الجزيرة نت تكشف تفاصيل الدور التركي في صفقة تبادل السجناء بين روسيا وأميركا
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
أنقرة- في الأول من أغسطس/آب 2024 بعدما تجاوزت الساعة الرابعة عصرا بقليل، وردت أخبار عاجلة تفيد بأن "عملية تبادل دولية ستجري اليوم على الأراضي التركية وبتنسيق من استخباراتها"، ولم تكن لدى الصحفيين أي معلومات مسبقة عنها، كما لم يعلموا أنها ستكون الأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.
وحين بدأت 7 طائرات من 7 دول مختلفة تهبط في مطار "إيسنبوغا" في العاصمة التركية أنقرة، بدأ يتضح تدريجيا مدى أهمية عملية التبادل التي ظلت مخفية عن وسائل الإعلام.
ومع ذلك، عندما تبين أن بعض الأشخاص البارزين في عملية التبادل هم ممن تُولي الولايات المتحدة وروسيا اهتماما كبيرا بهم، وأن هذه العملية تُتابَع على مستوى رؤساء الدول، قطعت القنوات التلفزيونية بثها المعتاد وانتقلت إلى بث الأخبار العاجلة عن هذا "التبادل التاريخي".
مصدر أمني تركي رفيع كشف للجزيرة نت تفاصيل صفقة التبادل، والدور التركي في التحضير وتنفيذ عملية التبادل.
متى بدأت المشاورات بين الدول من أجل عملية التبادل؟كانت الدولتان الرئيسيتان في عملية التبادل روسيا والولايات المتحدة، وكلتاهما تتحدث منذ فترة طويلة عن شخصيتين لهما أهمية كبيرة.
بالنسبة إلى الولايات المتحدة، كان الكاتب في صحيفة "وول ستريت جورنال" إيفان غيرشكوفيتش، الذي اعتقل في روسيا مارس/آذار 2023 بتهمة "التجسس"، هو الشخصية الأهم.
أما بالنسبة إلى روسيا، فكان أهم شخصية هو العميل في جهاز الأمن الفدرالي الروسي فاديم كراسنيكوف، الذي اعتقل في ألمانيا بتهمة قتل المعارض الشيشاني زليمخان خانجوشفيلي عام 2019، والذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وبينما كانت الدولتان تتحدثان عن تبادل هاتين الشخصيتين، أضيفت أسماء جديدة إلى القائمة، ليصل العدد فجأة إلى 26 شخصا من 7 دول مختلفة.
ما العقبة التي تخللت التفاوض؟لم تتمكن الولايات المتحدة وروسيا من التوصل إلى اتفاق بشأن مبدأ التكافؤ في تبادل الأشخاص لفترة من الزمن. ولهذا السبب، تمت إضافة أسماء جديدة إلى قائمة الأشخاص الذين سيتم تبادلهم، إذ كانت العقبة الأهم هي الإفراج عن عميل جهاز الأمن الفدرالي الروسي فاديم كراسنيكوف، الذي تمت محاكمته وإدانته في المحاكم الألمانية، فقامت الولايات المتحدة بحل هذه المشكلة عبر مفاوضات سرية مع ألمانيا.
وعندما توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق متبادل، ناقشتا إجراء عملية التبادل في دولة ثالثة، وهو المعتاد في مثل هذه العمليات، وكان القرار المشترك بين الدولتين هو اختيار تركيا.
لهذا الاختيار عدة أسباب، فقد كانت تركيا واحدة من الدول النادرة التي تتواصل بشكل جيد مع كل من الولايات المتحدة وروسيا. فبعد الحرب الروسية الأوكرانية، توترت العلاقات بين الدول الأوروبية وروسيا، وكذلك بين الدول الشرقية والولايات المتحدة، مما أدى إلى أزمة ثقة كبيرة. وبهذا، أصبحت تركيا المرشح الأقوى.
بالإضافة إلى ذلك، كانت لدى تركيا عمليات تبادل ناجحة في السابق، ففي عام 2022، تم تبادل الطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو مع جندي البحرية الأميركية تريفور ريد بوساطة تركيا. وكذلك كانت الوسيط في تبادل أسرى الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وخاصة جنود كتيبة آزوف والجنود الروس، ولعبت دور الوسيط أيضا في فتح ممر الحبوب وتوزيعها على العالم خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
وهناك معياران آخران لاختيار الدولة الوسيطة، إذ يجب أن تكون لديها إرادة سياسية وآليات اتخاذ قرارات سريعة، وأن تكون أجهزة استخباراتها قادرة على جمع 26 شخصا من 7 دول مختلفة وتنفيذ عملية التبادل.
من قام بالاتصال الأول ومتى ومع من؟قبل شهر، في بداية يوليو/تموز، قام رؤساء الاستخبارات في الولايات المتحدة وروسيا بنقل طلب رسمي إلى رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن للمساعدة في عملية التبادل، فاستمع إلى الطلب وتوجه به إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، ومن ثم منح أردوغان رئيس استخباراته السلطة الكاملة لتنفيذ العملية.
وقام قالن بإجراء التعيينات اللازمة داخل الجهاز لتنفيذ العملية وتحت "أعلى درجات السرية والدقة"، ولهذا لم يتم سماع أي شيء عن العملية أو تداول أخبارها حتى هبوط أول طائرة في المطار التركي.
ما الخطة التي اتبعها جهاز المخابرات التركي؟حصلت الاستخبارات التركية على قائمة تضم 26 شخصا يتمتعون بأهمية لدى 7 دول، وتضمنت القائمة عميلا من جهاز الأمن الفدرالي الروسي، بالإضافة إلى أطفال ونساء وصحفيين وعسكريين، وعلى الرغم من اختلاف أهمية هؤلاء الأشخاص، قامت الاستخبارات التركية بتطبيق بروتوكول النقل والحماية والتسليم نفسه على الجميع بشكل متساو.
وكانت هناك 7 طائرات ستقلع من الولايات المتحدة، وألمانيا، وبولندا، وسلوفينيا، والنرويج، وروسيا، وبيلاروسيا، وستهبط في تركيا، وبعد تبادل الأشخاص، ستعود هذه الطائرات إلى الدول التي جاءت منها.
وأعدت الاستخبارات التركية خطة تبادل، وتم تحديد مواعيد إقلاع الطائرات من الدول المختلفة حسب مناطقها الزمنية، وتوقيت وصولها إلى تركيا، كما تم تحديد مكان انتظار الأشخاص الموجودين على متن هذه الطائرات، وكيفية تسليم الشخصيات المستبدلة، ومواعيد إقلاع الطائرات للعودة، وعندما تم التوصل إلى اتفاق على هذه الخطة، بدأت الطائرات تهبط واحدة تلو الأخرى في الأول من أغسطس/آب الجاري.
كيف تم التبادل في المطار؟هبطت أول طائرة قادمة من سلوفينيا في المدرج في الساعة 16:05 (بالتوقيت المحلي)، تبعتها الطائرات القادمة من النرويج، وروسيا، وألمانيا، والولايات المتحدة (طائرتان)، ثم تم إنزال الأشخاص العشرة الذين ستستلمهم روسيا أولا، ثم نُقل 16 شخصا ستسلمهم روسيا إلى طائرات بلدانهم.
واختارت الاستخبارات التركية جميع الموظفين المشاركين في العملية في المطار، بما في ذلك عناصر الأمن، والصحة، والنقل، والطعام والشراب، من موظفيها. ولم يُعلن عن عدد الأشخاص المشاركين في العملية، لكن قيل إنها أكبر عملية تخصيص للموارد البشرية خلال السنوات الأخيرة.
تمت المرحلة الأخيرة من التبادل على النحو التالي:
أولا، تمت تلبية احتياجات الأشخاص الذين نزلوا من الطائرات، مثل الطعام والشراب وغيرها، ثم نُقلوا إلى قاعة كان بها الممثلون الرسميون للدول للتأكد من هوياتهم، وتحت إشراف الاستخبارات التركية، تم التحقق من هوياتهم وعددهم. الأشخاص الذين احتاجوا إلى فحص طبي تم فحصهم بواسطة فريق الصحة الخاص بالاستخبارات التركية وتوثيق حالاتهم. وخلال جميع هذه الإجراءات، لم يتركهم عناصر الأمن التابعون للاستخبارات التركية. بعد الانتهاء من الإجراءات، نُقل الأشخاص إلى الطائرات التي ستعيدهم إلى بلادهم حسب الخطة الموضوعة، ومنهم 10 أشخاص إلى الطائرة الروسية المتوجهة إلى موسكو، و3 أشخاص إلى الطائرة الأميركية المتوجهة إلى واشنطن، و13 شخصا إلى الطائرة الألمانية، وأقلعت الطائرات واحدة تلو الأخرى في الأوقات المحددة. ما المشكلة التي ظهرت خلال التبادل؟ وكيف تم حلها؟في أثناء عملية التبادل، ظهرت بعض الأزمات نتيجة مطالب إدارية لم يتم الاتفاق عليها مسبقا بشأن بعض الأسماء، وتم حلها بطرق دبلوماسية عبر الاستخبارات التركية.
وكانت المشكلة الأخرى التي واجهتها العملية هي عدم الثقة بين روسيا والولايات المتحدة، إذ كان كل طرف يريد تسلم الأشخاص المطلوبين له أولا، مما أدى إلى تعقيد تنظيم العملية.
هل التقى مسؤولو المخابرات يومها؟في يوم تنفيذ عملية التبادل، قام رئيس الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بإجراء مكالمات هاتفية متواصلة مع رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، وذلك للأهمية الكبيرة التي كان يوليها رئيسا الولايات المتحدة وروسيا لهذه العملية. وعند اكتمال التبادل، اتصل رؤساء الاستخبارات الروسية والأميركية بقالن مرة أخرى لتقديم شكرهم الخاص له.
لماذا استقبل رئيسا روسيا والولايات المتحدة الأشخاص الذين تم استرجاعهم؟في كل من الولايات المتحدة وروسيا، كانت بعض الأسماء التي تم تبادلها موضوعا ساخنا لفترة طويلة، ففي سباق الرئاسة الأميركي، كان المرشح الجمهوري دونالد ترامب قد أعلن أنه الوحيد القادر على إنقاذ إيفان غيرشكوفيتش، كوسيلة للتحدي ضد الرئيس الحالي جو بايدن.
وفي روسيا، نشأت مناقشات حول كيفية قيام الرئيس فلاديمير بوتين بتفويض الأشخاص المهمين ثم التخلي عنهم، مما جعل إنقاذ العميل فاديم كراسنيكوف مسألة "برستيج" (كرامة) بالنسبة إلى بوتين.
لذا، عندما وصل الأشخاص الذين تم تبادلهم إلى الولايات المتحدة، ذهب الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس شخصيا إلى المطار لاستقبالهم، وتم بث هذا الحدث مباشرة على جميع وسائل الإعلام. وبالمثل، ذهب بوتين لاستقبال الأشخاص القادمين في المطار أمام وسائل الإعلام، ووجه عدة رسائل إلى الجمهور الداخلي.
وحصل كل من الرئيسين على قدر كبير من الهيبة السياسية من خلال هذه العملية، بينما أصبحت كيفية استفادة ألمانيا والدول الأخرى من هذه القضية من أكثر المواضيع نقاشا في الأوساط الداخلية.
ماذا قال رؤساء الدول الذين اتصلوا بأردوغان؟بعد انتهاء عملية التبادل، اتصل كل من رؤساء روسيا والولايات المتحدة بالرئيس التركي أردوغان، ليقدما شكرهما على المساهمة الكبيرة التي قدمتها تركيا، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قاما أيضا بالإعلان عن شكرهما عبر وسائل الإعلام، حيث أحدث إتمام تركيا لأكبر عملية تبادل منذ الحرب العالمية الثانية بدون أي مشاكل صدى كبيرا في عالم الاستخبارات.
هل نتوقع عمليات تبادل أخرى؟بعد هذه العملية، يُقال إن دولا أخرى طلبت من تركيا أن تكون الوسيط في عمليات تبادل مماثلة. ومع ذلك، تُجرى جميع هذه الأعمال بسرية تامة.
ما لائحة الأشخاص الذين شملهم التبادل؟شملت المجموعة التي سُلمت إلى روسيا كلا من ميخائيل ميكوشين، وقد جاء من النرويج، وفاديم كراسنيكوف الذي أُحضر من ألمانيا، وبافيل أليكسييفيتش روبتسوف والذي جاء من بولندا، وفلاديسلاف كليوشين ورومان سيليسنيوف وفاديم كونوشينوك، وثلاثتهم جيء بهم من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أرتيم دولتسيف وآنا دولتسيفا اللذين جرى نقلهما من سلوفينيا.
أما الأسماء التي سلمت إلى الولايات المتحدة، فشملت بول ويلان، وإيفان غيرشكوفيتش، وألسو كورماشيفا، وجميعهم كانوا في روسيا.
أما الأشخاص الذين سُلموا إلى ألمانيا، فهم هيرمان مويسز، وباتريك شوبل، وريكو كريغر، وديتر فورونين، وكيفين ليك، وأوليغ أورلوف، وساشا سكوخيلينكو، وإليا ياشين، وليليا تشانيشيفا، وكسينيا فاديفا، وفاديم أوستانين، وفلاديمير كارامورزا، وأندريه بيفوفاروف. وجميعهم كانوا محتجزين في روسيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة وروسیا روسیا والولایات المتحدة الاستخبارات الترکیة من الولایات المتحدة عملیة التبادل وسائل الإعلام الأشخاص الذین هذه العملیة فی المطار بین الدول فی روسیا
إقرأ أيضاً:
أول فيديو لاحتجاز ناقلة نفط قرب فنزويلا.. وأميركا "تبرر"
كشفت مصادر رسمية وتقارير صحفية، تفاصيل جديدة عن واقعة احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قرب سواحل فنزويلا، الأربعاء.
وقالت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي إن الولايات المتحدة نفذت أمرا باحتجاز ناقلة نفط خام "تستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران".
وأضافت بوندي على منصة "إكس": "على مدى سنوات عديدة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ناقلة النفط لمشاركتها في شبكة غير قانونية لشحن النفط تدعم منظمات إرهابية أجنبية".
وذكرت أن عملية احتجاز الناقلة تمت قبالة سواحل فنزويلا.
كما نشرت المدعية العامة الأميركية باميلا بوندي مقطع فيديو لاحتجاز الناقلة، يظهر تحليق مروحية وهبوط جنود على متن السفينة.
وقالت في منشور على "إكس": "نفذ مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة التحقيقات الأمنية الداخلية وخفر السواحل الأميركي، بدعم من وزارة الحرب، الأربعاء، أمر مصادرة ناقلة نفط خام تستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران".
وتابعت: "تخضع هذه الناقلة لعقوبات أميركية منذ سنوات لتورطها في شبكة تهريب نفط غير مشروعة تدعم منظمات إرهابية أجنبية. وتمت عملية المصادرة قبالة سواحل فنزويلا بأمان تام، ويستمر تحقيقنا بالتعاون مع وزارة الأمن الداخلي لمنع نقل النفط الخاضع للعقوبات".
كما نقلت شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية عن مصادر، أن ناقلة النفط المحتجزة قرب فنزويلا تحمل اسم "ذا سكيبر"، وهي سفينة فرضت واشنطن عقوبات عليها عام 2022 بسبب علاقاتها بإيران وحزب الله اللبناني.
وذكر مراسل الشبكة على منصة "إكس"، أن إدارة ترامب تبحث تنفيذ المزيد من هذه العمليات.
وفي وقت سابق من الأربعاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده صادرت ناقلة نفط كبيرة قبالة سواحل فنزويلا، في وقت يزداد به التوتر بين واشنطن وكراكاس.
وقال ترامب: "صادرنا للتو ناقلة نفط قبالة فنزويلا. ناقلة كبيرة. كبيرة جدا. الأكبر التي تتم مصادرتها".
ولم يدل ترامب بتفاصيل عن السفينة ومالكها ووجهتها.
وأكتفى بالإشارة إلى أنها "صودرت لأسباب وجيهة للغاية"، موضحا أن الولايات المتحدة ستحتفظ بالحمولة.
وتكثف الحكومة الأميركية إجراءاتها الاقتصادية والعسكرية في محاولة لإسقاط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وأكد ترامب أخيرا في مقابلة مع موقع "بوليتكيو"، أن أيام مادورو باتت "معدودة".
وشنت الولايات المتحدة ضربات عدة ضد زوارق تشتبه بأنها تستخدم لتهريب المخدرات عبر البحر الكاريبي.
ويشكل النفط الخام المورد الوحيد لفنزويلا التي تخضع لحظر، ويضطرها هذا الأمر إلى عرض إنتاجها في السوق السوداء بأسعار أدنى بكثير، وخصوصا للدول الآسيوية.
ومن شأن مصادرة الناقلة النفطية أن يؤثر على تلك الصادرات، إذ قد يردع ذلك جهات عن شراء النفط الفنزويلي خشية مواجهة المصير نفسه.
وتنتج فنزويلا يوميا 1.1 مليون برميل من النفط الخام، تزود بها الصين بشكل أساسي، وفق خبراء.
والأسبوع الماضي، أشار الممثل التجاري للاتحاد الأوروبي في فنزويلا خايمي لويس سوكاس، إلى تراجع بنسبة 75 بالمئة هذا العام لواردات التكتل من النفط الفنزويلي، من 1.535 مليار يورو في 2024 إلى 383 مليونا في 2025.