الأسبوع:
2025-06-01@22:20:07 GMT

من يقف وراء تعكير أجواء أولمبياد باريس2024؟

تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT

من يقف وراء تعكير أجواء أولمبياد باريس2024؟

علي الرغم من الاستعدادات الكبيرة التي قامت بها السلطات الفرنسية لاستضافة أولمبياد باريس ٢٠٢٤، وبالرغم من الخطة الطموحة التي كانت تعدها فرنسا من أجل إنجاح الأولمبياد، وجعلها مفتوحة لأكبر عدد من الفرنسيين والزائرين في باريس خلال افتتاح البطولة التي تمتد من ٢٦ يوليو حتي ١١ أغسطس من العام الجاري، وبسبب خوف السلطات الفرنسية من حدوث أعمال إرهابية ومخططات من شأنها تعكير الأجواء الاحتفالية بالأولمبياد لأسباب سياسية خارجية، ومنها موقف فرنسا من الحرب في غزة، ومساندتها لإسرائيل، والحرب الروسية الأوكرانية التي لم تقف فيها فرنسا علي الحياد، بل بتعاطفها مع أوكرانيا وأخذ مواقف عدائية ضد روسيا في تلك الحرب، ناهيك عن الأسباب السياسية الداخلية التي تشهد اضطرابا سياسيا وتجاذبا بين الأحزاب السياسية بعد صعود تيار اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي، وأيضا في الانتخابات البرلمانية الفرنسية الأخيرة التي شهدت صعود الأحزاب اليسارية ثم اليمينية المتطرفة، مع تراجع كبير لحزب النهضة "حزب الرئيس ماكرون" الذي لم يعد يملك الأغلبية البرلمانية التي كان يمكن أن تساند الرئيس ماكرون في فترة حكمه المتبقية، وما أحدثه من ارتباك في صفوف الأحزاب والكتل السياسية التي لم يعد يملك فيها أحد الأغلبية المطلقة للتمكن من تسيير شئون البلاد وسط هذا الانقسام الحاد، ما دفع السلطات الأمنية الفرنسية لنشر أكثر من ٤٥ رجل أمن، إضافة إلى الآلاف من القوات الخاصة، وقوات الجيش إضافة إلي الاستعانة بالكثير من القوات الأجنبية المتخصصة وعلى رأسها قوات من أمريكا، بريطانيا، أستراليا، ومن القوات الأمنية الإسرائيلية.

لقد جاء هذا التخوف الأمني الفرنسي لوجود بعثة الكيان الصهيوني ضمن قائمة الدول المشاركة في الأولمبياد، وهو الأمر الذي يرفضه الكثير من أبناء الشعب الفرنسي، ومن الجاليات الأجنبية، والمؤسسات الحقوقية وطلاب الجامعات والمدارس، إضافة إلي رموز وقادة الأحزاب اليسارية التي أعلن الكثير من قادتها عن دعوة السلطات الفرنسية بعدم السماح للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة في الأولمبياد، بسبب ما ترتكبه إسرائيل من مجازر وعنصرية وإبادة جماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وعلي رأسها إجرام قوات الاحتلال المتواصل في قطاع غزة، وغيرها من المدن الفلسطينية، ناهيك عن التظاهرات والاحتجاجات في باريس وسائر المدن الفرنسية التي رفعت شعارات تقاطع فيها استقبال بعثة الكيان داخل الأراضي الفرنسية، وكلها أصوات احتجاجية قوبلت بالرفض من رئيس الجمهورية والحكومة الفرنسية التي لم تستمع لصوت الشارع الفرنسي، ولا لتخوفات رجال الأمن الذين كانوا قد أقروا بتخوفاتهم من حدوث أعمال إرهابية خلال فترة إقامة الأولمبياد، ولهذا فقد رصدت فرنسا أموالاً طائلة لضمان سلامة أيام الألعاب الأولمبية في باريس والمدن الفرنسية، كما أن إسرائيل نفسها قد رفعت الميزانية المخصصة لرياضييها ووفودها المشاركين في أولمبياد باريس ٢٠٢٤، يحدث هذا في الوقت الذي دعت فيه اللجنة الأولمبية الفلسطينية رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إلي استبعاد إسرائيل من المشاركة في الألعاب الأولمبية، أسوة بما قامت به اللجنة مع جنوب إفريقيا سابقا، ومع الرياضيين الروس بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ازدواجية المعايير التي أصبحت سمة مستخدمة للتفريق في التعامل مع الدول، ومنذ بداية أولمبياد باريس، فإن فرنسا وسلطاتها تعيش حالة الخوف والارتباك وغلق للأماكن المخصصة للاحتفال، واستبعاد الكثير من الفئات الاجتماعية ومن المهاجرين والمهمشين بدافع التخوف الأمني، وبما يتعارض مع فلسفة الألعاب الأولمبية التي تكون مفتوحة للجميع، وقد بدأ تعكير تلك الأجواء بوصول رئيس إسرائيل"إسحاق هوتسوغ" إلي مطار شارل ديجول، وتسببه في إرباك سلطات المطار، بسبب دواعٍ أمنية أدت إلي لانتظاره بالطائرة حرصا علي سلامته، كما تسبب لقاء منتخب إسرائيل ومالي في ملعب حديقة الأمراء في باريس إلي استنفار الأجهزة الأمنية الفرنسية داخل وحول الملعب الرياضي حرصا علي سلامة منتخب إسرائيل، وغيرها من الاستعدادات الأمنية بما فيها إشراك قوات أمنية خاصة من الشباك التي لم تمنع من إحداث صفارات الاستهجان بين صفوف المشجعين الذين حملوا الأعلام الفلسطينية وسط حضور وزير الداخلية الفرنسي دارمنال ورئيس الكيان الصهيوني، ومن الأمور التي عكرت صفو احتفال باريس بأولمبياتها هي الأعمال التخريبية الموسعة التي شهدتها السكك الحديدية الفرنسية وبخاصة القطار السريع، ما أدى إلي تعطيل الرحلات بين فرنسا وألمانيا وغيرها من المدن الفرنسية الواقعة غرب باريس، ما دفع برئيس السكك الحديدية الفرنسية إلي الاعتراف بأن تلك الأعمال التخريبية سوف تمتد إلي أيام إضافة إلى افسادها يوم الافتتاح الذي وافق يوم الجمعة الماضي، والإضرار الكبير بشبكات القطارات وتعطيل أحوال المسافرين، الأمر الذي تسبب في الإضرار بصورة فرنسا وسلطاتها الأمنية أمام العالم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أولمبیاد باریس فی باریس التی لم

إقرأ أيضاً:

توتر فرنسي-إسرائيلي بعد هجمات في باريس وانتقادات لتصريحات مسؤولين

ندّدت سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي في فرنسا، أمس السبت، بما وصفته بـ"هجمات معادية للسامية" ضد كنس ومطعم ونصب تذكاري لضحايا الهولوكوست في باريس، فيما أشارت في الوقت نفسه إلى التنافر بين بعض المسؤولين الفرنسيين والإسرائيليين.

وجاء في بيان سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي في فرنسا: "نحن متضامنون مع المجتمع اليهودي ونثق تماما في السلطات الفرنسية التي ستتمكن من العثور على الجناة وسوقهم إلى العدالة".

وتابع البيان نفسه: "في الوقت نفسه، لا يمكننا أن نتجاهل الخصومة الإشكالية التي شهدناه في الأسبوعين الأخيرين"، فيما زعم أنّ الكلام له تأثيره، في إشارة إلى مواقف كانت قد أطلقت "ضد الدولة اليهودية (ليست) بلا تداعيات ليس فقط على إسرائيل بل أيضا على المجتمعات اليهودية في العالم أجمع".

إلى ذلك، أورد سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي في فرنسا، مزاعم بكون أنّ: "إسرائيل تواجه الإرهاب بأبشع أشكاله، ونحن بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى حلفائنا وأصدقائنا لمساعدتنا في محاربته".

تجدر الإشارة إلى أنّ العلاقات بين فرنسا ودولة الاحتلال الإسرائيلي تعيش على إيقاع توترات مستجدة مُتسارعة، خاصة عقب إعلان باريس عزمها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية مع إمكان تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الاحتلال الإسرائيلي.


وفي الجمعة الماضي، كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد دعا إلى ما وصفه بـ"تشديد الموقف الجماعي ضد إسرائيل، إذا لم يكن هناك استجابة ترقى إلى مستوى الوضع الإنساني في الساعات والأيام المقبلة" في قطاع غزة المحاصر، الذي دمرته حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي تشنها عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يناهز 20 شهرا.

وخلال كلمة ألقاها خلال منتدى حوار "شانغريلا" الدفاعي في سنغافورة، الجمعة الماضي، قال الرئيس الفرنسي إنّ: "الغرب يخاطر بفقدان كل مصداقيته أمام العالم إذا ما تخلى عن غزة، وسمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء".

وأبرز الرئيس الفرنسي بالقول: "لهذا السبب نرفض المعايير المزدوجة"؛ وردا على ذلك، وجّهت الخارجية الإسرائيلية، جُملة اتّهامات إلى الرئيس الفرنسي بزعم أنّه "يخوض حملة صليبية ضد الدولة اليهودية". 

وفي ليلة الجمعة السبت تم إلقاء طلاء أخضر على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست وعلى ثلاثة كنس في باريس. فيما أشارت النيابة العامة الباريسية الى أنها قد كلّفت السلطات الأمنية المحلية بالتحقيق في الأمر.

مقالات مشابهة

  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • ‏السفير الأمريكي لدى إسرائيل: نرفض الخطط الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • توتر فرنسي-إسرائيلي بعد هجمات في باريس وانتقادات لتصريحات مسؤولين
  • التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر.. جريمة استعمارية تاريخية تلاحق باريس
  • الشرطة الفرنسية تقف متفرجة بينما يتجه زورق مهاجرين إلى بريطانيا
  • اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
  • العزلة الجوية ترفع كلفة السفر في ’’إسرائيل’’ وسط تصاعد الأزمة الأمنية (تفاصيل)
  • فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بدءًا من يوليو
  • الصفعة ـ الرمز.. حين تعرّي الكاميرا رئيساً مهرّجاً وتفضح زيف الصورة الفرنسية
  • ماكرون: فرنسا قد تشدد موقفها من إسرائيل إذا استمر منع المساعدات عن غزة