صحيفة أثير:
2025-07-02@05:56:23 GMT

ماذا يقول القانون العماني في جريمة الإخفاء؟

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

ماذا يقول القانون العماني في جريمة الإخفاء؟

أثير – ريما الشيخ

جريمة إخفاء أموال أو أشياء متحصلة من جريمة ما تثير تساؤلات عميقة حول نطاق تعريفها وتفسيرها في القوانين الجزائية المختلفة.

ولكن، هل يجب أن يكون الإخفاء فعلًا ماديًا وملازمًا لحيازة المال المتحصل من جريمة، أم يمكن أن يشمل أي تصرف يرتبط بالمتحصلات الجرمية دون ظهورها للسلطات؟

يجيب عن هذه التساؤلات المستشار القانوني صلاح بن خليفة المقبالي، خلال حديثه مع ”أثير“ حيث قال: تعد جريمة إخفاء أموال أو أشياء متحصلة من جريمة من أقدم وأخطر أنواع الجرائم والتي يهتم المشرع بصياغة نصوصها جيدا، وحسب ما يستجد من أشكال ارتكاب تلك الجريمة، فالنصَّ القديم من قانون الجزاء ذكر وصف الإخفاء والتصريف، في حين اقتصر النص الجديد على العبارة العامَّة المرنة التي تتسع لهما معاً (وهي وصف الإخفاء)، كما وإن كان ظاهر النص في القانون الجديد قد يُشير إلى أن كلمة الإخفاء تعني تخبئة الشيء بوضعه في مكان خفي عن الأبصار وبعيداً عن نظر السلطات وهذا هو المعنى الضيق، إلا أن الحقيقة أن الإخفاء له مدلول واسع بحيث يتحقق بمجرَّد حيازة الشيء المتحصَّل من جريمة مع علم المتهم بذلك، أي أنه يشمل كل نشاط إيجابي يقوم به الجاني ويؤدي إلى الاتصال الفعلي بالمال المتحصَّل من الجريمة، ويُشترط في فعل الإخفاء أن يقوم الجاني بالاحتفاظ بالشيء المتحصَّل من الجريمة طالت المدة أو قصرت.

وأضاف: إذاً فالركن الأساسيُّ للجريمة هو الفعل المادي المتعلق بحيازة المتهم للشيء المراد إخفاؤه وإبعاده عن أنظار مالكه فمجرَّد استلام المتهم للمال أو الشيء موضوع الجريمة يحقق العنصر أو الركن المادي لجريمة الإخفاء ولا يهم بعد ذلك إن طالت مدة الإخفاء أو قصرت ولا يهم كذلك أن يكون المتهم أخفاها إخفاءً حقيقياً عن الأنظار أم لا، بل إن تخلي الحائز عن الأشياء المتحصَّلة من الجريمة إلى شخص ثالث لا يُعفيه من أنه كان حائزاً لتلك الأشياء بنية الإخفاء كما لا ينظر المشرِّع إلى الكيفية التي استفاد بها الجاني من تلك المتحصَّلات، سواءً أكان ذلك بالشراء أو الهبة أو الوديعة أو غيرها من التصرفات، ما دام قد ثبت أنه عالم بأنها متحصَّلة من جريمة وهذا العلم لا يُفترض، إذ لا بد من إثباته بما يُقنع وذلك من خلال الظروف والملابسات المحيطة بالدَّعوى بسرقتها.

وذكر بأن كافة التشريعات رغم اختلاف النظم القانونية ووجهات النظر تتفق على محاربة السرقة بفرض عقوبات تختلف جسامتها باختلاف الأسلوب المستخدم في الجريمة، غير أن بعض المجرمين في جرائم السرقات يعمدون إلى إتيان أفعال ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسرقة أو بالجريمة بشكل عام لكنها في الوقت نفسه لا تشكل فعلا من الأفعال المكونة للسرقة، كإخفاء الأشياء المتحصلة من الجريمة عند أشخاص لا تربطهم بالجريمة الأصلية أي صلة لكنهم على علم بطبيعتها غير المشروعة.

ولكن ماذا يقول القانون العماني حول ذلك؟

أوضح المقبالي لـ”أثير“ بأن المشرع العماني قد أفرد نصاً خاصاً يعاقب به كل من يخفي أو يصرف متحصلات أي جريمة، إذ تنص المادة (364) من قانون الجزاء “يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر، ولا تزيد على سنة، وبغرامة لا تقل عن (١٠٠) مائة ريال عماني، ولا تزيد على (٥٠٠) خمسمائة ريال عماني، كل من أخفى أموالا أو أشياء متحصلة من جريمة مع علمه بذلك“، ولكون هذه الجريمة من الجرائم العمدية فاشترط المشرع توافر الركن المادي للجريمة، وهو إتيان الفعل وحيازة تلك الأموال بالفعل وإخفاؤها، والركن المعنوي ويتمثل في توافر علم الفاعل بأن تلك الأموال متحصلة من جريمة.

وأضاف: أقر المشرع كذاك في المادة (365) من القانون الجزائي “يعفى الجاني من العقوبة المنصوص عليها في المادة (٣٦٤) من هذا القانون إذا بادر بإبلاغ السلطات المختصة عن الجريمة التي تحصلت منها الأموال أو الأشياء وعن مرتكبيها قبل الكشف عنها“ ؛ وذلك تشجيعا لسرعة الإبلاغ عن مثل تلك الجرائم التي من شأنها أن تفسد المجتمع.

وقال بأنه إذا حصل الإبلاغ بعد الكشف عن الجريمة جاز للمحكمة إعفائه من العقوبة متى أدى الإبلاغ إلى ضبط أي من الجناة أو الكشف عن جرائم أخرى، ومفاد ذلك أنه عند الإبلاغ فإن للمحكمة إعفاء المبلغ عن العقوبة:

– إما إعفاء وجوبيًا: وذلك في حالة المبادرة بالإبلاغ عن الجريمة التي تحصلت منها الأموال أو الأشياء وعن مرتكبيها قبل الكشف عنها.
– أو إعفاء جوازيًا: في حالة الإبلاغ بعد الكشف عن الجريمة متى أدى ذلك إلى ضبط أي من الجناة أو الكشف عن جرائم أخرى.

فعلى الجميع أن يتبين جيدا عن طبيعة أي أشياء يقوم بحيازتها ولو على سبيل الأمانة من صديق أو أيا كان، ومعرفة مصدرها حتى لا يقع تحت طائلة القانون.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: من الجریمة عن الجریمة الکشف عن

إقرأ أيضاً:

طالبة إماراتية تستكشف أهمية علم الجريمة والعدالة الجنائية

في وقت تتجه فيه الأنظار نحو التخصصات التقليدية، اختارت الطالبة الإماراتية سارة ناصر النجار، أن تسلك طريقاً مختلفاً تملؤه الطموحات.
رحلة سارة امتدت من جامعة نيويورك أبوظبي، حيث حصلت على بكالوريوس في الدراسات القانونية والسياسة الاجتماعية والبحوث العامة، إلى جامعة أكسفورد البريطانية العريقة، حيث تتابع دراستها العليا في تخصص نادر هو «علم الجريمة والعدالة الجنائية»، حيث حصلت سارة على منحة مرموقة من «رودس» العالمية، أحد أقدم برامج منح الدراسات العليا الدولية وأكثرها تقديراً على مستوى العالم، وهي تخطط لمواصلة مسيرتها الأكاديمية بدراسة الماجستير الثاني في تخصص الحوكمة العالمية والدبلوماسية في جامعة أكسفورد. وحول أسباب اختيارها هذا التخصص النادر، تقول سارة: «اخترت تخصص علم الجريمة والعدالة الجنائية، لقناعتي العميقة بأن هذا المجال يؤدي دوراً محورياً في استقرار الدول وتعزيز أمنها الوطني. لطالما كنت مهتمة بفهم الجريمة ليس فقط من منظور فردي، بل كظاهرة تؤثر في الأمن القومي والسياسات العامة، هذا التخصص يتيح لي دراسة الجريمة في سياقها الوطني والدولي، وفهم دور العلوم الجنائية الحديثة في دعم السياسات الأمنية، والتفاعل مع الشأن الخارجي، وتعزيز الدبلوماسية الأمنية».
وتؤكد سارة النجار، أن علم الجريمة يمثل أداة استراتيجية لفهم التهديدات الأمنية المعقدة التي تواجه المجتمعات والدول، من الجريمة المنظمة إلى الإرهاب والجرائم السيبرانية، فعلم الجريمة لم يعد مجرد مجال أكاديمي، بل أصبح أداة تحليلية محورية تفيد في فهم التحديات الأمنية الحديثة، ويدعم رسم السياسات العامة الاجتماعية والاقتصادية.
وقدمت سارة النجار مشروعاً حول النهج القانوني والدبلوماسي لحماية العمالة الوافدة في الإمارات، مع التركيز على تأثير الاتفاقيات الثنائية في تحسين ظروف العمل. وتقول سارة أن «الهدف من هذا المشروع هو تفنيد الصورة النمطية السائدة، وذلك عبر تحليل السياسات والقوانين التي قدمتها الدولة، واستعراض المبادرات الإنسانية، والتعديلات التشريعية، والاتفاقيات الدولية التي أبرمتها لحماية حقوق العمال ومكافحة مختلف أشكال الاستغلال، بما يعكس التزام دولة الإمارات بتطوير منظومة عدالة إنسانية وعصرية».
تعتبر سارة النجار نفسها «سفيرة غير رسمية» لوطنها، حيث تحرص على أن تمثل دولة الإمارات في أكسفورد، إحدى أعرق جامعات العالم، بصوت واثق ومواقف مبنية على الاحترام والتفوق، بما يعكس تميز الشخصية الإماراتية. وتؤمن سارة بأن الشغف بالتخصص الأكاديمي والحرص على التعمق في كافة أبعاده هو المفتاح لإحداث تغيير إيجابي.

مقالات مشابهة

  • جريمة عقوبتها الحبس.. كيف يتصدى القانون لإصدار شيكات بدون رصيد
  • ترامب يقول إنه سيكون "حازمًا" مع نتنياهو للتوصل إلى هدنة في غزة
  • طالبة إماراتية تستكشف أهمية علم الجريمة والعدالة الجنائية
  • محدش هيكسب كل حاجة.. ماذا قالت لميس الحديدى عن قانون الإيجار القديم
  • 4 سيناريوهات حاسمة للإيجار القديم .. ماذا يحدث في جلسة النواب غدا؟
  • ماذا يقول المسلم في أذكار المساء؟.. 13 كلمة لقضاء الديون ومنع الفقر
  • ماذا يحدث إذا لم يتم تعديل قانون الإيجار القديم؟.. «محلية النواب» تكشف مفاجأة
  • ماذا يحدث إذا لم يتم تعديل قانون الإيجار القديم؟.. السجيني يكشف مفاجأة برلمانية| فيديو
  • مستشارة قانونية: التحرش جريمة يعاقب عليها القانون والعقوبة تبدأ قد تصل إلى 5 سنوات سجن
  • سليمان: لا تهاون بعد اليوم في احترام القانون