مشيمة ضاقت من حبلها السري
د. #بسام_الهلول
طه ياحبيبي سلام عليك…
ياخذني المساء بحجزي إلى هاتيك المساءات ذات الشتاء الدابر امس . إلى دياجير ذلك الليل من شتاء وعتم انه رمس ما امس . كنا كزغب الطير يجمعنا الموقد في( الهناك) غرفتان من أسمنت غير مسلح يكاد من تهالكه يؤذن بالسقوط ليتم نسك السجود على هاماتنا حواصل فارغة بوابته تجأر إلى الله معنا كل هذا مجتمع لإيقاع مقام وتمرين فيزيقي لتضعنا في دائرة المحال وفوات ينفتح على الآن
مقام الليلة مرتع فلسفي لهاتيك الذكريات وتأمل فلسفي يكاد ان يرتقي تداوله إلى مقام مفهوم ومرتع خصب لمجمع الااااهات ، مقامات الماوراء تتقدم لتفسح مجالها لأضدادها مما ينفتح فواته بتبرجه لشخوص مفهومية ترفع الوالدة ( رحمها الله) قواعد لمبانى ترتيمة كما شأنها وعلى الدوام ترفع القواعد مع الوالد ( رحمه الله) بيت الزوجية والولد بتناغم تام ووقع مارايت من مثله حسنا وجمالا بيدها المصباح او مانطلق عليه( لامظة 4) وهذه لاتحضر إلا لعزيز مناسبة اي الرقم( 4) ويمتزج الصوت منها تردادا لما يتلوه الوالد وتضج جنبات هذه الجدر المتشققة حزنا وحزنا( بالفتح) طه ياحبيبي سلام عليك…يامسكي وطيبي…سلام عليك.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سلام علیک
إقرأ أيضاً:
انسحب بصمت كي لا تقتلك النهايات
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
تُحتِّم علينا الحياة أحيان على الانسحاب من حياة بعض البشر الذين نكن لهم وافر الاحترام والتقدير والمحبة، ليس لأنهم سيئين وكيف نصفهم بالسيئين ونحن أحببناهم وقدرناهم واحترمناهم فليس المعنى كالمغزى في حقهم.
المشكلة تقع بأنهم وللأسف لا يشعروننا بذلك الانسجام والاندفاع نحوهم، بل تكون ردة فعلهم تجاهنا باردة وكأننا أثقلنا عليهم وُدنا وأتعبناهم به، وما يحزننا أكثر هو لو أنهم صارحونا من البداية بأننا خارج دائرة اهتمامهم نظير أن يجعلوننا نعيش معهم جميل الأيام في سرابٍ مجهول ووعود باطلة وحكيٍ معسول مُثخن بالخيال والإهمال، فالأحلام أحيان تكون مُعلّقة حتى يصحو صاحبها من غفوته ويستفيق من غفلته ويعي بأنه غير مرغوب في حياة البعض.
وقد أخذنا الدروس والعبر من خلال حَدسنا الذي لم يخوننا يوما في تجاربنا السابقة في الحياة في شتى المجالات، واستنبطنا منه يقينًا بأنه على صواب تام وتعلمنا منه المُفيد، وهو الذي كشف لنا فجوة ذلك الفراغ بيننا وبينهم والذي اقترن برِدَّات فعلهم الغريبة والعجيبة والمؤلمة والكاذبة والمتكررة الصادرة منهم بالقول والفعل تجاهنا، والتي تأتينا على مراحل من خلال تعاملنا معهم لتصدمنا بهم، ولكننا نُبرئهم دائمًا منها ونقول بأنها مجرد تخيلات غير حقيقية ولا محل لها من الإعراب ونغض الطرف عنها كي لا نخسرهم، ونقنع أنفسنا غصبا عنها بالتعلق بهم وأنهم فعلا يُبادلوننا الاحترام والتقدير والود الصادق كما نُبادلهم به ويودوننا كما نودهم، والحقيقة هي أنها جُملة أوهام في أوهام لا تمت بأي صلة لمقام الود وتفاصيله ومعانيه وخِصاله الحميدة، مما جعل يقيننا نافذًا بأننا نعيش في وهم وخيال في حياتهم التي زينوها لنا بأقفاص من ذهب وهي في الحقيقة وللأسف أقفاص من القَش المُتهالك.
من غرائب بعض البشر أنهم بلا اكتراث بمشاعر الغير وتقديره لهم ونسوا بأن للإنسان كرامة وعِزّة نفس لا يمكن مُساومتها على حساب المشاعر؛ فالمشاعر تبقى مشاعر وكرامة النفس تبقى لها ما يصونها عن مذلة الغير، بل إنهم لا يفيد فيهم حجم وكمية الود الذي يُقدم لهم ولا أي من توابعه، ولو أهديت لهم عينيك فلن يفيد فيهم كونهم لا يبتغونك، فما كل قلبٍ يُشرى بالهدايا حتى ولو كانت الهدية هي عينيك، فهم كالشجرة التي تسقيها وتعتني بها وهي للأسف تنبت لك شوكًا مسمومًا.
إذن ما هو الحل في طريقة التعامل مع هذه الفئة من البشر؟ الحل هو أنك يجب أن تنسحب عنهم بهدوء وتدوس على مشاعرك ولو تألمت حينها من قسوة المشهد عندما تعي حجم الفجوة بينك وبينهم، وتحفظ كرامتك من جانب ومن جانب آخر تدعهم يعيشون في معمعتهم التي يمتهنونها ضد من أتاهم يحمل وده الصادق لهم، فلو لم تنسحب حينها فستبقى هي مسألة وقت فقط ليس إلّا وسينسحبون هم عنك عندما تتعمّق فيهم وسيتركونك تتألم وتُقاسي الأمرين، مُر العذاب كونك تودهم وتُقدرهم ومُر الهجر الذي سيُجرعونك من كأسه المُر وسيرمونك ضحية صدق مشاعرك تجاههم.
فأنت مهما أفضيت مشاعرك وودك تجاههم بكل طريقة ممكنة وشرحت وفصلت لهم حجم اندفاعك إليهم، فهم بالمقابل لا يودونك؛ بل ويعتبرونك ولا شيء بالنسبة لهم وأنك خارج دائرة اهتمامهم، فأنت لن تستطيع تغييرهم تجاهك بالقول والفعل الصادق، ولن تستطيع كسب ودهم تجاهك، ولن تستطيع زرع مشاعرهم بالقوة تجاهك، فهم عندما تتحدث معهم يُحدثونك حينها عن الود والمشاعر وعندما تُغادرهم أو تغلق مُحادثتك عنهم يقولون عنك ما بال هذا الغبي لا يفهم بأنه ثقيل على أنفسنا.
هم يعتبرونك وكما أسلفنا ولا شيء بالنسبة لهم، وبمجرد أنك أتيتهم تحمل ودك لهم وهم لم يأتوك فتحمل كمية الخذلان التي سيجلدونك بها؛ فأنت الخسران في معركتك معهم وأنت فقط الذي وددتهم وهم لم يودوك، وأنت الذي أحببتهم وهم لم يحبوك، وأنت الذي أشغلت فكرك وقلبك ومشاعرك بهم وهم لم ينشغلون بك بتاتا، ومهما حاولت فيهم فلن تجني منهم سوى الخذلان والإحباط والانكسار واستنزاف المشاعر في الفراغ، وحتمًا لن تجني عنباً من حقل الشوك الذي رميت نفسك فيه.
وخلاصة مقالنا هذا هو أن الانسحاب بهدوء عن ساحة البعض هو الحل الوحيد والأمثل عندما تجد نفسك خارج دائرة اهتمامهم، فالمنطق يقول إن الانسحاب من مكان لا تجد فيه مكانًا لك هو كرامة لنفسك، والانسحاب عن ناسٍ لا يعيرون لك اهتمام ولا تقدير هو مَعزّة لنفسك، والانسحاب من ساحة معركة تعلم أنها خاسرة هو حفظ لماء وجهك، وإنَّ لنفسك عليك حق مثلما لودك وتقديرك لنفسك حق عليك، ولكي لا تزعج الغير أوصيك بأن لا تشغلهم بك بتاتًا وتدعهم يعيشون حياتهم مع من يشتهون وعش انت حياتك مع من يفهمك ويقدرك ويحفظ كرامتك ومكانتك وصِدق مشاعرك لديه، فتعلّم يا صاحبي كيف تنسحب بهدوء وتترك الجمل بما حمل ولمن حُملت له حمولته سواك، فكرامتك لا تجرجرها في بلاويك لأن سقوطها ينهيك ولو كان الجسد حي.