تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نعم، فكثيرون ممن خططوا لإسقاط مصر وتقسيم شعبها، وتمزيق وَحْدتها، وتركيع مؤسساتها الوطنية، ما زالوا يقفون مُتربِّصين خلف الأبواب، ينتظرون أن نغفل قليلًا أو أن نختلف كثيرًا، أو أن تخور قوانا، أو ترتخي قبضتُنا، لكي يهجموا علينا، لا يَرْقُبون فينا إلًّا ولا ذِمَّةً.

في الوقت الذي نكافح فيه مخططات عاتية لحصارنا تارة من الجنوب، وأخرى من الغرب، وثالثة من الشرق.

. فقط لأننا قلنا: لا.. لا لتفريغ قضية الأمة من مضمونها، لا لتركيع شعب أعزل لا حول له ولا قوة، لا للتغول على منطقتنا ومحاولة السيطرة عليها برًّا وبحرًا.. يحاولون ضربنا في مقتل، ولم يجدوا أمامهم سوى الاقتصاد ومصادر الدخل القومي الثلاثة؛ قناة السويس، والسياحة، وتحويلات المصريين بالخارج. ضربوا قناة السويس عندنا سمحوا للحوثيين باللعب بالأمن في البحر الأحمر، وضربوا السياحة عندما حذروا شعوبهم بعد حرب غزة من القدوم إلى مصر، وتركوا تحويلات المصريين للتنظيم الإرهابي لمنع العُملة الصعبة من الدخول للبلاد عبر شرائها في أماكنها في الخارج.. مخطط شيطاني شارك فيه الجميعُ.. لِمَ لا وهم يرون مصر تحاول النهوض بكل قوة رغم الضربات المتتالية لتُعلن عن استحقاقها الدخول لنادي الدول العظمى بتاريخها وجغرافيتها وحضارتها وعظمة مفكريها وثِقَل شعبها وقوة جيشها؟ فبعد أن انتصرنا على الإرهاب المتعدي للقارات، وغسلنا سيناء بدماء الشهداء الأبطال عزَّ عليهم أن تنهار خُطتهم لإسقاط مصر عبر الإرهاب، فمضوا يرسمون خطة أخرى عبر إسقاطها بواسطة الحرب الاقتصادية؛ حرب ناعمة لكنها شرسة، حرب فُرضت علينا كما فُرضت حروب عديدة من قَبْل، ولكنني أثق في قدرات هذا الشعب العظيم الذي تخطى أزمة حُكم الجماعة الإرهابية بنجاح ما زالت شعوب عديدة تحسدنا عليه.. أن يتحد ويستعيد روح يوليو لمعاودة الانتصار في تلك المعركة ومعارك أخرى كثيرة مقبلة، فهم لن يتوقفوا ونحن لن ننحني أو نركع، بل سنقاوم ونصمد متحدين، تلك أسطورتنا، وهذا قدَرُنا.

لم يستحِ البعض من تكرار محاولات إقناعنا بأننا كنا على خطأ، وأننا نسير في الطريق الخاطئ تماشيًا مع نغمة القوى الاستعمارية التي تحاول فرض أوضاع ما بعد الاستعمار علينا.. ما زالوا يحاولون إقناعنا بأن ما كانوا يحفرونه من قبور لهذا الشعب وتلك الأمة وهذا البلد الأمين هو عين الصواب.

والحقيقة أن 30 يونيو كان ميلادا حقيقيا لهذه الأمة من جديد، وفي هذا اليوم من كل عام تتوالى الذكريات في ذِهني، وأهُمُّ بأن أحكي لبناتي وأحفادي وزملائي وأصدقائي بعضًا من أسرار تلك الأيام العظيمة.

ولكنني أعود لأتحفَّظ حَوْل أحداث لم يأتِ أوانُ الحديث عنها، فما حدث في تلك الفترة العظيمة من تاريخ مصر، وما يحدث على الأرض الآن يستحق مُجلَّدات ومسلسلات وأفلاما.. لم يأتِ أوانُها بعدُ؛ لأننا ما زلنا في قلب المعركة، ولكننا غدًا سنفرح ونكتب ونروي ليعرف هذا الجيلُ عظمةَ بلادهم.. فإلى لقاء.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي روح يونيو ما أشبه الليلة بالبارحة احتفالات ثورة ٣٠ يونيو إحتفالات ٣٠ يونيو

إقرأ أيضاً:

الفريق العدوان يكتب : القفز الخاطئ بالمظلة . . !

صراحة نيوز- كتب الفريق المتقاعد موسى العدوان

في أوائل عقد الثمانينات الماضي، كنت أتولى منصب قائد القوات الخاصة برتبة عميد. وكان قرار القائد العام للقوات المسلحة آنذاك الشريف زيد بن شاكر – عليه رحمة الله – أن يتم تدريب جنود وضباط لواء الحرس الملكي بدورة مظليين، وتمرينهم على القفز بالمظلات. وفي أحد تمارين القفز للمتدربين، وهم شباب تقل أعمارهم عن العشرين عاما، رغبت أن أقفز قبلهم لأشجعهم على القفز.

ففي الصباح الباكر لأحد أيام تموز عام 1981، كان الطقس حارا والهواء ساكنا، لا تثور به أية نسمة هواء حتى وإن كانت خفيفة، والتي تساعد القافز على توجيه وتحريك المظلة ( T – 10 ) لبضع خطوات.

صعدت إلى طائرة ال ( C130 ) التي كانت تحمل الجنود في مطار ماركا، مرتديا مهمات القفز، والتي تتكون من مظلة رئيسية تحمل على الظهر، مربوط بها حبل مع شنكل لتعليقه في حبل الطائرة من الداخل قبل القفز.

كما أن هناك مظلة أخرى احتياطية أصغر حجما معلقة على الصدر، لاستعمالها إذا فشلت المظلة الرئيسية في الفتح، إضافة لخوذة حماية للرأس عند الارتطام بالأرض.

وهناك المشرف على التدريب ويطلق عليه إسم المقفز ( Jump Master )، الذي يقف عند باب الطائرة، ويأمر الركاب المتدربين بالوقوف وتعليق حبل المظلة في حبل الطائرة الداخلي، استعدادا للقفز، ثم يقوم بالتأكد من صحة تعليق الحبال بصورة جيدة.

مهمة هذا المقفز أن يعطي الإشارة للمتدرب بالقفز من باب الطائرة في المكان والوقت المناسبين للهبوط في منطقة الإنزال المحددة، بعد أن يتلقى الإشارة من الطيار بواسطة الضوء الأخضر على بجانب باب الطائرة.

أقلعت بنا الطائرة من مطار ماركا، متجهة نحو منطقة الإنزال قرب قرية الطنيب جنوب العاصمة عمان، والتي لاتستغرق اكثر من 20 دقيقة طيران.
ومنطقة الإنزال تكون عادة مؤشرة بعلامات واضحة للطيار، وفيها مجموعة إنزال صغيرة، مزودة بجهاز إتصال لاسلكي مع الطائرة.

كان القفز من الطائرة يتم على ارتفاع 1000 – 1200 قدما من سطح الأرض. واعتدت ان أقف دائما على باب الطائرة كأول قافز منها. وبينما الطائرة تحلق وتدور فوق المنطقة، لتأخذ الاتجاه الصحيح، كنت أشاهد الآليات وبعض البشر والدواب، يتحركون على الأرض كادمى الصغيرة.

فأقول في نفسي كما يقول أي إنسان في مثل هذا الموقف : هل يمكن أن أهبط سليما على الأرض، وأسير عليها كما يسير هؤلاء ؟ أم ستفشل مظلتي لسبب ما في الاستجابة، والفتح على اتساعهما وأواجه حتفي ؟ ولكنني أصر على على مواصلة مهمتي.

وصلنا في تلك الرحلة فوق قرية الطنيب، وراحت الطائرة تحوم فوق المنطقة لتأخذ الاتجاه والارتفاع الصحيحين، وأنا واقف على باب الطائرة ومثبتا كلتا يدي على حافتي الباب، ولا أعرف هل أخطأ الطيار في أعطاء الضوء الأخضر أم أن المقفز استعجل وأعطاني إشارة القفز.

قفزت من باب الطائرة، وعندما نظرت تحتي وجدت أنني قفزت في المكان الخطأ، إذ كانت تظهر من تحتي بنايات القرية بأعمدة التلفزيون وأسلاك الكهرباء والآليات، ولم يكن خلفي أي قافز.

حاولت أن أسحب حبال المظلة من ناحية معينة لمواجهة الهواء لعلها تبعدني عن الخطر الذي ينتظرني على الأرض. ولكن لعدم وجود أية نسمة هواء في صباح ذلك اليوم، أخذت المظلة تنطوي على بعضها وتزيد من سرعة هبوطي نحو الأرض، مما يشكل خطر الارتطام العنيف على أحد المنازل أو على أعمدة وأسلاك الكهرباء.

حاولت بكل جهد أن أحرك ساقي، محاولا الابتعاد عن مواقع الخطر، فأستطعت ان ابتعد عنها مسافة قصيرة، ولكنني سقطت على ظهري فوق كومة كبيرة من الحجارة يزيد ارتفاعها عن المتر.

هرع إلي بعض الضباط والجنود المتواجدين في المنطقة لإنقاذي، ولكنني نهضت سريعا معلنا انني لم أصب بأذى، رغم أنني في الحقيقة كنت أعاني من آلام شديدة. راجعت المستشفى بعد ذلك، ولكن لم يظهر أي كسر في العمود الفقري أو غيرة، وأعطيت بعض العلاجات حيث امضيت أكثر من شهرين، وأنا لا استطيع الجلوس على الكرسي أو في السيارة إلاّ بصعوبة، بسبب الألم الذي أصابني من تلك القفزة. وكانت النتيجة أن تسبب لي هذا الحادث في وقت لاحق، بعملية ديسك ناجحة، فشكرت الله تعالى على ما قدر ولطف.

مقالات مشابهة

  • بولبينة:”علينا تصحيح الأخطاء و أعتذر لجمهورنا”
  • د.حماد عبدالله يكتب: الاستثمار هو الحل !!!
  • ترامب: لن نسمح للصين بالتفوق علينا في الذكاء الاصطناعي
  • أشبه بلوحة.. الضباب يرسم ملامح سكان الريف في بابل (صور)
  • د. سعيد الكعبي يكتب: في تأمل النعم
  • الفريق العدوان يكتب : القفز الخاطئ بالمظلة . . !
  • أشقاء رفعت: وليد دعبس لم يتأخر علينا في شيء ونعتبره أباً لنا
  • أشقاء رفعت: وليد دعبس لم يتأخر علينا في شيء ونعتبره أبا لنا
  • كان علينا الاعتذار عن المشاركة.. علاء مبارك يعلق على إقصاء مصر من كأس العرب
  • نتنياهو: صفقة أشبه بالمعجزة!