البوابة نيوز:
2025-05-07@08:57:55 GMT

لا صفقة.. والتهجير ما زال هدفًا للصهيوني

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رغم نفى حركة حماس تعليقها المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الصهيونى؛ إلا أن التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار وإنهاء أزمة الأسرى بات اليوم بعيدًا مع استمرار مشاهد النازية الصهيونية ضد المواطنين العزل من سكان قطاع غزة.
ربما تريد الحركة بهذا الموقف المتمسك بمسار المفاوضات سد الثغرات فى محيطها الإقليمى وإبطال الحجج الأمريكية، وخلق بيئة ضاغطة على الجميع ليمارسوا ضغوطًا حقيقية وجادة على حكومة الكيان الصهيونى لتمضى نحو إبرام صفقة تعلن بموجبها إنهاء الحرب مقابل عملية تبادل للأسرى.


المجزرة التى ارتكبها العدو الصهيونى فى منطقة المواصى بخان يونس السبت ١٣ يوليو تعطى المقاومة الفلسطينية مبررًا كاف لعدم الاستمرار فى عملية التفاوض؛ لكنها تدرك فى ذات الوقت أن رخاوة محيطها الإقليمى هى التى سمحت للكيان الصهيونى بقذف مخيمات النازحين بعدة صواريخ وخمس قنابل شديدة الانفجار زنة الواحدة منها ألفى رطل بحسب التقارير الصحفية.
وتسعى المقاومة إلى درء شبهات التشدد فى المواقف حتى يتخذ هذا المحيط المواقف التى يتعين عليه اتخاذها تجاه حكومة الكيان الصهيونى على الأقل على الصعيدين الدبلوماسى والاقتصادى عبر تحجيم سلاسل إمداد الكيان لاحتياجاته من الغذاء والدواء والطاقة.
الذين يراهنون على موقف أمريكى أكثر اعتدالًا لصالح قضية السلام والاستقرار فى المنطقة كمن يراهن على استقرار الماء فى إناء مثقوب بعد أن ثبت للجميع تورط الولايات المتحدة فى مجزرة النصيرات قبل أسابيع ومعها انجلترا من خلال ما عرف بميناء بايدن للمساعدات بساحل غزة؛ وسماحها لجنود جيش الاحتلال استخدام شاحنات المساعدات للتخفى واقتحام المنطقة فى عملية أدت إلى مقتل وإصابة المئات من أجل تحرير أسيرين.
اليوم واشنطن ومن خلفها العواصم الأوروبية تلتزم الصمت أمام مجزرة المواصى ما يعنى مجددًا موافقتهم غير المعلنة على الممارسات الوحشية من ناحية، وسلوك مجرم الحرب نتنياهو لإفشال أى عملية تفاوضية عندما يظهر فى الأفق ما يؤشر إلى احتمال نجاحها فى التوصل إلى اتفاق.
الرئيس الأمريكى بايدن الذى خرج بمبادرة قال إنها اقتراح إسرائيلى تنصل منه نتنياهو؛ لم يرد فى الواقع التوصل لاتفاق حقيقى من وراء تلك المبادرة؛ وإنما صياغة عناوين وعبارات فى حملته الدعائية تقدمه كرجل ضد حرب الإبادة فى غزة أمام جانب من الرأى العام الأمريكى الذى خرج فى تظاهرات تندد بسياساته تجاه هذه الحرب الملعونة.
بايدن لا يريد وقفًا للحرب وإنما حديث مكثف عن المفاوضات والسلام وحتى حل الدولتين دون ترجمة ذلك إلى سلوك معين؛ أما منافسه دونالد ترامب الذى بات أقرب إلى البيت الأبيض من أى وقت آخر بعد محاولة اغتياله الفاشلة يدعم بوقاحة ما يعتبره حق الكيان الصهيونى فى مواصلة حرب الإبادة ضد العجائز والأطفال والنساء من سكان غزة.
يبدو أنهما يدركان أن مسألة الموقف من الحرب فى غزة ليس لها ذلك التأثير الكبير على مواقف الناخبين.
“ما حك ظهرك مثل ظفرك” مثل عربى بات على جميع الأطراف العربية والإقليمية الأخذ بدلالاته ومقاصده، ففى نهاية المطاف المحيط الإقليمى لفلسطين عامة وغزة خاصة هو من سيتحمل تداعيات هذه الحرب طالت أو قصرت، فاستمرارها يعنى استمرار غلق مضيق باب المندب والمزيد من التوتر والاضطرابات فى البحر الأحمر وقناة السويس وجنوب لبنان والعراق واليمن ما يعنى فاتورة اقتصادية باهظة يتحمل منفردًا المحيط العربى والاقليمى كل تكاليفها.
علاوة على ذلك مجازر النازية الصهيونية شبه اليومية تستخدم لافتات تحرير الأسرى واستهداف قادة المقاومة غطاء لهدفها الاستراتيجى المتلخص فى إبادة الشعب الفلسطينى وتهجيره لتصفية القضية كمرحلة أولى ثم العمل على احتلال المزيد من الأراضى العربية لتحقيق خرافة إسرائيل الكبرى وهو ما عبر عنه بوقاحة وزراء فى حكومة النازى المتطرف نتنياهو وخارطة ظهرت على زى أحد جنود النازية الصهيونية فى جيش الاحتلال.
واقعيًا نحن على الأقل أمام خطة لتحقيق هدف التهجير؛ فلا يوجد ما يبرر استخدام كل تلك القذائف شديدة الانفجار داخل مخيمات النازحين إلا دفعهم غربًا نحو الحدود المصرية.
وليس صحيحًا أن حكومة النازى نتنياهو قد تخلت عن هذا المخطط تحت ضغط المواقف المصرية فهو مازال يناور عبر القنبلة زنة الألفى رطل التى ادعى كذبًا بايدن عدم إرسالها لإسرائيل حرصًا على أرواح المدنيين؛ ذلك أنه يراهن على أن تقوم هذه القنابل بدور المكنسة لغالبية النازحين واللاجئين لتكويمهم أمام الحدود المصرية ليشكلوا ضغطًا إنسانيًا على مصر وباقى الدول العربية.
يحتاج موقف المقاومة المتمسك بالمفاوضات دعمًا وإسنادًا دبلوماسيًا عربيًا وإقليميًا بممارسة أقصى الضغوط السياسية والاقتصادية على حكومة النازى نتنياهو لإجباره على القبول بالوقف النهائى لإطلاق النار؛ إذ ليس من المتوقع قبول حماس باتفاق يقضى بتسليم كل الأسرى مع هدنة لا تزيد عن 42 يوما يعود بعدها جيش الاحتلال لارتكاب مجازره؛ كما أنه ليس من المنتظر أن يغير النازى من موقفه المتمسك باستمرار الحرب لحين تحقيق الانتصار المطلق تحت ضغط المناشدات والبيانات السياسية مهما بلغ مستوى حدتها.
لا بد من إجراءات دبلوماسية واقتصادية عملية ضد حكومة الكيان وداعميه فى الغرب.
خلاصة القول إذا كان الجميع فى الإقليم يريد محاصرة منابع التطرف والإرهاب فعليهم تجفيف أكبر تلك المنابع بفرض خيار السلام على الكيان الصهيونى لأن ما يرتكبه من مذابح تشعل نيران الكراهية فى المنطقة ضد الكيان وداعميه ربما كان عليهم أيضًا رعاية اتفاق فلسطينى-فلسطينى يؤلف بين حركتى فتح وحماس وباقى فصائل المقاومة تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية بدلًا من اتخاذ مواقف داعمة لهذا الطرف أو ذاك.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة الکیان الصهیونى

إقرأ أيضاً:

سياسة واشنطن مع ايران _ من المواجهة الى المفاوضات

بقلم_الخبير عباس الزيدي ..

هناك تشابه كيير للسياسات الامريكية التي اتبعتها واشنطن  مع الاتحاد السوفيتي السابق وسياستها الحالية مع ايران حيال  الشرق الاوسط ومنها مايلي 
اولاإستراتيجية الرد الواسع النطاق (الحرب الشاملة) وهذا ماكانت تواجهة به امريكا الاتحاد السوفيتي في خمسينيات القرن الماضي مع تفعيل نظام الاحلاف العسكرية كنقطة اسناد (مثل حلف بغداد والسينتو وغيرها) التي لاتخلوا من عملية تطويق واضحة للتصدي لحركات التحرر الوطنية • ومايحصل الان من تحالفات ضد ايران ومواجهة لفصائل المقاومة يكاد يكون قريبا لذلك ثانيااستراتيجية الرد المرن
في بداية الستينات اضطرت الولايات  المتحدة الى اعادة النظر في النقاط الاساسية لاستراتيحية الرد الواسع النطاق من خلال
1_ مبداء الرد المرن
الذي يتيح لواشنطن  التدرج في تطوير حالات النزاع (تغيير المواقف ) والانتقال من المفاوضات من موقع القوة الى الوصول  الى مايسمى بالعتبة الحرجة والمواجهة النووية مع الاتحاد السوفيتي التي كانت غير مستبعدة انذاك هذا المبدأ  هياء لواشنطن مدى اوسع في استخدام القوة العسكرية وقتما تشاء مع وسائل مواجهة اخرى سياسية و اقتصادية وايدلوجية دون الانزلاق الى اوضاع غير مسيطر عليها ولو أسقطنا ذلك على سياسة امريكا مع ايران  أيضا لوجدناها متقاربة الى حد ما  2الحروب المحدودة •
من خلال الرد المرن استطاعت  واشنطن تحويل مركز  استخدام  القوة الى المستوى الاقليمي باستخدام تكتيك الحروب المحدودة باستهداف الحركات الثورية المدعومة من السوفييت سابقا ومع ايران استخدمت ذات التكتيك في الحروب التي شنتها  على ايران مثل حرب نظام صدام المدعوم امريكيا وايضا من خلال  استهداف بعض الانظمة و حركات وفصائل المقاومة في المنطقة  التي تحسب على محور المقاومة 3 مبدأ  غوام •
اضيف هذا المبدأ المعروف بمبدأ نيكسون الى الاستجابة المرنة القاضي بتكثيف الجهود ضد حركات التحرر الوطني في البلدان ذات الانظمة العميلة لواشنطن وهذا ماحصل في اليمن بالضد من انصار الله والعراق ولبنان بالضد من حزب الله
4_ان تكتيك الاستجابة  المرنة لم يستبعد اي استعداد لمختلف انواع المواجهة لكنه يتجنب الصدام ويضعف مواقع الخصم وحصل هذا للسوفيت باشعال الحرب في فيتنام جنوب لاوس وكمبوديا وعمليات القصف الامريكية التي طالت جمهورية فيتنام الديمقراطية  وكذلك عندما عملت على تنشيط القوى العميلة لها  في الهند الصينية وقد نفذت ذلك حرفيا على دول محور المقاومة وزادت على ذلك بدعم  شريكتها اسرائيل بتوحيه ضربات خنجرية على ايران
5_عمليات التغيير التي طالت بعض الانظمة كما فعلت سابقا لتصفية النفوذ السوفيتي قد حصل تماما لتصفية النفوذ الايراني(  سوريا  مثالا)  وفي الحالتين نجحت واشنطن في ضغط وزن هذا الوجود
ثالثااستراتيجية الرد العملي او التخويف عام 1971 •
وهي خلاف الرد  الانعكاسي ويعتبرها صانع القرار الامريكي بانها مبادرة وفعالة  سواء على مستوى  المواجهة او على مستوى المفاوضات النشطة من موقع القوة فهي وضعت من أجل الرد على الأزمات الظاهرة او التي تظهر لغرض تفادي الحرب وهي بمثابة اجراء وقائي لعدم السماح بتطورات لاترغب فيها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط تنعكس على  الساحة الدولية ( لايمكن لواشنطن  المجازفة بفتح معركة او هجوم  واسع النطاق  على ايران لان ذلك يعني حرق منطقة الشرق الاوسط المتخمة بموارد الطاقة التي تقع وسط ثلاث قارات ومامن شك ان الحرب مع ايران يفتح احتمالات الحرب العالمية لذلك اتخذت واشنطن  اسلوبا مخادعا لإضعاف ايران عبر اساليب ووسائل واضحة  وراهنت على عامل الوقت دون ان يفلت العنان من يديها او تنزلق الاوضاع الى ما لا تحمد عقباه )
رابعا_ في الاهداف والنتائج
● الاتحاد السوفيتي سابقا
1_ تربع امريكا على راس نظام عالمي احادي القطبية
2_تفكيك الاتحاد السوفيتي  وضرب المنظومة الاشتراكية في العالم 
3_ وضع اسس التغيير في الشرق الاوسط
4_السيطرة  الشاملة على المحيط الهندي
● ايران
لايوجد ادنى شك عند  الولايات المتحدة الامريكية في سلمية البرنامج النووي الإيراني لكنها اتخذت ذلك ذريعة  لتحقيق الأهداف التالية
1_القضاء على النظام السياسي او بالحد الادنى منح ايران دورا هامشيا في المنطقة
2_ القضاء على فصائل المقاومة وكل حركات التحرر  الوطني في المنطقة
3_ تنفيذ صفقة القرن ومشروع الشرق الاوسط تكون الريادة فيه لاسرائيل الكبرى 
4_ السيطرة على كل موارد الطاقة والاسواق والطرق البحرية
5_افشال كل المشاريع الاقتصادية المطروحة في العالم عبر  المنطقة
6_ وهو الاهم _ الاستعداد وإكمال الاستحظارات للمواجهة العسكرية مع الصين
وتعتبر هذه النقطة من اهم الرسائل الامريكية المرسلة الى الصين من خلال مواجهتها مع  ايران.

عباس الزيدي

مقالات مشابهة

  • فيتنام وغزة.. مقارنة بين مقاومتين
  • حماس: اتهامات ترامب ترديد مستغرب لأكاذيب حكومة نتنياهو
  • الاستجواب المضاد.. نتنياهو يواجه السجن أو العزل أو التعذر
  • حكومة الكيان تقر احتلال قطاع غزة رسمياً.. و”القسام” تنفذ كميناً مركباً ضد قوات العدو شرق خانيونس
  • حكومة نتنياهو تهدد حماس بـ”عربات جدعون” .. ما هي؟
  • شاهد | كيف نظرت الصحافة والشارع الإيراني لليمن بعد عملية استهداف مطار الكيان الصهيوني
  • العسكريون مع حسم الملف.. ونتنياهو يسعى لـ«نصر سياسي»
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تجاهلتهم واختارت احتلال الأراضي
  • سياسة واشنطن مع ايران _ من المواجهة الى المفاوضات
  • المقاومة الفلسطينية تبارك عملية قوات صنعاء في عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي