الوسطاء يكثفون جهودهم لاستمرار مفاوضات التهدئة في غزة
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
حسن الورفلي (القاهرة)
يعمل الوسطاء الرئيسيون على تكثيف اتصالاتهم لمنع تصعيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.
ونقل الوسيطان المصري والقطري رسائل إلى الولايات المتحدة بضرورة الضغط على إسرائيل لمنع توسيع رقعة الصراع في المنطقة خلال الأسابيع المقبلة، بحسب ما أكده مصدر لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن القاهرة والدوحة تحاولان الحفاظ على محادثات التهدئة بعد وصول رسائل غير مباشرة من حركة حماس، تفيد بأنها لن تواصل المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، بسبب ما تقوم به تل أبيب من تنفيذ عمليات اغتيال ضد القيادات المسؤولة في الحركة لا سيما المكتب السياسي، مشيراً إلى تأكيد الوسطاء على ضرورة استمرار المفاوضات بأي طريقة خلال الفترة المقبلة.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سلسلة اتصالات مع الوسطاء في مصر وقطر خلال الساعات الماضية، وذلك للتأكيد على ضرورة استمرار العملية التفاوضية بين حماس وإسرائيل، لا سيما بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة في العاصمة الإيرانية طهران.
وعلقت حركة حماس مشاركتها في مفاوضات التهدئة خلال الفترة المقبلة، داعية إلى ضرورة ضغط الولايات المتحدة الأميركية لإنجاح أي عملية تفاوضية تفضي لوقف إطلاق نار شامل وكامل في غزة، بحسب ما أكده مصدر فلسطيني لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن حماس ترى أن المفاوضات الجارية لن تحقق أي جديد في ظل رفض إسرائيل تقديم أي تنازلات تدفع نحو إنجاح الاتفاق، مشيراً إلى رغبة الحركة وباقي الفصائل في التوصل لاتفاق ينهي حالة الحرب الحالية ويدفع نحو إبرام صفقة جادة لتبادل الأسرى مع إسرائيل في أقرب وقت ممكن.
وكشف المصدر عن اجتماع مرتقب لمجلس شورى الجماعة التابعة لحركة حماس لمناقشة بعض القضايا لعل أبرزها مباحثات التهدئة، وتعيين خليفة لرئيس المكتب السياسي للحركة، مرجحاً أن يتولى خالد مشعل القيادي في الحركة رئاسة المكتب السياسي بشكل مؤقت لحين إجراء الانتخابات. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: قطاع غزة غزة وساطة مصرية قطر المکتب السیاسی
إقرأ أيضاً:
هل تؤلم هجمات الحوثيين إسرائيل أم تعطيها ذريعة لاستمرار حرب غزة؟
تتزايد التساؤلات حول طبيعة الأثر الذي تتركه هجمات جماعة أنصار الله الحوثي على إسرائيل، لا سيما مع استمرار إطلاق الطائرات المسيّرة من اليمن باتجاه العمق الإسرائيلي، في ظل حالة استنزاف متصاعدة على أكثر من جبهة.
وتبرز في هذا السياق فرضيتان متضادتان، الأولى تعتبر أن هذه الهجمات تشكل مصدر إرباك وضغط فعلي على حكومة بنيامين نتنياهو، والثانية ترى فيها مبررا يتيح لإسرائيل مواصلة الحرب على غزة بذريعة التصدي لمحور إقليمي أوسع.
ومن وجهة نظر المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية أسامة الروحاني، فإن هجمات الحوثيين لا تمثل كلفة عالية لإسرائيل، بل توفر لها فرصة لتبرير عملياتها العسكرية الجارية وتغذية خطابها عن الدفاع ضد خطر إقليمي متصاعد.
وأشار الروحاني، في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"، إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان استثمار الهجمات الحوثية سياسيا، لتضخيم التهديد الإيراني، ومن ثم شرعنة التصعيد على مختلف الجبهات، ومن بينها اليمن.
آثار نفسية عميقةفي المقابل، رأى الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين أن الصواريخ الحوثية، وإن لم تُحدث أضرارا جسيمة، إلا أنها تترك أثرا نفسيا عميقا داخل إسرائيل، وتجبر الحكومة على التعاطي مع جبهات جديدة في توقيت شديد الحساسية.
إعلانوأوضح جبارين أن إسرائيل، التي كانت قد تعهدت منذ سنوات بإحكام قبضتها الجوية والإلكترونية على المجال الإقليمي، تجد نفسها اليوم في مواجهة مسيّرات تخترق مجالها من مسافة بعيدة وتصل إلى مناطق حساسة.
وتعزز هذه التطورات -وفق المتحدث- شعورا بالضعف داخل المجتمع الإسرائيلي، إذ تبدو الحكومة عاجزة عن احتواء اتساع رقعة المواجهة، مما قد يُضعف ثقة الجمهور بقدرة الدولة على حمايته في ظل حرب استنزاف غير مألوفة.
ورغم ذلك، يشدد الروحاني على أن الحوثيين لا يستهدفون إسرائيل فقط، بل يخوضون معركتهم الخاصة التي تستند إلى مزيج من الدوافع الأيديولوجية والمكاسب السياسية في الداخل اليمني، وليس بالضرورة في انسجام تام مع الأجندة الإيرانية.
تعزيز الشرعية الثورية
ويعتقد أن الحوثيين يوظفون الصراع في غزة لتعزيز شرعيتهم الثورية، وتوسيع حضورهم الإقليمي ضمن محور المقاومة، مستفيدين من الصدى الإعلامي والسياسي الذي توفره ضرباتهم تجاه إسرائيل.
ويضيف أن واشنطن حاولت تحييد الحوثيين عسكريا من خلال ضربات محددة، لكنها لم تنجح في كبح جماحهم، بل أدت إلى تصعيد جديد وتوسيع لنطاق الهجمات، وهو ما يطرح تحديات إضافية أمام الإستراتيجية الأميركية في البحر الأحمر.
أما في الداخل الإسرائيلي، فيرى جبارين أن حكومة نتنياهو تجد في التصعيد الحوثي فرصة لإعادة تأطير الحرب على غزة، وتقديمها على أنها جزء من مواجهة إقليمية أوسع، مما يطيل أمد العملية العسكرية ويمنحها غطاء سياسيا.
ويوضح أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرك أن الانشغال بجبهات متعددة، من اليمن إلى لبنان وسوريا، يضعف تركيز الجيش ويستنزف قدراته، وهو ما يعزز الجدل الداخلي حول كفاءة إدارة الحرب وخيارات الخروج منها.
ويرى جبارين أن تل أبيب تعتمد في ردها هجمات "جبهة اليمن" على الولايات المتحدة، التي تنوب عنها في تنفيذ الضربات ضد الحوثيين، مما يعكس هشاشة القدرة الإسرائيلية على التعامل مع هذا التهديد منفردة.
إعلان معادلة ردع جديدةويخلص جبارين إلى أن الضربات الحوثية، حتى وإن كانت محدودة الأثر الميداني، فإنها تفرض معادلة ردع جديدة عنوانها أن إسرائيل لم تعد تملك السيطرة المطلقة في الإقليم، وأن خصومها باتوا قادرين على تهديد عمقها من مسافات بعيدة.
وفي السياق ذاته، حذر الروحاني من تداعيات اتساع ساحة المواجهة، مشيرا إلى أن تطور الصراع قد يؤدي إلى خلط أوراق اللاعبين الدوليين في البحر الأحمر، وجر قوى جديدة إلى صراع غير محسوب العواقب.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى حاليا إلى بناء تحالفات بحرية لتأمين ممرات التجارة العالمية، لكن الحوثيين أثبتوا قدرة على ضرب هذه المنظومة من دون تكبّد خسائر كبيرة، مما يعقّد حسابات الأمن البحري الدولي.
وعلى المدى المتوسط، يرى الروحاني أن إصرار الحوثيين على مواصلة الهجمات سيزيد من هشاشة التحالف الأميركي، وسيدفع شركات الشحن العالمية إلى تقليص نشاطها في البحر الأحمر، وهو ما يضر بإسرائيل اقتصاديا وأمنيا.
مسألة هامشية
ومع ذلك، تبقى المفارقة -وفق جبارين- أن إسرائيل لا تزال تعتبر التصعيد مع الحوثيين مسألة هامشية مقارنة بجبهة قطاع غزة، لكنها تدرك في الوقت نفسه أن تجاهل هذه الجبهة قد يؤدي إلى استنزاف تدريجي لا يمكن تجاهله على المدى البعيد.
ويلفت إلى أن الهجمات التي تنطلق من اليمن باتت تمثل رمزية أكبر من حجمها العسكري، إذ توصل رسالة إلى الإسرائيليين مفادها أن أمنهم لم يعد مضمونا، وأن سياسات حكومتهم تُكلفهم ثمنا يتجاوز حدود قطاع غزة.
ورغم ضبابية الصورة، يتفق الضيفان على أن الهجمات الحوثية أوجدت معادلة جديدة، تضع إسرائيل أمام واقع إقليمي متغير، تتراجع فيه هيمنتها، وتضطر للتعاطي مع خصوم غير تقليديين يملكون أدوات تهديد لم تكن مألوفة في الحروب السابقة.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت نحو 174 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
إعلان