موضوع خطبة الجمعة 12 يوليو 2024.. وأبرز تعليمات وزير الأوقاف للأئمة
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
خطبة الجمعة القادمة.. حددت وزارة الأوقاف موضوع أول خطبة جمعة في عهد وزير الأوقاف الجديد، الدكتور أسامة الأزهري، لتكون بعنوان «لا تحزن إن الله معنا».
وخلال التقرير، تقدم «الأسبوع» الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد من موضوع خطبة الجمعة غدا 12 يوليو 2024، بالإضافة إلى الأدلة على ذلك من القرآن والأحاديث.
وجاء الهدف من الخطبة المراد توصيله إلى جمهور المسجد، هو:
- بث روح الطمأنينة والتفاؤل باستشعار معية الله تعالى.
- دعوة الإسلام إلى التفاؤل والأمل، والتحذير من الحزن.
- معية الله تعالى وأثرها في تحقيق السكينة والطمأنينة.
- من أسباب تحصيل المعية.
- القيام بحق المعية ولزوم الأدب مع رب العالمين (سبحانه وتعالى).
أولًا: القرآن الكريم:
- قوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}.
- قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}،
- قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}،
- قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}،
- قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّجوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}.
- قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}،
- قوله تعالى: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
- قوله تعالى: {وَقَالُوا الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}.
- قوله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِه لَا تَحْزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}.
ثانيًا: الأحاديث:
- (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ).
- (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي).
- (عَجَبًا لأمْرِ الْـمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَّا للْمُؤْمِن، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا له).
نص خطبة الجمعة «لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا»الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَرِسَالَةُ أَملٍ (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا) كَلِمَةُ طُمَأْنِينَةٍ وَأَمَانٍ وَتَفَاؤُلٍ، قَالَهَا سَيِّدُنَا وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِلصِّدِّيقِ أَبِي بَكْرٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) لَيْلَةَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ المُبَارَكَةِ مِنْ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ إِلَى المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ، وَسَطَّرَهَا القُرْآنُ الكَرِيمُ بَاقِيَةً خَالِدَةً إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لِتَكُونَ مَنْهَجَ حَيَاةٍ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِه لَا تَحْزَن إِنَّ اللهَ مَعَنَا}، فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا، وَلَا تَيْأَسُوا، فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا، وَمَعَ الكَرْبِ فَرَجًا، وَمَعَ البَلَاءِ لُطْفًا.
(لَا تَحْزَنْ) فَإِنَّمَا جَاءَ الحُزْنُ فِي القُرْآنِ الْكَرِيمِ مَنْهِيًّا عَنْهُ، وَمَنْفِيًّا، يَقُولُ رَبُّنا سُبْحَانَه: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا}، وَيَقُولُ تَعَالَى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}، وَيَقولُ (جَلَّ جَلَالُهُ) فِي نَفْيِ الحُزْنِ عَنْ أَهْلِ الإِيمَانِ وَالإِصْلَاِح: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، وَأَخْبَرَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ أَنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَحْمَدُونَه عَلَى نِعْمَةِ إِذهَابِ الحَزَنِ عَنْهُمْ: {وَقَالُوا الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}.
(لَا تَحْزَنْ) فَأَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى الشَّيْطَانِ أَنْ يُحْزِنَ الإِنْسَانَ لِيَقْطَعَهُ عَنْ سَيْرِهِ إِلَى رَبِّهِ (جَلَّ وَعَلَا)، وَيَحُولَ بَينَهُ وَبَيْنَ أَدَاءِ مَهَامهِ وَالْقِيَامِ بِرسالَتِه الَّتِي خَلقَه اللهُ لِأَجْلِهَا، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا النَّجوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}، (لَا تَحْزَنْ) فَقَدِ اسْتَعَاذَ سَيِّدُنَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنَ الحُزْنِ حَيْثُ قَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ).
(لَا تَحْزَنْ) وَكَيْفَ يَحْزَنُ المُؤْمِنُ وَهُوَ يُوقِنُ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، قَالَ نَبِيُّنَا (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ): (عَجَبًا لأمْرِ الْـمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَّا للْمُؤْمِن، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا لَه).
وَلِمَاذَا لَا نَحْزَنُ؟ لِأَنَّ اللهَ مَعَنَا، مَعِيَّةُ نَصْرٍ وَتَأْيِيدٍ، وَعِنَايَةٍ وَحِفْظٍ، وَمَحَبَّةٍ وَتَوْفِيقٍ، وَتَسْدِيدٍ وَإِلْهامٍ، مَعِيَّةٌ هي تِرْيَاقُ المَهْمُومِ، وَسَلْوَةُ المَحْزُونِ، وَأُنْسُ الحَائِرِ، وَأَمَانُ الخَائِفِ، وَالعُدَّةُ فِي كُلِّ شِدَّةٍ، وَالحِصْنُ مِنْ سِهَامِ البَوَائِقِ وَالشُّرُورِ وَالآفَاتِ، (إِنَّ اللهَ مَعَنَا) فِي جَمِيعِ أَحْوَالِنَا، في السَّرَّاءِ وَالضَّرِّاءِ، فِي الشَّدَائِدِ وَالمِحَنِ، فِي الخُطُوبِ وَالكُرُبَاتِ.
ومَا أَجْملَ أن نُحَصِّلَ أَسْبَابَ المَعِيَّةِ، وَنَطْرُقَ أَبْوَابَهَا، فَاللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) أَخْبَرَنَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَكُونُ مَعَ عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ، المُتَّقِينَ، المُحْسِنِينَ، الصَّابِرِينَ، الذَّاكِرِينَ، تَحُوطُهُمْ عِنَايَتُهُ، وَيَحُفُّهُمْ بِنَصْرِهِ وَتَأْيِيدِهِ، يَأْخُذُ بِأَيْدِيهِمْ إِذَا كَبَوْا، وَيُعِينُهُم إِذَا احتَاجُوا، وَيَلْطُفُ بِهِمْ إِذَا خَافُوا، يَقُولُ رَبُّنَا (عَزَّ وَجَلَّ): {وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}، وَيَقُولُ (جَلَّ وَعَلَا): {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}، وَيَقُولُ تَعَالَى: {إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}، وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: {إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، وَيَقُولُ (جَلَّ وَعَلا) فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي).
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
(إِنَّ اللهَ مَعَنَا): فإِيمَانُ الإِنسَانِ بِمَعِيَّةِ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ) وَالقِيَامُ بِحَقِّ هَذِهِ المَعِيَّةِ مِنَ الْتِزَامِ الأَدَبِ- الَّذِي عَلَيْهِ مَدَارُ السَّيْرِ إِلَى اللهِ تَعَالَى- يَبْعَثُ الطُّمَأْنِينَةَ وَالأَمَانَ فِي القَلْبِ، وَالسَّكِينَةَ فِي النَّفْسِ، فَإِنَّ رَبَّ العَالَمِينَ لَطِيفٌ بِخَلْقِهِ، قَرِيبٌ مِمَّنْ دَعَاه، وَمَنْ يَأْوي إِلَى رَبِّهِ فَإِنَّمَا يَأْوِي إِلَى مَلِكِ المُلُوكِ وَمُدَبِّرِ الأَمْرِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَلَا خَوْفَ وَلَا حُزْنَ وَلَا يَأْسَ فِي رِحَابِ مَعِيَّةِ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَللهِ دَرُّ القَائِلِ:
أَعْطِ المَعِيَّةَ حَقَّهَا * وَالْزَمْ لَهَا حُسْنَ الأَدَبْ * وَاعْلمْ بِأَنَّكَ عَبْدُهُ * فِي كُلِّ حَالٍ وَهوَ رَبْ
اللَّهُمَّ احْفَظْ مِصْرَنَا بِحِفْظِكَ وَأَحِطْهَا بِمَعِيَّتِكَ. إِنَّكَ أَكْرَمُ الأَكرَمينَ
تعليمات الأوقاف للأئمةوشددت وزارة الأوقاف على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمن الخطبة عن 15 دقيقة، لتكون ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى، مع التأكيد على أن البلاغة الإيجاز، ولأن ينهى الخطيب خطبته والناس في شوق إلى المزيد خير من أن يطيل فيملوا، وفى الدروس والندوات والملتقيات الفكرية متسع كبير.
اقرأ أيضاًالأرصاد تعلن حالة الطقس من الجمعة وحتى الأربعاء.. وتكشف موعد انكسار الموجة الحارة
مواقيت الصلاة غدًا الجمعة 12 يوليو 2024 بالقاهرة والمحافظات
تعليمات مهمة من وزير الأوقاف بشأن خطبة الجمعة المقبلة «لا تحزن إن الله معنا»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف خطبة الجمعة القادمة وزير الاوقاف وزارة الاوقاف الاوقاف وكيل وزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم الجمعة أئمة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة خطبة خطبة الجمعة غدا خطبة الجمعة اليوم مباشر الخطبة الجمعة الخطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة وزارة الاوقاف خطبة الجمعة هذا اليوم خطبة الجمعة مباشر خطبة الجمعة قوله تعالى س ب ح ان ه أ ص اب ت ه ت ع ال ى الح ز ن الح م د ى الله
إقرأ أيضاً:
كل أسبوع.. «الأضحية» تكافل وتراحم وصلة
يوافق يوم الجمعة المقبل 6 يونيو، أول أيام عيد الأضحى المبارك، فكل عام ومصرنا الحبيبة في نعمة وخير وسلام وأمن وأمان، وفى حفظ الله مما يحاك لها من أعداء الداخل والخارج، ونسأله سبحانه أن يجعل الأمتين: الإسلامية والعربية، وسائر بلاد العالمين في نعمة وخير وسلام وأمان، وبراءة من البغضاء والشحناء، والنزاعات المسلحة التي تزعج العالم، وتحصد أرواح الكثيرين من المتنازعين والأبرياء على حد سواء.
اللهم أدم علينا الفرح والأعياد وعلى من حولنا، فقد جعل الله الفرح بالعيدين الفطر والأضحى تشريعا للمسلمين، ويصاحب الفرح بعيد الأضحى التوسعة على الفقراء، فالناس إما غني أو فقير، وعندما يشعر الفقير بعطف الغني عليه وإعطائه من ماله دون الإقتار عليه، يكون هناك من المودة والحب والألفة ما يجعل المحتاج يحافظ على مال الغنى لأنه مستفيد منه، كما أن الغني يصل بعطائه إلى درجة عالية من التقوى والقرب من الله عز وجل.
وأمر العبادة كل العبادة مبناه على تعظيم الله جل وعلا، وتعظيم شعائره، والناظر في الآيات التي تتكلم عن الذبائح سواء كانت هديا في حق الحاج أو أضحية في حق غيره من المسلمين القادرين، يجد قول الله تعالى في ختام الحديث عنها: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم.. "، وقبلها في ثنايا الحديث عن الحج، نجد قوله تعالى: "ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه.. "، وقوله: "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.. "، فتعظيم الله وتقديره حق قدره يملأ القلب يقينا بأن الملك العظيم لا يأمر بعبث، بل له في كل أمر حكمة ومن وراء كل تشريع مقصد.
ولننظر إلى عطاء الله تعالى للمسلمين في يوم عرفة والعيد: "ارجعوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم له"، كما نرى أن الأضحية فيها توسعة على الفقراء وتقوية للتكافل والتراحم والصلة بينهم، ما يجعل المجتمع المسلم نسيجا واحدًا، القادر يقف بجانب الضعيف، وهذا هو لب الشريعة ومقصدها، وتقوية لمبدأ التواد والتراحم بين المسلمين جميعا.
ولا بد أن ندرك جيدًا قيمة الزمان وشرف الوقت الذي نحياه، فنحن قد منً الله علينا بإدراك هذه الأيام التي هي من أفضل أيام الدهر، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من العمل في غيرها.
ومن أحب العبادات لله ورسوله عبادة إطعام الطعام، فإن شريعة الإسلام لا تعرف ذلك المجتمع الذي يموت بعض أبنائه تخمة بينما يموت البعض الآخر جوعا، وإنما تعنى بأن يتقاسم الناس فى المجتمع الواحد كل شيء حتى الشدائد، وفى ذلك يقول نبينا - صلى الله عليه وسلم - فى معنى الحديث: "ليس منا من بات شبعانا وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم"، فإذا كانت الأضحية التي هي من إحدى السنن التي تؤدى يوم عيد الأضحى أو في أيام التشريق جعل لها رسول - صلى الله عليه وسلم - فقها خاصا، حيث أمر أصحابه أن يأكلوا من لحوم الأضاحي ويتصدقوا ولا يدخروا فوق ثلاث، فلما كان العام القادم ذكروا له ذلك وما فيه من المشقة عليهم، فقال لهم: كلوا وتصدقوا وادخروا.
فهو فقه إذاً وتناغم مع الواقع وتبصر بحال الناس ومراعاة لأوقات الحاجة، فما أحوجنا في أيامنا هذه إلى أن نعظم الله سبحانه وتعالى ونمتثل أمره وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم وأن نطبق الشرع الشريف تطبيقا واعيا يعرف المرادفات الشرعية ويمتثل المقاصد الفقهية.
اللهم اهدنا صراطك المستقيم، واحفظ مصرنا وأدم أمننا واجمع على الحق شملنا.. آمين. [email protected]
اقرأ أيضاً«لو ناوي تضحي».. آداب وكيفية توزيع الأضحية
هل يجوز الجمع بين نية الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة؟ الإفتاء تجيب
عيد الأضحى 2025.. ما هي الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي؟