غزة - مدلين خلة-صفا

"ابني بموت قدام عيني وأنا مو قادرة أعمل إلو شي، مش بس أنا الدكاترة كمان عاجزين عن حل لعلاجه، ابني وآلاف مثله بيموتوا كل يوم وما حد مدور عليهم"، تقول والدة الرضيع كنان دبور.

شرايين وأوردة الطفل كنان حولت جسده الضعيف كلوحة مليئة بالخطوط الزرقاء المتشابكة، لتكشف عن سوء تغذية تعرضت لها والدته خلال فترة حملها به.

"ابني ولد ومعه أمراض صحية محتاجة أجهزة ومعدات وطواقم طبية تشرف على حالته، كمان محتاج يكون في كهرباء 24 ساعة، مع الحرب والوضع السيء بشمال غزة ما في شي متوفر وكل الأطفال بالإضافة بيولدو مشان يموتوا بس"، تضيف والدة كنان.

تزيح والدة كنان دمعة سقطت من عينيها وتقول: "خوفي بكبر كل يوم إني أفقد ابني، عدم توفر الغذاء اللازم والمقويات والفحوصات الطبية والمخبرية بعمل عنده جفاف ومضاعفات، وهو بالأصل مولود بمشاكل صحية".

يفتح الطفل الصغير يديه على أخرهما معلناً استسلامه، فتراه جسد بلا روح، كتب عليه أن يكون مكان ميلاده ونهاية حياته التي لم تبدأ، أحد غرف الحضانة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة، بما تبقى من مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع المنكوب.

تخرج آخر أنفاسه بصعوبة حاملة معها أنين وجع كل ملميتر في جسده، تحول جسده الصغير إلى دمية صبغت باللون الازرق، لم تتفتح الزهرة جيدا ذبلت بوقت مبكر لأن تفتحها تصادف مع جفاف الحرب.

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فقد استشهد 16,172 طفلاً خلال الحرب على غزة، واستشهد (34) مواطناً أغلبهم من الأطفال نتيجة المجاعة.

"إسرائيل بتقول انهم الجيش الأكثر أخلاقية بالعالم، وين الاخلاقية والإنسانية باللي بيصير فينا، إللي بيشوف ابني بيعرف انو كل هاد الكلام كذب وإن إسرائيل اسوء شعب واحتلال نازي متوحش يتعطش لدماء الأطفال العزل". تقول الأم المكلومة

بنبرة حزينة تتابع الأم: "بازار للموت الوفير يعيشه الأطفال هنا شمال القطاع، ولكنه بازار بأبخس الأثمان، وأغلى الأرواح وأنقاها إسرائيل بتحصد أرواح الأطفال حصد، اللي ما بيموت من القصف والخوف بيموت من الجوع، ما في خيارات ثانية، بالوضع الطبيعي أجسامهم صغيرة فما بالك حرب التجويع اللي بتصير فينا".

بقلب يجتاحه القلق والتوتر وبصوت تخنقه الدموع المنسابة على يدي صغيرها الذي تتشبث به تناشد والدة كنان المجتمع الدولي والدول العربية للتدخل لإنقاذ حياة الأطفال في قسم الحضانة حتى لا يلحقوا صغيرها ويلقوا ذات مصيره.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: مجاعة حرب غزة المجاعة بغزة تجويع اطفال

إقرأ أيضاً:

ضحايا الجوع.. نيران إسرائيل تحصد أرواح الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات

عرضت فضائية “يورونيوز” تقريرا بعنوان، استمرار سقوط ضحايا فلسطينيين في حوادث إطلاق النار قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة.

ناشطة سويدية : سكان غزة يتعرضون لإبادة جماعية والعالم يشاهد في صمتجرائم حرب وإبادة جماعية.. تقرير أممي يكشف عن فضائح إسرائيل في جامعات غزة

ووفقا للتقرير، ُأستشهد ما لا يقل عن 18 شخصًا وأصيب أكثر من 100 آخرين في حادثتين منفصلتين يومي الأحد والاثنين، عندما وقع إطلاق نار بالقرب من مراكز توزيع الغذاء في جنوب غزة.

وأكدت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ أنها ليس لديها معلومات  بما يحدث لزملائها الذين كانوا على متن السفينة مادلين في "إسرائيل".

وقالت في تصريحات لها "نطالب بالإفراج عن المحتجزين من النشطاء وفك الحصار عن قطاع غزة.

وأضافت : ما حدث لنا هو استمرار لانتهاك إسرائيل" للقانون الدولي ونطالب بالإفراج عن المحتجزين من النشطاء وفك الحصار عن قطاع غزة.

وتابعت : سكان غزة يتعرضون لإبادة جماعية والعالم يشاهد ما يجري لهم في صمت وأقل ما يمكن فعله هو الاعتراف بدولة فلسطينية.

وقالت:"ما من كلمة تصف الخيانة التي ترتكبها حكومتنا فالحكومات متواطئة في ما يحصل في غزة من خلال دعمها جرائم "إسرائيل" بالقطاع.

طباعة شارك ضحايا فلسطينيين غزة جنوب غزة

مقالات مشابهة

  • مصرية تطلب الطلاق لهوس زوجها باللعب بالدراجة مع الأطفال بالشارع
  • منظمات عربية تدعو لحماية الأطفال العاملين وتطالب بإنقاذ أطفال غزة
  • أطفال غزة... عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة الإسرائيلية (تقرير)
  • فتاة تطلب الطلاق من زوجها لهوسه باللعب مع الأطفال بالدراجة في الشارع
  • أطفال غزة.. عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة
  • بيان عربي مشترك يطالب بحماية أطفال غزة ويبرز أهمية القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في قطر
  • إسرائيل تختطف أعضاء بحركة حماس من قلب سوريا
  • حالات انتحار أطفال.. تقرير مقلق عن تأثير وسائل التواصل
  • مجازر تحصد أرواح العشرات بغزة بينهم مسعفون ومنتظرون للمساعدات
  • ضحايا الجوع.. نيران إسرائيل تحصد أرواح الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات