حيروت – صنعاء

 

أكد القيادي في جماعة أنصار الله ورئيس مكتبها السياسي السابق صالح هبرة أن الشعب يكاد يفقد توازنه من شدة الفقر والمعاناة، فيما أبناء زعيم الجماعة وأسرته وأسر أتباعه يعيشون حالة من الرفاه على حساب جوع الناس.

وقال هبرة في رسالة إلى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي على صفحته في فيسبوك: “اتق الله في نفسك وشعبك.

هل تعلم أن الشعب يكاد يفقد توازنه من شدّة الفقر والمعاناة؟! ألا تعلم أن كثيرا من البنات والبنين تم طردهم من المدارس وهم يبكون؛ لأنه ليس لديهم قيمة الرسوم وقيمة المناهج ولوازم المدرسة التي فرضتها ومسؤوليك على الشعب الميت جوعا وفقرا ومهانة؟!”.

وأضاف: “البعض فصل أولاده بسبب الظروف الصعبة، وأنا أعرف بعضهم شخصيا؛ بينما في مراكزك الصيفية توفر لهم كل محتاجاتهم، وخمسة ألف ريال تقريبا نهاية كل شهر، وثلاثين ألفا تقريبا نهاية الدورة”، متسائلا: “طيب وبقية الشعب غير المقتنع بفكرنا وتوجهنا المذهبي… أين سنرمي بهم؟ وفي أي المزابل؟ وبأي حق نحرمهم من حقوقهم التي لسنا إلا وكلاء بالغلبة والقوة عليها؟! ألا تعلم أن الكثير الآن لا يقدر على شراء كيلو دقيق ويكتفي بنصف الكيلو إن وَجد قيمته؛ نتيجة الأزمة السياسية الحاصلة في البلد؟”.

وتابع هبرة مخاطبا الحوثي: “قد تكون اطلعت على حادثة الشخص الذي قتل أولاده الأربعة وزوجته ثم ألحق نفسه بهم من شدة المعاناة وظروف الحياة؛ ومع ذلك لو انتحر نصف الشعب لم يحرك فيكم ساكنا لأنه لا يهمكم الشعب؟

تدّعون أنكم امتدادا لأسلافكم من أهل البيت عليهم السلام ولولا معرفتنا بأهل البيت لاضطررتمونا أن نقول أن بني أمية و بني مروان كانوا على حق في قتالهم لهم لسؤ تمثيلكم. أليس الإمام علي عليه السلام الذي تملأ الدنيا ضجيجًا بذكرى ولايته واستشهاده وبعهدِه للأشتر والذي لم يطبق منه بند قال: والله، لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها عنك؟! فقلت: اغرب عني، فعند الصباح يحمد القوم السرى. وقد كان واليا على ثلاثين دولة. ألا تعلم أن امرأة أتت من البصرة تشكو إليه والِيه على البصرة أنه ظلمها، فأرسل بعزله معها! ورسم منهجا بقوله: والله لا أبيت ليلة وفي ولايتي رجل يظلم. وكان ذلك سبب حربه مع معاوية وسقوط مصر؟ وأنه كان لا يبيت إلا وقد وزع أموال بيت المسلمين على الفقراء، ثم يركع ركعتين في المكان الذي كانت عليه ليشهد له أنه ما نام إلا وقد وزعها على الفقراء. هذه هي سيرة أسلافك ومن تدعي أنك امتداد لهم”.

وختم هبرة رسالته لعبد الملك الحوثي: “أين أولادك وكيف تعيش أسرتك وأسر أتباعك؟ وكم هو الفارق بين ما تعيشونه وما يعيشه عامة الشعب؟ أين العدل الذي وعدت الشعب به، وجعلتهم يضحون بأنفسهم وأولادهم أملا في تحقيقه؟ أليس هذا كله يستدعي أن نقول لك اتق الله في الشعب؟”.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

''اللوبي الإنساني'' والدور المشبوه في اليمن.. الحكومة تعلق على تصريحات السفير البريطاني السابق وتعتبرها ''شهادة صادمة".. ماذا قال؟

علقت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على تصريحات سفير بريطاني سابق لدى اليمن، تحدث فيه عن لوبي انساني، غير توجهات المجتمع الدولي، في تعامله مع الصراع باليمن، بصورة تخدم الحوثيين.

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني "إن تصريحات السفير البريطاني السابق لدى اليمن، إدموند فيتون-براون، تمثل شهادة صادمة تُعري جانبا مسكوتا عنه من أسباب استمرار الأزمة اليمنية وتعقيداتها".

وأكد الوزير الإرياني في تصريح صحفي، أن هذه التصريحات، الصادرة عن مسؤول غربي رفيع خدم في اليمن في فترة حساسة، لا تعبر عن موقف شخصي عابر، بل عن تقييم عميق لأخطاء ممنهجة في طريقة تعاطي المجتمع الدولي مع القضية اليمنية.

وأوضح الإرياني، أن السفير البريطاني السابق سلّط الضوء على خلل بنيوي خطير في تسليم مفاتيح التأثير السياسي، في ملفات شديدة الحساسية، إلى منظمات تدّعي الحياد والإنسانية، لكنها مارست ضغوطا ذات طابع سياسي محض، ساهمت في حرف بوصلة الموقف الدولي، وتقديم سردية تخدم الجناة لا الضحايا، والمليشيات لا الدولة، والفوضى والإرهاب لا السلام.

وأشار الوزير إلى أن تصريحات فيتون-براون كشفت بوضوح عن حجم التأثير السلبي الذي مارسته منظمات إنسانية دولية، مثل "أوكسفام" و"العفو الدولية" ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، على القرار السياسي الغربي، بعد أن تحولت إلى أدوات ضغط سياسي تجاوزت أحيانا وزارات الخارجية، لفرض خيارات كارثية على اليمن والمنطقة بحجة "الاعتبارات الإنسانية".

وأكد الإرياني أن ما سُمي بـ"اللوبي الإنساني" لم يكتفِ بتقويض جهود استعادة الدولة، بل ساهم فعليا في محاولة شرعنة وجود مليشيا مسلحة انقلابية وإرهابية، عبر الدفع نحو اتفاقات هزيلة، مثل اتفاق ستوكهولم، الذي أوقف معركة تحرير محافظة الحديدة، وأعاد ترتيب المشهد لصالح الحوثيين، ومنحهم أدوات ابتزاز سياسي وعسكري، ما زال اليمنيون والمنطقة والعالم يدفعون ثمنه حتى اليوم.

ولفت الوزير إلى أن الشعب اليمني يدفع اليوم الثمن فادحا لذلك التدخل، إذ يعاني ملايين اليمنيين من الجوع والانهيار الاقتصادي وغياب الخدمات، وتمدد المليشيا الإرهابية على حساب مؤسسات الدولة، نتيجة مباشرة لانحراف البوصلة الدولية بفعل الضغوط "الإنسانية"، التي قدمت غطاء غير مباشر للحوثيين، وساهمت في إطالة أمد الانقلاب بدلا من إنهائه.

وأشار الإرياني إلى أن هذا التدخل غير المحايد للمنظمات الدولية، وفرضها خيارات سياسية تتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، يشكل خرقا صارخا للمبادئ التي أُسست عليها تلك المنظمات، ويضع علامات استفهام قانونية وأخلاقية حول دورها، ويستدعي مساءلتها عن تجاوزها لاختصاصاتها وتسببها في عرقلة جهود استعادة الدولة، في مخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة.

وأكد الإرياني أن شهادة السفير البريطاني تعيد طرح الأسئلة الكبرى: من الذي يصوغ السياسات الدولية في اليمن؟ ولماذا يُسمح لمنظمات يُفترض أنها إنسانية أن تملي شروطا سياسية تتعارض مع القانون الدولي والقرارات الأممية الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية؟.

ودعا الوزير الإرياني إلى عدم دفن هذه الشهادة في زحام الأخبار، بل إلى مراجعة جذرية لكل المقاربات الغربية في الملف اليمني، والخروج من أسر الخطاب الإنساني الذي حوله الحوثيون إلى درع يحمي مشروعهم الطائفي العنيف.

وشدد الإرياني على أن الوقت قد حان ليسقط المجتمع الدولي أوهام الحياد الزائف، وأن يتعامل مع الحقائق كما هي، هناك انقلاب، وهناك ميليشيا إرهابية مدعومة من إيران، وهناك شعب يسعى لاستعادة دولته، وليس "طرفين متنازعين" في نزاع إنساني غامض، كما تحب بعض التقارير الدولية أن تصفه.

وقبل ايام كشف السفير البريطاني الأسبق لدى اليمن، إدموند فيتون براون، أن منظمات إنسانية دولية، عملت على تغيير توجه المجتمع الدولي في تعامله مع الصراع اليمني، بما يصبّ في مصلحة جماعة الحوثي.

وفي مقال نشره في منتدى الشرق الأوسط، وجّه الدبلوماسي البريطاني انتقادات حادة لمواقف بعض المنظمات، مثل أوكسفام، والعفو الدولية، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، مشيراً إلى أن هذه الجهات مارست ضغوطاً أفضت إلى تحوير السياسات الغربية تجاه اليمن وفرض قيود على العمليات العسكرية ضد الحوثيين.

وأشار فيتون براون، الذي تولّى منصب سفير بريطانيا لدى اليمن بين عامي 2015 و2017، إلى أن الاستجابة الدولية للنزاع كانت في بدايتها "صحيحة ومتماسكة" عام 2014، لكنها انحرفت تدريجياً، لتبلغ ذروتها في اتفاق ستوكهولم أواخر 2018، الذي وصفه بـ"المشين"، مؤكداً أنه منح الحوثيين فرصة للتموضع دولياً وممارسة الابتزاز.

وأوضح أن القرار الأممي رقم 2140، الصادر في نوفمبر 2014، قد شخص التهديدات المحدقة باليمن، وفرض عقوبات على شخصيات معرقلة، في وقت كانت الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي تحظى بدعم دولي واضح، باستثناء إيران.

وانتقد فيتون براون ما اعتبرها "سيطرة للرؤية الإنسانية الضيقة" على دوائر صنع القرار في العواصم الغربية، موضحاً أن بعض وزارات التنمية والمنظمات الإغاثية مارست نفوذاً تجاوز في كثير من الأحيان تأثير وزارات الخارجية، ما أفضى إلى ضغوط كبيرة لتقييد أي عمل عسكري ضد الحوثيين، حتى عند ارتكابهم انتهاكات جسيمة، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل.

ووصف فيتون براون تحالف تلك المنظمات بـ"اللوبي الإنساني"، وقال إنه كان أكثر تأثراً بالغارات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية، مقارنةً بانتهاكات الحوثيين، وأن وسائل الإعلام الغربية عكست هذا التحيّز بصورة "غير دقيقة ومنحازة".

وأضاف أن مواقف عواصم غربية، مثل واشنطن ولندن، بدأت تتغير تدريجياً نتيجة ضغوط الرأي العام، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، وبتأثير من سلطنة عُمان، تبنّى نهجاً أكثر تساهلاً مع الحوثيين، وسعى للتوصل إلى تسوية "بأي ثمن".

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي: ماذا يجري داخل الجماعة الإسلامية في لبنان؟
  • ما هي خيارات جماعة الإخوان المسلمين بعد قرارات حظرها؟
  • هل يعود كيليجدار أوغلو لزعامة حزب الشعب الجمهوري؟
  • رئيس المخابرات التركية يهاتف زعيم حركة حماس
  • دنيا سمير غانم تثير تساؤلات محبيها برسالة غامضة.. ماذا تقصد؟
  • الحوثي: سمحنا بمرور حاملة طائرات بريطانية بالبحر الأحمر
  • ''اللوبي الإنساني'' والدور المشبوه في اليمن.. الحكومة تعلق على تصريحات السفير البريطاني السابق وتعتبرها ''شهادة صادمة".. ماذا قال؟
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • ماذا قال مبابي بعد تتويج باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا؟
  • في الدرس الثاني للسيدالقائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في شهر ذي الحجة:القلب السلم هو الذي لم يتلوث بالمعتقدات الباطلة والأفكار الظلامية