بايدن يبرر أداءه في المناظرة ويؤكد أنه الأنسب للفوز على ترامب
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
"مرحلة سيئة" هكذا وصف الرئيس الأميركي، جو بايدن أداءه الضعيف في المناظرة التي جرت قبل عدة أيام مع منافسه الملياردير الجمهوري، دونالد ترامب، مشيرا إلى أنه كان "مرهقا.. ولم يستمع لغرائزه فيما يتعلق بتجهيز نفسه".
وقال بايدن الديمقراطي (81 عاما) في مقابلة مع جورج ستيفانوبولوس من شبكة "إيه بي سي نيوز" الجمعة، إنه "وحده المسؤول عما حدث" في المناظرة التي بثتها شبكة "سي إن إن"، وتابع أنه "مر بليلة سيئة قبل المناظرة".
وأجرى بايدن المقابلة مع "أي بي سي نيوز" في ماديسون بولاية ويسكونسن، بعد حضوره تجمعا لأنصاره، مؤكدا على "بقائه في السباق" لولاية ثانية في البيت الأبيض.
وشرح بايدن أنه لم يتمكن من التعافي والراحة من الرحلات الخارجية التي أجراها، إذ أنه "كان مريضا ويشعر بالتعب"، وقال: "في الحقيقة، الأطباء معي، سألتهم عما إذا كانوا قد أجروا اختبارات كوفيد لأنهم حاولوا معرفة ما إذا كنت مصابا بعدوى فيروسية أم لا"، لكن طبيبه أكده له أنه كان مصابا "بنزلة برد شديدة".
وذكر أنه "لم يقل أحد أنني بحاجة إلى اختبارات عصبية ومعرفية ومازلت بحالة جيدة"، لافتا إلى أنه قام " قام بالعديد من التجمعات والمناسبات الهامة منذ المناظرة".
وطيلة 90 دقيقة في المناظرة، واجه بايدن صعوبة في التعبير عن نفسه بوضوح، فتلعثم وفقد تسلسل أفكاره.
وتتصاعد داخل حزبه الأصوات التي تطالبه بأن يثبت أن لديه الطاقة لدحر ترامب في نوفمبر والقدرة على القيادة في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى، وبهذا الشأن قال الرئيس الأميركي، إن "السيناتور مارك وارنر هو الوحيد الذي يطالب بانسحابي من السباق الرئاسي ولدي وجهة نظر مختلفة معه".
وكرر أنه "لا يوجد شخص مؤهل للرئاسة أكثر مني"، وهاجم منافسه ترامب بأنه "شخصية مريضة ويجب علينا أن نتذكر ما فعله".
وشدد بايدن الذي تعرض للانتقادات على خلفية قدراته العقلية منذ مناظرته السيئة ضد خصمه الجمهوري ترامب، على أن وظيفته تشبه "الخضوع لاختبار إدراكي كل يوم"، وذلك عندما سأله الصحفي ستيفانوبولوس عما إذا كان مستعدا للخضوع لهذا النوع من الاختبارات بشكل مستقل.
وسأل ستيفانوبولوس عن أسباب تراجع بايدن في استطلاعات الرأي بجميع المعايير، في الوقت الذي تراجع فيه التضخم، وتلقى ترامب أحكاما قضائية، ليرد بايدن أنها لا تعكس بالضرورة ما سيحصل، إذا كانت هناك استطلاعات في 2020 تشير إلى أنه متأخر فيها، إلا أنه فاز بالنهاية بالانتخابات.
وقال إنه مقتنع أنه قادر على هزيمة ترامب، وأنه تحدث مع غالبية الشخصيات الديمقراطية، الذين أكدوا له "أنه يحتاج إلى الاستمرار في الانتخابات"، ولم يجب عما إذا كان سينسحب ما إذا ما اقتنع بنفسه أنه غير مؤهل لخوض الانتخابات أو إن طلب منه الانسحاب، قائلا: "لن أجيب عن ذلك لأنه لن يحصل".
ورغم حصوله على دعم حكام ولايات ديمقراطيين خلال اجتماع طارئ الأربعاء، دعاه ثلاثة من أعضاء الكونغرس المنتمين لحزبه على الأقل للتنحي، ومثلهم مجالس تحرير عدد من الصحف الكبرى وعدد من المعلقين السياسيين.
وتحدث بايدن عما حققته إدارته على صعيد الولايات المتحدة إذ استطاعت "إيجاد وظائف لم تستطع إي إدارة على إيجادها".
وأعلن الرئيس الأميركي الجمعة في خطاب عالي النبرة في ولاية ويسكنسن في منطقة البحيرات العظمى "أنا مرشح وسأفوز مجددا".
وقال بايدن في خطابه أمام عدد من مناصريه "هناك أشخاص لا يهتمون بأصواتكم" في الانتخابات التمهيدية التي فاز فيها بفارق كبير، مضيفا "إنهم يحاولون إخراجي من السباق. دعوني أقولها بوضوح شديد: أنا باق في السباق. سأهزم دونالد ترامب".
وسأل الحاضرين "هل تعتقدون أنني عجوز جدا كي أتمكن من هزيمة دونالد ترامب؟"، فردوا عليه "كلا".
وكرر بايدن أنه "لن ينسحب" وإنه "باق في هذا السباق حتى النهاية". لكن استطلاعات رأي أعقبت المناظرة أظهرت اتساع فارق شعبيته خلف ترامب.
كما أن بايدن لم يتحدث علنا من دون ملقن نصوص منذ المناظرة، باستثناء بعض التصريحات المقتضبة.
وبالتالي فإن المقابلة مع المذيع جورج ستيفانوبولس على شبكة "إيه بي سي" شكلت محطة حاسمة لبايدن لتبديد المخاوف وإعادة ضبط التوقعات.
وواجه بايدن في هذه المقابلة صحفيا لديه خبرة في التواصل السياسي، وعمل ستيفانوبولوس مع الرئيس الديمقراطي الأسبق، بيل كلينتون، خلال حملته الأولى وكان أحد أقرب مستشاريه خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی المناظرة إذا کان ما إذا
إقرأ أيضاً:
تقرير: 50 عاما على تأسيس وكالة الفضاء الأوروبية ... أين تقف القارة في هذا السباق؟
باريس "د ب أ": رغم مرور نحو 50 عاما على تأسيس وكالة الفضاء الأوروبية (Esa) - في 30 مايو عام 1975 - لا يزال يتعين على أوروبا أن تتعامل مجددا بشكل جذري مع طموحاتها نحو إحراز مكانة رائدة في مجال السفر إلى الفضاء، وذلك في ظل غياب محتمل لشريك جدير بالثقة، ونقص القدرة على الوصول إلى الفضاء، وتخلفها عن ركب الابتكارات.
وبعد مرور عقود على إرسال بشر إلى القمر، تعتزم الولايات المتحدة تكرار التجربة بحلول عام 2027، بينما تخطط الصين لهبوط مأهول على سطح القمر بحلول عام 2030، والهند بحلول عام 2040.
ومن جانبها، تأمل أوروبا أيضا أن تتمكن من إرسال امرأة أو رجل أوروبي إلى القمر بحلول عام 2030 ولكن هذه الخطة يشوبها عوار كبير: فالأوروبيون لا يملكون السيطرة عليها بأنفسهم، إذ ليس بإمكانهم إرسال روادهم إلى الفضاء إلا في إطار المشروع الأمريكي "أرتميس".
لكن يبدو أن أنظار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره - رجل الأعمال المعني بمجال الفضاء من بين أمور أخرى - إيلون ماسك تتجه إلى المريخ، وهو ما يثير مخاوف إزاء إنهاء برنامج "أرتميس" قبل أن يهبط أوروبي من خلاله على سطح القمر.
ولا تزال أوروبا تفتقر إلى القدرة على الوصول المستقل إلى الفضاء، على الأقل فيما يتعلق بالسفر الفضائي المأهول.
وعلى الرغم من وجود ميناء فضاء أوروبي في كورو في جويانا الفرنسية، وعلى الرغم من أن القارة لديها صواريخ حاملة للمركبات خاصة بها "فيجا سي" و"أريان 6"، لا تستطيع أوروبا إرسال بشر إلى الفضاء باستخدام مواردها الخاصة، وتضطر لذلك إلى الاعتماد حاليا على وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" في هذا الغرض.
وتتعاون أوروبا بوجه عام بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مجال السفر إلى الفضاء، ولكن في ضوء أن موثوقية الاتفاقيات المبرمة والاهتمام بالعمل المشترك أصبحا موضع تساؤل الآن في عهد ترامب، باتت هناك حاجة ملحة إلى تحقيق المزيد من الاستقلالية وتعميق الشراكات مع دول أخرى.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء الأوروبية، يوزيف أشباخر، مطلع هذا العام: "ستكون وكالة الفضاء الأوروبية وأوروبا مستعدتين للتكيف، ولإيجاد أولوياتهما الخاصة، والتي ترتبط بالتأكيد بتعزيز قوتنا واستقلاليتنا وقدراتنا في الفضاء، وبأن نكون شريكا جيدا للغاية على المستوى الدولي".
وعلى سبيل المثال، تتعاون وكالة الفضاء الأوروبية بالفعل بشكل وثيق مع وكالة الفضاء اليابانية "جاكسا". وبحسب وكالة الفضاء الأوروبية، فقد تم في الآونة الأخيرة تعزيز العلاقات مع الهند وكوريا الجنوبية. كما تتعاون الوكالة الأوروبية مع العديد من وكالات الفضاء الأخرى حول العالم.
ومن وجهة نظر لودفيش مولر، رئيس المعهد الأوروبي لسياسة الفضاء "Espi"، فإن وكالة الفضاء الأوروبية وأوروبا شريكان معترف بهما عالميا وجديران بالثقة، "وهما من الجهات الأكثر قيمة في عالم اليوم، التي يتعين الاستمرار في تطويرها والاستفادة منها بصورة مشتركة". وفيما يتعلق بأمن أوروبا والدور المستقبلي لأوروبا في الفضاء، أوضح مولر أن الهدف ينبغي أن يتمثل في استخدام الفضاء كوسيلة لتعزيز التعاون الدولي وتنفيذ أهداف دبلوماسية من أجل عالم أكثر سلاما.
ومن ناحية أخرى، أحدث التحول السريع نحو التسويق التجاري للأنشطة المتعلقة بالفضاء وخصخصتها تغييرا هائلا في مجال السفر إلى الفضاء خلال السنوات الأخيرة. وأصبح لشركة "سبيس إكس" الأمريكية المملوكة لإيلون ماسك دور رئيسي في ذلك. ومنذ عام 2025 تعمل الشركة في السوق عبر صواريخها القابلة لإعادة الاستخدام، وهو أمر لم تستطع أوروبا تحقيقه حتى اليوم.
وبحسب خبير الفضاء مارتن تاجمار من الجامعة التقنية في دريسدن، فإن حتى فخر أوروبا - صاروخ الإطلاق الجديد "أريان 6" - ليس مواكبا لتطورات العصر، على الرغم من أنه يمثل عاملا مهما في دعم إطلاق أوروبا للأقمار الصناعية إلى الفضاء على نحو مستقل. وباستثناء عمليات الإطلاق التي تجريها وكالة الفضاء الأوروبية بهذا النوع من الصواريخ، فإن الطلبات الجدية هنا تأتي فقط من مؤسس أمازون، جيف بيزوس، الذي لا يريد الاستعانة بـ"سبيس إكس".
ومع ذلك، من الواضح أن وكالة الفضاء الأوروبية - بدول أعضائها العديدة، وعمليات صنع القرار المطولة، ومواردها المالية المحدودة - لا تستطيع أن تتصرف كشركة خاصة. وتسعى الوكالة الآن لأن تصبح أكثر مرونة كما تولي أيضا اهتماما أكبر لتعزيز الابتكارات التكنولوجية في القطاع الخاص. وأطلقت وكالة الفضاء الأوروبية مؤخرا مسابقة بين الشركات الأوروبية لتصميم مركبة شحن فضائية وصاروخ حامل جديدين.
وحتى في الفضاء نفسه تتطلع وكالة الفضاء الأوروبية الآن إلى القطاع الخاص. وفي ضوء الإنهاء المخطط له لمحطة الفضاء الدولية (ISS) في عام 2030، وقعت وكالة الفضاء الأوروبية خطابات نوايا مع العديد من الشركات لاستخدام محطات الفضاء المخطط لها.
وتحقق وكالة الفضاء الأوروبية نجاحات ملحوظة في تنفيذ برامج القياسات الفضائية والمشاريع العلمية، ويشير الخبير مولر هنا إلى برنامج "جاليليو" للملاحة ومراقبة الأرض بالتعاون مع مركز "كوبرنيكوس" الأوروبي للعلوم، وكذلك تلسكوب الفضاء "جيمس ويب" الذي تم بناؤه بالتعاون مع الولايات المتحدة وكندا، والذي يوفر صورا مذهلة من الفضاء ويزود الخبراء بمعلومات جديدة. يقول مولر: "هذه كلها ابتكارات رائدة على مستوى العالم... مرور 50 عاما على تأسيس وكالة الفضاء الأوروبية يعني أيضا 50 عاما من الابتكار والتعاون العابر للحدود".
وفي عام 1975 اجتمع ممثلو عشر دول - من بينهم ألمانيا - في باريس بهدف تعزيز التعاون في مجال السفر إلى الفضاء. وفي 30 مايو وقعوا على اتفاقية تأسيس وكالة الفضاء الأوروبية.
وقبل تأسيس وكالة الفضاء الأوروبية، كانت هناك منظمات أخرى معنية بالفضاء مثل "إلدو" (منظمة تطوير الإطلاق الأوروبية) و"إسرو" (منظمة أبحاث الفضاء الأوروبية). وتنظر وكالة الفضاء الأوروبية إلى إنشاء الأخيرة عام 1964 على أنه بداية التعاون الأوروبي في مجال السفر إلى الفضاء. وتضم وكالة الفضاء الأوروبية في عضويتها حاليا 23 دولة.