لجريدة عمان:
2025-08-03@04:31:30 GMT

الشرق الأوسط عن حافة الهاوية

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

الشرق الأوسط عن حافة الهاوية

لا تبدأ إرهاصات الحروب، في الغالب، دفعة واحدة، ولكنها إذا بدأت لا أحد يعلم إلا الله إلى أين يمكن أن تتجه ولا فوق أي أرض يمكن أن تشتعل حرائقها.. ومنذ أكتوبر الماضي كان صدى الحرب الشاملة يتردد في منطقة الشرق الأوسط وفي غرف صنع القرار العالمية وخاصة في الدول الغربية. كان الخطاب الظاهر أن أمريكا والغرب منشغلون لمنع أي مواجهة مباشرة بين إسرائيل وحزب الله، ثم بين إسرائيل وإيران ولكن ذلك الانشغال بدا أنه خطابي فقط أما في الجانب العملي فلم تستطع أمريكا بكل قوتها وسيادتها أن تمنع إسرائيل تسريع المواجهة لا عبر وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة ولا عبر منع سياسة اغتيال القيادات الإيرانية والفلسطينية واللبنانية.

وكانت مؤشرات الحرب تتقدم في كل يوم خطوة رغم جهود المخلصين لوقفها أو على أقل تقدير تأجيلها أكبر وقت ممكن.

ورغم أن منطقة الشرق الأوسط كانت على الدوام فوق صفيح ساخن وفي مواجهات مستمرة لكنها اليوم تبدو أقرب ما تكون إلى مواجهة شاملة المؤجلة: إسرائيل في مواجهة إيران، وإسرائيل في مواجهة حزب الله. وكما أن لا أحد يتصور أن تخوض إسرائيل حربا بمفردها فإن في منطقة الشرق الأوسط لا أحد يتصور أن تخوض إيران حربا مع إسرائيل بمفردها في ظل وجود حلفاء لها مثل حزب الله وأنصار الله والحشد الشعبي في العراق وأطراف أخرى في سوريا.. وقد تجد أطراف أخرى لأسباب كثيرة نفسها طرفا في حرب لم تبذر لها بذور في يوم من الأيام.

ومنذ اللحظة التي اغتالت فيه إسرائيل إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران ولا حديث في المنطقة إلا حديث الحرب، حيث بدا واضحا أن إسرائيل وصلت إلى ذروة طغيانها واستهتارها بالقوانين الدولية وسيادة الدول.

لا أحد يمكن أن يتصور كيف كان يفكر رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما أقدم على اغتيال القائد إسماعيل هنية، وفؤاد شُكر إلا إن كان حقا يريد جرّ إيران وحزب الله إلى حرب شاملة تنتهي بتغيير كامل لموازين القوى وشكل منطقة الشرق الأوسط وبشكل خاص فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني والقوة الضاربة لحزب الله.

فالاغتيال من شأنه أن يوقف محادثات وقف إطلاق النار واتفاقية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، فلا يمكن أن تقتل في الليل من يفاوضك وفي الصباح تطلب مواصلة المفاوضات مع مفاوض جديد!

وإذا كانت هذه عقلية دولة الاحتلال فمن المؤسف أن تكون هذه عقلية الإدارة الأمريكية التي صرحت أكثر من مرة أنها تريد احتواء «الصراع» حتى لا يتحول إلى حرب شاملة، ورغم أن أمريكا لم تنجح في فرض هذا التوجه الاستراتيجي حيث امتدت الحرب خارج غزة لتشمل لأول مرة مواجهة مباشرة بين إيران إسرائيل، وبينها وبين لبنان وسوريا والعراق واليمن ما يكشف عن حجم التعقيد الذي وصلت إليه الحرب ضد قطاع غزة، إضافة إلى ما يكشفه من هشاشة الاستقرار في المنطقة بسبب التعنت الإسرائيلي وضعف الدور الأمريكي.

الكثير من المعطيات تشير إلى حتمية الصراع، سواء تحول إلى شامل أم بقي جزئيا ولكن ما كان مستبعدا بات اليوم منتظرا، فإيران تبدو مدفوعة للرد وهذا ما أكده مرشدها الأعلى، وكذلك حزب الله الذي قال أمينه العام إن الرد لا جدال فيه.. وهذا من شأنه أن يثير قلق المنطقة كلها بل والمجتمع الدولي الذي طالبه الجميع طوال الأشهر الماضية من أجل أن يوقف التعنت الإسرائيلي. إن التجارة الدولية التي كانت تعاني خلال الأشهر الماضية من تحديات كبيرة في منطقة البحر الأحمر تنتظرها تحديات أكبر خلال المرحلة القادمة إضافة إلى ما يمكن أن يترتب من تحديات على استقرار الأسواق العالمية.

ورغم التأكيدات من بعض دوائر مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية بأن الولايات المتحدة وإيران لا ترغبان في حرب شاملة، فإن اغتيال هنية يوضح مدى السرعة التي يمكن أن يخرج بها الأمور عن نطاق السيطرة، خاصة في منطقة مثل منطقة الشرق الأوسط التي تبدو فيها العلاقات والتحالفات شديدة التعقيد، والأمر نفسه بالنسبة للمصالح والمظالم. وأمام هذا المشهد الملتبس والهش فإن المنطقة في أمس الحاجة إلى دبلوماسية عاجلة تحاول نزع فتيل المواجهة.

إن الولايات المتحدة التي تحشد قواتها في منطقة الشرق الأوسط منذ الأسبوع الماضي مطالبة أكثر من أي وقت مضى أن تستخدم نفوذها الحقيقي لوقف إسرائيل عند حدها ومنع دخول منطقة الشرق الأوسط في حرب طاحنة ستكون أمريكا أحد المتضررين الكبار منها.

وإذا كانت الحرب لا تبدأ دفعة واحدة فإن وقفها في هذه اللحظة بحاجة إلى جهد واضح يأتي دفعة واحدة وليس على مراحل.. فإن صوت طبولها يسمع في كل أنحاء الشرق الأوسط بنفس الوضوح الذي كانت تشاهد فيه النيران من الحديدة قبل أسبوعين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط فی منطقة یمکن أن لا أحد

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: الحوثيون كبديل لنظام الأسد في انتاج حبوب "الكبتاغون" في اليمن (ترجمة خاصة)

كشفت مجلة أمريكية عن امتداد تجارة حبوب "الكبتاغون" المخدرة من سوريا إلى اليمن، ممولةً بذلك جماعة الحوثي.

 

وقالت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" في تقرير تحت عنوان: "الحوثيون يقتحمون تجارة المخدرات" وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أدى إلى فراغ في تجارة المخدرات الإقليمية، لكن الحوثيين هم البديل حاليا لإنتاج هذا الصنف من المخدر.

 

وأضافت أنها "فرصة يحرص الحوثيون في اليمن - الذين لا يترددون أبدًا في تفويت أي مشروع مربح - على استغلالها.

 

وتابعت "للجماعة تاريخ طويل في زراعة وبيع القات، وهو منشط شائع في اليمن. والآن، ينتقل الحوثيون المدعومون من إيران إلى تجارة الكبتاغون غير المشروعة، التي ساهمت طويلًا في دعم الديكتاتور السوري السابق".

 

وأشار التقرير إلى أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ضبطت مؤخرًا 1.5 مليون حبة كبتاغون في طريقها إلى المملكة العربية السعودية من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. وتتراوح أسعار الحبة في المملكة العربية السعودية بين 6 دولارات و27 دولارًا لهذا المخدر الشبيه بالأمفيتامين. استمرت عمليات الضبط طوال شهر يوليو، حيث اعترضت السلطات اليمنية عشرات الآلاف من الحبوب الأخرى في عمليات متعددة.

 

وقال "مع تراجع انتشار مختبرات الكبتاغون في سوريا، يُنتج الحوثيون المخدر في اليمن بأنفسهم. تُتيح حدود اليمن الطويلة والسهلة الاختراق نسبيًا مع السعودية للحوثيين الوصول إلى سوق استهلاكية كبيرة للكبتاغون وغيره من المخدرات".

 

ودعت المجلة الأمريكية واشنطن إلى التنبه لهذا. وقالت "يمكن للحوثيين استخدام عائدات هذه المبيعات لشراء صواريخ وذخائر أخرى لشن هجمات على إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك القواعد الأمريكية".

 

وزادت "من الواضح أن تجارة الكبتاغون لا تزال نشطة، ولا يزال للولايات المتحدة دورٌ في مكافحة تجارة المخدرات الإقليمية، التي امتدت إلى ما هو أبعد من منطقة الشرق الأوسط. وقد وقعت إحدى أكبر عمليات ضبط الكبتاغون المسجلة في إيطاليا، حيث ضبطت السلطات 84 مليون حبة كبتاغون بقيمة تقارب 1.1 مليار دولار في ميناء ساليرنو عام 2020".

 

وتابعت "لم يصل الكبتاغون بعد إلى الولايات المتحدة، لكن الولايات المتحدة ليست بعيدة المنال. فشبكات المخدرات العالمية تربط الشرق الأوسط بالغرب. في وقت سابق من هذا الشهر، ضبطت السلطات الإماراتية 131 كيلوغرامًا من المخدرات والمؤثرات العقلية مجهولة الهوية، كانت مُهرَّبة إلى الإمارات العربية المتحدة من كندا عبر إسبانيا.

 

تشير الدلائل الآن -حسب التقرير- إلى أن اليمن قد يصبح مركزًا جديدًا لإنتاج الكبتاغون. وبينما لا تزال عمليات ضبط الكبتاغون في اليمن تُمثل جزءًا ضئيلًا من تلك المُسجلة في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، يسعى الحوثيون إلى زيادة حصتهم السوقية.

 

"في عام 2023، أفادت صحيفة الشرق الأوسط أن جماعة الحوثي حصلت على مواد لمصنع لإنتاج الكبتاغون. وفي نهاية يونيو 2025، أعلن اللواء مطهر الشعيبي، مدير الأمن في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية اليمنية، أن الحوثيين أنشأوا مصنعًا لإنتاج الكبتاغون على أراضيهم. وأضاف معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، أن ذلك تم بالتنسيق مع النظام في إيران.

 

وكما تشير عمليات الضبط الأخيرة في اليمن، فإن تجارة الكبتاغون العالمية لم تزدهر مع بشار الأسد. يجب على واشنطن مراقبة الصعود المحتمل لمراكز إنتاج جديدة في اليمن، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا أن شبكات المخدرات في سوريا ولبنان لا تزال نشطة. يمكن لصانعي السياسات الاستمرار في محاسبة تجار المخدرات من خلال فرض عقوبات جديدة والاستفادة من الوصفات المحددة في استراتيجية إدارة بايدن بين الوكالات. وفق المجلة.

 

وختمت مجلة ذا ناشيونال انترست" بالقول "بدون إجراءات مُحدثة ومستمرة من واشنطن، ستستمر تجارة الكبتاغون حتى لو تغير اللاعبون الرئيسيون فيها".

 


مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: الحوثيون كبديل لنظام الأسد في انتاج حبوب "الكبتاغون" في اليمن (ترجمة خاصة)
  • ويتكوف: حماس منفتحة على التخلي عن سلاحها.. ونتنياهو ملزم بإنهاء الحرب
  • أكواد فري فاير مجانا 2025 غير مستعمل سيرفر الشرق الأوسط.. هدايا وأسلحة نادرة
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع نظيرته الكندية الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • عبد المنعم سعيد: حل الدولتين يجعل إسرائيل سنغافورة في الشرق الأوسط
  • «خبير استراتيجي» يكشف خطة نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط
  • بيان صادر عن طيران الشرق الأوسط.. هذا ما جاء فيه
  • دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد
  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟