تنشأ منذ الصغر لدى الأفراد العواطف و المشاعر التي تكوّنت من خلال المواقف و الأحداث التي يعيشها الأفراد من خلال التجارب المختلفة ،وتختلف حدّة قوة المشاعر لدى الأفراد حسب المواقف التي يمرون بها، و يتنقل الأفراد من مشاعر إلى أخرى و تتكرر دورة هذه المشاعر بشكل مستمر و مختلف حيث انً المشاعر تختلف في حدِّتها و توهّجها من موقف إلى آخر.
قد تنشأ لدى البعض مشاعر قوية تجاه الآخرين نتيجة لشعوره بالتهديد من نجاح الآخرين أو تميزهم ، وينعكس النجاح بشكل سلبي على الفرد حيث أنه يشعر بالغيرة و لكنه لا يصرح بهذا الشعور أبدا بل يظل يلتزم الصمت دون معالجة هذا الشعور و عدم الاكتراث بتزايد الشعور وتجاهله دون تفكيك الشعور أو ردعه.
و يجد الفرد نفسه في دوامة من الغضب العارم و الانزعاج و الخوف و الترقب و عدم الرغبة في أن يكون اجتماعيًا ، ليس هذا فحسب بل يتعمّد أن يؤذي الآخرين الناجحين بطرق غير مباشرة ،و يميل إلى انتقادهم والاستنقاص من قدراتهم و تسفيهها ،وتعود جميع هذه الانفعالات إلى شرارة الغيرة التي أُشتعلت ولم تُخمد ،بل تُركت لتأكل تألق الفرد وتحطمه و تحيله إلى فرد ساخط و مؤذٍ.
و لا يخفى علينا أن لكل شيء نقيضه، فإن للغيرة نقيضتها ألا وهي المنافسة التي تجعل الفرد مقدامًا و غير متوار و متسائلاً غير صامت حتى يتعلم و يتقدم ، لذا يجب على الفرد ألّا يستسلم لحديث نفسه و لا لشعوره السلبي تجاه الآخرين بسبب أنهم ناجحون فقط بل عليه المسارعة و المحافظة على مكانته و نجاحاته التي حققها و العمل على الحصول على المزيد منها ،
و ممّا لا ريب فيه أن جميع الأفراد الذين يعيشون في المجتمع الواحد ،تساورهم هذه المشاعر ،ولكن يتم التعامل مع هذه المشاعر بشكل سليم و صحي من خلال الوعي والادارة الذاتيه والرغبة الصادقة في نجاح الآخرين و توفقهم ينعكس ايجابًا على الأفراد ويصبحوا ناجحين ايضًا ،ولايخفى علينا أن ارادة الشر للآخرين و عدم الرضا بنجاحهم و الشعور بالغيرة، ليس إلا انعكاساً لطغيان المشاعر السلبية على تفكير الفرد و تدميراً لوعيه.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
تفاهم بين «كابيتال دوت كوم» و«أكاديمية أبوظبي العالمي» لتعزيز الثقافة المالية للمستثمرين الأفراد
أبوظبي (الاتحاد)
وقّعت منصة التداول العالمية «كابيتال دوت كوم» وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي، الذراع المعرفية لسوق أبوظبي العالمي، مذكرة تفاهم لإطلاق مبادرة تهدف إلى تعزيز الثقافة المالية لدى المتداولين الأفراد، وتوسيع نطاق التعليم الرقمي للاستثمار، وبناء قاعدة من الكفاءات الإماراتية المؤهلة للمستقبل.
ويبدأ تنفيذ البرنامج في عام 2026، ضمن رؤية أوسع لدعم الأجندة الاقتصادية طويلة المدى لدولة الإمارات.
وبموجب مذكرة التفاهم، توفر «كابيتال دوت كوم» 100 فرصة تدريب عملي خلال السنوات الخمس المقبلة، ليس فقط داخل الشركة، بل أيضاً عبر شركاء في منظومة القطاع المالي الإماراتي، بما يتيح للمواهب الشابة بيئات تعلم متنوعة وعالية التأثير.
وقع الاتفاقية كل من طارق شبيب الرئيس التنفيذي لـ«كابيتال دوت كوم» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنصور جعفر، الرئيس التنفيذي لأكاديمية أبوظبي العالمي ومركز الأبحاث التابع للأكاديمية ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي المالي.
وقال فيكتور بروكوبينيا مؤسس «كابيتال دوت كوم»، إن التعليم المالي هو المحرك للشمولية والتنافسية والازدهار طويل الأمد، ومن خلال التعاون مع أكاديمية سوق أبوظبي العالمي، نوفّر فرصاً حقيقية لاكتساب المهارات والثقة اللازمة للتعامل مع اقتصاد رقمي متسارع، وهذه الشراكة تعكس التزامنا بدعم الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي والمستهدفات الوطنية الأوسع لدولة الإمارات، ونتطلع إلى إعداد جيل جديد من الإماراتيين لمستقبل أكثر ازدهاراً للقطاع المالي في الدولة.
من جانبه، قال منصور جعفر، الرئيس التنفيذي لأكاديمية سوق أبوظبي العالمي، إن الأكاديمية تلتزم بتزويد الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة لدعم مستقبل القطاع المالي، وشراكتنا مع «كابيتال دوت كوم» تمكننا من توسيع برامجنا وتقديم تجارب تعليمية عالمية المستوى للطلاب والمهنيين وقادة المستقبل.
وتتضمن مذكرة التفاهم مجالات تعاون متعددة، منها تشكيل فريق عمل مشترك لتصميم وتنفيذ البرامج التدريبية، وإصدار أبحاث ومنشورات مشتركة، وتنظيم ندوات حول التكنولوجيا المالية، والتشريعات، والتداول، والإدارة المالية.
كما سيجري الجانبان تحليلات دورية لاحتياجات التدريب لضمان توافق المبادرات مع متطلبات السوق وأولويات القوى العاملة.
أخبار ذات صلة