اليوم يعقد مجلس أمناء الحوار الوطنى اجتماعاً لوضع الجدول الزمنى لجلساته القادمة، وأجندة وجدول أعمال تلك الجلسات، ومع الإعلان عن جدول الأعمال يبدأ الحوار الوطنى المصرى مرحلة جديدة بمحددات ومستهدفات وأجندة وطنية جديدة، تبدأ مع تغيير حكومى شامل وكبير فى دولاب عمل الدولة الحكومى.
هذه المحددات الجديدة للحوار الوطنى تستند إلى ما سبق أن تم إنجازه، وثانى تلك المحددات تولى المستشار محمود فوزى وزارة شئون المجالس النيابية والتواصل السياسى فى الحكومة الجديدة ليمثل حلقة وصل حقيقية وفاعلة ما بين الحوار الوطنى والحكومة.
وعن أجندة الحوار وجدول أعماله فى المرحلة القادمة؛ فالقضايا التى أرى ضرورة فى الإسراع بمناقشتها والانتهاء منها، فالأولوية فى ذلك لكل ما يتعلق بديناميات الحياة السياسية والقوة المحركة لها من قوانين؛ فى مقدمة ذلك إقرار قانون جديد للمجالس المحلية فى ضوء ما تم التوافق عليه فى جلسات الحوار. على المستوى الشخصى أرى الحاجة والضرورة لقانون جديد يعيد الحياة للأحزاب السياسية، يعالج إشكاليات الديمقراطية داخل الأحزاب، وقضايا تمويل ودمج الأحزاب وهى قضايا تأخرنا فيها كثيراً بشكل لا يتناسب وتاريخ الحياة الحزبية فى مصر التى تمتلك تجربة حزبية عريقة هى الأقدم على مستوى المنطقة ترجع إلى عام 1907.
فى ذات السياق والمجالس النيابية تقترب من دور انعقادها الأخير لبرلمان 2020، فالانتهاء من قوانين جديدة للانتخابات وإصدار قانونى النظام الانتخابى لمجلسى النواب والشيوخ ومباشرة الحقوق السياسية تعزز من فاعلية الأحزاب السياسية. وتقسيم جديد للدوائر الانتخابية يراعى العدالة الانتخابية والتمثيل العادل للناخبين فى ضوء تطور الكتل العمرانية والسكانية، وما يتطلبه ذلك من زيادة لمقاعد البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ.
وتبقى القضية الأهم وهمنا الشاغل؛ قضية التعليم، وأرجو أن يولى الحوار الوطنى وعبر مجموعات عمل متخصصة اهتماما خاصا بالتعليم وهمومه، التعليم يجب أن يصبح قضية وطن، وأن يكون أساس عملية التنمية خلال المرحلة المقبلة. هذا إلى جانب قضايا: الحبس الاحتياطى، والعقوبات السالبة للحريات فى قضايا النشر والإبداع، الدعم وآلياته، وضع استراتيجية وطنية للصناعة المصرية والاستثمار، أمن الطاقة. ومع ذلك كله تخصيص جلسات عمل حوارية متخصصة لقضايا السياسة الخارجية التى تزداد أهميتها فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية المتواترة.
وبما أن الحكومة منفتحة على الحوار الوطنى وتدرك أهميته لعملها، فمن الأهمية بمكان استمرار النهج الذى اتبعه مجلس أمناء الحوار الوطنى خلال الجلسات الاقتصادية المتخصصة فى مقر الأكاديمية الوطنية، والتى شهدت حضور وزراء ومسئولين حكوميين، فى مشاركة مباشرة من الحكومة فى أعمال الحوار، فالحكومة هى المتلقى الأول لمخرجات هذا الحوار لأنها التى سوف تقوم على تنفيذ تلك المخرجات سواء بقرارات تنفيذية مباشرة أو من خلال تشريعات عبر البرلمان. لذلك المشاركة المباشرة للحكومة فى فعاليات الحوار وجلساته مهمة وتختصر الكثير من الجهد والوقت. وأكرر الحوار فرصة ثمينة للجميع؛ للمشاركين على اختلاف أطيافهم السياسية والمجتمعية، أحزاباً وبرلماناً وحكومة، وعلى الجميع أن يستغلها لصالح هذا الوطن مصر أولاً وأخيراً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وليد عتلم الحوار الوطني المصري الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الوزراء النواب والشيوخ مقر الأكاديمية الوطنية الحوار الوطنى
إقرأ أيضاً:
توفير مئات الآلاف فرص العمل وتسهيلات جديدة..جهود الحكومة في دعم المشروعات
في ظل توجه الدولة نحو تحقيق تنمية متوازنة تشمل كافة أقاليم الجمهورية، وتأكيدًا على دعم الفئات الأولى بالرعاية، وخاصة في المناطق الحدودية، كشف المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، عن نتائج ملموسة لجهود جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، التي أسفرت عن تمويل آلاف المشروعات وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل، مع التركيز على تمكين المرأة والشباب ودعم الصناعات التراثية والحرفية.
أكد الحمصاني أن الدولة أولت اهتمامًا خاصًا بالمحافظات الحدودية في استراتيجية تنمية المشروعات الصغيرة، مشيرًا إلى تمويل نحو 2259 مشروعًا بهذه المناطق منذ عام 2014 وحتى 2025، بإجمالي تمويل بلغ 86 مليون جنيه، وذلك في إطار خطة شاملة لتحفيز الأنشطة الاقتصادية غير التقليدية، ودعم الحرف التراثية التي تمثل ركيزة مهمة للتنمية المستدامة في تلك المناطق.
أوضح الحمصاني خلال مداخلته ببرنامج "هذا الصباح" على قناة "إكسترا نيوز" أن المرأة والشباب يمثلون النسبة الأكبر من المستفيدين من هذه المشروعات، وهو ما ظهر بوضوح في معرض "تراثنا" الأخير، الذي شارك فيه 60 عارضًا، بلغت نسبة السيدات بينهم نحو 58%، ما يعكس بجلاء حجم مشاركة المرأة في دعم الاقتصاد المحلي، ودورها الفاعل في ريادة الأعمال.
برامج تدريب وتأهيل.. وتمويل مستدام لفرص حقيقيةلفت الحمصاني إلى أن دور جهاز تنمية المشروعات لا يقتصر على التمويل فقط، بل يشمل تنفيذ برامج تدريب وتأهيل لأصحاب المشروعات، مع التركيز على تعزيز المهارات الإدارية والمالية، لضمان نجاح واستدامة المشروعات، مشيرًا إلى أن هذه البرامج تستهدف بالأساس خفض معدلات البطالة ورفع مستوى معيشة الأسر في المحافظات الحدودية.
وفيما يتعلق بتسهيل إجراءات تأسيس المشروعات، كشف الحمصاني أن الفترة من 2014 إلى 2025 شهدت إصدار أكثر من 14 ألف رخصة مؤقتة، ونحو 12 ألف رخصة نهائية، بفضل تطبيق منظومة الشباك الواحد بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية، مما أسهم في تهيئة بيئة أعمال جاذبة للمستثمرين وأصحاب المشروعات الناشئة.
خريطة استثمارية للمحافظات الحدودية بالشراكة مع "الاستثمار"أشار المتحدث باسم مجلس الوزراء إلى أن هناك تعاونًا جاريًا مع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية لإعداد خريطة استثمارية متكاملة للمحافظات الحدودية، بهدف تحديد الفرص الواعدة التي يمكن ضخ التمويل المحلي والدولي فيها، بما يضمن أعلى عائد اقتصادي وتنموي لتلك المناطق.
تمويل 128 ألف مشروع وتوفير 228 ألف فرصة عملواختتم الحمصاني تصريحاته بالتأكيد على أن إجمالي التمويل الذي قدمه جهاز تنمية المشروعات في المحافظات الحدودية بلغ نحو 4.9 مليار جنيه خلال الفترة من 2014 إلى 2025، وهو ما أسفر عن تمويل أكثر من 128 ألف مشروع وتوفير ما يزيد عن 228 ألف فرصة عمل، في مؤشر واضح على جدوى هذه السياسات التنموية، وتأثيرها المباشر في تحسين حياة المواطنين ودعم الاقتصاد الوطني.