سواليف:
2025-05-16@20:38:52 GMT

موقف عمومي

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

#موقف_عمومي د. #هاشم_غرايبه

يحكى أنه لدى انتصار الثورة الكوبية، كان الآلاف ينتظرون في الميدان الرئيسي في هافانا، ليستمعوا الى (فيدل كاسترو) وهو يلقي خطاب اعلان التحرير، وفي طريقه الى المنصة كان يحفه خلق كثير يهتفون، ومن بينهم صبي صغير يعمل ماسحا للأحذية حاملا عدة عمله (صندوق البويا) ويركض ليواكب خطوات الزعيم الواسعة، ولما رآه كاسترو اختطف منه الصندوق ومضى مرتقيا المنصة غير مبال بتوسلات الصبي ان يعيد له صندوقه – مصدر رزقه، وقبل أن أن يبتدئ الخطاب رفع كاسترو الصندوق عاليا بكلتا يديه ليراه الجميع ثم رماه على الأرض محطما وليعلن قائلا: انتهى عهد ماسحي الأحذية!!.


بعد عقود تبين أن رغبة كاسترو لم تتحقق كما كان يأمل، فقد توحشت الامبريالية أكثر وانهار المعسكر المناوئ لها، وازدادت الفوارق الطبقية بين الناس.
ربما كان الأمر أقل ضررا لو كان الظلم الاجتماعي ينحصر في وجود مهن مهينة مثل مسح الاحذية، إذ لا يقبل عليها إلا من سدت في وجهه سبل الرزق الأخرى، لكن أن تتطور هذه المهنة لكي تتحول الى موهبة فتلك آفة مهلكة تودى بالمجتمع كله ولا يقتصر ضررها على ممتهنها بل على الجميع وكافة الطبقات.
هذه المهنة – الآفة – الموهبة هي مسح حذاء المسؤول أو المأمول إنعامه (لعقا باللسان)، ولعق الحذاء بالمعنى المجازي تصوير كاريكاتيري مطابق للتزلف والتملق والنفاق.
ربما يقول قائل أن هذه الصفات لا تعدو كونها نقائص إنسانية معروفة منذ القدم، هذا صحيح .. لكن ظهورها وغيابها ظل على مر العصور مرهون بتوفر الظروف اللا زمة لازدهارها وتفشيها، وعصرنا الحالي يمثل البيئة الحاضنة الأمثل لترعرعها ويوفر الشرطين اللازمين لها وهما: مسؤول لا يمتلك الكفاءة، وطالب منفعة لايستحقها ويطمح للوصول لغايته قفزا عن الآخرين!!.
من موروثاتنا القميئة التي تمسكنا بها من الفترة العثمانية كانت الألقاب مثل : الأفندي والبيك ..الخ، لكن أرفعها كان لقب (الباشا) والذي يصبو الكل للحصول عليه، والطريف أن هذه الكلمة أصلها فارسي وتعني: حامل حذاء السلطان، أي أن أسمى ما يمكن أن يصل إليه مستوى المواطن هو حذاء السلطان !!
أليست هنالك صلة مباشرة إذن بين (لعق الحذاء) والترقي في الرتب للوصول الى مرتبة (الحذاء)؟؟.
طبعا لا يعني ذلك أن كل من ترقى واعتلى في الوظيفة مارس (اللعق)، فمن كان ارتقى بجدارته فذلك أمر محمود ولا تثريب عليه فلكل مجتهد نصيب، لكننا هنا لا نعني إلا فئة ممتهني (لعق الأحذية) طمعا في تجاوز امتحان الكفاءة والأولوية.
يبدأ النفاق للمسؤول من أدنى درجات السلم الوظيفي الاجتماعي وحتى قمة الهرم، فالموظف في الدائرة يرجع حسن أدائه الى حكمة مديره، ومهندس الأمانة يصرح للإذاعة بأنه ما كان للسيول التي تسد الطرق أن تتراجع لولا توجيهات عطوفة الأمين، أما رجل الاطفاء فيؤكد أن محاصرة النيران لم تكن لتنجح لولا توجيهات مدير الدفاع المدني.
وتظل نعمة التوجيهات الحكيمة تلاحق كل مسؤول مهما علا شأنه وارتفع منصبه حتى لتكاد تشعر بأنه بالتوجيه وحده يحيا الانسان وبدونه تتوقف الأعمال.
التزلف والتملق يظهر في أسطع صوره عند فئة المحيطين بالسلطان الذي يحيطونه بسوار من الحمد والتنزيه عن الخطأ، ويتنافسون على تدبيج المديح له، ويزاود بعضهم على بعض حتى تستهلك كل مفردات التبجيل والتعظيم، فينتقلوا الى مرحلة تصويره على أنه ملهَم لا يخطئ في قول قاله، ومعصوم لا يسأل عما يفعل، وعندما يصدق ذلك ويبدأ في اعطاء توجيهاته اللاحكيمة، تعلو بينهم الأصوات على أن زعيمهم أصبح ملهِما، وأنه الأغلى من الوطن والمواطنين جميعا، وهنا تقع الطامة الكبرى إذ يصبح بقاء الزعيم أهم من بقاء الوطن، وحياته ترخص دونها حياة المواطنين بأجمعهم.
هذه الأفة تكاد تكون مقتصرة على أمتنا، ولا شك أنها فرضت عليها بترتيب من القوة الغربية المهيمنة، لتُبقي الأمة منسدحة تتلفع أثواب الخيبة واالبوار، ولتديم حالة الانهزام والتبعية.
من هنا عندما هدر طوفان الأقصى منذرا بمحو كل تلك الأحوال المخزية، وعودة الأمة الى مبعث عزتها وكرامتها، رأينا كيف تم التوافق والتنسيق بين لاعقي احذية المستعمر ولاعقي أحذية هؤلاء اللاعقين، على التآمر على من فتح البوابة للطوفان الهادر، ومطالبة الكيان اللقيط بالقضاء على المقاومة قضاء مبرما.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: موقف عمومي

إقرأ أيضاً:

حركة فتح: موقف مصر الرسمي والشعبي كان وما زال داعمًا لـ فلسطين

أكد عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة فتح، أن الموقف المصري الرسمي والشعبي كان وما زال داعماً ثابتاً للقضية الفلسطينية، مشيداً بالدور المحوري الذى تلعبه مصر قيادة وشعباً وإعلاماً في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل المحطات المصيرية.

وقال دولة - في تصريحات خاصة لراديو النيل - «مهما تحدثنا عن دور مصر فلن نوفها حقها، فهي لم تدخر جهداً في دعم نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وكانت ولا تزال شقيقة كبرى حاضرة في كل التفاصيل».

وأشار إلى أن ما يشهده الفلسطينيون اليوم من عمليات إبادة جماعية، وتطهير عرقي، وتجويع، ومحاولات دفع السكان للهجرة من جديد، ليس سوى امتداد لفصول نكبة عام 1948، حين دمرت العصابات الصهيونية أكثر من 500 قرية فلسطينية، وهجّرت مئات الآلاف من منازلهم.

وأضاف المتحدث باسم فتح أن «الشعب الفلسطيني تعرض لمظلومية تاريخية موثقة في قرارات دولية تجاوزت المئات، أبرزها القرار 194، الذي ينص على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وتعويضهم عن سنوات التشريد والبؤس، إلا أن تلك القرارات بقيت حبراً على ورق».

وانتقد دولة تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات عملية لردع الاحتلال الإسرائيلي، رغم اعتراف أغلب دول العالم بالدولة الفلسطينية، مؤكداً أن «المنظومة الدولية لم تتحرك بشكل فعّال لترجمة هذا الاعتراف إلى واقع ملموس يضمن الحقوق الفلسطينية».

وفي ختام تصريحاته، شدد على أن هناك جهوداً دبلوماسية كبيرة تقودها القيادة الفلسطينية، بدعم من الأشقاء العرب، وفي مقدمتهم مصر، التي نجحت في حشد دعم دولي واسع لصالح الحق الفلسطيني، داعياً المجتمع الدولي إلى تحويل مواقفه من أقوال إلى أفعال تضع حداً للعدوان وتعيد الحقوق لأصحابها.

اقرأ أيضاًقيادي بحركة فتح: صفقة القرن فشلت بتدخل مصري.. والفيتو يغطي المـ.ـذبحة

«حركة فتح»: يجب الضغط على دولة الاحتلال لإنهاء الحرب في غزة

وزير الخارجية يبحث مع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح تطورات الأوضاع في غزة والضفة

مقالات مشابهة

  • موقف بنزيما من مواجهة الشباب
  • سيد عبد الحفيظ يعلق على موقف ثنائي الأهلي من التجديد
  • مبابي يقتحم السباق.. حلم الحذاء الذهبي الأوروبي يتعثر أمام محمد صلاح
  • مبابي هداف ريال مدريد يشعل المنافسة على جائزة الحذاء الذهبي
  • حركة فتح: موقف مصر الرسمي والشعبي كان وما زال داعمًا لـ فلسطين
  • حلم محمد صلاح في الفوز بالحذاء الذهبي الأوروبي مهدد قبل ختام الموسم.. والسر مبابي
  • صراع الحذاء الذهبي 2025.. مبابي يُهدد حلم محمد صلاح.. وإنجاز 23 عامًا يراود جيوكيريس
  • قريباً.. حجز مواقف السيارات عن بعد في دبي
  • «قناص سبورتينج» ينافس صلاح ومبابي على «الحذاء الذهبي»
  • هذا ترتيب هدّافي سباق الحذاء الذهبي للعام 2025 (إنفوغراف)