أكدت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، الاثنين، في مقابلة مع "الحرة"، أن قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تنطلق غدا ستركز على التزام الدول المالي تجاه التحالف الأمني، وتعميق التعاون بين الشركاء وتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا، مشيرة إلى أنه ستكون هناك مناقشات تتناول ملف إسرائيل، التي تمت دعوتها بجانب دول عربية لحضور "القمة التاريخية".

 

وتستضيف العاصمة الأميركية واشنطن قمة حلف الناتو من الثلاثاء إلى الخميس، في مناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه. 

وقالت سينغ: "سعيدون باستضافة قمة حلف شمال الأطلسي التاريخية هذا الأسبوع، وهناك أشياء كثيرة نعول على تحقيقها بينها تعميق التعاون الدفاعي بين الحلفاء". 

وأضافت أن "الدول الـ32 جاءت إلى واشنطن لتؤكد الالتزام بنسبة الـ2 في المئة للإنفاق الدفاعي من الناتج القومي، بالإضافة إلى مساعدات أوكرانيا"، واصفة القمة بأنها "تاريخية"، مضيفة "نحن نحتفل بواحد من أكثر التحالفات الدفاعية نجاحا في التاريخ". 

ويواجه زعماء الدول الأعضاء في الناتو احتمال عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي أشار إلى أنه لن يدافع عن دول أعضاء بالحلف، التي لم تحقق هدف الإنفاق العسكري للحلف وهو اثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لكل عضو، وذلك بحال تعرضها لهجوم عسكري، واعترض أيضا على حجم المساعدات المقدمة لأوكرانيا.

وقالت سينغ: "نحن بالطبع رأينا ما فعلته الحرب في أوكرانيا والإجهاد الواقع على القاعدة الصناعية هناك، ولدينا والدول الأوروبية التزام طويل الأمد تجاه كييف، لأنها دولة ذات سيادة تم غزوها من قبل روسيا". 

وفيما يتعلق بتصريح وزير الدفاع الأميركي بأنه خلال هذه القمة سيمد الجسر لأوكرانيا لانضمامها إلى الناتو قالت: هذا أمر نعمل عليه معهم.. هم الآن في خضم حرب مع روسيا، والأولوية الآن توفير الذخائر وتعزيز الدفاع الجوي وتدريب الجنود والطيارين". 

وأضافت: "نحن أسبوعيا تقريبا نأخذ الذخائر من مستودعاتنا ونرسلها لأوكرانيا"، مشيرة إلى أن "الأوكرانيين أثبتوا فعلا أنهم ناجحون في ساحة الحرب بمواجهة العدوان الروسي". 

وبشأن المشاركة العربية في هذه القمة، حيث تمت دعوة مصر والأردن وقطر وتونس والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وما إذا كان سيتم الإعلان عن "ناتو عربي"، طلبت سينغ ترك الأمر للدول الأخرى لتعلن عما تريد القيام به. 

وأشارت سينغ في مقابلتها مع "الحرة" إلى أن الولايات المتحدة أنشأت تحالفا لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب. 

وقال إن المتمردين الحوثيين في اليمن "يخلقون كارثة في منطقتهم باستهداف السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر وباب المندب، وفي كل مرة يفعلون ذلك يعرضون الملاحة الدولية للخطر". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

الناتو و الحرب بين إسرائيل وإيران

بروكسل- "الناتو يركز على منطقة أوروبا والأطلسي، لذا فإن الوضع الحالي بين إسرائيل وإيران لا يندرج ضمن نطاق عمل الحلف. ومع ذلك، فإن الحلفاء الأفراد يتعاملون مع هذه الأزمة، بما فيهم الولايات المتحدة، وهذه حالة تتطور بسرعة، لذا فأنا متردد قليلا في التعليق".

كان هذا هو الرد الرسمي الذي تلقته الجزيرة نت من المكتب الإعلامي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل إجابة عن سؤال بشأن موقف الحلف تجاه الحرب بين إيران وإسرائيل.

ويعكس ذلك، وما سبقه من تصريحات مماثلة أدلى بها الأمين العام لحلف الناتو مارك روتّه، الحرج المؤسسي داخل الحلف حيال التصعيد بين إسرائيل وإيران، الذي "قد يصرف الاهتمام عن قضية أوروبا الرئيسية في أوكرانيا".

وفق المصالح

وخلف هذا الرد الحذر، تتباين المواقف داخل العواصم الأوروبية وبين أعضاء الناتو. ويقول الصحفي المعتمد داخل الإتحاد الأوروبي والناتو حسين الوائلي، إن "لكل دولة مصالحها وشراكاتها الجيوسياسية والطاقوية، ما يجعل الخروج بموقف موحّد أمرا معقدا".

ويضيف الوائلي للجزيرة نت أن هذا "التباين طبيعي بين دول تختلف مصالحها، لكنها تحاول الانصهار داخل كتلة واحدة".

ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بروكسل البروفيسور كورت ديبوف، أن هذا الانقسام ينعكس في حلف الناتو، حيث نجد من جهة، أن ألمانيا وأميركا تدعمان إسرائيل بالكامل، فيما ترفض دول أخرى مثل تركيا وفرنسا وإسبانيا هذا الانحياز وتطالب بإدانة التصعيد الإسرائيلي.

ويبدو أن ردّ مارك روته، عكس الإرباك الأوسع في الموقف الأوروبي، غير القادر على ملاحقة توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتسارعة وغير المبالية بمواقف شركائه.

الرئيسان الفرنسي ماكرون (يمين) والأميركي ترامب في مؤتمر صحفي بقمة السبع حيث تفجر الخلاف بشأن إيران (الأوروبية)

وتفجَّرت شرارة هذه المواقف حين سخر ترامب من تصريحات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن مغادرة الأول لقمة مجموعة السبع، حيث قال ماكرون: إن ترامب "غادر للعمل على وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل".

إعلان

ورد ترامب على منصة "تروث سوشيال" أن "ماكرون الباحث عن الشهرة، قال إنني غادرت قمة مجموعة السبع الصناعية للعودة إلى واشنطن لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. خطأ! ماكرون لا يعرف سبب عودتي، لكنه بالتأكيد ليس لوقف إطلاق النار. الأمر أكبر من ذلك بكثير، ماكرون دائما يخطئ. ترقّبوا".

ولم يكن هذا التوتر السياسي بين واشنطن وباريس مجرد سجال، بل عكس خللا أعمق في التنسيق الغربي، لا سيما داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يبدو الناتو الآن عالقا بين جبهتين مفتوحتين؛ حرب لم تُحسم في أوكرانيا، وتصعيد إقليمي متفجر في الشرق الأوسط.

تباين المواقف

ويعلق الخبير الأميركي وعميد معهد السياسة العالمية في واشنطن، الدكتور جيمس إس روبنز قائلا "ليس من الواضح ما إذا كان هذا التباين حقيقيا".

ويضيف للجزيرة نت أن "رئيس الجمعية البرلمانية لحلف الناتو دعا للتهدئة، كما أظهر الاتحاد الأوروبي رغبته في الحلول الدبلوماسية بدلا من القوة، لكن دول الاتحاد تبدو أكثر تعاطفا مع إسرائيل مقارنة بموقفها تجاه الحرب في غزة".

من جانبه، يوضح الأكاديمي ديبوف هذا التعاطف، ويقول إن "الانحياز الأوروبي لإسرائيل ليس جديدا"، مضيفا للجزيرة نت "أن بعض الدول الأوروبية، كألمانيا وهولندا والنمسا، لا تزال تشعر بثقل الذنب تجاه الهولوكوست، ولهذا فهي تدعم إسرائيل مهما فعلت، ونرى ذلك يتجلى بوضوح في تصريحات أورسولا فون دير لاين الألمانية رغم موقعها الأوروبي".

ويرى مراقبون أنه في حال وقوع مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران، فإنه لا نية لدول الناتو بالتدخل. ويقول روبنز "لا يوجد سيناريو لتدخل قوات الناتو جماعيا، لكن إذا تعرّضت أميركا لهجوم، فقد تلجأ إلى المادة الخامسة من ميثاق الناتو، وربما تردّ بريطانيا".

ويضيف أن "الرئيس ترامب مستعد أن تتصرف الولايات المتحدة بشكل منفرد لتحقيق هدفه الأساسي، وهو إنهاء البرنامج النووي الإيراني".

في المقابل، لا يرى ديبوف أن أي دولة أوروبية ستشارك أميركا في عملية عسكرية ضد إيران، لأن "أميركا ربما هي الدولة الوحيدة التي تمتلك الأسلحة المناسبة لضرب منشآت نووية إيرانية، وليس فرنسا أو بريطانيا".

ورغم ذلك، يقول روبنز إن كلا من فرنسا وبريطانيا ساعدتا إسرائيل فعلا في التصدي لهجمات الصواريخ الإيرانية، كما شاركتا مؤخرا في عمليات ضد الحوثيين.

كما نشرت بريطانيا طائرات تايفون وطائرات تزود بالوقود في المنطقة، "ما يعني أنها تملك القدرات الكافية للمشاركة في الضربات".

ورغم ذلك، أعلنت بريطانيا أنها قد تدعم أي عمل ضد إيران، لكن "دون تأكيد المشاركة". أما فرنسا فقد تستمر في اتخاذ إجراءات دفاعية، لكن من غير المرجح أن تخوض معركة مباشرة.

الوساطة بالدبلوماسية

ويعتقد متحدثون أن غياب الإرادة لاتخاذ موقف أوروبي مما يحدث في غزة ألحق ضررا بالغا بمصداقية الاتحاد الأوروبي، بل وعلى مستوى العالم، ويقول ديبوف "اليوم أكثر من أي وقت مضى، يبدو خطاب الاتحاد عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فارغا وسطحيا".

ويضيف أن جميع الاتفاقيات التجارية للاتحاد تتضمن شروطا متعلقة بحقوق الإنسان، "لكن يبدو أن العالم بدأ يردّ على هذا النفاق".

إعلان

من جهته، يرى حسين الوائلي، أن الاتحاد الأوروبي يهتم كثيرا بالدبلوماسية وفتح قنوات إنسانية، لكنه لا يملك القدرة على إقناع إسرائيل بالتهدئة، مشيرا إلى الضغوط الكبيرة على المستوى الإنساني لإدخال مساعدات إلى غزة.

بدوره، يتابع روبنز أن الاتحاد الأوروبي أصدر تصريحات تُعبّر عن استيائه من سلوك إسرائيل في غزة، لكنه لم يُعارض بوضوح الضربات الإسرائيلية ضد إيران. وختم قائلا "يبدو أن أوروبا تتعاطف مع غزة، لكنها ترى في إيران النووية تهديدا مباشرا وخطيرا".

المواقف الأوروبية تتباين من حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة (الأناضول)

وفي سؤال حول ما إذا كان يمكن لأوروبا أن تلعب دور الوسيط، يرى ديبوف، أن هناك بالفعل قدرا لا بأس به من الاتصالات بين إيران وأميركا، وكل ذلك يتم عبر الاتحاد الأوروبي وعُمان، لكنه يشكك في جدوى هذا الدور، معتبرا أن الولايات المتحدة لا تحتاج فعليا إلى الاتحاد الأوروبي في هذا الأمر.

وفي المقابل، يرى حسين الوائلي أن الاتحاد الأوروبي قد يدفع بحالة انصهار دبلوماسي، لكن تبقى لكل عضو فيه خياراته. ويقول إن هناك رغبة حقيقية بدعم أميركا وإسرائيل، خاصة من فرنسا وألمانيا، لكن كثيرا من الدول تخاف على مصالحها ولا تريد إعلان ذلك.

مقالات مشابهة

  • « اتحاد المصارف العربية»: الشراكة الأوروبية ضرورة حتمية في ظل التحديات الحالية
  • بوغدانوف: نؤكد انعقاد القمة الروسية العربية في موعدها وندعو إلى وقف التصعيد بين طهران وتل أبيب
  • الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
  • إسبانيا ترفض خطة الناتو لإنفاق دول الأعضاء 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع
  • العيسوي يرعى احتفال أبناء قضاء ماعين في مأدبا
  • ماذا لو تم استهداف منشأة نووية في إيران وماهي الدول التي ستتأثر ؟
  • وفد من نقابة المحررين زار كركي... وتأكيد على قرب استفادة الصحافيين من التقديمات
  • الناتو و الحرب بين إسرائيل وإيران
  • ورشة فنية تجمع أطفال مصر وروسيا احتفالًا باليوم الوطني الروسي
  • ما هي القنبلة الأمريكية الخارقة التي تهدد منشأة فوردو النووية