سرايا - أعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم السبت ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على قرى جنوب لبنان إلى 490 شهيدًا و2016 جريحًا منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأفادت الوزارة اللبنانية بنزوح أكثر من 98 ألف شخص من قرى الجنوب منذ أن بدأت الاشتباكات وعمليات القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر.



من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض مسيّرة كانت تحلق من جهة لبنان فوق المياه الاقتصادية لإسرائيل، في وقت جدّدت فيه المدفعية الإسرائيلية استهداف مواقع جنوب لبنان.

وأشار جيش الاحتلال في بيان إلى أن سفينة صواريخ تابعة لسلاح البحرية اعترضت بتعاون مع سلاح الجو الطائرة المسيرة، وفق قوله.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي تقديرات بأن المسيرة تكون قد أطلقت باتجاه منصة كاريش للغاز الواقعة في المنطقة الشمالية من المياه الاقتصادية.

إقرأ أيضاً : ضابط"إسرائيلي": فوجئنا بقدرات حماس الهندسيةإقرأ أيضاً : من هو “أبو شجاع” الذي قلب الضفة؟ .. أحداث ساخنة أحرجت السلطة الفلسطينية إقرأ أيضاً : نتنياهو يتجه إلى إقالة غالانت بسبب تصريحاته عن التهدئة بغزة

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء

لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك، إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً. اعلان

لم تكن إيران تملك ترف انتقاء شكل الردّ أو حجمه بعد الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة، والتي استهدفت مواقع شديدة الحساسية في عمق أراضيها، من منشآت نووية إلى مقار عسكرية واغتيالات طالت كوادر علمية وأمنية من الصف الأول. فالهجوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل تحدٍ مباشر لهيبة النظام الإيراني في لحظة إقليمية ودولية فارقة، وضعت طهران أمام مفترق وجودي: إما أن ترد، وإما أن تخسر موقعها كقوة إقليمية صاعدة.

الردّ خيار استراتيجي لا رفاهية سياسية

الرد لم يكن خياراً سيادياً فقط، بل ضرورة استراتيجية. نظريا، لا يمكن لأي نظام أن يصمت أمام استهداف مباشر بهذا الحجم دون أن يدفع ثمناً سياسياً باهظاً. الشارع الإيراني، الذي يعيش أصلاً تحت وطأة العقوبات، والتدهور الاقتصادي، وفقدان الثقة بمخرجات السياسات الخارجية، كان سينفجر لو لم تأتِ طهران برد يوازي حجم الضربة. فالمعادلة هذه المرة لم تكن مع إسرائيل وحدها، بل مع الرأي العام الداخلي أيضاً، وهو ما دفع النظام إلى التعامل مع التصعيد على أنه معركة بقاء، لا مجرد أزمة عابرة.

نظام دفاع جوي روسي الصنع من طراز إس-300 محمول على شاحنة خلال عرض عسكري لإحياء ذكرى يوم الجيش الوطني الإيراني، إيران، الجمعة 18 أبريل 2025. AP Photoتثبيت الموقع لا مجرد إنتقام

في المقابل، يعلم صانع القرار الإيراني أن أيّ تهاون في الرد سيُفسَّر على أنه تراجع استراتيجي، وسيقوّض عقوداً من استثمار النفوذ في ساحات مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن. ولعل الأهم، أن الصمت كان سيُعطي انطباعاً بأن تل أبيب نجحت في تحجيم طهران دون أن تدفع الثمن، ما كان ليشكّل للنظام سابقة خطيرة في ميزان الردع الإقليمي.

Relatedالملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في العدد وأسئلة حول الفعاليةكيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات الأزمات؟حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح واشنطن بالقوة تجاه إيران؟غياب الدور العربي: فراغ تملؤه طهران

الرد الإيراني، وإن بدا منضبطاً ضمن حسابات عدم الانزلاق إلى حرب شاملة، إلا أنه حمل رسالة مزدوجة: نحن حاضرون للمواجهة إذا فُرضت، ولسنا بصدد استيعاب الإهانة. لقد اختارت طهران أن تردّ عبر عشرات الصواريخ والمسيّرات على العمق الإسرائيلي، ليس فقط لإثبات قدرتها، بل لتقول لكل من يراهن على إضعافها في لحظة ارتباك، إنها لا تزال لاعباً حاضراً في معادلة الردع.

لكن المشهد أعقد من مجرد تبادل ضربات. فإيران تخوض، بحسب مقاربتها، صراعاً من أجل تثبيت شرعيتها الداخلية والإقليمية، في ظل تراجع واضح للدور العربي الرسمي، وانكفاء كثير من العواصم عن مواجهة إسرائيل أو حتى مجاراتها دبلوماسياً. وهذا ما يجعل طهران ترى في هذه المعركة فرصة لإعادة تصدير نفسها كقوة طليعية في مواجهة تل أبيب، خاصة بعد ما جرى في غزة، وما أثاره من رد فعل شعبي في العالم العربي لأي طرف يرفع راية المواجهة مع إسرائيل.

هكذا، فإن إيران اليوم لا تحارب فقط من أجل رد الاعتبار بعد الهجمات، بل من أجل استمرار مشروعها. هي تدافع عن منظومة سياسية وأمنية واقتصادية تعاني داخلياً وتخسر تدريجياً عمقها الشعبي. وتقاتل لتحمي موقعها من الانهيار تحت ضغط العزلة الدولية، وتقاتل ليثبت بأنها ما زالت قادرة على فرض المعادلات، لا مجرد التفاعل معها.

معركة بقاء لا مواجهة عابرة

ختاماً، لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك. إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً، يخوضها النظام في طهران تحت عنوان: لا عودة إلى الوراء، ولا خيار سوى المواجهة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء
  • شهيد بغارة إسرائيلية على بلدة حولا جنوب لبنان
  • تقرير حقوقي: 325 شهيدًا و3000 جريح ضحايا القصف الإسرائيلي على نقاط توزيع المساعدات بغزة
  • من زحلة الى العالم.. طالب لبناني يتألق في أميركا ويصل إلى النهائيات بمسابقة مرموقة
  • نائب رئيس الحكومة اللبنانية: التعاون مع سوريا ركيزة أساسية لحلّ ملف اللاجئين السوريين في لبنان
  • قصف مفاجئ يهز بيت ليف الحدودية جنوب لبنان.. إليك التفاصيل
  • الصواريخ تمرّ فوق حفل لبناني.. شاهدوا الفيديو
  • ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 79 شهيدًا
  • مسبح الجامعة اللبنانية مجاناً بعد سنوات من الإقفال
  • عن صواريخ إيران وحزب الله.. ماذا كشف تقرير إسرائيلي؟