سواليف:
2025-06-13@15:58:12 GMT

الموظف العام بين مطرقة الحاجة وسندان الإصلاحات…!

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

الموظف العام بين مطرقة الحاجة وسندان الإصلاحات…!
د. مفضي المومني.
2024/7/17
الموظف العام… كائن حكومي في النهار… وفقر مطقع طول اليوم… والشهر والسنة… راتب لا يصل لنصف مبلغ حد الفقر غالباً… مطلوب منه أن يصبح موظف عالمي… تكنولوجي.. ريادي… مبدع… خاضع… منفذ… ببدلة رسمية في وظيفته… وآخر النهار مطلوب منه توفير متطلبات عائلته ونفسه؛ أكل شرب سكن دواء تعليم كهرباء ماء تلفون ضرائب…والقائمة تطول للمتزوج…!، ومطلوب من الأعزب تكوين نفسه و والزواج والتعليم والإعالة… وغيره الكثير…!
كل هذا تعجز ارقى النظريات الإقتصادية عن تفسيره في ظل الرواتب المسخوطة… ! واتذكر قصة الخبير الدولي الذي ارسلته إحدى جهات الإقراض… لدراسة الوضع الاقتصادي للبلد… وبعد ستة أشهر عاد وقد أشهر إسلامه واعتمر العمامة ولبس الثوب وبيده سبحة ألفيه، فسألوه (بعثناك تكتب تقرير… لا لتغير دينك وتسلم…!) فرد عليهم… بعد دراسة الوضع للناس وحياتهم لم أجد نظرية إقتصادية في العالم تبرر حالهم… عايشين وعندهم سيارات وبيدخنوا… وخلويات وبطلعوا رحلات وبيعلموا اولادهم…عندها أدركت أن هنالك قوة خارقة وراء حالهم… وأدركت أنه الله… فأسلمت.


ثم تخرج علينا دورة الإصلاح الإداري… والنظام الجديد… وفيه ما فيه… منع العمل خارج الدوام الرسمي، منع الإجازات دون راتب… نظام العقود وتحويل المؤسسات العامة كأنظمة الشركات… وتسليم مقدرات التعيين والترقية والمكافآت للمسؤولين والمدراء…واتوقف هنا… فمشكلتنا في الإدارات العامة معروفة ودون تعميم؛( التسلط، الشخصنة، الواسطات، الفساد بانواعه، إنعدام الكفاءة… الدكتاتورية… وتطول القائمة..!) فهل أعددتم قيادات إدارية كفؤة ومثالية لتنفذ غايتكم..! أم سيتم إستيراد مدراء من دول متقدمة… فتنفيذ ما تريدون في إصلاحكم ربما يحتاج إلى ملائكة..! فهل أنتم بصورة الوضع وحقيقته… أم تنقلون كلشيهات إدارية أو تخترعونها ولا تصلح لوضعنا…وانظمتنا وموروثنا الذي اصبح سلوكاً عاماً مقبولاً ومقونناً رغم خطئه..!.
تحضرني مداخلة الاعلامي الرجوب في برنامجه عن نظام الخدمة المدنية ومنع العمل خارج الدوام عندما قال ( هل اللي وضعه اردني..!)… وانا شخصياً مع عدم العمل خارج وقت الدوام… بشرط توفير إحتياجات الموظف ككائن اجتماعي قروي أم مدني أم بدوي… والتي تؤمن الحد الأدنى من احتياجاته اليومية الضرورية… وليس الكمالية..!
الأنظمة والتشريعات يا سادة الإصلاح يجب أن تتوافق مع الهرم القيمي للمجتمع ومعطياته… وإذا أردت أن تطاع أطلب المستطاع… الموظف الذي يدفع للبنك والسكن فقط 90% من راتبه…ومن أول يوم بالشهر ما بجيبته شلن… كيف بده يعيش.. ؟ وكيف بده يلبي متطلبات عائلته وحياته ومستقبله… إذا عرفنا أن متوسط الرواتب للعاملين والمتقاعدين بالغالب تساوي أو تقل عن الحد الأدنى للأجور… وقد يصل في أحسن الأحوال حول ال 400 دينار زائد ناقص… وجيبو خبير كوري وصندوق النقد الدولي ولن تجدوا منطق يحقق كفاية الراتب…!.
لهذا تجد المعلم اللي فتح كشك والموظف اللي ببيع على بسطه… او بيشتغل سائق تكسي أو أو… .وحدث ما شئت… إنهم يتشبثون بالحياة… ويعجزون عن توفير الخبز لعائلاتهم… ويبحثون عن طيف فرصة ليعودوا لبيوتهم ببضع دنانير يقضمها عوزهم وقلة حيلتهم….
نحن مع الاصلاح… لكن هذا الاصلاح سيحول البعض إلى شحادين… وفي المقابل الوضع الحالي الناس مدبره حالها ولو بالحد الأدنى من الأدنى… ويأتي المشرع ليلاحقهم عليه ويضيق عليهم عيشتهم… ويغلق الأبواب… وهي أبواب رزق… و(قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق)… إصلاحاتكم تناسب دول نسبةدخل الفرد من الناتج المحلي فيها من 40 -80 ألف دولار… (مش 20)أو اقل… . التخطيط والتشريع يجب أن يبدأ من عائلة تعيش في خيمة أو بيت صفيح أو بيت غرفه لعائلة ومن حاراتنا وحوارينا وقرانا الفقيرة… إي الطبقة الفقيرة… أما الطبقة المتوسطة فقد غادرتنا منذ زمن…. أما التخطيط والتشريع من بروج عاجية… فسيفشل ويصفعه مارد الفقر والعوز والحاجة… وقالها عمر… لو كان الفقر رجلاً لقتلته….
وحسنا فعل رئيس الوزراء في إعادة دراسة بعض فقرات النظام الجديد من خلال لجنه او لجان… ولعل وعسى أن لا يكون نفس المشرعين أعضاء في اللجنه… أو اللجان…
توقفوا ملياً يا رعاكم الله… و(تعالولنا على قدنا).
حمى الله الاردن.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

وزارة السياحة السورية تُلزم النساء بـ"البوركيني" على الشواطئ.. قيود جديدة تُغضب المواطنين

أصدرت وزارة السياحة السورية قراراً يلزم النساء بارتداء "البوركيني" على الشواطئ والمسابح العامة، فيما طالبت الرجال بعدم كشف الصدر خارج المياه. القرار أثار غضباً واسعاً بين المواطنين، الذين اعتبروه اعتداءً على الحريات الشخصية وانعكاساً لتخلف فكري. اعلان

أصدرت وزارة السياحة السورية تعاميم جديدة تقضي بتحديد ملابس السباحة في الشواطئ والمسابح العامة، ألزمت بموجبها النساء بارتداء "البوركيني" أو ملابس سباحة "أكثر احتشاماً"، فيما طالبت الرجال بعدم الظهور بصدر عار خارج المياه.

القرار الذي أثار استنكاراً واسعاً بين المواطنين، يُنظر إليه من قبل كثيرين باعتباره اعتداءً على الحريات الشخصية، وانعكاساً لتخلفٍ فكري يتنافى مع روح العصر.

ودعت السياحة إلى ما وصفته بـ"احترام الذوق العام والقيم الأخلاقية". وجاء في البيان أن النساء يجب عليهن ارتداء "ملابس سباحة أكثر احتشاماً" مثل "البوركيني"، كما شددت على ضرورة ارتداء "رداء فضفاض" عند التنقل خارج الماء. أما بالنسبة للرجال، فأكدت الوزارة على منع الظهور بصدر عار في الأماكن العامة داخل المنشآت.

Relatedإحراق شجرة عيد الميلاد في سوريا يشعل غضب المسيحيين ويضع هيئة تحرير الشام بموقف محرجمطاعم دمشق القديمة في قبضة الأمن العام: لا غناء ولا حرية ولا أمان!حمص تغرق في أحداث طائفية: اعتداءات على طلاب السكن الجامعي وهجمات يومية تهدد التعايش

وتتيح التعاميم استثناءات في الفنادق والمنتجعات ذات التصنيف العالي، حيث يسمح بارتداء ملابس سباحة "غربية عادية"، بشرط الالتزام بالآداب العامة.

الخطوة أثارت نقاشاً حاداً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى في القرار "حماية للهوية والقيم"، ومعارض يعتبره "تدخلًا في الحريات الشخصية".

وقالت سيدة من دمشق ليورونيوز فضلت عدم الكشف عن اسمها لدواعي أمنية: "شو يلبس الواحد، شو يقعد، شو يعمل؟ مين قلهم إننا ما عندنا أخلاق؟! العالم وصل للمريخ، وبعض هؤلاء المسؤولين ما خرج من القرن الثامن عشر. نحن لسنا ضد الاحتشام، لكن ليش يتم إلزام الجميع بشخصية واحدة؟ ما كل الناس يفهمون بالشكل نفسه. هذا ليس احتشاماً، هذا تخلف."

وقال مهند شاب 26 من العمر: "قرار وزارة السياحة يبدو وكأنه محاولة لفرض نموذج واحد من السلوك والهندام على مجتمع متعدد ومختلف، دون مراعاة التنوع المجتمعي أو الحق الشخصي في الاختيار".

في الوقت الذي تسعى فيه سوريا لإعادة ترتيب بيتها الداخلي وتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي والسياح، فإن فرض قيود صارمة على الحريات الشخصية قد يكون له تأثير عكسي، وخصوصاً في مجال السياحة التي تستهدف تنوعاً في الزوار والثقافات. فهل يمكن لوزارة السياحة أن تجذب السياح وهي تُقصي مواطنيها تحت مسمى "الذوق العام"؟.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ضربة قاصمة لإيران.. معلومات عن القائد العام للحرس الإيراني الذي اغتالته إسرائيل في قلب طهران؟
  • هذه الدولة الأوروبية تسجّل أعلى نسب فقر بين الأطفال
  • محمد حميد الله.. العلّامة المنسي الذي أعاد السيرة النبوية إلى قلب الإنسان والعالَم
  • بولبينة بين مطرقة العروض الأوروبية وسندان الإغراءات القطرية
  • توقف قطارات النقل في تونس عن العمل.. ما الذي حصل؟
  • صيغة دعاء صلاة الحاجة الصحيح.. دار الإفتاء توضح الكلمات المستجابة
  • مستشارة بعلم النفس: عدم التخطيط سبب صعوبة العودة للعمل بعد الإجازة  
  • الصمت العقابي.. سلاح يُهدد بيئة العمل
  • صلاح الدين تعطل الدوام غداً الخميس حداداً على مجزرة سبايكر
  • وزارة السياحة السورية تُلزم النساء بـ"البوركيني" على الشواطئ.. قيود جديدة تُغضب المواطنين