واصل الجيش الروسي تقدمه على جبهات القتال في الشرق الأوكراني بعد إعلانه اليوم الأحد السيطرة على بلدتين صغيرتين، في حين وجّه رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي طلبا عسكريا جديدا لحلفائه تزامنا مع هجمات بعشرات المسيّرات على بلاده.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في إحاطة يومية إن قواتها سيطرت على بلدتي روزوفكا (أندرييفكا بالأوكرانية) وبيستشانوي نيجني (بيشتاني بالأوكرانية).

وتقع البلدتان في منطقتي لوغانسك وخاركيف، وتبعد الواحدة من الأخرى حوالي 15 كيلومترا، ويقطنهما عدد محدود من السكان منذ ما قبل الهجوم الروسي في فبراير/شباط 2022.

مناطق القتال في أوكرانيا (الجزيرة)

ومنذ الخريف الماضي، يواجه الجيش الأوكراني -الذي بات يفتقر إلى العتاد اللازم حسب مراقبين- هجمات روسية على طول خط الجبهة الممتد نحو ألف كيلومتر.

وسيطرت القوات الروسية في الشرق على العديد من البلدات في الأسابيع الأخيرة، وتركز راهنا في منطقة دونيتسك على تخوم مدينتي نيويورك وتوريتسك.

هجمات ومطالب

وفي المعسكر المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده بحاجة إلى أسلحة بعيدة المدى لحماية مدنها وقواتها على الخطوط الأمامية من القنابل والمسيّرات الروسية.

وأضاف زيلينسكي عبر تليغرام أنه "خلال الليلة الماضية وحدها، أطلق الجيش الروسي ما يقرب من 40 (طائرة من طراز) شاهد على أوكرانيا. الأهم من ذلك أن دفاعاتنا أسقطت معظمها".

وأضاف أن من الضروري تدمير القاذفات الروسية داخل قواعدها الجوية في روسيا لحماية أوكرانيا من هذه الغارات. وقال "أن يكون لدينا قدرات كافية بعيدة المدى هو الرد العادل على الإرهاب الروسي. كل من يدعمنا في ذلك يدعم التصدي للإرهاب".

وجدد زيلينسكي يوم الجمعة في لندن دعوته لحلفائه الغربيين بإعطائه الضوء الأخضر لشن ضربات بأسلحة بعيدة المدى في الداخل الروسي، مطالبا بريطانيا بمحاولة إقناع شركائها وخاصة واشنطن للتراجع عن القيود المفروضة على استخدام تلك الأسلحة.

وقال الجيش الأوكراني، في وقت سابق اليوم، إن روسيا شنت خامس هجوم بالمسيّرة على كييف خلال أسبوعين، مضيفا أن منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية صدت الهجمات قبل أن تصل إلى العاصمة.

وقال سلاح الجو الأوكراني -عبر تليغرام- إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 35 من أصل 39 طائرة مسيّرة وصاروخين كروز أطلقتهما روسيا خلال الليل. وأضاف أن الأسلحة استهدفت 10 مناطق في أوكرانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

بين التصعيد الأوكراني والصمت الروسي| هل اقترب شبح الحرب العالمية الثالثة؟ خبير يوضح السيناريوهات المحتملة

ما بين دخان الطائرات المسيّرة وأصوات الانفجارات القادمة من العمق الروسي، بدأت تتضح ملامح فصل جديد في الصراع بين أوكرانيا وروسيا. الضربة العسكرية الأخيرة التي نفذتها كييف داخل الأراضي الروسية لم تكن مجرد هجوم عابر، بل مثّلت تحوّلًا استراتيجيًا عميقًا، يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، ويثير قلق العواصم الكبرى.

ضربة موجعة لقلب القوة الجوية الروسية

استهدفت أوكرانيا، في عملية نوعية وغير مسبوقة، خمس قواعد جوية روسية رئيسية، بعضها في سيبيريا، عبر استخدام 117 طائرة مسيّرة من نوع FPV، تم تهريبها داخل شاحنات بسقوف قابلة للسحب، وأُطلقت من داخل الأراضي الروسية نفسها. العملية أسفرت عن تدمير أو إعطاب أكثر من 40 قاذفة استراتيجية ونووية روسية، ما يعادل نحو 34% من أسطول روسيا الجوي بعيد المدى.

المتابعون يرون في هذا الهجوم ليس فقط ضربة عسكرية، بل فضيحة أمنية كبرى تكشف هشاشة الدفاعات الروسية، إذ تمكنت أوكرانيا من تنفيذ الهجوم من داخل الأراضي الروسية دون أن تُكتشف الطائرات المسيّرة حتى لحظة تنفيذ الهجوم.

خسائر اقتصادية ضخمة

الضربة لم تكن عسكرية فقط، بل كانت اقتصادية كذلك. التقديرات الأولية تشير إلى أن حجم الأضرار بلغ نحو 7 مليارات دولار، في وقت تشهد فيه روسيا ضغوطات اقتصادية هائلة بسبب العقوبات الغربية وتكاليف الحرب المستمرة.

تلك الخسارة تؤثر بشكل مباشر على قدرة روسيا على شنّ أو دعم عمليات جوية واسعة في أوكرانيا أو في أي ساحة أخرى، ما قد يعيد حسابات موسكو الاستراتيجية.

هل اقترب شبح الحرب العالمية الثالثة؟

الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد يرى أن التصعيد الأوكراني الأخير، رغم خطورته، لا يعني بالضرورة اقتراب نشوب حرب عالمية ثالثة.

وأكد في تصريحاته أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية الحالية لا تتيح مجالًا لمثل هذا السيناريو الكارثي، مشيرًا إلى أن الضربات الأخيرة تُعد تصعيدًا محسوبًا ومدروسًا.

وأضاف السيد أن أوكرانيا أصبحت أكثر جرأة في استهداف مناطق داخل العمق الروسي، مستعملةً طائرات بدون طيار وصواريخ دقيقة بعيدة المدى، ما يشير إلى تطور كبير في قدراتها الهجومية.

سباق التسلح النووي.. توازن الرعب مستمر

في خضم التصعيد العسكري، يبقى الملف النووي حاضرًا بقوة. أشار السيد إلى أن روسيا تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، بعدد يصل إلى 5580 رأسًا نوويًا، تليها الولايات المتحدة بـ5044 رأسًا، ثم الصين بـ500 رأس. هذا التوازن المرعب يظل عامل ردع رئيسي يمنع انزلاق الأمور نحو حرب نووية، رغم التوترات المتصاعدة.

حذر دولي ومراقبة مستمرة

العملية الأوكرانية داخل العمق الروسي شكّلت ضربة موجعة وغير مسبوقة في سياق الصراع المستمر، لكنها في الوقت ذاته تطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل الحرب وحدود التصعيد. وبينما يتجنب المجتمع الدولي الحديث عن حرب عالمية، فإن التحركات الأخيرة تستدعي مراقبة دقيقة، فكل خطوة خاطئة قد تؤدي إلى انفجار لا تحمد عقباه.

طباعة شارك روسيا أوكرانيا 7 مليارات دولار الحرب العالمية الثالثة الهجوم

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تتعهد بتزويد أوكرانيا بـ100 ألف مسيّرة وزيلينسكي يجري تغييرات عسكرية
  • بريطانيا تعد بتسليم 100 ألف مسيّرة لأوكرانيا وزيلينسكي يجري تعديلات بقيادة الجيش
  • بين التصعيد الأوكراني والصمت الروسي| هل اقترب شبح الحرب العالمية الثالثة؟ خبير يوضح السيناريوهات المحتملة
  • البيت الأبيض: ترامب لم يكن على علم مسبق بالهجوم الأوكراني على المطارات الروسية
  • الرئيس الروسي السابق: من غير المرجح لقاء بوتين مع زيلينسكي.. والانتقام قادم
  • القوات الروسية تواصل تقدمها بنطاق مدينة رئيسية في شمالي أوكرانيا
  • الجيش الأوكراني يسقط 75 مسيرة روسية من أصل 112 خلال الليل
  • الوفد الأوكراني يعلن انه سيرد على المقترحات الروسية خلال مفاوضات إسطنبول بعد دراستها
  • قصف روسي عنيف على أوكرانيا بطائرات بدون طيار
  • عاجل. أوكرانيا: الجيش الروسي أطلق علينا 3 صواريخ باليستية و80 طائرة مسيّرة وقد تم إسقاط 15 منها وتحييد 37