العُمانية: ناقش ملتقى الاستزراع السمكي التكاملي أحدث التقنيات المستخدمة في قطاع الزراعة المائية، وتبادل الخبرات بين المهتمين، وذلك في إطار جهود سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في تطوير قطاع الاستزراع السمكي، وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية والأمن الغذائي.

جاء ذلك خلال الملتقى الذي استضافه اليوم متحف عُمان عبر الزمان في ولاية منح بمحافظة الداخلية، بمشاركة عددٍ من المختصين.

تضمن الملتقى 8 أوراق عمل قدمها خبراء ومختصون، تناولت: الاستزراع السمكي محليا وعالميا، وإجراءات الاستثمار في مشروعات الاستزراع السمكي التجاري، وجودة الأسماك وسلامتها في المياه العذبة، إلى جانب استعراض أهم الممارسات الحديثة التي تضْمن سلامة المنتجات السمكيةِ وطرق تسويقها، والتجارب الناجحة في هذا المجال، والتحدياتِ التي تواجهها.

وقال الدكتور مسعود بن سليمان العزري مدير عام التسويق الزراعي والسمكي بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه: إن حجم الإنتاج من مشروعات الاستزراع السمكي في سلطنة عُمان بلغ أكثر من 500 طن خلال عام 2023، لافتًا إلى أن هناك مشروعات أخرى قادمة وهي في مراحل الإعداد حاليًّا.

وأضاف: إن هذا الملتقى يأتي امتدادا لجهود الوزارة في مشروعات الاستزراع السمكي لأهميتها في حماية الثروة البحرية وتعظيم العائد الاقتصادي، موضحًا أن الاستزراع السمكي التكاملي هو استخدام المزرعة ذاتها في استزراع الأسماك ليستفيد المزارع من كمية الأسماك وأيضاً استخدام هذه المياه كسماد عضوي للزراعة.

وأكد أن هناك مسارًا واضحًا لإقامة مثل هذه المشروعات من خلال منصة "تطوير" بالتنسيق مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، حيث تطرح عدة فرص استثمارية، وبإمكان الراغبين في مثل هذه المشروعات التقدم إلى المنصة التي تحوي خطوات شارحة بشكل أكثر تفصيلًا وسهوله، أهمها دراسات الجدوى المبدئية التي يتم تحليلها ضمن فريق الاستزراع السمكي بالوزارة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستزراع السمکی

إقرأ أيضاً:

ثروت إمبابي يكتب: الزراعة دون تربة.. مستقبل الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية

هل تخيلت يومًا أن تنمو نبتة دون أن تلمس حبة تراب؟ أو أن تزهر شجرة في الهواء دون أن تُغرس في أرض؟ قد يبدو الأمر ضربًا من الخيال، لكنه واقعٌ بدأ يفرض نفسه على عالم الزراعة، ذلك العالم الذي كان لقرونٍ أسير التربة والماء والمناخ.
لقد تغيرت قواعد اللعبة. لم تعد الزراعة كما عرفناها، ولم تعد الأرض وحدها هي وعاء الحياة. فمع تصاعد الأزمات البيئية، وازدياد شحّ المياه، واحتضار التربة في كثير من بقاع الأرض، ظهرت تقنيات ثورية تعدنا بثورة خضراء جديدة: الزراعة المائية والهوائية.
إنها ليست مجرد بدائل، بل رؤى جذرية تعيد تعريف علاقتنا بالغذاء وبالطبيعة ذاتها. فكيف وصلت هذه التقنيات إلى الواجهة؟ ولماذا باتت خيارًا استراتيجيًا لمستقبل غذائنا؟
رغم أن الزراعة التقليدية مثّلت ركيزة الحضارات الإنسانية عبر التاريخ، فإنها تواجه اليوم أزمات تهدد استمراريتها. فالموارد المائية تنضب، والتربة تتدهور بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات، والمناخ يتغير بوتيرة متسارعة، ما يجعل الزراعة أكثر هشاشة وعرضة للفشل. كما أن النمو السكاني المتزايد يفرض ضغطًا هائلًا على سلاسل الإمداد الغذائي، في وقت تتقلص فيه الأراضي الصالحة للزراعة.
في هذا السياق، تبرز الزراعة المائية كأحد الحلول الواعدة. فهي تعتمد على زراعة النباتات دون الحاجة إلى التربة، حيث تُغمر الجذور في محاليل غذائية دقيقة التركيب. هذه الطريقة لا تقتصر على كونها بديلًا تقنيًا، بل تقدم مزايا عملية هائلة: فهي توفر ما يصل إلى 90٪ من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية، وتُنتج محاصيل أكثر كثافة في مساحات أقل، كما أنها تتيح الزراعة داخل المدن، ما يقلل من الاعتماد على نقل الأغذية من الريف إلى الحضر.
أما الزراعة الهوائية، فهي تمثل قفزة أكثر جرأة نحو المستقبل. في هذه التقنية، تُعلّق جذور النباتات في الهواء، وتُرشّ بشكل دوري بضباب يحتوي على جميع المغذيات الضرورية. هذه الطريقة لا توفر المياه فحسب، بل تمنح النباتات بيئة مثالية للنمو السريع والكثيف، وتُستخدم بالفعل في مشاريع زراعة مخصصة للفضاء وأماكن لا يمكن فيها استخدام التربة أو حتى الماء بكفاءة.
عندما نتحدث عن الاستدامة، فإننا لا نقصد مجرد الحفاظ على البيئة، بل ضمان أن نتمكن من إنتاج غذائنا دون تدمير الكوكب. وهنا تُثبت هاتان التقنيتان فعاليتهما، إذ تساهمان في خفض الانبعاثات الكربونية، تقليل استهلاك الموارد، وتقديم حلول زراعية مرنة يمكن تطبيقها في أي مكان تقريبًا.
أما على المستوى الشخصي، فأنا أرى أن هذه الحلول تمثل ضرورة وليست خيارًا. في عالمٍ تزداد فيه الكوارث المناخية وتضيق فيه المساحات القابلة للزراعة، لا يمكننا أن نتمسك بأنماط قديمة وننتظر نتائج جديدة. يجب أن نستثمر في هذه التقنيات، وندعم الأبحاث المحلية لتطويرها وتكييفها مع بيئتنا. إن الزراعة المائية والهوائية ليست مجرد رفاهية تكنولوجية، بل وسيلة لإنقاذ الأمن الغذائي العالمي، وتحقيق توازن بين الإنسان والطبيعة.
لقد دخلنا عصرًا جديدًا من الزراعة، حيث لا تُقاس الخصوبة بعمق التربة، بل بذكاء النظام. وفي زمنٍ أصبح فيه الماء أثمن من النفط، فإن من يتحكم في تقنيات الزراعة الذكية، يتحكم في مستقبل الغذاء.

طباعة شارك الزراعة التقليدية الزراعة المائية الزراعة الهوائية

مقالات مشابهة

  • ثروت إمبابي يكتب: الزراعة دون تربة.. مستقبل الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية
  • بيئة إعلامية تكاملية يقدمها مركز العمليات الإعلامي الموحد للحج
  • رئيس جامعة أسوان يشيد بابتكارات طلاب كلية المصايد والأسماك في مشروعات التخرج
  • اجتماع في المحويت يناقش الخطة الأمنية خلال إجازة عيد الأضحى
  • ملتقى الطفل يناقش غدا في تونس الفكاهة في الإبداع الموجّه إلى الطفل العربي
  • محافظ الوادي الجديد يبحث تعزيز التعاون مع وفد إيكاردا الأسباني
  • زراعة الشيوخ تناقش التوسع في مشروعات الثروة السمكية.. والجبلي: نستهدف تحقيق الأمن الغذائي
  • اجتماع في حجة يناقش الخطة الأمنية خلال إجازة عيد الأضحى
  • ضوابط حدّدها القانون لممارسة نشاط الاستزراع السمكي .. تفاصيل
  • أمننا الغذائي.. تحديات وحلول