إسرائيل تدرس توجيه ضربة استباقية ضد إيران
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
تدرس السلطات الإسرائيلية الصهيونية توجيه ضربة استباقية ضد إيران في حال أصبح هجوم طهران وشيكاً، حسبما أعلنت صحيفة تايمز أوف إسرائيل اليوم الاثنين الموافق 5 أغسطس.
ووفق لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، فقد ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن "إسرائيل ستفكر في توجيه ضربة استباقية لردع إيران إذا اكتشفت أدلة قاطعة على أن طهران تستعد لشن هجوم".
وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت متأخر من أمس الأحد اجتماعا مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بمن فيهم وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الفريق أول هرتسي هاليفي، ورئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار.
وأضافت الصحيفة أن اللقاء "عقد في ظل الاستعدادات لهجمات متوقعة على إسرائيل من قبل إيران وحليفها اللبناني حزب الله".
وذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي في وقت سابق من اليوم نقلا عن مصادر لم يذكرها أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ وزراء خارجية مجموعة الدول السبع أن إيران وحزب الله يمكن أن تشن هجوما على إسرائيل خلال الساعات الـ24 المقبلة.
وذكر موقع أكسيوس نقلا عن مصادره أن "إيران وحليفها اللبناني حزب الله تعهدا بالرد على اغتيال إسرائيل للزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران"، مشيرا إلى أن "بلينكن أكد أن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران وحزب الله سيردان على ذلك".
وقال بلينكين إن الولايات المتحدة لا تعرف التوقيت الدقيق للهجمات لكنه أكد أنها قد تبدأ في وقت مبكر من الـ24 إلى 48 ساعة القادمة - أي في وقت مبكر من يوم الاثنين"، بحسب الموقع.
وفي 31 يوليو، أعلنت حركة حماس الفلسطينية مقتل هنية في غارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران، حيث حضر حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وذكرت قناة الحدث التلفزيونية أن هنية قُتل في غارة صاروخية مباشرة، وتعهد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأن مقتل هنية لن يمر دون رد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل إيران طهران نتنياهو حزب الله أكسيوس الولايات المتحدة فی وقت
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني اعتراف إيران بإفشال مشروع ممر زنغزور؟
طهران، أنقرة – لم تمض سوى 10 أيام على مطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إيران بدعم إنشاء ممر زنغزور لأنه "مشروع تكامل يربط العالم التركي عبر الأراضي التركية ويفتح آفاقا جديدة للتنمية الإقليمية"، حتى صرّح علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية عن صراع النفوذ في القوقاز، إن طهران "أفشلت مشروع إقامة ممر زنغزور لربط أذربيجان بنخجوان عبر الأراضي الأرمينية".
وبينما اعتبر ولايتي أن مشروع ممر زنغزور "كان يهدف إلى تقسيم أرمينيا وقطع طريق وصول إيران إلى أوروبا"، أضاف في مقابلة مع موقع المرشد الإيراني الأعلى، يوم الأحد الماضي، أن بلاده استطاعت من دون الدعم الروسي الحفاظ على أمن القوقاز ومنع اختراقه من "الناتو".
يأتي ذلك بعد أسبوع تقريبا من "معارضة طهران القاطعة لأي تحولات إستراتيجية في منطقة القوقاز"، ورفضها مشاريع الربط الإقليمي "المفروضة من طرف واحد"، مؤكدة أن المشاريع الانتقائية التي "تُهمّش دولا أو تُغيّر المعادلات" غير مقبولة.
وردا على دعوة الرئيس التركي لانضمام إيران إلى ممر زنغزور، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده، أن الموقف الإيراني يقوم على "مبادئ ثابتة: احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية"، مشددا في تصريحات صحفية على أن أي اتصال إقليمي "يجب أن يكون شاملا وقائما على التوافق".
ورغم ذلك، فإن تصريح ولايتي يُعتبر أول اعتراف علني بدور إيراني حاسم في إيقاف مشروع يُهدد مصالح طهران الإستراتيجية، وفق مراقبين في طهران، ذلك أن طهران ترى أن المشروع يرمي إلى قطع "طريق إيران الحيوي" إلى أوروبا عبر أرمينيا وجورجيا وعزل الجمهورية الإسلامية عن القوقاز.
في السياق، يعتقد محسن باك آئين، السفير الإيراني السابق في العاصمة الأذرية باكو، أن الممر كان سيتحول إلى قاعدة عسكرية لبعض الدول الإقليمية تسمح لحلف شمال الأطلسي "الناتو" و"الكيان الصهيوني" بمراقبة الحدود الإيرانية بنشر رادارات وتسليحات متطورة، الأمر الذي دفع طهران إلى التحرك سياسيا والتحشيد العسكري لإفشال المشروع.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى باك آئين أن تصريحات ولايتي تحمل رسائل مشفرة بقوله "حافظنا على أمن القوقاز دون دعم روسي" في إشارة إلى أن موسكو كانت قد نأت بنفسها من المشروع بسبب انشغالها في الحرب مع أوكرانيا، ما يعني أن مواجهة طهران هذا المشروع "بمفردها" قد حولها إلى "ضامن أمني" في القوقاز.
إعلانورأى المتحدث نفسه، أن بلاده قد حافظت على السلام الإقليمي بتعطيل مشاريع أجنبية على حدودها وتقويض نفوذ أعدائها في القوقاز، فضلا عن دعمها عودة قره باغ إلى أذربيجان ومنع المس بسيادة أرمينيا ومحاصرة روسيا من الناحية الجنوبية.
وعلى الصعيد الداخلي، فهمت تصريحات ولايتي، أنها جزء من إستراتيجية الجمهورية الإسلامية لتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة التهديدات الخارجية، إذ حظيت بدعم من بعض الأوساط السياسية التي ترى في الحفاظ على الأمن القومي الإيراني ضرورة ملحة.
وخلص السفير الإيراني السابق في باكو إلى أن تصريحات ولايتي الأخيرة جاءت لترسل رسالة إلى الداخل والخارج بأن إيران لم تكن مقتدرة ومتمكنة كما هي عليه اليوم على مر التاريخ.
موقف أنقرةفي تركيا، تنظر أنقرة إلى مشروع ممر زنغزور باعتباره حجر زاوية في مساعيها لتعزيز التواصل الجغرافي والاقتصادي مع أذربيجان، ونافذة جديدة للانفتاح على آسيا الوسطى.
ويُتوقع أن يشكل الممر، الذي يمتد من نخجوان عبر أرمينيا إلى أذربيجان، محورا حيويا في طريق تجاري ضخم يمتد من لندن إلى بكين، بقيمة تقدر بتريليونات الدولارات، ما يجعله مصدر مكاسب اقتصادية ضخمة للدول المجاورة.
وسبق للرئيس التركي أردوغان أن شدد على الأهمية الجيوسياسية للممر، ووصفه بأنه "ليس مجرد طريق عابر، بل خط تكامل إستراتيجي يربط العالم التركي عبر الأراضي التركية"، مشيرا إلى أن المشروع سيعزز من قدرات البنية التحتية في مجالات النقل والطاقة داخل جنوب القوقاز.
وفي تصريحات أدلى بها خلال رحلة عودته من أذربيجان الشهر الماضي، أكد أردوغان أن ممر زنغزور "لا يقتصر على كونه حلقة وصل بين أذربيجان ونخجوان، بل هو مشروع تكامل أوسع يربط العالم التركي، ويفتح آفاقا جديدة للتنمية الإقليمية".
وأضاف "نتوقع من جارتنا إيران أن تدعم هذه الخطوات، لما تحمله من فرص لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية. فكل ممر يفتح، وكل خطوة تتخذ، ستسهم في تقريب الشعوب وتعزيز المكاسب الاقتصادية المشتركة".
من جانبه، يرى الباحث في العلاقات الدولية بجامعة أذربيجان، لطفي قارجي، أن ممر زنغزور يمثل أحد أكثر المشاريع الجيوسياسية طموحا بالنسبة لتركيا في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، مشددا على أنه يتجاوز كونه مجرد مشروع بنية تحتية، ليُجسد عمليا فكرة "العالم التركي الموحد" التي تسعى أنقرة إلى ترسيخها ضمن منظمة الدول التركية.
إعلانوبحسب قارجي، فإن الممر سيوفر حلقة وصل برية مباشرة بين تركيا وجمهوريات آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، دون الحاجة للمرور عبر الأراضي الإيرانية أو الروسية، ما يعزز مكانة أنقرة كممر جيوسياسي وتجاري بديل في قلب أوراسيا.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يؤكد قارجي في حديث للجزيرة نت، أن الممر سيفتح مسارا إستراتيجيا للنقل البري والسككي يمتد من الأراضي التركية إلى بحر قزوين، ومنها إلى عمق آسيا الوسطى وصولا إلى الصين، ما يعزز موقع تركيا ضمن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، ويمنحها تفوقا لوجستيا وتجاريا في السوق الإقليمية، عبر تقليص تكاليف النقل وتسريع تدفق السلع.
وعن الموقف الإيراني من المشروع، يشير قارجي إلى أن المعارضة العلنية التي تبديها طهران تعكس مخاوف إستراتيجية حقيقية من خسارة دورها كممر أساسي يربط أذربيجان بجمهورية نخجوان، فضلا عن قلقها من اختلال التوازن الإقليمي لصالح الحلف التركي-الأذري.
ويحذّر من أن هذا الموقف قد يعقّد تنفيذ عدد من المشاريع الحيوية في مجالي النقل والطاقة، ويؤدي إلى تصاعد التوترات السياسية حول الممرات العابرة للحدود، مع إمكانية استغلال الرفض الإيراني من قوى إقليمية كأرمينيا وروسيا للضغط على المشروع أو اقتراح مسارات بديلة منه.
تنافس إقليميومع ذلك، يعتقد قارجي، أن تأثير هذه المعارضة لن يكون حاسما على الأمد البعيد، في ظل تعاظم التحالف بين أنقرة وباكو، واستمرار الدعم السياسي والميداني المتبادل بين الجانبين.
من جانبه، يعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي علي فؤاد جوكشه، أن العلاقة بين إيران وتركيا، رغم غياب الحرب بينهما منذ قرون، تقوم على تنافس إقليمي محتدم يسعى كل طرف فيه إلى الحفاظ على توازن القوى في المنطقة.
ويؤكد في حديث للجزيرة نت، أن "إيران كانت ولا تزال الطرف الأكثر مبادرة في هذا التنافس"، مضيفا أن طهران تراقب من كثب كل خطوة تركية، مدفوعة بحساسيتها من وجود أقلية تركية واسعة داخل حدودها.
إعلانويرى جوكشه، أن ممر زنغزور يمثل أحد أبرز تجليات هذا الصراع الهادئ، مشيرا إلى أن المشروع من شأنه أن يمنح تركيا منفذا بريا مباشرا إلى آسيا الوسطى، ويعيد ترتيب موازين النفوذ في جنوب القوقاز لصالح أنقرة وباكو، وهو ما قد يدفع إيران إلى عرقلته.
ويضيف "ربما تكون إيران قد أعاقت تنفيذ الممر في الوقت الراهن، لكنها لم توقفه، بل أجلته فحسب. فالممر، في تقديري، سيتحقق عاجلا أم آجلا".
وبينما يقرأ الجانب التركي تصريحات ولايتي في سياق صراع القوى الإقليمية، يبقى السؤال عن كيفية استجابة إيران لردود الفعل الإقليمية والدولية على مواقفها وسياسات الطرف المقابل تجاه طهران، ذلك أن فهم هذه الديناميكيات سيساعد في رسم صورة أوضح لمستقبل العلاقات الإيرانية مع جيرانها وكيفية تأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة.