شرعت منظمات وهيئات إسرائيلية، في التحضير لإضراب عام، وشل قطاعات حيوية، في حال قررت حكومة بنيامين نتنياهو، عدم الانصياع للمحكمة العليا، بشأن التعديلات القضائية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الجهات التعليمية، من بين المستعدين لخوض الإضراب، وعدم فتح أبواب العام الدراسي المقبل أمام الطلاب، في حال قرر تحالف نتنياهو، مواجهة قرار المحكمة العليا، إذا أبطلت "قوانين الانقلاب القضائي".


 
وأضافت أن "منظمة المعاطف البيضاء الخاصة بالأطباء المحتجين على الانقلاب القانوني منذ أشهر، أعلنت أنه في حال لم تلتزم الحكومة بالمحكمة العليا، كما صرح أعضاء الائتلاف والوزراء، فعلينا عدم الانتظام بالعمل حتى تعود الحكومة لاحترام الأحكام، وفي هذه الحالة فإن مسؤولية الاضطرابات في النظام الصحي ستقع على عاتق رئيس الوزراء ووزرائه".

وأوضحت: "لأنه لا يجوز عدم الامتثال لقرار المحكمة، من الواضح أننا أمام أزمة دستورية في إسرائيل، ويجب على كل شخص أن يطيع حكم المحكمة، لأنها هي الوحيدة المخولة بتحديد الوضع القانوني بشكل نهائي، فلا أحد فوق القانون". 

وأكدت الصحيفة، أن "حكومة لا تلتزم بالقانون والمحكمة العليا تنتهك عقدها الأساسي مع المواطنين، ويتضح أنه إذا تعمد رئيس الوزراء ووزرائه عدم الانصياع لحكم المحكمة، أو إعطاء تعليمات للموظفين العموميين تتعارض مع الحكم، فإنهم يقودون حكومة إجرامية وديكتاتورية فقدت شرعيتها، ولا يجب الانصياع لها، مما يعني أنه في حالة حدوث أزمة دستورية، فسيتم إغلاق الاقتصاد حتى يعود رئيس الوزراء ووزرائه إلى الانصياع للقانون".


وأشارت إلى أن "التهديد وصل إلى رؤساء القطاع الأكاديمي، والتهديد بعدم افتتاح العام الدراسي، ونشرت مجموعة من عشرات باحثي الدماغ من الجامعة العبرية رسالة أكدوا فيها أنه لن يتم افتتاح العام الدراسي القادم المقرر في أكتوبر على خلفية التشريع القانوني، وحذروا من الأضرار المترتبة على مستقبل البحوث الإسرائيلية، وكتبوا: "كيف سنحافظ على العلاقات الدولية مع كبار الباحثين في العالم عندما تكون ديكتاتورية هنا، وكيف سننمي جيلًا جديدًا من الباحثين، إذا كان الولاء للحكومة، وليس للتميز الأكاديمي؟.

وأشار العلماء إلى "تعيينات وزير التعليم في مجلس التعليم العالي، والتي تتم على أساس قربهم من الآراء السياسية للوزير" وطالبوا بعدم افتتاح العام الدراسي المقبل، وأي عمل آخر سيكون خطيئة ضد مدرسينا الذين أنشأوا العالم الأكاديمي".

وأكد أن "التهديد بإحداث شلل في الدولة وصل الى الأسواق العامة، بالإعلان عن تنظيم مبادرة بموجبها يعلن السوق عن التزامه بإضراب عام، غير محدد المدة، وإذا رفضت الحكومة الامتثال لحكم المحكمة العليا، كما تم التلميح في إعلان قادة الائتلاف، بعد تهديدات مماثلة كما صرح بها نتنياهو نفسه، مما يعني وضع نفسه في مسار تصادمي مع رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد".

وفي هذا السياق، وزع رئيس جامعة "تل أبيب"، أريئيل فورات "رسالة نصت صراحة على إضراب عام، وتعهد بأن الجامعة ستتصرف على هذا النحو، داعيا جميع رؤساء الهيئات والمنظمات في الدولة، العامة والخاصة، مثل منظمات العمال وأصحاب العمل، والسلطات المحلية، والجامعات، وشركات التكنولوجيا الفائقة، والمحاماة، أن يتحدوا معًا، ويقولوا لا بصوت عالٍ وواضح".

وكتب في رسالته أن "مثل هذا الإغلاق هو خطوة متطرفة، لكن لن يكون لدينا امتياز تجنّبه، لأن الديكتاتورية أكثر تطرفًا، ومن المهم أن يفهم وزراء الحكومة اليوم الثمن الرهيب الذي سيدفعه الإسرائيليون بأكملهم في مثل هذه الحالة، من المهم أن يفهموا أن أزمة دستورية قد تؤدي إلى حرب أهلية، وإذا انتظرنا حدوث أزمة دستورية، فستصل الحكومة إلى نقطة اللاعودة، وسيكون ثمن الانسحاب من قراراتها وبياناتها باهظا عليها، ويجب ألا ندع الحكومة تصل لهذه النقطة". 


من جهته، كشف المعلق السياسي بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، نداف آيال، أن "مبادرة اسرائيلية في الاقتصاد تقضي بإعلان إضراب عام إلى أجل غير مسمى إذا لم تمتثل الحكومة لحكم المحكمة العليا، لأن نتنياهو مصمم أن يتقمص شخصية نيكولا مكيافيلي، وتحويل إسرائيل إلى هنغاريا الشرق الأوسط، أو كونه ضعيفا قابلا للابتزاز من ائتلافه اليميني الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الدولة، وعهد لشخصيات متطرفة للغاية، وهي أقصى اليمين المتطرف الذي عرفناه، ولا يكبح جماح الفواتير المجنونة من ائتلافه، ويتجاهل جبال التحذيرات القاسية التي يرسلها المستوى المهني بأكمله في الدولة: الجيش، الشاباك، والموساد، ووزارة الخارجية، ومسؤولو الخزانة".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو تسبب في انشقاق لدولة في أشد أزمة في تاريخها منذ حرب 1973، وأدى إلى تأجيج أكبر حركة احتجاجية عرفناها على الإطلاق، وأزمة اقتصادية حادة، مما أفسح المجال أمام التأسيس لمبادرة للإعلان عن الإضراب العام، ليس محدودًا بزمن، في حال رفضت الحكومة الانصياع لحكم المحكمة العليا".

تجدر الإشارة، إلى أن هذه المعطيات المستجدة تبرز أن منظمي الاحتجاج على الانقلاب القانوني، وفي ضوء الهجوم من قبل أعضاء الكنيست والوزراء ضد المحكمة العليا، من المتوقع أن يعتصموا أمام منازل أعضاء الكنيست والوزراء، ويبعثون إليهم برسائل تسعى لإظهار أنهم يفعلون كل شيء لوقف ما يتعارض مع النظام السياسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وسينظمون مظاهرات أمام منازل وزراء القضاء ياريف ليفين، والمخابرات غيلا غمليئيل، والزراعة آفي ديختر، والاقتصاد نير بركات، والعلوم والتكنولوجيا أوفير أكونيس، والشتات عميحاي شيكلي، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، وسيتم نشر قائمة كاملة بالمراكز الإضافية قريباً.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة المحكمة العليا النظام السياسي مظاهرات مظاهرات المحكمة العليا دولة الاحتلال النظام السياسي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة العلیا العام الدراسی فی حال

إقرأ أيضاً:

سيناريوهات نتنياهو في مواجهة أزمة تجنيد الحريديم

تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واحدة من أخطر أزماته السياسية مع تجدد أزمة تجنيد الحريديم، وإصرار الأحزاب الدينية المشاركة في الائتلاف الحاكم على الدفع نحو حل الكنيست وإسقاط الحكومة، احتجاجا على عدم إقرار قانون يعفي اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية.

واندلعت الأزمة مع تصاعد الخلاف بشأن قانون التجنيد بعد سعي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست يولي إدلشتاين من حزب الليكود لفرض عقوبات على طلاب المدارس الدينية المتخلفين عن الخدمة تشمل إلغاء الامتيازات الضريبية ودعم السكن، وحتى سحب رخص القيادة.

وترى الأحزاب الحريدية في قانون التجنيد تهديدا مباشرا لهويتها الدينية ونمط حياتها، وقد عبّرت قياداتها عن رفض قاطع لأي صيغة تشمل إلزام أبناء التيار الحريدي بالخدمة العسكرية.

خيارات نتنياهو

وسلّط تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أعدته المراسلة موران أزولاي الضوء على سيناريوهات تدرسها دائرة نتنياهو الضيقة لتفادي انهيار الائتلاف، وتشمل ما يلي:

السيناريو الأول: إذا صوّت الحريديم لصالح حل الكنيست فقد يقوم نتنياهو بإقالة يولي إدلشتاين كإشارة تهدئة للتيار الحريدي، مقابل التزامهم بعدم الدفع فعليا بحل الكنيست قبل نهاية الدورة الصيفية.

إعلان

السيناريو الثاني: يتم تمرير قانون حل الكنيست بالقراءة التمهيدية، لكن دون أن يتم التقدم به فعليا، مما يمنح نتنياهو وقتا إضافيا للتفاوض والضغط على الحريديم الذين يدركون بدورهم أنهم بحاجة إلى مزيد من الوقت للاستعداد للانتخابات.

السيناريو الثالث: تحت وطأة الضغط الحريدي المتزايد وصبرهم الذي بدأ ينفد قد يتجهون إلى حل الكنيست فعلا بالتعاون مع المعارضة، مما يعني التوجه إلى انتخابات مبكرة قبل نهاية يوليو/تموز المقبل.

السيناريو الرابع: يبادر نتنياهو نفسه إلى الإعلان عن حل الحكومة بالتنسيق مع شركائه في الائتلاف، وبذلك يحتفظ بالتحكم في توقيت الانتخابات والسردية السياسية أمام الرأي العام.

أحد السيناريوهات التي قد يواجهها نتنياهو حل الكنيست بالتعاون مع المعارضة تحت ضغط حريدي متصاعد (غيتي) تحذيرات وقيود

ويبدو أن التوصل إلى تسوية بين الحكومة والأحزاب الحريدية بشأن قانون التجنيد أصبح بعيد المنال، وفقا لما أكدته مصادر بارزة في التيار الحريدي لوسائل إعلام إسرائيلية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "منفصل عن الواقع" ولا يدرك "حجم الفجوة وعمق الأزمة".

وفي مؤشر واضح على تصعيد الأزمة، أصدر الزعيم الروحي لحركة "شاس" الحاخام إسحاق يوسف توجيهاته إلى زعيم الحزب أرييه درعي بنقل رسالة حاسمة إلى رئيس الوزراء نتنياهو مفادها أنه "إذا استمرت العقوبات فلن تكون هناك حكومة".

حزب "شاس" برئاسة أرييه درعي قرر دعم حل الكنيست (غيتي)

 

ومع تصاعد التقديرات باحتمال التوجه إلى انتخابات مبكرة يتفق معظم الساسة في إسرائيل على أن إجراءها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل سيكون كارثيا، لارتباطه بذكرى "طوفان الأقصى" الذي يعد أكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل، فضلا عن تزامنه مع أجواء حداد وطني لا تناسب الحملات الانتخابية.

لذا، تميل معظم الأحزاب إلى تأجيل الانتخابات، لكن تصاعد الخلاف بين "الليكود" والحريديم يجعل ذلك شبه مستحيل.

إعلان

وفي خضم هذا المشهد المعقد يناور نتنياهو بين الحريديم وحزبه والمعارضة لمحاولة إنقاذ الائتلاف ونزع فتيل أزمة قانون التجنيد، لكن التحدي الأبرز يأتي من الداخل، حيث يصر إدلشتاين على المضي في مشروع يفرض التجنيد على الجميع دون استثناء.

وهكذا، يقف نتنياهو أمام خيارين: إنقاذ الائتلاف مؤقتا أو خسارة الحريديم وسقوط الحكومة، في حين الكنيست يقترب من الحل والانتخابات تلوح في الأفق.

مقالات مشابهة

  • جبريل إبراهيم يضع أمام رئيس الوزراء كامل إدريس مخاوف تشكيل الحكومة
  • المحكمة الإدارية العليا تفصل بين أتعاب المحاماة وأتعاب التقاضي
  • نقابة صحفيي كوردستان تطلق مبادرة ضغط على الحكومة الاتحادية لحل أزمة الرواتب
  • لماذا فرضت أمريكا عقوبات على قاضيات المحكمة الجنائية بسبب نتنياهو؟
  • موعد حسم المحكمة الرياضية أزمة خصم نقاط الأهلي
  • أول تعليق من نتنياهو على عقوبات ترامب ضد المحكمة الجنائية الدولية
  • العراق: عندما تتحول المحكمة الاتحادية العليا إلى محكمة بداءة!
  • رئيس اللجنة العليا للانتخابات يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بعيد الأضحى
  • سيناريوهات نتنياهو في مواجهة أزمة تجنيد الحريديم
  • رئيس المحكمة الاتحادية يدعو الحكومة الاتحادية والإقليم ومجلس النواب العمل بالدستور