بوابة الوفد:
2025-08-01@01:37:57 GMT

القوى الناعمة مُهددة

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

الرياضة والفن هما قوى مصر الناعمة التى تساهم فى تعزيز مكانتها الدولية ونشر ثقافتها. وحيث إن بعض الدول العربية تُحاول سحب هذه القوى من مصر تدريجيًا، فإن مصر تبذل جهودًا كبيرة للحفاظ عليها وحمايتها.
إن الرياضة والفن هما جناحا قوى مصر الناعمة، ففى مصر تولد المواهب منذ قدم التاريخ وقد أنجبت أبطال فى مختلف الرياضات، مثل كرة القدم وكرة السلة والمصارعة.

وحققوا إنجازات كبيرة ساهمت فى تعزيز صورة مصر الإيجابية على كل المستويات المحلى والقارى والدولى.. ودائمًا نرى تهديدًا لهذه القوى الناعمة وبدأ رويدًا.. رويدًا.. فمؤخرًا يتم نقل البطولات المصرية خارجها بحجة الاستضافة من قبل دول عربية وبمبالغ شديدة الاغراء، كما يتم الاغراء بتجنيس عديد من الأبطال والمواهب المصرية.. وبذات الأسلوب يحدث سحب لفنون مصر وقد تم شراء حقوق الأعمال الفنية (جزء كبير من تاريخ السينما) وبالتالى تسيطر هذه الدول على الإنتاج الثقافى المصرى لدرجة أن القنوات المصرية تدفع بالدولار لهذه الدول لعرض الإنتاج المصرى الأصيل على شاشتها.. ويتم إغواء العديد من الفنانين ماديًا للعمل لدى شركاتهم ويتم هذا بشكل مكثف.
مصر مهد الحضارات والرياضة والفن أصبحت قواها الناعمة مهددة، وسريعًا سيتم النقل ويغلقون وراءهم الباب.. ومع كل هذا سنظل نتمتع بثقافة غنية وتاريخ فنى ورياضى عريق.. وسيتواجد لدينا أبطال رياضيون فى كل المسابقات وأعلى مستوى فنى.
إن الفنون والرياضة المصرية ساهمت فى تعريف العالم بالثقافة العربية والإسلامية، وأصبحت اللهجة المصرية الأكثر فهمًا فى جميع الدول الناطقة باللغة العربية وكل الافلام والأغنيات العربية يتم صيغتها باللهجة المصرية. ولكن من الواضح أن التهديد قائم وتستمر بعض الدول العربية فى محاولاتها لحرمان مصر من قواها الناعمة ويتم هذا بشكل واضح ومريب وتحت إغراء المادة تتم مباركته محليًا.
الآن على مصر التنبه للحفاظ على قواها الناعمة وزيادة جهود بدعم الرياضة والفنون المصرية وتطويرها، وحماية حقوق الفنانين. وزيادة الفعاليات ثقافية وفنية دولية على غرار مهرجان العلمين، والترويج للثقافة المصرية على المستوى الدولى.. والحفاظ على إقامة البطولات والمباريات الرياضية داخل مصر وليس خارجها، ولدينا العقول والامكانات المصرية القادرة على تنظيم هذه الفعاليات الثقافية والرياضية وتسويقها وادماجها سياحيًا.. ومن امثلة دعم الإنتاج الفنى المصرى شركة المتحدة ذات الإنتاج المصرى الخالص الذى يتم توزيعه على نطاق واسع بنجاح، ويتم تعزيز التبادل الثقافى مع الدول العربية والعالمية.. ولدينا القدرات والخبرات القادرة على ذلك.
أخيرًا.. هذا الموضوع معقد ويتطلب مناقشة متعمقة، والنظر إلى جوانب القضية قبل إصدار الأحكام، وعلى جميع الجهات المعنية التعاون لحماية وتعزيز القوى الناعمة المصرية، فمصر تواجه تحديات للحفاظ عليها، وأعيد وأكرر مصر لديها العديد من الإمكانيات للتغلب على هذه التحديات. من خلال بذل جهود مشتركة، وبهذا يمكن لنا تعزيز مكانتنا الدولية ونشر ثقافتنا الغنية للعالم أجمع.
‏ [email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرياضة والفن الدول العربية مصر مختلف الرياضات البطولات المصرية

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الحب.. القوة الناعمة

الطاقة التي نتزود بها في المُضي قدمًا بحياتنا، والوقود الذي لا ينضب فاعليته في قلوبنا، وأفئدتنا، وأرواحنا، يتمثل في حُبّ، يتربع على سجايا الوجدان، يمنحنا الراحة، والارتياح، والأمل، والطموح، ويجعل أنظارنا متطلعة؛ لرؤية كل ما يبهج العيون، ويمنح النفس الهدوء والسكينة؛ فتبدو ذواتنا، لا تقبل القسوة، ولا تنحو جهة ما يكدّر الصفو، ولا تهرول تجاه براثن الحقد، والكراهية، ولا نتجذب نحو بؤر الخلاف والنزاع والصراع، التي تحدُّ من الرغبة تجاه الإيجابية.

الحُبّ صفة إنسانية للفرد محضة، يتبادلها بميزان العقل الموجه لوجدانه مع بني جنسه، ويتعامل بمعناها مع الكائنات الحية؛ فيضبط سلوكها، ويحسن من ممارساتها، بل، يستطيع أن يروّض البريّة منها؛ لتصبح آلفة لبني البشر، غير معادية لوجوده، متقبلة لتعاملاته، ولو بحذر، وتحت معايير محددة، تضمن توفير الأمن، والأمان، ووفق فلسفة الحبّ، الذي يضيف إلى الجمادات رونق الجمال، وحسن المظهر، والجوهر، ووظيفية النفع بيد المحبّ، الذي يمتلك الخبرة المصبوغة برقي القيمة.

نتفق على أن الإنسان منا منذ مهد ولادته، ينال جرعة من ترياق الحب الممزوج بالحنان الخاص من أمٍّ، منحته الحياة بدمائها، وعافية الجسد من لبنها؛ ليكتسي بدنه مناعة، وممارساته تُصان من مُتلّون الصفات المضادة؛ فتراه يقبل على من يبتسم، ويعانق من يحويه بذراعيه، ويحاكي التربيت على من يبادله المشاعر؛ ومن ثم يترعرع في بيئة مليئة بمقوّمات نعمة الحُبّ؛ حيث الرحمة، والابتسامة، والتقبل، والاحتواء، والتعلق بالروح، والجسد، الذي قطعًا يورّثُ في النفس ماهية الانتماء للوطن الصغير، بما يمهد الولاء للوطن الكبير.

عاطفة الحُبّ الجيّاشة تمنحنا المقدرة على ممارسة الإيثار، وتمدنا بقوة الصبر الجميل، والحلم، والتؤدة؛ لنصل إلى برّ الأمان؛ ومن ثم تسكن الطمأنينة في قلوبنا الوجلة؛ لا يتسلّلُها الحيرة، ولا يربكها تغيرات الزمن، ومتغيراته اللامتناهية؛ فنرى الحياة زاخرة بما يحقق سعادة النفوس، وبهجة الأفئدة، وهنا تتوق أروحنا إلى التواصل مع مَنْ حولنا؛ لنبحر في خلجات النفوس المليئة بالخير؛ فننهل منها ما يروي الوجدان بكؤوس الخبرة المتنوعة، التي تنير لنا طريق الحاضر، وتفتح أعيننا على صور المستقبل المشرق؛ لنضع سيناريوهات طموحة، نغرس في سياجها أحلامًا مشروعة، يملؤنا الشغف تجاه تحقيقها.

نعمة الحُبّ، تقدح الأذهان، بما يجعلها تنشط الأفهام؛ كي تستقبل طيب الخبرة، وتتلّقى مزيدًا من فيض العلم في مجالاته المختلفة؛ فتنبت الأفكار، التي تحدث نضجًا، يزيد من إقبال الإنسان منا على دروب المعرفة؛ لينهل منها ما ينير القلوب، ويغذي الوجدان، ويعلى المقدرة على العطاء؛ فيصبح كالصَّيب النافع، أينما حلَّ، يخرجْ الكلأ من بين يديه، ومن حوله، وهذه صفات النفوس العامرة، والأبدان المدربة، والأفهام الناضجة، التي تملأ الأرض ضياءً، كونها تدرك فلسفة الاستخلاف، وفحوى معانيه.

قوة الحُبّ، وتأثيره، يخلق في وجداننا ماهية تحمل المسئولية، التي تجعلنا نتجاوز المحن، ونتخطى الصعاب، ونواجه التحديات، ونلملم الجراح، ونُشْفى سريعًا من آلام قد أصابتنا، جرّاء أشواك الحياة؛ ومن ثم نمنح المنْعة ضد كل ما يصيبنا بالضعف، أو الوهن، أو يورث في النفوس السلبية، كما أن طاقة الحُبّ تمنح قلوبنا صفاءً، ونقاءً، وسريرة غير مشوبة، والتي تدعم فلسفة التجاوز، أو التسامح، أو الصفح عند المقدرة؛ فتلك أخلاق حميدة، يمتلكها النبلاء دون غيرهم.

ترياق الشِّفاء من الأمراض العضال، التي باتت تهدد السِّلم المجتمعي، يكمن في الحُبّ، الذي يحفّز الإنسان منا على تفهم لغة الحوار البنّاء، الذي يجعله على مسافة الصفر من حاجات، واحتياجات، ومطالب الجميع ممن حوله؛ فيؤثر على نفسه، ويبذل أقصى ما في الجهد، بل، قد يضحي بوقته، وماله، وعناء بدنه؛ من أجل سعادة الآخرين؛ راضيًا، قرير النفس، وهنا لا يجد العنف، أو الحقد، أو الكراهية، أو النبذ مكانة؛ فلا متسع إلا لفيض المحبة، التي تعمر القلوب، وتشحذ الهمم نحو العطاء المُسْتدام، دون مقابل.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك الهدوء السكينة الحُبّ

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يقيم مأدبة عشاء لسفراء الدول العربية المعتمدين لدى موسكو
  • معلومات تكشف أخطر استثمار أمريكي _ صهيوني يدار داخل هذه الدول العربية (تفاصيل)
  • العراق يتذيل قائمة الدول العربية بأعلى نسبة ضريبة الدخل خلال عام
  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يؤكدان دعمهما لحل الدولتين ويحثان حماس على نزع سلاحها
  • القوات البحرية تستقبل وفدا من الكلية البحرية التركية
  • دفاع النواب: تعزيز العلاقات المصرية البريطانية يعكس رؤية استراتيجية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة
  • وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظرائه بإسبانيا واليمن وإيطاليا وأمين عام جامعة الدول العربية
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الحب.. القوة الناعمة