الخميس.. آخر موعد للتقدم برواق العلوم الشرعية والعربية
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
أعلن الجامع الأزهر أن يوم الخميس، هو آخر موعد لتلقي طلبات القبول للراغبين بالالتحاق برواق "العلوم الشرعية والعربية" خلال الموسم الجديد.
وقال الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، إن فتح باب قبول دفعة جديدة من رواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر وفروعه، يأتي في إطار جهود الأزهر المستمرة في نشر العلوم الشرعية والعربية، مؤكدًا على أهمية هذه البرامج في إثراء المشهد الثقافي والفكري في مصر، داعيا جميع الراغبين في الالتحاق بـ"رواق العلوم الشرعية والعربية" إلى المبادرة بالتقدم خلال مدة أقصاها 19 يومًأ وذلك عبر الرابط التالي من هنا.
من جانبه، أشار الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، إلى أن الدراسة ستكون بنظام الحضور المباشر إلى جانب خيار التعليم عن بُعد، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تيسير سبل الالتحاق بهذه البرامج العلمية المتميزة، لافتًا إلى ضرورة الالتزام بالضوابط التالية:
1- ألا يقل سن المتقدم عن 15 عاما وقت التقديم.
٢- يجوز الالتحاق بالمستوى الأول للمرحلة التمهيدية لأي متقدم.
٣- يحق للحاصلين على الشهادة الإعدادية الأزهرية أو إجازة حفص من أحد معاهد القراءات التابعة للأزهر الشريف الالتحاق بالمستوى الأول من المرحلة المتوسطة.
٤- يحق للحاصلين على الثانوية الأزهرية أو ليسانس دار العلوم الالتحاق بالمستوى الأول من المرحلة التخصصية في أي تخصص من التخصصات الأربعة: (تخصص العقيدة- تخصص التفسير والحديث- تخصص الفقه وأصوله- تخصص اللغة العربية ).
٥- يحق للحاصلين على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية أو بكالوريوس التربية قسم اللغة العربية الالتحاق بالمستوى الأول من المرحلة التخصصية- تخصص اللغة العربية.
٦- على المتقدم التأكد من الانضمام إلى قناة واتساب المدرج رابطها ضمن نموذج التقدم الإلكتروني.
٧- على المتقدم الاحتفاظ بلقطة شاشة لرقم التسجيل الخاص به.
٨- على المتقدم متابعة ما ينشر على قناة واتساب لاستكمال إجراءات التسجيل.
٩- يلتزم الدارس بأداء الاختبار في محافظة الدراسة التي يختارها أثناء التقديم، ولا يجوز غير ذلك إلا بموجب تحويل خلال المدة التي تحددها الإدارة العامة للجامع الأزهر الشريف.
١٠- يلتزم الدارس بنسبة حضور 70% سواء كان ممن اختار نظام الحضور المباشر أو ممن اختار نظام التعليم عن بعد .
١١- الدراسة بالرواق الأزهري مجانية بالكامل ولا يتم تحصيل أي رسوم.
يأتي هذا برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر العلوم الشرعية والعربية دفعة جديدة رواق العلوم الشرعية عبد المنعم العلوم الشرعیة والعربیة اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
حين تمنح المفردات الشرعية: تنبيه للإعلاميين السودانيين
ها قد أعلنت قوات الدعم السريع وأتباعها من المدنيين والحركات المتمرّدة تشكيل حكومةٍ سرعان ما بدأ الإعلام في الإشارة إليها بمصطلح (حكومة تأسيس). يعكس هذا الإعلان، في جوهره، تحوُّلاً في الإستراتيجية بعد فشل الدعم السريع في إحكام السيطرة على العاصمة، والتمدُّد شرقًا وشمالًا. أمام هذا العجز، جاء هذا الإعلان على سبيل التعويض الرمزي بإنشاء كيانٍ مدني ورقي يحاول التغطية على القصور العسكري، وترسيخ وجودٍ إعلامي افتراضي يخلق شرعيةً بديلة، ربما تمهيدًا لدورٍ تفاوضي دولي أو قبول سياسي إقليمي. غير أن الأخطر من هذا الإعلان في ذاته هو كيفية التعامل معه إعلاميًا.
وسط هذه المعمعة، يجب أن نُذكّر بأن اللغة ليست محايدة، وفي ظلّ بيئات النزاع، كالتي نعايشها الآن، لا تكون اللغة مجرَّد وسيلة للتوصيل، بل تتحوَّل إلى أداة صراعٍ رمزي. ومن نافلة القول إن مسؤولية الإعلام لا تتوقَّف عند نقل الأحداث، بل تشمل كيفية توصيفها. وحين تصبح اللغة أداة شرعنة أو تجريم، فإن التدقيق في كلّ مصطلح واجبٌ مهني وأخلاقي.
في سياق الإعلان المشار إليه آنفًا، فإن استعمال الإعلاميين والكتّاب والمراسلين مصطلح (حكومة تأسيس) وما في حُكْمِه بلا تحفُّظ من شأنه إضفاء شرعيةٍ ذهنية وسياسية غير مستحقَّة؛ إذْ ترسّخ هذه الاستعمالات في اللاوعي الجمعي صورةً لكيانٍ حقيقي وفاعل ومستقر. ومع التكرار، يحدث ما يسمّيه علماء النفس واللسانيات بـ(تثبيت المفهوم بالاعتياد)؛ أي أن شيوع الكلمة يُنتج واقعًا جديدًا في ذهن المتلقّي في الداخل والخارج، ويدفعه تكرارها بلا تفكيكٍ أو تشكيك إلى التعامل مع هذا الكيان الورقي كما لو كان سلطةً ماثلة، تمتلك صفات الدولة ومؤسَّساتها. وهنا يتسرَّب الوهم إلى الإدراك العام، ويصبح الإعلام شريكًا، عن غير قصد، في تعويم كيانٍ بلا مشروعية، وربما في إرباك الرأي العام، وإضعاف وضوح الصراع الحقيقي الذي يدور في البلاد بين دولةٍ تُختطَف، وميليشيا تحاول تلبُّس ثوب المدنية.
هناك أمثلة كثيرة في التاريخ الحديث يتجلَّى فيها دور اللغة في ترسيخ مفاهيم قد تكون غير دقيقة أحيانًا، أو لترويج تصوُّراتٍ محدَّدة في أحيان أخرى. فعلى سبيل المثال، كرَّرت وسائل الإعلام اسم تنظيم الدولة الإسلامية في سنواته الأولى كما هو، وهو ما ساهم في ترسيخ صورة (الدولة) في ذهن الرأي العام العالمي. لاحقًا، صحَّحت المؤسسات الإعلامية الكبيرة مسارها، وبدأت تقول (ما يُسمَّى بالدولة الإسلامية)، أو تستعمل المختصر (داعش) أو كلمة (تنظيم) لتُضعِف فكرة الدولة. كما أدَّى ترديد كلمة (الشرعية) في عبارة (الحكومة الشرعية في اليمن) إلى تكريس هذه الصورة ذهنيًا، حتى بدت وكأنها تملك زمام السلطة فعليًا، رغم وجودها في الخارج.
ودأبت بعض وسائل الإعلام على تجنُّب مصطلح (إسرائيل) إلا في حالات الاقتباس، والاستعاضة عنه بعبارة (الكيان الصهيوني)، واستعمال مصطلح (قوات الاحتلال) أحيانًا بدلاً من (القوات الإسرائيلية)، مقاومةً للاعتراف الرمزي، وهو قرارٌ لغوي نابع من موقفٍ سياسي واضح.
هذه الحساسيَّة في اختيار الألفاظ مهمّة جدًا، لأنها تعكس المواقف؛ فعلى سبيل المثال، وصفت قناة الجزيرة أزمة قطر مع دول الخليج عام 2017 بـ(الحصار)، بينما سَمّتها القنوات السعودية والإماراتية (مقاطعة)، وهو ما يعكس اختلافًا في الزاوية السياسية والإعلامية لتأطير الأزمة. وعلى نحوٍ مماثل، كانت الجزيرة تصف الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي عام 2013 بأنها (انقلاب)، بينما صوَّرتها وسائل إعلام أخرى على أنها (ثورة)، وهو اختلافٌ تحريري يعكس التوجُّه السياسي لكلّ وسيلة. كما لوحظ اعتماد الإعلام السعودي كلمة (وفاة) عند الحديث عن قتلى سعوديين أو مقيمين، مقابل استعمال كلمة (قتل) ومشتقَّاتها عند الإشارة إلى قتلى الحوثيين. هذا التباين ليس لغويًا فحسب، بل يعكس موقفًا تحريريًا من كلّ حالة، ويُظهِر كيف يُستعمَل اللفظ للتقليل من وقع الخسائر (الوطنية)، أو لتأجيج العداء تجاه الآخر. وبالنظر إلى مصطلح (suicide bomber)، فقد تباينت ترجماته حسب القناة والسياق، فتراوحت بين (انتحاري)، و(فدائي)، و(استشهادي).
من هذا المنطلق، نوصّي الإعلاميين السودانيين والمدوّنين، وحتى الكُتَّاب في منشوراتهم الشخصية على وسائط التواصل الاجتماعي، بعدم استعمال مصطلح (حكومة تأسيس)، بل الاستعاضة عنه بعبارات مثل، (كيان تأسيس)، أو (ما يُعرَف بحكومة تأسيس)، أو (الكيان المدني التابع لقوات الدعم السريع) بحسب السياق. ولمَّا كانت الكلمة موقفًا، والتوصيف مسؤولية، فلا تمنحوا الشرعية مجانًا لهذا الكيان الذي وُلِد ميتًا، وهو أقرب إلى ورقة ضغطٍ سياسية وإعلامية من مشروع دولةٍ بديلة. هذا الكيان قد يعيش بعض الوقت بوصفه مظلةً تجميلية لقوةٍ عسكرية غير شرعية، لكنه لا يملك في صيغته الحالية مقوّمات السيادة، أو الديمومة، أو القبول الشعبي والدولي.
والأخطر من الاعتراف الضمني بهذه الكيانات هو تطبيع وجودها عبر التكرار اللغوي. وهذا ما يجب أن يتفاداه الإعلامي المسؤول؛ لأن الكلمات، في نهاية المطاف، ليست أدوات نقلٍ فحسب، بل أدوات خلقٍ للواقع أو تشويهه.
فمن يُعيد للمفردات حيادها؟ ومن يحمي الوعي من سطوة التكرار؟
خالد محمد أحمد