صحيح أن المعركة الإعلامية التي خاضتها تعز خلال السنوات الأولى للمقاومة، غلب عليها الطابع الفردي وغير المنظم، وهذا السبب يعود إلى ضعف المؤسسية في الإعلام المناهض للانقلاب، إلا أن تعز دائما كانت تصنع الفارق بأبسط الإمكانيات، ويجب أن تظل هكذا على الدوام.
ـ واليوم، مازالت المليشيا تتربص بتعز، تناور في ملفات إنسانية، وتضمر الشر لمدينة حاصرتها تسع سنوات، وفي مقابل ذلك، نرى أن المعركة الإعلامية فاقدة للبوصلة وغير مستشعرة لخطر كبير لم ينته بعد.
ـ النخبة الإعلامية في تعز تتحمل مسؤولية حماية المدينة من الاختراقات الإعلامية الحوثية، وعدم السماح بتسطيح قضاياها والانسياق وراء قضايا وهمية تصنعها المليشيا لصرف أنظار الناس في المناطق المنكوبة بالانقلاب، عن حقوقهم. تعز يجب أن تصنع الترند، وترفع وعي الناس في كافة اليمن لمخاطر ما تتعرض له الجمهورية من تنكيل وتجريف لكل المكتسبات.
ـ معركة وطنية بهذه الضراوة، توجب على الإعلاميين بكل مستوياتهم ومواقعهم تجاوز التحديات، والعمل وفق خطط منظمة واستراتيجيات تنطلق من روح الجمهورية وقيمها ونظامها الديمقراطي للتغلب على الصعوبات ومقارعة الإمامة واحتلالها كما يجب.
– على السلطات الرسمية البدء بتفعيل المنابر الرسمية من صحف واذاعات حتى تكون مصدرا للمعلومة الرسمية وقبل ذلك تشويش إرسال الإذاعات الحوثية التي تخترق مناطق الشرعية بالاخبار المضللة والافكار الخرافية
ـ أمام الإعلام في تعز مسؤولية كبيرة في حماية الجمهورية وتحصين المدينة من المؤامرات والشائعات المضللة، بجانب المهمة التي لم تنجز بعد، وهي تخليد بطولات الجيش والمقاومة منذ الطلقة الأولى، يجب أن يعرف الناس أن الشوارع والأحياء التي يعبرونها الآن بحرية، كان الفضل في ذلك يعود لأبطال ضحوا بأرواحهم من أجل طرد مليشيا، ولن يكون هذا إلا بأعمال نوعية من كتب ووثائقيات.
ـ تعز يجب أن تكون سباقة في توفير المعلومة الدقيقة للناس والإعلام والمتهمين، ابتداء من رصد شامل لأعداد الشهداء والجرحى مدنيين وعسكريين.. المسألة تتجاوز مجرد الوظيفة، فالحوثي يعادي جميع السكان في تعز، ويهدف إلى تحويلهم إلى عبيد له وجنودا لصالح المشروع الإيراني، وبالتالي فمن مهمة كل شخص القيام بواجبه في هذه المعركة بما يؤدي إلى خلق مجتمع مقاوم بالفطرة وبكل السبل يعمل ببساطة وبتنظيم لمواجهة ذلك الاحتلال.
ـ تعز صنعت الفارق منذ ولادة الجمهورية، ويجب أن تواصل نخبتها الإعلامية والسياسية ذات الدور الوطني الكبير، ليس بحماية مدينتهم، ولكن في نقل المعركة الإعلامية إلى عمق مناطق المليشيا الحوثية، وعدم نسيان هموم وأوجاع الناس في مناطق الانقلاب.
ـ التدفق الكبير للمواطنين من المنفذ الشرقي إلى مدينة تعز، ينبغي تناوله من زاوية مختلفة، والتقاط حالة التململ الاجتماعي الفردية والجماعية، وتبنيها إعلاميا، ونشر مقارنات حول حالة القمع في مناطق الانقلاب، والمناخ الآمن في مناطق الدولة الشرعية.
ـ على النخبة الإعلامية في تعز، إيجاد آليات فعالة لتوضيح حقيقة ما يجري في مناطق الانقلاب، وإعادة ثقة الناس بالدولة ومؤسساتها الدستورية الشرعية، وفتح قنوات تواصل بالفاعلين في مواقع التواصل والأصوات المدنية في مناطق المليشيا وغيرهم، لتسليط الأضواء على الوضع القائم هناك، وإسناد الجهود الأمنية والعسكرية في المناطق المحررة.
– أمام إعلام تعز مسؤولية اسناد الجهد الأمني والعسكري والسياسي للانخراط بفاعلية في مناطق الانقلاب الحوثي للدفع بالمعركة للأمام وبما يسهم في انهاء سطوة هذه الجماعة الإرهابية، ولهذا يجب فتح قنوات تواصل مرنة وتعيين متحدث باسم الجيش الوطني ومتحدث باسم المحافظة للرد على الشائعات الحوثية أولا بأول.
**قُدمت في المؤتمر الأول للشباب في مدينة تعز
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق هل فشل النظام الجمهوري؟ 27 يونيو، 2024 الأخبار الرئيسية معنى الجمهورية.. ودور الإعلام في مواجهة التهديدات 9 يوليو، 2024سلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...
سلام الله على حكم الامامه سلام الله على الامام يا حميد الدين...
المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: البحر الأحمر یجب أن فی تعز
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يفشل في تبرير حربه على غزة أمام العالم.. رواية تل أبيب تنهار
في قلب الحرب على غزة، لا تزال هشاشة جهاز الدعاية الرسمي للاحتلال الإسرائيلي، المعروف بـ"الهاسبارا"، تتكشف بشكل متزايد، إذ يتعرّض اليوم لانتقادات حادة داخلية وخارجية، بعد أن فشل في بناء سرد واضح ومتماسك، رغم ميزانيات ضخمة واحتراف مواقع وعلاقات عامة.
ونشر مؤخرًا تقرير عبر موقع "واللا" العبري، وصف الواقع الإعلامي بأنه فشل متكرر ومقصود، لأن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تعد تسعى لتبرير موقفها أخلاقيا، بل صار يقال فقط إنها "لم تقصد السيء"، وفي اللحظة التي يلتزم فيها مسؤولون بالإجابات الواقعية، يقف آخرون صامتين، تاركين الجمهور يملأ الفراغ بروايات بديلة.
وأضاف التقرير أنه خلال الأسبوع الماضي، أعاد الإعلام العبري بث مقابلة قيادية مع وزير الثقافة، عميحاي إلياهو، عبر قناة بريطانية شهيرة، بدا فيها الوزير مرتبكا ومترددا في الإجابة عن أسئلة بسيطة مثل: "ما الذي تفعلونه في غزة؟" و"لماذا يبدو كل شيء بهذا السوء؟"، في مشهد قيل إنه: "يشبه طالبا كاذبا أمام معلم عربي".
واعتبرت تصريحات إلياهو تصعيدا تحريضيا مثل قوله إنّ "كل غزة ستكون يهودية"، وإنه "لا يجب أن يهتم أحد بجوع سكان غزة"، حيث باتت تُترجم أثناء دقائق، فتنتشر في الإنترنت وتُستخدم كأدلة رسمية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى المنظمات الدولية.
إلى ذلك، طالت الانتقادات وزيرة الإعلام السابقة، غاليت ديستيل، التي استقالت بعد أيام من اندلاع الحرب، تقول إنها كانت دون سلطة كافية ولا ميزانية، ولم تستطع مواجهة خطاب التصعيد، ثم في مقابلة اعتذرت عن التحريض لكنها صوّتت لاحقًا لصالح الحكومة نفسها.
وكشف الموقع أن هناك محاولة مضنية لرد المعارك الرقمية، حيث قال خبراء مثل مايكل أورين وأستاذات العلاقات، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعتمد رسائل معقدة لا تؤثر في العالم المنشغل بالمشاعر، وأدركت أن المعركة الإعلامية الجديدة هي في الأساس "حرب غير تقليدية للرأي العام"، لكن بدون قيادة واضحة أو أدوات فعالة.
كما كشفت خروقات بالغة في ممارسة الهاسبارا الرقمية، مثل روبوتات دعائية تعمل آليًا ثم تصدر محتوى مناهضًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، وهو ما أبرز فشل الأدوات في السيطرة على السرد الإعلامي.
واختتم التقرير بالقول إنّ: "الإعلام الرسمي الإسرائيلي لم يعد قادرا على احتواء المشهد، خاصة عندما يتصادم إفراط التصريحات مع غياب استراتيجية متماسكة، ومع تضخيم الميديا الغربية لقضايا إنسانية".
في ظل هذا التآكل المستمر للثقة، يبدو أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، فقد بات فشل الهاسبارا ليس مجرد تهديد سياسي، بل جزءًا من أزمة شرعية كبيرة تواجهها دولة الاحتلال الإسرائيلي في ساحات العدالة الدولية والرأي العام العالمي.