نشر المجلس القومي للطفولة والأمومة، منشور عبر صفحته الرسمية على منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يوضح من خلاله أنّ التربية الإيجابية أمر مهم جدا، وله أثر في حياة الطفل، والذي يمثل مستقبل الوطن، فتلك الفترة من حياة الإنسان هي فترة تكوين الفكر والمبادئ ولا بد من استغلالها في غرز القيم الإيجابية بوجدان الطفل حتى يصبح عنصرا فاعلا في المجتمع.

 

تعزيز ثقة الطفل في نفسه 

وأوضح القومي للطفولة والأمومة، أنّ هناك بعض المبادئ المهمة لا بد من زرعها في الطفل، منها هي تقبل الآخر حتى لو كان مختلف، وأن الاختلاف ليس دافع لرفد الإنسان، وفي حال وجد أحد الأطفال يتعرض للتنمر بسبب اختلافه لا بد من الدفاع عنه بشجاعة. 

كما أكد المجلس أهمية تعزيز ثقة الطفل في نفسه، لا سيما أن فترة المدرسة من الفترات التي يمكن أن يتعرض خلالها الطفل للإحراج أو التنمر وغيره، فلا بد أن يحصل على الدعم الكافي من أسرته، حتى يتمكن من التعبير عن ذاته دون خوف أو قلق. 

وتعزيز ثقة الطفل في نفسه تأتي من خلال العمل على مدح كل قدراته مهما كانت بسيطة وصغيرة، وتشجيعه على تنمية تلك القدرات، وأشار المجلس لأهمية منح الطفل مساحة للتعبير عن ذاته واحتياجاته ورغباته داخل أسرته، وأن يتم الاستماع إليه حتى يتمكن من التعبير عن ذاته وسط المدرسة أو النادي أو غيرهم. 

نبذ التمييز بين الجنسيين 

وأوضح القومي للطفولة والأمومة أن النجاح لا يقتصر على المراكز العليا، لابد من أن يفخر الأباء بأي إنجاز يقوم به الطفل، مهما كان هذا الإنجاز بسيط، حتى لو لم يتمكن من حصاد المركز الأول، لا بد من أن يفخر الآباء من المجهود المبذول ومحاولات الطفل للوصول للمركز الأول. 

واختتم القومي للطفولة طرق التربية الإيجابية بالتمييز بين الجنسيين، حيث قال المجلس في منشوره: «على الأهالي عدم التمييز بين الولد والبنت في أي شيء، فكل منهما لديه نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات، لابد من زرع فكرة المساواة بين الجنسيين داخل أبناءنا من خلال نبذ هذا التمييز منذ الصغر في كل نواحي الحياة». 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الطفولة والأمومة المجلس القومي للطفولة والأمومة التربية الإيجابية القومی للطفولة لا بد من

إقرأ أيضاً:

عادة واحدة تغيّر كل شيء.. هكذا يؤسس تأثير الدومينو لسلسلة تغييرات تربوية إيجابية

تُعدّ تربية الأطفال على العادات الإيجابية من أهم التحديات التي تواجه الآباء والأمهات في مختلف المراحل العمرية. ولكن، ماذا لو كان بالإمكان جعل هذه المهمة أسهل وأكثر فعالية عبر آلية نفسية مدروسة؟

يُعرف مفهوم "تأثير الدومينو للعادات" – المستمد من علم النفس السلوكي – بأنه استغلال عادة إيجابية واحدة في تحفيز سلسلة متتالية من التغييرات السلوكية الأخرى لدى الأطفال. من خلال فهم الآليات النفسية الكامنة وراء تكوّن العادات، يمكن للوالدين توجيه أبنائهم نحو بناء أنماط سلوكية صحية ومستقرة، تدوم معهم لسنوات طويلة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحذيرات من أزمة صحة نفسية عالمية تُهدد مستقبل الأطفال بسبب الشبكات الاجتماعيةlist 2 of 2عيدٌ بلا خبز ولا ألعاب.. أطفال غزة بين الجوع والدمارend of list

هذه المنهجية تعتمد على مبدأ الاستمرارية والبساطة، وتوفّر إطارًا علميًا وعمليًا يمكن استخدامه في التربية اليومية لتعزيز السلوك الإيجابي.

ما تأثير الدومينو في تكوين العادات؟

يستمد المفهوم اسمه من لعبة الدومينو الشهيرة، حيث يؤدي تحريك قطعة واحدة إلى سقوط القطع التالية بشكل متسلسل. وعند تطبيقه على السلوك البشري، فإن نجاح الطفل في الالتزام بعادة بسيطة يمكن أن يكون بمثابة "الدافع الأول" الذي يُطلق سلسلة من التحولات الإيجابية في سلوكياته الأخرى.

بحسب دراسة نُشرت عام 2012 في مجلة "مراجعة علم النفس الاجتماعي والشخصي" وأجراها باحثون في جامعة نورث وسترن الأميركية، فإن العادات لا تنشأ في عزلة، بل تتفاعل كمجموعة مترابطة، بحيث تُحدث عادة واحدة موجة من التغييرات المتتابعة. وأشارت الدراسة إلى 3 آليات رئيسية لهذا التأثير:

إعلان تعزيز الثقة بالنفس: تنفيذ عادة بسيطة يعزز شعور الطفل بالكفاءة الذاتية، مما يشجعه على خوض تجارب سلوكية جديدة. تغيير الصورة الذاتية: يبدأ الطفل في تبني تصوّر جديد عن نفسه مثل "أنا طفل منظم" أو "أنا أحب القراءة". تخفيض الاعتماد على قوة الإرادة: مع تكرار العادة، تصبح السلوكيات التلقائية أقل اعتمادا على الجهد الذهني أو الانضباط الذاتي. خطوات لبناء تأثير دومينو ناجح عند الأطفال البدء بعادة صغيرة وقابلة للتكرار: أولى الخطوات هي اختيار عادة بسيطة وسهلة التنفيذ يوميا، مثل ترتيب السرير صباحا. أظهرت دراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (2015) أن العادات ترتبط بمراكز المكافأة في الدماغ، مما يجعل الإنجازات الصغيرة تُنتج شعورا بالرضا يدفع الطفل لمواصلة السلوك. استخدام أسلوب "تكديس العادات": يعني ذلك ربط عادة جديدة بسلوك مألوف لدى الطفل. مثال: "بعد تنظيف أسناني، أقرأ صفحة واحدة من قصة". هذا الدمج بين عادتين يزيد من احتمال الالتزام دون الحاجة إلى مجهود إضافي. الاستفادة من المحفزات البصرية: إبراز العادة أمام الطفل بصريا يعزز الالتزام. وضع كتاب على وسادته، أو استخدام ملصقات تحفيزية على الجدار، أو منبهات لطيفة بصور مرحة. إذ أثبتت دراسة نُشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس الصحي (2021) أن المؤشرات البصرية تزيد من فرص تشكّل العادة. الاحتفال بالنجاحات الصغيرة: تشجيع الطفل لا يحتاج إلى مكافآت كبيرة. يمكن أن يكون بوضع نجمة على جدول، أو عبارة "أحسنت" محببة. هذا التعزيز الإيجابي يُفعّل إفراز الدوبامين ويُكرّس السلوك الجديد ضمن روتين الطفل. فوائد متسلسلة للعادات الإيجابية

عندما تُغرس عادة واحدة بنجاح، فإن آثارها تمتد إلى مجالات أخرى من الحياة. يشير الكاتب تشارلز دويغ في كتابه "قوة العادة" (The Power of Habit) إلى أن ممارسة الرياضة -مثلا- لا تحسّن اللياقة البدنية فقط، بل تؤدي إلى تحسين نمط الغذاء، تقليل التدخين، رفع جودة النوم، وزيادة الصبر.

إعلان

وهكذا، فالعادات الجيدة تعمل كنقطة انطلاق لتغيير متدرج وطويل الأمد في سلوك الطفل.

التحديات الشائعة وكيفية تجاوزها

من الطبيعي أن يواجه الطفل مقاومة أو مللا أثناء بناء عادات جديدة. ومن أبرز التحديات:

الإحباط عند الفشل: يُستحسن تجنّب التوبيخ واستبداله بالتشجيع على المحاولة مجددا. الملل من التكرار: يمكن إدخال عناصر المرح، مثل جداول ملونة أو نظام النجوم. نسيان العادة: معالجة ذلك تتم بالربط بعادات سابقة أو باستخدام محفزات بصرية. رفض التغيير: إشراك الطفل في اختيار العادة يمنحه شعورا بالتحكم ويزيد التفاعل. القدوة الوالدية وتأثيرها في تشكيل العادات

الدور الأهم للأهل لا يقتصر على التوجيه، بل يتعداه إلى السلوك الشخصي. فعندما يرى الطفل والديه يقرؤون أو يمارسون الرياضة أو يتناولون طعاما صحيا، يبدأ تلقائيا بتقليد هذه السلوكيات.

فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة أستون البريطانية (2024) أن أنماط الأكل لدى الأطفال تتأثر مباشرةً بسلوك الوالدين، لا بأقوالهم فقط. وينسحب ذلك أيضًا على عادات أخرى، مثل النوم والنظافة الشخصية.

من خلال التركيز على عادة واحدة فقط، واستخدام تقنيات بسيطة مثل التكديس والمحفزات والاحتفال، يمكن للآباء غرس سلوك إيجابي يدوم مدى الحياة. وبتحويل كل عادة إيجابية إلى حجر دومينو، فإن بناء شخصية متوازنة ومبنية على أنماط سلوكية صحية يصبح مسارا تدريجيا، سهلا، وطبيعيا.

مقالات مشابهة

  • مدرب حياة يوجه نصائح عملية لكل شخص يرى أنه متأخر بالحياة ..فيديو
  • خبير تربوي يوجه نصائح للطلاب قبل امتحانات الثانوية العامة 2025 «خاص»
  • في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال.. فعاليات توعوية في خربة غزالة بريف درعا
  • «تنمية المجتمع» بأبوظبي تطلق سياسة حماية الطفل في الجهات الرياضية
  • عادة واحدة تغيّر كل شيء.. هكذا يؤسس تأثير الدومينو لسلسلة تغييرات تربوية إيجابية
  • المنشاوي: جامعة أسيوط تُجدد التزامها بحماية الطفولة وتعزيز التوعية والتثقيف المجتمعي
  • أبوظبي للغة العربية يطلق الطفل يقرأ
  • المشدد 5 سنوات عقوبة استخدام الأطفال في التجارب والأبحاث العلمية
  • قومي الطفولة يوقف زواجا جديدا بالشرقية: أخذنا تعهدات على أسرة الطفلة
  • «الطفولة والأمومة» يوقف زواج طفلة بإحدى قاعات الأفراح في الشرقية