"السديس": التركيز على خدمة الحرمين وإثراء تجربة المعتمرين من أولويات القيادة
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
أكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، على أهمية تكثيف الجهود الدينية استعدادًا لموسم العمرة، وأشار إلى أن تحسين تجربة المعتمرين من خلال المبادرات الدينية وتهيئة الأجواء الروحانية هو أمر ذو أولوية.
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماع المجلس الاستشاري الأول في مكتبه برئاسة الشؤون الدينية بمكة المكرمة، بحضور أعضاء المجلس من أصحاب الفضيلة والسعادة.
أخبار متعلقة السديس يطلق مبادرة "وَطَهِّر بَيتِي" تزامنًا مع غسل الكعبة المشرفةرئاسة الشؤون الدينية تنظم ورشة عمل لتطوير برنامج "إجابة السائلين"سلم الكعبة المشرفة.. أجود أنواع الخشب بجميع التقنيات المتطورةوناقش الاجتماع جدول الأعمال والتحضيرات الجارية لعقد النسخة الثانية من ندوة "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما"، والتي ستقام لأول مرة في المسجد النبوي بالتعاون مع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وبرعاية كريمة من القيادة الرشيدة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } خلال اجتماع المجلس الاستشاري الأول في مكتبه برئاسة الشؤون الدينية - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });مواكبة التطورات بمنظومة الشؤون الدينيةوأوضح الشيخ السديس أن المجلس الاستشاري يعتبر بمثابة مجلس شورى لرئاسة الشؤون الدينية، حيث يهدف إلى مواكبة التطورات النوعية في منظومة الشؤون الدينية، بما يتماشى مع رؤية 2030 التي تتبناها القيادة الرشيدة. وأضاف أن الرئاسة تعتمد على أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي، وأتمتة العمليات الدينية، مما يسهم في تقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن والمعتمرين وزوار الحرمين الشريفين.
ويضم المجلس الاستشاري في عضويته كبار مسؤولي الإدارات الدينية والمستشارين ذوي الخبرات العلمية والشرعية. ويختص المجلس بمناقشة الخطط الاستراتيجية والبرامج والمبادرات الدينية المقدمة لقاصدي الحرمين، بهدف تحقيق أهداف الرئاسة على المدى المتوسط والبعيد، وإبراز الصورة الوسطية المشرقة للحرمين الشريفين وإيصال رسالتهما الدينية للعالم.
سيعقد المجلس الاستشاري اجتماعات دورية لدراسة المستجدات واتخاذ القرارات المناسبة، بهدف توفير الراحة والطمأنينة لزوار وقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي وتهيئة الأجواء الروحانية لهم.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات عبدالعزيز العمري مكة المكرمة عبدالرحمن السديس المسجد الحرام والمسجد النبوي الجهود الدينية موسم العمرة المجلس الاستشاری الشؤون الدینیة
إقرأ أيضاً:
الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل
محمد بن علي بن ضعين البادي
في الآونة الأخيرة، شهدنا تصاعدًا ملحوظًا في الأصوات التي تنادي بمنع دخول بعض الجنسيات إلى البلاد، بحجة انتشار أمراض مُعدية في أوطانهم، وهو أمر ظاهرٌ منه الحِرص على الصحة العامة، ويستحق التقدير والمتابعة. ولكن، الخطر الحقيقي لا يكمن في القرارات وحدها، بل في اختزال القضية في البُعد الصحي فقط، وإغفال البُعد الديني والأخلاقي الذي يضمن حماية الإنسان والمجتمع على حد سواء.
المجتمع المسلم لا يدير شؤونه بالخوف أو الإجراءات الصحية وحدها، بل يستند إلى منهج رباني جعل الوقاية قبل العلاج، والسلوك قبل القانون، وتقوى الله قبل كل شيء. فالأمراض مهما كثرت أسماؤها أو تنوعت صورها، لا تنتشر إلا في بيئةٍ خالية من الضوابط الأخلاقية، ومرتعٍ للسلوكيات المنحرفة، وفراغٍ قيَمي.
إن تصنيف النَّاس على أساس جنسيتهم، أو ربط الأمراض بهويات بشرية، لا يعالج جذور المشكلة، بل يخلق وهمًا بالأمان، ويغفل المجتمع عن مسؤولياته الداخلية، ويتساهل فيما هو أخطر وأشد تأثيرًا. فقد انتقل مرض في بيئة تعلن الأمان، وولد خطر من داخل المجتمع نفسه، لا من خارجه.
ويبين لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم المبين في الوقاية من الأوبئة والأمراض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها." وهذا الحديث يضع مبدًا شرعيًا عظيمًا، قائمًا على منع نقل الوباء، وحفظ الأنفس، وسد أبواب الضرر قبل وقوعه. فلا يجوز شرعًا أن يدخل الإنسان أرضًا يعلم أنها موبوءة، كما لا يحل لمن كان في أرض موبوءة أن ينتقل إلى غيرها، فيكون سببًا في نقل الأذى للآخرين.
وعليه، فإنَّ المسؤولين عن حماية المجتمع مطالبون بمراعاة هذا الأصل النبوي الواضح، خاصة إذا أعلنت دولة ما بشفافية أن لديها أعدادًا هائلة من المصابين بمرض مُعدٍ. فكيف لنا أن نسمح بقدومهم، ونحن نعلم أن الشرع سبقنا بالتحذير، وأوجب حفظ النفس والمجتمع من كل ما يهددهما؟
وفي هذا الوطن المبارك، الذي أنعم الله عليه ببيوت الله العديدة، تتضاعف مسؤوليتنا في توجيه الناس وترسيخ القيم الصحيحة؛ فالمساجد لم تُبنَ للصلاة فقط؛ بل للتعليم والتوجيه، ولتحصين النفوس قبل وقوع الزلل. ومن على المنابر يجب أن يُسمع خطاب صريح وحكيم، يذكّر الناس بخطورة المحرمات، وأن التساهل فيها لا يهدم الفرد فقط، بل يُهدد سلامة المجتمع بأسره. فبالعفة تُحفظ الأجساد، وبالاستقامة تُصان الأبدان، وبالوعي الديني الصادق تُغلق أبواب الفتن والأمراض معًا، ويصبح المجتمع حصينًا بترابط قيمه وسلوكياته.
المطلوب ليس التراخي في الإجراءات الصحية، ولا التهاون في حماية المجتمع؛ بل المطلوب أن يسير الوعي الصحي والوعي الديني جنبًا إلى جنب، دون أن يطغى أحدهما على الآخر؛ فالقرار وحده لا يصنع أمة واعية، والمنع وحده لا يبني حصانة دائمة، أما ترسيخ القيم فهو الضمانة الأبدى.
حماية المجتمع تبدأ من داخله، من تربية الضمير، وإحياء الرقابة الذاتية، وتذكير الناس أن طاعة الله ليست خيارًا ثانويًا، بل هي خط الدفاع الأول عن صحتهم وأخلاقهم وأمنهم المجتمعي. فبالدين تُصان الأجساد، وبالقيم تُحمى الأوطان، ومن أراد وقاية حقة فليبْدأ بإصلاح السلوك قبل التفكير في منع الدخول.