اتهام حقوقي للجيش المصري بتجنيد أطفال في القتال ضد تنظيم ولاية سيناء
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
اتهم تقرير صادر عن منظمة حقوقية، القوات المسلحة المصرية والميليشيات الموالية للحكومة التي تقاتل تنظيم الدولة في شمال سيناء، بتجنيد الأطفال في انتهاك للقانون الدولي، نقلا عن موقع "ميدل إيست آي".
وقالت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، ومقرها المملكة المتحدة، إنه بين عامي 2013 و 2022، تم تجنيد أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، وشارك بعضهم دون سن 18 عامًا بشكل مباشر في القتال.
وبحسب المنظمة، فإنه تم تكليف أطفال آخرين بالتجسس على مقاتلي تنظيم "ولاية سيناء"، مع القيام بعمليات التمشيط وإيصال الطعام إلى نقاط التفتيش العسكرية والكمائن والبحث عن المتفجرات وتفكيكها.
وجاءت النتائج، التي تم نشرها الثلاثاء، بعد تحقيق استمر شهوراً أجرته مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، واستند جزئياً إلى شهادات أقارب الأطفال وأعضاء الميليشيات الموالية للحكومة وطفل يُزعم أنه جند من قبل القوات المسلحة.
وبحسب التقرير الحقوقي، قتل تنظيم "ولاية سيناء" بعض الأطفال الذين جندهم الجيش المصري بصورة تنتهك القانون الدولي، وكان من بينهم شاب يبلغ من العمر 17 عامًا قُتل أمام والده بمشرط، ثم ترك رأسه عند معبر للسكك الحديدية في قريته، فيما أُصيب بجروح خطيرة أثناء عملهم، من بينهم عدة جرحى بانفجار متفجرات.
شهادات أطفال
في بعض الحالات التي عرضها التقرير الحقوقي، وعد الجيش والميليشيات الأطفال بالوقود والطعام، أو بإمكانية العودة إلى القرى التي نزحوا منها لاحقا.
واستخدم الجيش والميليشيات هذه الاستراتيجية، لا سيما مع الأطفال المنحدرين من عائلات مهمشة لفترة طويلة لا تنتمي إلى أي من قبائل سيناء، بحسب التقرير.
كما وُعد طفلان ببطاقات عضوية في جمعية مقاتلي سيناء، والتي قال أحد السكان للمنظمة الحقوقية من المفهوم أنها تجلب "نوعًا من الإفلات من العقاب والسلطة".
واعتبرت المنظمة الحقوقية أن "الأطفال وجدوا في تعاونهم مع الجيش فرصة للحصول على السلطة والامتيازات من خلال الاقتراب من ضباط الجيش".
قال أقارب الطفل جاسر الباطن إنه تم تجنيده بشكل غير رسمي من قبل السلطات المصرية عندما كان في الثانية عشرة من عمره. وعلى مدى السنوات الأربع التالية، تم تكليفه بالتجسس في حيه في بلدة الشيخ زويد.
وفي سن 16، طلب منه الضباط القيام بتوصيل الطعام إلى المواقع العسكرية في سيارته الخاصة مقابل "راتب رمزي" ووقود أو طعام له ولأسرته.
وبحسب مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، قُتل الطفل بعبوة ناسفة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، زرعها مقاتلو تنظيم "ولاية سيناء" على الأرجح وفجرت سيارته.
وقال طفل آخر من قرية بئر العبد، إن عمه أقنعه بالبدء في العمل في الجيش المصري عام 2018.
في البداية، تم تكليف الصبي، الذي لم يتم الكشف عن هويته حفاظا على سلامته، بإيصال الطعام إلى نقاط التفتيش الأمنية. لكن بعد عامين، قال عمه إنه يمكن أن "يشارك في الحرب".
قال الصبي للمنظمة: "كنت خائفًا. كان عمري 17 عامًا فقط ، لكن عمي وضابط درباني على إطلاق النار لمدة شهرين تقريبًا، ثم أردت المشاركة لذا تركت المدرسة".
جريمة حرب
وبحسب الأمم المتحدة، فإن تجنيد واستخدام الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر للعمل بوصفهم جنوداً أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني وطبقاً للمعاهدات والأعراف، كما يتم تعريفه بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية.
وفضلاً عن ذلك، يُعلِن قانون حقوق الإنسان سن الثامنة عشرة بوصفها الحد القانوني الأدنى للعمر بالنسبة للتجنيد ولاستخدام الأطفال في الأعمال الحربية، وتضاف أطراف النزاع التي تجنِّد وتستخدِم الأطفال بواسطة الأمين العام في قائمة العار التي يصدرها سنوياً.
ودعت المؤسسة الحقوقية، النظام المصري إلى "الوقف الفوري لتجنيد واستخدام الأطفال دون سن 18 كمقاتلين أو في أدوار دعم عسكرية تعرضهم للخطر".
كما أوصت المجموعة مجلس الأمن الدولي بإحالة النزاع في شمال سيناء إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب محتملة.
كما دعت المؤسسة الحكومات الأخرى إلى "محاسبة مصر بسبب عدم التزاماتها الدولية المتعلقة بتجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة".
ويقول التقرير: "يتعين على صانعي السياسة في الولايات المتحدة والعواصم الغربية أن يوازنوا بين هذه الإجراءات والمساعدات الخارجية، ولا سيما المساعدات العسكرية، للتأكد من أن الأموال ليست متواطئة في هذه الممارسات".
تقاتل القوات المسلحة المصرية ضد تنظيم "ولاية سيناء"، فرع تنظيم الدولة في شمال سيناء منذ 2013، وهاجمت خلالها قوات الأمن والمدنيين. وفي عام 2015، بدأت ميليشيات موالية للحكومة، مكونة من قبائل من المنطقة، القتال لدعم السلطات المصرية.
وأثر الصراع بشدة على الجنود والمدنيين، على الرغم من صعوبة قياس الصورة الكاملة لأن الصحفيين غالبًا ما يُمنعون من دخول المنطقة.
وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، فإنه بين 2013 و 2020، نزح أكثر من 100 ألف من سكان شمال سيناء البالغ عددهم 450 ألف نسمة أو غادروا المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تم هدم ما لا يقل عن 12530 مبنى وإغلاق 6000 هكتار من الأراضي الزراعية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات المصرية تنظيم الدولة سيناء الأطفال الجيش مصر أطفال سيناء الجيش تنظيم الدولة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شمال سیناء أطفال فی
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يقتل 25 فلسطينيا من منتظري المساعدات بغزة
غزة – قتل الجيش الإسرائيلي 25 فلسطينيا وأصاب آخرين، الأربعاء، بإطلاق النار على مدنيين كانوا ينتظرون “مساعدات” إنسانية قرب محور “نتساريم” جنوب مدينة غزة، مع استمرار الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بدعم أمريكي.
وأفادت مصادر طبية للأناضول أن “عدد الشهداء الذين وصلوا مستشفيات قطاع غزة ارتفع من 22 إلى 25، جراء إصابتهم برصاص الجيش الإسرائيلي”.
وفي وقت سابق اليوم، قالت المصادر الطبية إن “22 شهيدا وعشرات الإصابات وصلوا مستشفيات القطاع جراء إصابتهم برصاص الجيش الإسرائيلي”، قبل أن يرتفع العدد..
وأفاد شهود عيان بأن “الجيش الإسرائيلي أطلق النار على تجمعات الفلسطينيين أثناء انتظارهم للمساعدات الإنسانية قرب محور نتساريم”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل – بدعم أمريكي – إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 182 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
الأناضول