السر الكامن وراء الإرهاق العضلي المرتبط بـ”كوفيد طويل الأمد”
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
الآن، كشف باحثو كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، أن التهاب الدماغ يطلق بروتينا محددا ينتقل من الدماغ إلى العضلات ويسبب تدهورا في وظيفتها.
وحددت الدراسة، التي أجريت على ذباب الفاكهة والفئران، طرقا لمنع هذه العملية، والتي قد يكون لها آثار على علاج أو منع هزال العضلات المرتبط أحيانا بالأمراض الالتهابية، بما في ذلك الالتهابات البكتيرية ومرض ألزهايمر و”كوفيد طويل الأمد”.
وقال كبير الباحثين آرون جونسون، الأستاذ المشارك في علم الأحياء التنموي: “نحن مهتمون بفهم التعب العضلي العميق المرتبط ببعض الأمراض الشائعة. تشير دراستنا إلى أنه عندما نمرض، تنتقل البروتينات المرسلة من الدماغ عبر مجرى الدم وتقلل مستويات الطاقة في العضلات الهيكلية”.
ووضع الباحثون نموذجا لثلاثة أنواع مختلفة من الأمراض: العدوى البكتيرية الإشريكية القولونية، والعدوى الفيروسية لـ SARS-CoV-2، ومرض ألزهايمر.
وعندما يتعرض الدماغ للبروتينات الالتهابية المميزة لهذه الأمراض، تتراكم مواد كيميائية ضارة تسمى “أنواع الأكسجين التفاعلية”، التي تحفز إنتاج خلايا الدماغ لجزيء مرتبط بالمناعة يسمى إنترلوكين 6 (IL-6)، والذي ينتقل في جميع أنحاء الجسم عبر مجرى الدم.
ووجد الباحثون أن بروتين IL-6 قلل من إنتاج الطاقة في ميتوكوندريا العضلات لدى الفئران (مصانع الطاقة في الخلايا).
وقال جونسون: “أظهر الذباب والفئران، التي تحتوي على بروتينات مرتبطة بـ”كوفيد-19″ في الدماغ، انخفاضا في الوظيفة الحركية. ورأينا تأثيرات مماثلة على وظيفة العضلات عندما تعرض الدماغ للبروتينات المرتبطة بالبكتيريا وبروتين أميلويد بيتا الخاص بمرض ألزهايمر. ونرى أيضا دليلا على أن هذا التأثير يمكن أن يصبح مزمنا”.
ويؤكد الباحثون أن العمليات نفسها من المحتمل أن تكون ذات صلة بالبشر. فمن المعروف أن التهاب السحايا البكتيري في الدماغ يزيد من مستويات IL-6، ويمكن أن يرتبط بمشاكل العضلات لدى بعض المرضى، على سبيل المثال.
كما يشكو العديد من مرضى “كوفيد طويل الأمد” من التعب الشديد وضعف العضلات، حتى بعد فترة طويلة من شفاء العدوى الأولية. ويظهر مرضى ألزهايمر زيادة في مستويات “إنترلوكين 6” في الدم، بالإضافة إلى ضعف العضلات.
وقال جونسون: “لسنا متأكدين من السبب وراء إنتاج الدماغ لإشارة بروتينية تلحق الضرر بوظيفة العضلات في العديد من فئات الأمراض المختلفة. إذا أردنا التكهن بالأسباب المحتملة لبقاء هذه العملية معنا على مدار التطور البشري، فقد تكون وسيلة للدماغ لإعادة تخصيص الموارد لنفسه أثناء محاربة الأمراض”.
روسيا اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
النجاح.. طريق طويل يستحق العناء
تيماء طلال السميرية
في عالمٍ يمتلئ بالتحديات، هناك أشخاص لا يرضون بأن يكونوا مجرد متفرجين، بل يسعون ليكونوا صناع تغيير. يبرز بعض الأشخاص كمنارات أمل، يضيئون الطريق للآخرين بإصرارهم وعطائهم اللامحدود. من بين هؤلاء، تبرز آمال بنت أحمد بن علوي آل إبراهيم امرأة لم تكتفِ بأن تؤدي دورها في مجال واحد، بل صنعت بصمتها في ميادين متعددة، من التربية إلى التمكين، ومن القيادة إلى العمل المجتمعي. المرأة التي جعلت من العطاء أسلوب حياة، ومن التحديات سلّمًا تصعد به نحو التأثير والإلهام لأكثر من ثلاثة وعشرين عامًا، كانت آمال مُربِّية أجيال، تغرس القيم، وتزرع الطموح في نفوس الصغار، ولم يكن التقاعد بالنسبة لها نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة من التألق المجتمعي والتمكين الإنساني. تشغل اليوم منصب رئيسة اللجنة الاجتماعية بالمجلس البلدي، وتُعرف بكونها مدربة معتمدة، وناشطة مجتمعية، وقيادية فاعلة تسعى بكل ما أوتيت من شغف وخبرة لدعم الأسرة، تمكين المرأة، وتعزيز حضورها في ميادين العمل العام.
آمال تؤمن أن النجاح لا يأتي صدفة، بل يُصنع بالإرادة، والمثابرة، والإيمان بالرسالة. تقول بثقة إن رحلتها في المجلس البلدي لم تكن سهلة، لكنها كانت مليئة بالتحديات التي كوّنت شخصية أقوى، وأكثر وعيًا بمسؤولية خدمة المجتمع. لم تبدأ مسيرتها من منصب، بل من شغف عميق بالمشاركة في تطوير مجتمعها. بحثت عن الفرص، تعلّمت، تطوّعت، وبنت علاقات فعّالة لكي تصنع تأثيرا كبيرا في المجتمع.
ولمن يسألها عن التألق والنجاح، لا تتردد في مشاركة تجربتها بصدق، مؤكدة أنَّ الطريق يبدأ بتحديد الهدف بوضوح، فالحلم وحده لا يكفي ما لم يكن مرتبطًا برسالة واضحة. وتشجع على التعلم المستمر، لأن كل معرفة جديدة تفتح أبوابًا لم تكن تُدرك من قبل. وتؤمن بأهمية العلاقات الفعالة، التي ترى فيها جسورًا نحو التأثير والتعاون. أما الإخلاص، فتعتبره قلب النجاح النابض، والعمل الجاد هو ما يصنع الفرق الحقيقي. وتضيف أن الصبر هو صفة لا غنى عنها في طريق الإنجاز، فكل ما يُبنى بسرعة ينهار بسرعة، أما ما يُبنى بالتروي والثبات فهو ما يدوم.
آمال لا ترى في النجاح غاية، بل وسيلة لصناعة الأثر الإيجابي وخدمة الآخرين. لذلك، تواصل عطاءها من خلال عضويتها في عدد من الجهات والمؤسسات، مثل منظمة المرأة العربية، جمعية المرأة العمانية، فريق صلالة الخيري، المجلس الاستشاري لجامعة ظفار، ورئاستها للجمعية العمانية للأطفال ذوي الإعاقة. وتُوّجت مسيرتها بدرع التميز البرلماني من منتدى المرأة بمسقط، إلى جانب دكتوراه فخرية من مؤسسة الراشد الدولية، وعدد كبير من الشهادات في مجالات القيادة، التنمية الذاتية، والبرمجة اللغوية العصبية.
ورغم كل هذه الإنجازات، ما زالت ترى أن الرسالة الأهم هي بث الأمل في قلوب الآخرين. تقول إن من يرى نفسه غير قادر، عليه فقط أن يؤمن بقدراته، يبدأ بخطوة صغيرة، ويُدرك أن النجاح ليس حكرًا على أحد، بل متاح لكل من يملك الطموح، ويجتهد في تطوير نفسه. وتؤمن أن كل إنسان قادر على التغيير متى ما قرر، وأن كل تجربة يمر بها تُضيف له، وتُقوّيه، وتقرّبه من هدفه أكثر.
قصة آمال آل إبراهيم ليست مجرد سيرة ملهمة؛ بل دعوة مفتوحة لكل من يحمل حلمًا أو هدفًا، ليبدأ رحلته من الآن، وبثقة. فطريق النجاح قد يكون طويلًا، لكنه دائمًا يستحق العناء، ومهما بدت التحديات صعبة، فإنَّ الإصرار الصادق كفيل بصناعة المعجزات.