خالد الجندي: الأمة الإسلامية تقريبًا كلهم أشاعرة إلا من شذّ
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
نصح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، طلاب العلم والشيوخ وأولياء الأمور، بقراءة كتب العقيدة التي تشرح بشكل مبسط أساسيات العقيدة في شكل سؤال وجواب، ليتمكن كل أب من الرد على أسئلة أولاده.
وأضاف الجندي، خلال تقديم برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع عبر فضائية «dmc»: «أولادك اللي بيسألوك عن العقيدة لازم تعرف ترد عليهم، ولا تتركهم لأحد يلهو بعقولهم، فيلحد أو يصبح من القرآنيين أو العلمانيين».
وأردف:«ربنا سمانا المسلمين، ونحن لا ندعو لفرق ولا إلى جماعات، فلو فاتك تدخل أولادك الأزهر، واتحرمت من هذه النعمة يمكن ترى عقيدة الأزهر في كتيب صغير أو في كتب الأشاعرة وعقيدة الغزالي والنووي وأبوحامد الغزالي والعز بن عبدالسلام وفخر الدين الرازي».
وتابع «الأمة الإسلامية تقريبًا كلهم أشاعرة إلا من شذّ عن النسق، نسأل الله لهم الهداية، أنا مكنتش عارف مصلحتي وأنا صغير ربنا هدا والدي لما فيه خيري في الدنيا والآخرة، أسأل الله يجمعني بك بين يدي الله، لأقبل يديك وقدميك بين يدي الله».
عقيدة الأشاعرةقال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله- تعالى- لا يحويه مكان ولا يحده زمان؛ لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله- سبحانه- أن يحيط به شيء من خلقه، بل هو خالق كل شيء، وهو المحيط بكل شيء، وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين لا يُنكره منهم مُنكِرٌ، وقد عبَّر عن ذلك أهل العلم بقولهم: " كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان؛ لم يتغير عما كان".
وأضاف": ومن عبارات السلف الصالح في ذلك: قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: " مَنْ زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك؛ إذ لو كان في شيء لكان محصورًا، ولو كان على شيء لكان محمولا، ولو كان من شيء لكان مُحْدَثًا " ا هـ.
وقيل ليحيى بن معاذ الرازي: أَخْبِرْنا عن الله عز وجل، فقال: إله واحد، فقيل له: كيف هو؟ قال: ملك قادر، فقيل له: أين هو؟ فقال: بالمرصاد، فقال السائل: لم أسألك عن هذا؟ فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرت عنه.
وسُئِل ذو النون المصري رضي الله عنه عن قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، فقال: " أثبت ذاته ونفى مكانه؛ فهو موجود بذاته والأشياء بحكمته كما شاء " ا هـ.
وأكمل : وأما ما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه فالمراد بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر؛ لأنه تعالى منزه عن مشابهة المخلوقين، وليست صفاته كصفاتهم، وليس في صفة الخالق سبحانه ما يتعلق بصفة المخلوق من النقص، بل له جل وعلا من الصفات كمالُها ومن الأسماء حُسْنَاها، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراكِ إدراكُ، والبحث في كنه ذات الرب إشراكُ.
وتابع: وعقيدة الأشاعرة هي عقيدة أهل السنة والجماعة، والأشاعرة- رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم- هم جمهور العلماء من الأمة، وهم الذين صَدُّوا الشبهات أمام المَلاَحِدَةِ وغيرهم، وهم الذين التزموا بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- عبر التاريخ، ومَنْ كفّرهم أو فسّقهم يُخْشَى عليه في دينه، قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله في كتابه " تبيين كذب المفتري، فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري ": " اعلم وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق عليهم لسانه بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب " ا هـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأشاعرة خالد الجندي العقيدة المسلمين
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي يحذر من جيل عديم الإيمان: لسنا "عصا سحرية" لإصلاح 18 سنة إهمال
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن بعض الآباء والأمهات يتركون أبناءهم دون تربية أو توجيه ديني وأخلاقي طوال سنوات طفولتهم ومراهقتهم، ثم يفاجأون حين يكبر الأبناء ويطلبون من أحد العلماء "يقول لهم كلمتين" ليُصلح ما أُهمل عبر السنين، مؤكداً أن هذا الأسلوب غير واقعي ولا يجدي نفعاً.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن بعض الناس يأتون إلى المشايخ قائلين: «يا مولانا قول له كلمتين، عشان ربنا يهديه»، متسائلًا: «الشيخ هيعمل له كلمتين إيه؟! هو أنت كنت فين وهو لسه نبته صغيرة؟».
وأضاف أن الابن الذي لم يتربَّ على احترام الدين أو تقدير العلم أو السماع للكبير، لن يرى الشيخ قيمة أمامه، قائلاً: «هيشوف الشيخ بالنسبة له نكرة، هو أصلاً مش شايفه».
وسرد الجندي موقفًا حدث منذ سنوات مع سيدة أحضرت ابنتها التي كانت تبلغ 18 عامًا، وطلبت منه أن ينصحها لأنها لا تسمع كلام أمها وتعود متأخرة، قائلًا: «البنت كانت قاعدة ساكتة، وفجأة لقت قدامها شيخ لأول مرة بشكل مباشر، وما سمعتش في حياتها تربية دينية، فهقول لها إيه؟».
وأشار إلى أن الفتاة لم تتفاعل إلا بكلمة واحدة كانت تكررها: «عادي»، في كل مرة يسألها لماذا لا تسمعين كلام والدتك، موضحاً أن هذه الحالة نموذج شائع لغياب التربية منذ الصغر.
وأكد الجندي أن التربية في الصغر كالنقش على الحجر، وأنه لا يمكن إصلاح ما أُهمل لسنوات بمجرد موعظة قصيرة، مستشهداً بقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: «لا يصلح الفلاح زرعه إذا كبر معوجًّا».
وبيّن أن المشكلة تكون أكبر عندما يهمل الوالدان التربية منذ البداية، مشدداً على ضرورة غرس احترام الكبير والعالم والدين في الأطفال منذ الصغر، وأن «المفاجأة بوجود شيخ بعد 18 سنة مش هتعمل المعجزة».
وأكد على أن بعض الآباء قد يبذلون ما يستطيعون، ورغم ذلك يغلب الشيطان الابن أو البنت، وهنا يُفعل الإنسان ما عليه ويترك النتائج لله، مستشهداً بما حدث مع أبناء الأنبياء: «منهم من آمن ومنهم من لم يؤمن»، داعياً إلى الأخذ بالأسباب وعدم إهمال التربية منذ البداية.
اقرأ المزيد..