سرايا - حلّ فلسطينيون نزحوا قسرًا من منازلهم بسبب صواريخ الجيش الإسرائيلي التي تستهدف شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، محل السجناء في "سجن أصداء" الذين أُطلق سراحهم مع بداية حرب إسرائيل على القطاع.

واضطر النازحون للجوء إلى زنازين السجن المظلمة التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة البشرية لعدم توفر أماكن أخرى لإيوائهم، محاولين النجاة من أهوال الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر.



ومنذ بداية الحرب، أطلقت حكومة غزة سراح السجناء خوفًا من تعرضهم للقصف الإسرائيلي داخل السجن، خاصةً أن العديد من مقرات الحكومة قد قصفت، بما في ذلك السجون.

ودمر الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب نحو 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و80 ألف وحدة أخرى أصبحت غير صالحة للسكن، وتم تدمير 200 ألف وحدة بشكل جزئي، كما ألقى الجيش 80 ألف طنا من المتفجرات على القطاع الذي ألحق به أضرارا كبيرة، بحسب إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

والاثنين، شنت إسرائيل هجومًا جويًا ومدفعيًا مفاجئًا على مناطق شرق خان يونس، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وحركة نزوح واسعة من الشرق إلى الغرب.

وتتواصل الهجمات الإسرائيلية المكثفة على المناطق الشرقية للمدينة التي سبق للجيش الإسرائيلي زعم أنها "آمنة".

وكان الجيش الإسرائيلي قد صنف المناطق الممتدة من غرب شارع صلاح الدين (شرق المدينة) وحتى البحر في خان يونس، ضمن "المناطق الآمنة"، فيما شملت أوامر الإخلاء عددا من الأحياء في المناطق الشرقية.

الفلسطينية نظيرة الرقب، قالت: "نزحنا تحت القذائف والأعيرة النارية فوق رؤوسنا وعائلاتنا، وسقطت إحداها علينا، مما أدى إلى استشهاد ابني وزوجته وزوجة ابني الآخر الذي أصيب بجراح خطيرة ولا يزال يرقد في العناية المركزة".

وأضافت الرقب وهي تبكي بحرقة: "أُجبرنا أثناء نزوحنا على اللجوء إلى سجن أصداء، رغم أنه مكان غير آمن فلا بديل لنا لستر أنفسنا".

وأوضحت أن عائلتها نزحت دون أن تحمل معها أي من أمتعتها، ولا تملك حاليًا فراش وملابس أو غير ذلك، واضطرت في البداية للنوم والجلوس على الأرض.

وتابعت: "لم نتخيل هذا الشيء، خرجنا من بيوتنا ولم نكن نعلم أين وجهتنا، وجدنا أبواب السجن أمامنا فأجبرنا على الاحتماء بداخله لكي نؤمن الأطفال بعد استشهاد آبائهم وأمهاتهم".

وتتساءل الفلسطينية والحسرة تأكل قلبها: "أين نذهب؟ ما ذنب هؤلاء الأطفال أن يُقتل آباؤهم وأمهاتهم؟ أين يذهبون الآن؟ لا مكان آمن حتى هذا السجن ليس آمنًا؟".

وأشارت إلى أن أبناءها تركوا 8 أحفاد أيتاما، وأنهم عبء ومسؤولية كبيرة على عاتقها، في ظل استمرار الحرب.

وفي ممرات السجن وداخل الزنازين، تجلس العائلات النازحة وتمارس أنشطتها اليومية من طهي وإشعال نار، بينما يلهو الأطفال بين قضبان الزنازين والأبواب الحديدية.

أما أم عبد الله أبو مصطفى، فقالت: "نزحنا من أقصى الشرق في خان يونس إلى أقصى الغرب، سجن أصداء قرب شاطئ البحر".

وأضافت: "الواقع صعب ومؤلم؛ فالسجن مظلم وغير ملائم، وداخله نشعر كأننا سجناء حقًا، الأمر متعب جسديًا ونفسيًا".

وأشارت إلى افتقار السجن لدورات مياه مناسبة، وعدم وصول المياه إليه، ما يضطرهم إلى شراء المياه من أماكن خارج السجن، إضافة لعدم توفر غاز لطهي الطعام، وبالتالي يضطرون لتوفير خشب وكرتون ونايلون من أماكن مختلفة من شوارع ومنازل مدمرة لإيقاد نار طهي الطعام.

وقالت: "نزحت وعائلتي سيرًا على الأقدام لمدة 4 ساعات متواصلة، ولم نتمكن من حمل أي من متاعنا أو ممتلكاتنا أو أي من أساسيات البيت الضرورية، بسبب كثافة القصف حتى وصلنا إلى سجن أصداء ولجأنا إليه، رغم كونه غير آمن".

وأضافت: "هذه أول مرة نشاهد فيها السجن، ولم نتخيل للحظة أن ندخله أنا وعائلتي بأي شكل من الأشكال".

وداخل أحد الزنازين يجلس رسمي أبو مصطفى (42 عاما) على أسرة المساجين، وقال للأناضول: "نزحنا ولم نجد بديلا آخر غير سجن أصداء، فاضطررنا للاحتماء بداخله".

وأضاف: "نعيش داخل هذه الزنزانة الضيقة أنا وعائلتي المكونة من 9 أفراد، في ظروف صعبة، ونفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، لكن لا سبيل أمامنا".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.

ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء إلى بيوت أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة وغياب الماء والأطعمة، وانتشار الأمراض.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، مليوني شخص.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی خان یونس

إقرأ أيضاً:

من قلب الجيش الإسرائيلي... شهادات تفضح ما يحدث في غزة

عواصم - الوكالات

أوردت شبكة "NBC" الأميركية في تقرير جديد أن المعارضة للحرب الإسرائيلية على غزة آخذة في الاتساع داخل صفوف الجيش، مع تصاعد الأصوات الرافضة لمواصلة العمليات العسكرية التي يصفها بعض الجنود بأنها "غير أخلاقية" و"مدفوعة بأجندات سياسية".

ونقلت الشبكة عن جندي احتياط شارك في العمليات قوله: "أرفض أن أكون جزءاً من ارتكاب جرائم حرب، وأرى أن هذا هو السلوك الوطني الحقيقي". وأضاف: "أشعر بالخجل والذنب لأن الناس داخل غزة يموتون جوعاً، وكإسرائيلي وكإنسان، أطالب الحكومة بالتوقف عن تجويع مليوني شخص".

كما تحدّث طيار إسرائيلي متقاعد قائلاً إن زملاءه في سلاح الجو يطالبون بوقف الحرب، ليس بدافع الإرهاق أو التعب، بل لقناعتهم بأنها لم تعد شرعية. وأضاف أن إسرائيل أصبحت رهينة بيد شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتطرفين الذين يبتزونه سياسياً لضمان بقائه في السلطة.

وفي السياق ذاته، عبّر جندي آخر يخدم في القوات الجوية عن رفضه لتصريحات بعض وزراء حكومة نتنياهو، قائلاً إنها "لا تصدر عن مسؤولين يتحلون بالأخلاق". واعتبر أن القيادة الحالية أهملت ملف الرهائن وتجاوزت اعتبارات إنسانية أساسية من أجل الحفاظ على تماسك ائتلافها السياسي.

ويأتي هذا التقرير في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ شهور، وسط انتقادات حقوقية ودولية متزايدة حول الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها المدنيون في القطاع.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد حركة حماس
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رصد إطلاق 3 صواريخ من غزة
  • "ممارسات غير إنسانية".. الأصوات المعارضة للحرب على غزة تعلو في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • إن بي سي: معارضة الحرب تتصاعد بصفوف الجيش الإسرائيلي
  • من قلب الجيش الإسرائيلي... شهادات تفضح ما يحدث في غزة
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يمكن هزيمة "حماس" خلال أشهر
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة أحد جنوده بجروح خطيرة في غزة
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: رصدنا صاروخا أطلق من اليمن ونعمل على اعتراضه
  • بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على كفركلا.. ماذا أعلنت الصحة؟
  • ‏موقع "واللا" الإسرائيلي: الجيش يستعد لتوسيع نطاق الحرب لتشمل المدن الكبرى في قطاع غزة