوزت كل الحدود، طائرات أمريكية تتجسس على روسيا لصالح أوكرانيا هذا تورط مباشر في هذه الحرب، تورط أمريكي مباشر وربما زيادة الاستفزازات قدى تؤدى إلى صدام مباشر ما بين الدولتين النوويتين لكن الطرفين حذران، أمريكا ترد على هذا الموضوع وتؤكد أنها في منطقة آمنة وأن طائراتها وفقا للقانون الدولي في منطقة محايدة وليس في مناطق روسية".

 

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا متطرفون أوكرانيون ناصر حاتم الطائرات الأمریکیة المسیرات الأمریکیة هذه الطائرات أن هناک

إقرأ أيضاً:

بيان المسيرات اليمنية “لا أمن للكيان”.. قراءة في الأبعاد والدلالات السياسية والدينية والاستراتيجية

يمانيون / تحليل خاص

في مشهد شعبي غير اعتيادي، خرج اليمنيون بمسيرات مليونية عارمة، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والانتهاكات المتواصلة بحق المسجد الأقصى، تحت شعار صريح: “لا أمن للكيان.. وغزة والأقصى تحت العدوان”. وقد حمل البيان الصادر عن هذه المسيرات مضامين استراتيجية عميقة تتجاوز التنديد اللفظي، إلى خطاب تعبوي وتحريضي ذي أبعاد إقليمية واضحة ، هذا التحليل يسلط الضوء على أبرز الأبعاد والدلالات السياسية والدينية والاجتماعية والعسكرية التي تضمّنها البيان، ويستقرئ رسائله  في ظل احتدام المواجهة في غزة، وتنامي الوعي الشعبي المقاوم في عدد من الساحات العربية.

 البعد الديني –  المقدسات محرك شعبي جامع :
البيان يبدأ بصيغة إيمانية صريحة: “نجدد عهدنا ووفاءنا وولاءنا لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله…”

هذه العبارة ليست مجرد افتتاحية تقليدية، بل تعكس مركزية البعد الديني كرافعة سياسية وتعبوية. إذ يتم الربط مباشرة بين الإساءة للنبي محمد صلوات الله عليه وآله ، والانتهاكات التي تطال المسجد الأقصى، في محاولة لإعادة تمركز القضية الفلسطينية في وجدان المسلمين بوصفها قضية عقائدية غير قابلة للمساومة.
من خلال هذه الصياغة، يُراد كسر طوق التجاهل الذي فرضته بعض الأنظمة عبر التطبيع، والتأكيد على أن الأمة الإسلامية تملك قاسمًا دينيًا مشتركًا يتفجر عند المساس بمقدساتها.

 البعد السياسي – المواجهة مع المشروع الصهيوني والتحالف الغربي
البيان لا يكتفي بوصف العدوان الإسرائيلي على غزة باعتباره عملاً عدائيًا، بل يوسع المشهد ليضعه في سياق صراع دولي، من خلال وصف الدعم الغربي للعدو الإسرائيلي بأنه يأتي من “أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم”.
هذا الخطاب يُعيد تفعيل مفردات “المواجهة الحضارية”، ويصور الصراع القائم بأنه ليس مجرد نزاع سياسي، بل صراع على القيم والهوية والوجود. كما أنه يبعث برسالة ضمنية إلى الأنظمة العربية التي تقيم علاقات مع العدو الإسرائيلي، بأن الموقف الشعبي المقاوم هو في وادٍ آخر، وهو ماضٍ في التصعيد.
إضافة إلى ذلك، فإن التأكيد على أن “فكرة تراجعنا عن موقفنا المساند لغزة هي من أفشل الأفكار” يُعدّ رسالة سياسية قوية بأن التحركات الشعبية في اليمن ليست ظرفية، بل تنطلق من موقف استراتيجي ثابت في مناهضة الاحتلال والوقوف مع المقاومة الفلسطينية.

 البعد التعبوي والاجتماعي – المسيرات كأداة ضغط ونفير شامل
يستعمل البيان مفردات قوية للدعوة إلى التعبئة الجماهيرية: “لن نكتفي أمام إساءة اليهود المتكررة ببيانات الإدانة، بل نرد بالنفير والخروج المليوني…”
في هذا الإطار، المسيرات ليست فقط استجابة عاطفية، بل تحولت إلى فعل سياسي منظم، يُستعمل كوسيلة ضغط داخلي وخارجي، ورسالة مفادها أن الشارع لا يزال حاضرًا وفاعلًا في معادلة الصراع، رغم كل الضغوط الاقتصادية والحصار.
كما يدعو البيان شعوب الأمة الأخرى للتحرك، في محاولة لتوسيع دائرة المقاومة الشعبية، والتأكيد على أن نضال غزة ليس نضالًا محصورًا بفصيل أو شعب، بل هو نضال أممي إسلامي جامع.

 البعد العسكري – رسائل نارية ومواقف غير تقليدية
البيان لم يخلُ من رسائل مباشرة موجهة إلى الميدان العسكري: “نقول لمجاهدينا في القوات المسلحة: لا تسمحوا للعدو الصهيوني أن يشعر بشيء من الأمان طالما وغزة تحت الإبادة…”
هذه العبارة تُعبّر عن تحول لافت، حيث يتم الربط بين التحركات الشعبية والخطاب العسكري المباشر، في إعلان ضمني أن اليمن، كجزء من محور المقاومة، يحتفظ بحقه في الرد العسكري إذا استدعت الحاجة، وأن “الأمن” الإسرائيلي أصبح مرهونًا بوقف العدوان على غزة.
البيان يضع “العدو الصهيوني” في حالة استنفار، ليس فقط داخل حدود فلسطين، بل على مستوى الجغرافيا الإقليمية، ويعيد التأكيد أن أي استهداف للبنية المدنية في غزة سيُقابل بمواقف عملية، وليس بمواقف إدانة تقليدية.

 البعد الإنساني والتضامني – دعم معنوي صلب للمقاومة 
يُختتم البيان برسالة إلى غزة وفلسطين: “اصبروا وصابروا فأنتم تجاهدون في سبيل الله ولن يضيع الله صبركم… ونحن معكم.”
في هذه الصيغة المزدوجة، يندمج الخطاب الإيماني بالسياسي. فهو من جهة يُطمئن أهل غزة بأن صبرهم في سبيل الله لن يذهب هدرًا، ومن جهة أخرى يؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم، وأن الظهير الشعبي في اليمن وكل ساحات المقاومة موجود وحاضر.

بهذه العبارات، يتجاوز البيان منطق التضامن الرمزي، إلى تعهد ميداني ومعنوي بالدعم والصمود، وهو ما يمنح فصائل المقاومة دفعة معنوية كبرى وسط حصار خانق وعدوان مستمر.

ختاماً : اليمن يُعيد التموضع في قلب معادلة الصراع
البيان الصادر عن المسيرات اليمنية لا يمكن قراءته بوصفه فقط موقفًا تضامنيًا تقليديًا، بل هو إعلان عن تموضع استراتيجي جديد، يحمل عدة رسائل إلى الكيان الإسرائيلي ’’لا أمان ما دام العدوان قائمًا’’ وإلى الأنظمة العربية ’’ لا تطبيع يغطي على جرائم الاحتلال’’  ، وإلى شعوب الأمة ’’ التحرك الشعبي ممكن وفاعل، والنفير الجماهيري واجب’’ وإلى غزة والمقاومة ’’ لستم وحدكم، والأمة لا تزال حية’’.
من هنا، فإن المسيرات المليونية، التي خرجت من بلد يعاني ويلات الحرب والحصار، تُعيد التأكيد أن القضية الفلسطينية لا تموت ما دام هناك من يعتبرها بوصلته الأخلاقية والعقائدية والسياسية.

مقالات مشابهة

  • بيان المسيرات اليمنية “لا أمن للكيان”.. قراءة في الأبعاد والدلالات السياسية والدينية والاستراتيجية
  • سقوط عشرات الشهداء في قصف إسرائيلي عنيف على جباليا وشرق غزة
  • كليات الزراعة بمصر تمتلك برامج مميزة تنافس العالمية
  • خبير: روسيا تناور سياسياً لتأخير العقوبات الأمريكية عبر شروط غير مقبولة لأوكرانيا
  • حسن علام : نجاح الشباب يعنى نجاح بلده.. و مصر تمتلك ميزة ديموغرافية فريدة
  • مصر تمتلك أكبر مفاعل نووي .. خبير مصري يرد على تهديدات إسرائيل بضرب السد العالي
  • المسيرات لا تحسم حروب بدأت من المسافه صفر
  • الثعلب الفضي سيارة خارقة تمتلك سرعة خيالية
  • خبراء: هناك آثار جانبية لضمادات إنقاص الوزن
  • قيادي بحماس يدعو لضرورة التصدي للمستوطنين ومقارعتهم باستخدام كل الوسائل