لبنان يُربك إسرائيل.. استنفارٌ كبير وتحذيراتٌ من الوضع السيء!
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
في ظلّ الترقّب الإسرائيلي لردٍ إيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية في طهران، ولردٍ من لبنان على اغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في لبنان، رفع الجيش الإسرائيلي حالة الاستنفار في صفوفه إلى الحد الأقصى.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّه على خلفية المخاوف من تصاعد الوضع الأمني في المجالات كافّة، قام الجيش الإسرائيلي بفرض حظر على خروج الجنود الإسرائيليين، وجرى وضع الجنود النظاميين غير الحيويين الجالسين في منازلهم في حالة تأهّب.
كذلك، عزز الجيش الإسرائيلي الجبهة الشمالية (عند الحدود مع لبنان) بجنود إسرائيليين، وكثّف من حضور قوات المراقبة والاستخبارات، ونشر كمائن في المنطقة الشمالية، فيما أجرى قائد المنطقة الشمالية أورين غوردين تقييماً ميدانياً للوضع على مدار الساعة.
ورفع سلاح الجو الإسرائيلي حالة الاستنفار في صفوفه إلى الحد الأقصى، حيث تقوم المقاتلات بدوريات مكثّفة، فيما جرى نشر بطاريات الدفاع الجوي. مع هذا، فقد رفعت قوات الأمن الإسرائيلية حالة التأهب في الضفة الغربية بسبب التوترات الأمنية.
وفي ظلّ الترقّب الإسرائيلي للرد من لبنان وإيران، ألغت العديد من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى إسرائيل.
وفجر اليوم، توقّع مسؤولون أميركيون أن يكون رد إيران مماثلاً للعملية التي شنّتها في نيسان الماضي على إسرائيل، وربما يكون أوسع نطاقاً، إذ يمكن أن يشمل أيضاً مشاركة حزب الله من لبنان.
الوضع الإسرائيلي أكثر سوءاً بدوره، قال الصحافي الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بن درور يميني، إنّ سياسة الاغتيالات التي تتبعها إسرائيل غير مجدية، فالوضع الإسرائيلي أصبح أكثر سوءاً من أيّ وقتٍ مضى.
ودعا يميني إلى "وقف الحرب والتوصّل إلى صفقة وقف إطلاق نار"، مشيراً إلى أنّ وقف الحرب "ضرورة ولا سيما مع وقف الكثير من الدول تسليح إسرائيل"، مثل كندا، كما أنّ إيطاليا أيضاً تدرس إيقاف تسليح "تل أبيب".
وتساءل يميني: "هل إنّ بايدن سيستمر في تسليح "إسرائيل" في حين نتنياهو يفعل عكس كل ما يقوله الرئيس الأميركي؟ إلى أين نحن ذاهبون؟".
وفي السياق ذاته، أثارت حكومة حزب العمال البريطاني غضباً بعد فرضها "حظراً سرياً على الأسلحة" ضد إسرائيل، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم السبت.
وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي إنّه لن يتم اتخاذ أيّ قرار بشأن صادرات الأسلحة قبل "التقييمات الدقيقة للقانون".
ومن المتوقع أن يقترح حظراً على الأسلحة الهجومية المرتبطة بجرائم حرب ترتكبها إسرائيل، لكنّه أرجأ قراره حتى وقت لاحق من هذا الصيف.
ومع ذلك، كشفت الصحيفة البريطانية أنّ الموظفين جمّدوا جميع طلبات الحصول على تراخيص تصدير الأسلحة الجديدة في انتظار نتائج مراجعتها.
وهذا يعني أنّ الشركات لا يُمكنها حتى الحصول على الموافقة على العقود الخاصة بعناصر وأغراض مثل أجهزة الاتصال اللاسلكي العسكرية، أو الدروع الواقية للبدن حتى يتم اتخاذ القرار - الأمر الذي قد يستغرق شهوراً.
ووصف وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية وأفريقيا، أندرو ميتشل هذه الخطوة بأنها "غريبة" بالنظر إلى أنّ إيران على وشك شن هجوم ضد "إسرائيل".
وقبل أيام، أفادت صحيفة "التايمز" البريطانية، بأنّ بريطانيا أجّلت قرار حظر مبيعات الأسلحة إلى "إسرائيل" لأسابيع، وذلك بعدما صدرت أوامر للمسؤولين بمراجعة الأدلّة على جرائم حرب مُحتملة من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزّة.
وفي وقتٍ سابق، قال مصدران إسرائيليان لصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية إن "إسرائيل" تستعد لإعلان تعليق صادرات الأسلحة في الأيام المقبلة، مشيرةً إلى احتمال تعليق مبيعات الأسلحة البريطانية أثار الغضب والقلق داخل الحكومة الإسرائيلية. (الميادين نت)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اول دوله في اوروبا .. سلوفينيا تحظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل
في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها داخل الاتحاد الأوروبي، أعلنت حكومة سلوفينيا، مساء الخميس، عن قرارها حظر استيراد وتصدير ونقل الأسلحة والمعدات العسكرية من وإلى إسرائيل، وذلك على خلفية الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
وجاء القرار بمبادرة من رئيس الوزراء روبرت غولوب، وصادق عليه المجلس الحكومي خلال جلسته الأسبوعية، ليصبح ساريًا بشكل فوري. ووفق البيان الصادر عن مكتب غولوب، فإن القرار يشمل حظرًا شاملًا لأي تبادل عسكري أو مرور للأسلحة عبر الأراضي السلوفينية، في اتجاه إسرائيل أو منها.
ويعكس القرار موقفًا سلوفينيًا واضحًا تجاه الأزمة في غزة، حيث أشار البيان إلى أن "انقسام الاتحاد الأوروبي وعجزه عن اتخاذ خطوات ملموسة حيال الوضع الإنساني دفع سلوفينيا إلى اتخاذ إجراء مستقل".
وفي تصعيد دبلوماسي مواكب للقرار، استدعت وزارة الخارجية السلوفينية السفيرة الإسرائيلية لدى ليوبليانا، روث كوهين دار، للتعبير عن احتجاجها على استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، ولا سيما تقييد وصول المساعدات الإنسانية. وقالت الوزارة، في بيان عبر منصة "إكس"، إن استدعاء السفيرة جاء ضمن "مبادرة دبلوماسية للتنديد بالكارثة الإنسانية الناجمة عن الحصار الإسرائيلي".
ودعت الخارجية السلوفينية، بشكل صريح، إسرائيل إلى الوقف الفوري لما وصفته بـ"قتل وتجويع المدنيين"، مطالبة بضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود.
وتأتي هذه التحركات عقب تقارير أممية وحقوقية متزايدة تؤكد تفاقم الأوضاع المعيشية في غزة، حيث ارتفع عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 154 فلسطينيًا، بينهم 89 طفلًا، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، بحسب وزارة الصحة في غزة. وتشير التقديرات إلى أن مئات الحالات الأخرى معرضة للخطر ذاته، في ظل استمرار الحصار وغياب آليات فاعلة لإيصال الإغاثة.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذر مؤخرًا من أن "ثلث سكان غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام"، واصفًا الوضع الإنساني في القطاع بأنه "غير مسبوق من حيث مستويات الجوع واليأس".
ورغم تكدس المساعدات على المعابر، تواصل إسرائيل منع دخولها أو تتحكم في توزيعها بعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة، بحسب تقارير ميدانية. وقد أدى ذلك، وفق وزارة الصحة، إلى مقتل 1330 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 8818 آخرين منذ 27 مايو الماضي، في هجمات استهدفت مدنيين تجمعوا للحصول على الغذاء.
ويأتي هذا التصعيد ضمن سياق حرب يصفها مراقبون بـ"الإبادة الجماعية"، تشنها إسرائيل بدعم أمريكي، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية والدعوات الدولية المتكررة لوقف العدوان.
وبحسب آخر الإحصاءات، خلّفت الحرب أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط تفشٍّ واسع للمجاعة وفقدان تام لمقومات الحياة الأساسية في القطاع المحاصر.