إلتفاف قوات المليشيا الناجح الذي كُلِّل بدخول سنجة ، هو طعن للجيش في خاصرته الرخوة
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
تركيز الجيش على حماية مدينة سنار ذات الأهمية الكبيرة و إحكام الحصار على قوات المليشيا في جبل مون ؛ فتح ثغرة خلف خطوط الجيش تمكنت المليشيا من إستغلالها و دخول مدينة سنجة.
واضح أن هناك إختراق إستخباراتي مهم لصالح المليشيا مكّنها من الحصولها على معلومة ضعف الدفاعات في مدينة سنجة . إما عبر الطابور الخامس أو عبر تصوير الأقمار الصناعية.
لماذا كانت هناك قوات بسيطة في سنجة ؟ ربما لأن الجيش لم يتمكن من حماية المدينتيْن معاً ؛ فاختار الأهم في الإستراتيجية العسكرية. خاصة أن إزدياد التهديدات على الجبهة الإثيوبية و قوات الحلو – الرافض لتجديد وقف العدئيات مع الجيش – يفرض إبقاء قوات كبيرة و يقظة في النيل الأزرق بشكل عام.
سنجة بين فكيْ كماشة و قد لا تريد المليشيا البقاء فيها لفترة أطول . و هذا يفسر حالة عدم الوضوح في إعلان من يسيطر على المدنية. خيارات الجيش إما تحريرها بالقوة و مطاردة المليشيا عبر الطرق التي أتت بها ؛ هناك خيار يبدو أقل رجاحة لكن لا يمكن التقليل من قيمته الإستراتيجية ؛ و هو إبقاء هذه القوات داخل سنجة دون السماح لها بالخروج و محاولة العودة شمالا. مع شغلها بمواجهات محدودة تمنعها من الإرتياح و فتح معسكرات تدريب كالتي تنشؤها عادة المليشيا لتعويض خساراتها في الأفراد.
قد يرى العقل العسكري دخول المليشيا إلى سنجة كطريق غير سالك. و بالتالي المليشيا تحتاج للقتال حتى تخرج من الحصار أو تجميد قوات كبيرة دون فعالية عسكرية.
إلتفاف قوات المليشيا الناجح الذي كُلِّل بدخول سنجة ، هو طعن للجيش في خاصرته الرخوة. لكن تبقى خطوط الإمداد و الفزع طويلة جدا و قابلة للحصار بسهولة. و على هذه القوات الإجابة على سؤال : و ماذا بعد ؟ و قد توغلت بعيدا عن مركز القوات الرئيسي للمليشيا في مدني و شمال الجزيرة.
التحركات التكتيكية الناجحة ليس بالضرورة أن تؤثر على المشهد الاستراتيجي العام . و الذي يبدو أنه في صالح الجيش الذي يمكنه تعويض هذا الهجوم في أي نقطة في خطة الجبهة الطويل : من سنجة جنوبا أو جبل موية غرب أو مدني أو شمال الجزيرة أو تمبول أو داخل ولاية الخرطوم. المليشيا نجحت في مباغتة الجيش ؛ و هي تعلم قدرة الجيش على مباغتتها في أي نقطة من حبل التمدد الطويل.
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الكنيست يصادق على تمديد الخدمة الاحتياطية في الجيش الإسرائيلي
القدس المحتلة الوكالات
أفادت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست صادقت على قرار بتمديد مدة الخدمة الاحتياطية للجنود الإسرائيليين، في خطوة تعكس توجهًا نحو تعزيز الجاهزية العسكرية في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة.
وتُعد قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي مكونًا أساسيًا من المنظومة العسكرية، حيث تضم الجنود الذين أنهوا خدمتهم الإلزامية وتحولوا تلقائيًا إلى الخدمة الاحتياطية. ويجري استدعاؤهم بشكل دوري لتلقي تدريبات عسكرية قصيرة تهدف إلى الحفاظ على جاهزيتهم القتالية، مع إمكانية مشاركتهم المباشرة في العمليات العسكرية عند الحاجة.
ويأتي القرار في سياق تصاعد التوترات على عدة جبهات، ما يثير تساؤلات حول الأهداف السياسية والعسكرية الكامنة وراء تعزيز دور قوات الاحتياط في المرحلة المقبلة.