سواليف:
2025-06-23@05:47:41 GMT

للنقاش الهادئ

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

#للنقاش _الهادئ

د. #هاشم_غرايبه

منذ أن بدأ العدوان الأمريكي على إيران بالمخلب الصهـ.يوني، نشب خلاف حول الموقف منه، الغالبية تعاطفت مع إيران، بعضهم انطلاقا من الأخوة الإسلامية، بعضهم تشفيا بالكيان اللقيط الذي طالما أثخن الأمة بالإعتداءات من غير أن يلقى ردا ولوبسيطا من تلك الأقطار المستهدفة، فكانت الضربات الصاروخية الإيرانية الصاعقة للعدو المتغطرس، فيها شفاء للنفوس المتعطشة للانتقام منه، وقلة لم تتمكن من نسيان ما أذاقته إيران للشعبين العراقي والسوري، تحت عنوان محاربة الإرهاب السني، بدافع من التعصب المذهبي، فذهب هؤلاء الى التشفي بما أصاب الطرفين قائلين: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين.


بين هؤلاء وهؤلاء اندست طائفة خبيثة، هم الموالون للأنظمة المتصهينة والتي توالي أعداء الله تبعية وعمالة، ووظيفتها الموكلة اليها من قبل سيدتها الإمبريالية الغربية، هي محاربة أية محاولة لعودة الدولة الإسلامية، فسياستها داخليا هي قمع أية حركة دعوية فكرية أو سياسية تطالب بتطبيق منهج الله، والبطش بمن يؤيدها من الدعاة والمفكرين، وتعتبرهم ارهابيين.
وسياستها الخارجية قائمة على انتهاز كل فرصة لتعميق الخلاف السني – الشيعي، وأي خلاف آخر يفاقم شرخ الأمة الإسلامية، وإفشال أي جهد يصب في تشكل محور اسلامي يتجاوز الخلافات.
هذه الفئة اجتباها الحكام المتصهينون من شيوخ السلاطين وأتباعهم بالمال، لتضفي غطاء شرعيا على أفعالهم الخسيسة بحق الأمة، وهي مكونة أساسا من جماعات تدّعي انتماءها الى السلفية، لكنها بعيدة كل البعد عن منطلقاتها الإيجابية، فلا تأخذ منها الا عقيدة طاعة ولي الأمر ولو خالف كتاب الله، وهي عقيدة باطلة ليس لها أساس شرعي، لمخالفتها للقاعدة الشرعية الصريحة: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
لكي يكون المرء على بينة، ولا يقع في الفتنة فيخسر دنياه وآخرته، عليه أن يتبين مواضع قدميه، فلا ينجر من حيث قد لا يعلم الى تأييد أو تقبل أفكار المتصهينين العرب.
الفيصل للمؤمن في مسألة الوقوف مع إيران في هذه الحرب أو ضدها، هو شرع الله.
فليس من يقول ان إيران هي المدافعة الوحيدة عن الأمة وأن على يدها سينتصر الإسلام محق، ولا الذي يقول إنها لا تختلف عن الصهيونية في العداء للأمة.
1 – بداية يجب أن نعلم إن إيران دولة ذات تاريخ عريق، لا تقبل ان تهمش ولا ان تنتهك سيادتها، ولها مشروعها القومي الخاص بها، ومن الطبيعي أن يتناقض مع المشروع القومي العربي، لذلك فلا يعيبها أن ما تفعله اليوم هو ليس دفاعا عن فلسطبن ولا انتصارا لأمة العرب المهزومة، بل هو لمصلحتها كدولة، ويخدم مشروعها.
ومن غير المنطقي ان نطالبها بالتصدي للعدو، ونتهمها أنها بذلك تسعى لنشر مذهبها وتحسين صورته، فيما نتغاضى عن موالاة الأنظمة العربية للعدو، بل والاصطفاف معه في عدوانه على القطاع.
نعم هي تملك مشروعا توسعيا في المنطقة باستثمار التعصب المذهبي، لكن المشكلة هي أننا لا نملك أي مشروع بالمقابل للإسلام السني، بل جميع الأقطار العربية السنية معادية لأي مشروع اسلامي سياسي.
2 – تأييد ايران في معركتها الحالية واجب شرعي، وليس مجرد اصطفاف سياسي، والدليل فتوى لابن تيمية، عندما سئل في رجل يعتبر أهل الكتاب أقؤب اليه من الشيعة، وجاء فيها: ” كل من كان مؤمنا بما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام مفضل على من كفر به، ولو كان هذا المؤمن من اصحاب البدع كالخوارج والشيعة والقدرية وغيرهم، فإن اليهود والنصارى كفار كفرا صريحا معلولا بدين الاسلام”.
3 – تأييد موقف جهة ما لا يعني تأييدها في كافة المواقف، فنحن نترضى عن معاوية كصحابي وكاتب وحي، وندعو له، لكننا لا نؤيده في موقفه في منازعة علي على الخلافة، ولا يجوز انكار فضل الحجاج في أنه يعتبر أكثر من قام بالفتوحات، مع أنه أكثر من قطع الرؤوس بغير حق.
وكذلك فإن تأييد إيران في معركتها الحالية والوقوف معها، لا يعني نسيان ما فعلته من جرائم بحق المسلمين، فكل موقف يحسب على حده.
4 – الكيان اللقيط عدو أساسي، وما فعله بالمسلمين لا يجوز مقارنته مع أفعال غيره، لذلك لا يحل شرعا الاعتراف به كدولة أوالتطبيع معه، وأي دولة عداه يمكن إقامة علاقات مصالح معها.

مقالات ذات صلة استسلام دون شروط وتبعات مرعبة 2025/06/22

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: للنقاش هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

المسرحية الفاضحة

 

 

نعم إنها مسرحية واضحة وفاضحة عرت حقيقة الأعراب ومدعي العروبة والنخوة (والنشامى) ..
أتحدث هنا عن حقيقة مريرة وموجعة وهي كيف لأولئك الأمراض البعيدين عن الواقع ومنزوعي الإرادة والكرامة أن يشككوا في حقيقة المقاومة وأهدافها ومشروعها الجهادي الإسلامي العظيم في الوقت الذي ينشغل فيه مدعو العروبة والعملاء الانهزاميون كنشاما الأردن وفراعنة مصر وأمويين سوريا وغيرهم من منافقي الأعراب في بذل قصارى جهدهم من أجل صد الهجمات الإيرانية التي تستهدف الكيان الصهيوني؟
نعم إنها مفارقة عجيبة وغريبة تبحث عن إجابة مقنعة وشافية لما يحز في الصدور ويجول في الأذهان عن سيناريو هذه المسرحية وتعريتها للشائعات المزيفة والأكاذيب المنحطة، في الوقت التي تواجه فيه الأمة معضلات كبيرة وتحديات جسيمة، تتطلب تكاتف الجميع للقضاء على هذا الخطر الذي يواجه الأمة ويهدد وجودها وأمنها واستقرارها ومقدساتها ومستقبل أجيالها .
أربعة أيام فقط من الرد الإيراني وما سبقته من وعود صادقة (1-2) الآن أن الثالثة وكما يقال كانت ثابتة وغير قابلة للتأويل أو التفسير، المشاهد واضحة رغم تكتيم الكيان وحجبه للحقيقة والخسائر مهولة، رغم شحة ما يقر به العدو الجبان والنتائج ستتضح تباعا، بما تحمله الأيام القادمة من عمليات ومراحل قد تكون أشد بأساً ونكالا على العدو الغاصب وإجرامه المستفحل الذي عاث في الأرض فساداً وظن انه القادر على هدم وتقزيم هذه الأمة ونسي أن المقاومة الإسلامية وفي طليعتها وقيادتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليست ببعيدة عن هذه المعركة، رغم ما قدمته من تضحيات عظيمة ودعم سخي للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، في الوقت الذي تخلى فيه الأعراب والأنظمة العميلة عن قضايا الأمة ومقدساتها وفضلوا البقاء في صف العدو، بدلا من كبح جماح حقده وغطرسته تجاه المسلمين والمستضعفين في فلسطين.
من كان يظن أو يحلم أن أبراج تل أبيب وحيفا وبات يام سحولها الصواريخ الإيرانية إلى رماد هامد وأتربة تذروها الرياح بعد أن كانت تلك الأبراج الشاهقة وإنارتها اللامعة تغلي دموع الأبرياء في غزة وفلسطين بعد أن حول المحتل حياتهم إلى نكد وحرمان وخوف من هول وفزع ما أصابهم طيلة عامين ، والآن تتجرع إسرائيل من ذات الكأس المرير الذي عانى ولا يزال يعاني منه إخواننا في غزة وتعيش ولقطاؤها نفس الألم والخوف والحرمان ويكتوي الكيان بنار العذاب السعير الذي لم يعيشه قط، بقدر ما أذاق أبناء هذه الأمة من ويلات وجرائم ووحشية ظالمة خلفت وراءها كوارث إنسانية وفظائع لا تخطر على قلب بشر .
نعم إنها الطامة وما أدراك ما الطامة.. فقد بينت الحقائق والأحداث ما كان خفي عن الكثيرين وعززت بفضل الله إيمان المقاومين الأبطال وفضحت كل أكاذيب ومؤامرات الأعداء وأراد الله أن يميز الخبيث من الطيب والحق من الباطل، ولكن رغم ما جرى ويجري من أحداث وحقائق، هل تتوقف تلك الجماعات والكيانات الإسلامية المتشددة والذين في قلوبهم مرض أمام هذه الحقيقة ويعترفون بذنوبهم أمام الأمة ويقفون ويسجلون ولو لمرة واحدة موقفاً يمكن أن يشفع لهم خيانتهم ويخفف من وزر أثقالهم، رغم هذه الانتصارات والعمليات البطولية التي شفى الله بها صدور قوما مؤمنين واحق بها الحق ودحض الباطل وأهله؟. ولله عاقبة الأمور .

محافظ محافظة عدن

مقالات مشابهة

  • علماء اليمن يؤكدون على وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزةَ وتأييد إيران في مواجهة العدوان
  • سياسي أنصار الله يدين العدوان الأمريكي على إيران ويعتبره انتهاكا صارخا وتصعيدا خطيرا
  • إياك وهذا الفعل عند طلب الرزق.. البحوث الإسلامية يحذر
  • المسرحية الفاضحة
  • الحوثيون: تدخل أميركي ضد إيران يعني استهداف مصالح أمريكا
  • بكلّ وضوح... نائب حزب الله يُعلن: نحن إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية
  • مسيرات حاشدة في العاصمة صنعاء تأييدًا واسناداً لـ “غزة وإيران” ضد الإجرام الصهيوأمريكي
  • خطيب الجمعة بالأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها
  • خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها