مواطنون لـ «العرب»: تمديد العمل بالمحال والأماكن الترفيهية ينعش السياحة
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
علي البوشريدة: يحقق الاستفادة من المشاريع السياحية
أسماء الشهواني: خطوة مهمة مطلوبة للنهوض بالقطاع
أحمد الحمادي: التمديد حتى منتصف الليل ضرورة «صيفية»
قدمت دولة قطر لقطاع السياحة الكثير لا سيما في الفترة التي كانت تحضر فيها لاحتضان مونديال كأس العالم لكرة القدم «فيفا-قطر 2022 « الحدث الذي كان بمثابة انطلاقة جديدة في الكثير من المجالات، وعلى رأسها قطاع السياحة.
وفي هذا السياق اتخذت «قطر للسياحة» حزمة من الخطط والبرامج الكفيلة بتعزيز مكانة قطر وجهة سياحية عالمية رائدة عبر استقطاب 6 ملايين زائر سنويا ما يرفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 12 بالمائة بحلول 2030.
وتمضي قطر بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الوطنية 2030 الهادفة لتنويع الاقتصاد الوطني، ويأتي القطاع السياحي في طليعة القطاعات التي تعزز هذا التوجه برفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 7 بالمائة إلى 12 بالمائة، فضلا عن مضاعفة فرص العمل فيه مع مواصلة الجهود لتعزيز مكانة قطر كوجهة عالمية رائدة في تميز الخدمة.
ويعد اختيار الدوحة عاصمة للسياحة العربية للعام 2023 من قبل المجلس الوزاري العربي للسياحة، خطوة إضافية في سبيل ترسيخ مكانتها وجهة سياحية جاذبة، لكن مع ذلك تبقى بعض الاجراءات التي يعتقد المواطنون والمقيمون أن لها الأثر الطيب في تنشيط السياحة، وعلى رأسها تمديد ساعات العمل في المجمعات التجارية والأماكن السياحية وكذلك الشواطئ العامة.
وأكدوا في هذا السياق لـ «العرب» أن مد ساعات اغلاق المجمعات والمحال التجارية والشواطئ والأماكن السياحية حتى منتصف الليل، ضرورة لتنشيط القطاع السياحي في فترة الاجازات الصيفية الذي ترتفع فيها درجات الحرارة، لافتين إلى أن معظم المواطنين والسياح الأجانب يفضلون الخروج في المساء وفي أوقات متأخرة لتجنب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة.
استفادة ضرورية
وقال المهندس علي البوشريدة إن على الهيئات المختصة الأخذ في عين الاعتبار أن اليوم في فترة الاجازات يبدأ في الفترة المسائية بينما أغلب الناس لا يفضلون الخروج صباحا، مبيناً أن الدولة أنجزت العديد من المشاريع السياحية الكبيرة التي يجب تحقيق أكبر استفادة منها، ومن بينها المجمعات التجارية أو المولات، لافتا إلى أن هذه الأماكن من بين أهم عوامل الجذب السياحي ومن غير الصائب أن تغلق أبوابها قبل منتصف الليل.
وتابع: شخصيا، لو كنت أنوي أن أقصد مجمعا تجاريا للمشي أو التسوق وتناول العشاء وكانت الساعة التاسعة فإنني قد أصرف النظر إذا علمت أن المكان يغلق أبوابه عند الساعة 11 ليلا.
وأوضح البوشريدة أن الكثيرين لا يتحملون الرطوبة أو درجات الحرارة العالية ويجب حفظ حقوقهم في الاستمتاع بالاماكن العامة والسياحية، بما فيها الشواطئ التي تغلق في وجه المصطفين والعوائل في تمام الساعة السادسة مساء، رغم أنه كانت هناك تجارب جيدة خلال فترة مونديال كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، وغيرها في استغلال شاطئ 974 وشاطئ سيلين على أكمل وجه، ولساعات طويلة من الليل، لكن للأسف فقد تغير الوضع وأصبحت كل الشواطئ تغلق في وقت مبكر، ما يؤثر في الاستغلال الجيد لهذه الشواطئ خاصة شاطئ كتارا وشواطئ الدوحة المجهزة تماما والتي لا ينقصها شيء لاستقبال روادها لساعات أطول.
وأضاف: قد تكون تلك عوامل مساعدة في التشجيع على السياحة الداخلية، وجذب السياح من الخارج كذلك، ويمكن الاستفادة أيضا من تجارب دولية مثل «ميكانوس» التي تستقبل شواطئها المصطافين ليل نهار بدون توقف، فمن غير المعقول أن نسعى لجذب السياح في حين تتوقف جميع النشاطات السياحية والتجارية في وقت مبكر.
حاجة ملحة
من جانبها قالت السيدة أسماء الشهواني «إن اغلاق المجمعات التجارية والمحال قبل منتصف الليل ينفر السياح، ويقلل حتى من السياحة الداخلية، وأكدت أنها عندما تسافر تفضل التسوق في المساء وفي أوقات متأخرة وتمضي أوقات النهار سواء في الاستجمام أو في زيارة المناطق السياحية.
وأضافت: تمتاز قطر بوجود أماكن سياحية كثيرة يمكن أن تكون عامل جذب سياحي كبير لكن لا يجب اهمال أن حرارة الطقس المرتفعة تفرض على الناس البقاء في البيوت نهاراً، وهو ما يقلص ساعات الاستفادة من المرافق السياحية والتجول، ومن الأفضل أن تعوض تلك الساعات في المساء ما سيزيد في الحركة التجارية والحركة السياحية للبلد.
عزوف عن الشواطئ
وأضافت الشهواني: بالنسبة للشواطئ فإن العوائل تفضل أن تتوجه إلى الاستجمام في ساعات المساء أما إذا كانت تغلق أبوابها في وجه المصطافين عند السادسة مساء فإن ذلك قد يؤدي إلى عزوفهم عن زيارة الشواطئ، نظرا لضيق الوقت خاصة أنه يصعب الخروج للبحر في ساعات الزوال نظرا للارتفاع الكبير في درجات الحرارة، أما بالنسبة للخروج إلى المجمعات التجارية خلال فترة الصيف فإنه من الأفضل أن تمدد ساعات استقبالها للزوار، إلى أنه قد يحتاج البعض إلى التأخر في النوم وبدء يومه متأخرا، ثم قضاء بعض الأعمال في النهار أو الاهتمام بالمشاغل الخاصة ما يجعل زيارة المجمعات سواء للتسوق أو للمشي أو الاستفادة من المرافق العامة قد يكون في وقت متأخر، وهنا تظهر الحاجة الملحة لتمديد ساعات العمل حتى يتمكن الجميع من الاستفادة ويزيد ذلك في دفع عجلة تنمية قطاع السياحة.
التمديد صيفاً
من جانبه اعتبر احمد الحمادي أن التمديد ضروري لكن في فترة الصيف دون غيره من الأوقات وذلك تزامناً مع عطلة المدارس، مشيرا إلى أن التمديد الدائم طوال السنة قد يسبب اهمال بعض المستهترين وغير المسؤولين لدراستهم أو أعمالهم، بسبب السهر، وعدم الالتزام بساعات النوم.
وأضاف: يعتبر التمديد في فترة المدارس والأوقات التي لا تكون فترة اجازة صعبا وظاهرة غير صحية في حين أنه في فصل الصيف وفترات الاجازات يكون أمراً جيداً حتى تجذب المجمعات التجارية والأماكن السياحية، المزيد من السائحين، وتساعد في الاستغلال الكامل والشامل والتام للمرافق السياحية التي أنفقت عليها الدولة الكثير من الأموال، والتي من المفترض أن تعود على القطاع بالفائدة.
الاستفادة من التجارب الغربية
وأشار الحمادي إلى أن القطاع السياحي يحتاج إلى التنشيط في فترة الصيف والاجازات خاصة أن الاغلبية يسافرون إلى دول الغرب بحثا عن الأجواء الباردة، مشدداً على ضرورة أن تعمل كل المجمعات التجارية والمرافق السياحية بأقصى وقت وقدرة حتى تتمكن من جذب السياح سواء من الداخل أو من الخارج.
وأوضح أن فصل الشتاء فترة انتعاش سياحي نظرا للأجواء الجميلة التي تمتاز بها، ونظرا إلى توفر الأماكن الجاذبة للسياح من روض وتخييم ومرافق متعددة، بما لا يتطلب تمديد أوقات عمل المجمعات التجارية لأنها ربما تزيد في انشغال الناس عن أعمالهم أو الطلبة عن دراستهم، منوهاً بأن العديد من الدول الأوروبية تغلق جميع المرافق السياحية قبل منتصف الليل خاصة في فصل الشتاء، خلافاً لموسم الصيف الذي يشهد نشاطاً مسائياً يمتد حتى ما بعد منتصف الليل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قطاع السياحة تنويع الاقتصاد الاستفادة من منتصف اللیل فی فترة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ظفار.. والاستدامة السياحية
د. محمد بن خلفان العاصمي
خريف ظفار حالة خاصة، فرغم أن هناك خطًا مناخيًا تتشابه فيه عدة مناطق في دول المنطقة من حيث المناخ والبيئة والطقس إلا أن ظفار وحدها من سحبت البساط من بين أقدام الجميع، ولهذا أسباب متعددة، حيث سبقت سلطنة عمان العديد من الدول في رغبتها الكبيرة للاستفادة من هذه الميزة واستغلالها بشكل كبير من خلال تهيئة البيئة المناسبة لسياحة موسمية تحقق عوائد اقتصادية عالية، كما أن أمرًا آخر لا يقل أهمية عن سابقه كان سببًا في ريادة ظفار السياحية وهو طبيعة الإنسان الظفاري العماني المرحاب والمضياف والمنفتح على الغير.
عوامل أخرى كثيرة ساهمت في صناعة سياحة ظفار، وربما السياحة الداخلية الكبيرة ساهمت في التعريف بظفار في أوقات مبكرة عندما لم تكن هناك بنية واسعة من المنشآت الفندقية، وعندما كانت تستغل المنازل الخاصة في دعم هذا القطاع، ومع الوقت وزيادة الاهتمام الحكومي بهذه البقعة الغناء تحولت ظفار إلى قبلة للهاربين من لهيب الشمس إلى السهول والجبال الخضراء في أشد الأوقات حرارة، ويضاف لكل هذا ما تميزت به ظفار من طابع خاص من حيث التراث والتاريخ والفن والثقافة والتنوع الثقافي، كما كان الظفاري واجهة مشرفة للعماني المنفتح على العالم الساعي للحداثة مع المحافظة على الأصالة.
ظفار ليست الخريف فقط، فتاريخ ظفار القديم والحديث يجعل من هذه المحافظة ذات قيمة سياحية، وما أجمل أن نرى قريبًا متحفًا ضخمًا يحكي قصة ظفار العريقة، وما أروع أن نشاهد قلاع ظفار وحصونها القديمة والحديثة وقد أصبحت مزارات تحكي فصلًا من فصول التاريخ والنهضة المباركة، ولو توجت هذه المشاريع التاريخية بتأهيل متحف أرض اللبان وموقع مينائي سمهرم والبليد والقبور التي تمثل جزءا من تاريخ ظفار العريق لتكون واحدة من المواقع الأكثر جذبًا للسياح.
عندما نقول إن السياحة صناعة، فهي حقيقة نشاهدها عندما نذهب للخارج، وحتى تكتمل الصورة الجميلة لسياحتنا، يجب علينا أن نقدم الخدمة التي ينتظرها السائح، وأن ننتقل بسياحتنا من الواقع إلى المستقبل، ومن المعلوم إلى المفهوم، ونحن نملك الإمكانية لهذا التحول، فقط نحتاج إلى التسريع في تنفيذ المشاريع وتحويل الخطط من الأوراق إلى الواقع، حيث إن الوقت عامل مهم في بيئة تنافسية متصارعة على الفرص، فجمال الجو لا يكفي لخلق سياحة جاذبة حقيقية مساهمة في الدخل القومي، والسبق لا يعني النجاح إذا لم يرافقه تطوير وتنمية ونمو وتجديد مستمر.
إن استدامة محافظة ظفار كوجهة سياحية طوال العام هو التحدي الأكبر، فالكثيرون يقصدون ظفار قبل وجود بنية تحتية سياحية متطورة، وسوف يستمر هذا التدفق السياحي من أجل المقومات الطبيعية، فهل نستطيع أن نحقق المعادلة الأصعب، ونجعل من ظفار وجهة سياحية طوال العام؟ فليس من المنطقي أن تقام بنية تحتية سياحية بتكلفة باهظة ليستفيد منها ثلاثة شهور كحد أقصى، وإذا أردنا أأأأن نقارن بين عدد من المناطق السياحية حول العالم وقدرتها على الجذب السياحي رغم اختلاف الطقس خلال العام فهناك الكثير، والفكرة تتمحور حول الترويج السياحي والتخطيط الاستراتيجي، فلو أننا قررنا الاستفادة من ظفار طوال العام لحققنا ذلك، ونملك المقومات والعقول التي تستطيع تحويل ظفار إلى أهم المدن السياحية حول العالم، وعلينا أن نستفيد من هذا القطاع كأحد مصادر الدخل القومي، وموقعنا الجغرافي ومميزات أخرى خاصة بهذه البلاد تعد من الممكنات التي يمكنها أن تحقق النجاح الاقتصادي لهذا القطاع الحيوي.
وحتى نعطي كل ذي حق حقه، فما تشهده محافظة ظفار من نقلات نوعية في مجال السياحة هو نتاج جهود كبيرة بذلت من السابق واستمرت إلى الحاضر، وقامت الحكومة بتقديم الدعم اللازم، وبجهود كبيرة من أبناء المحافظة والمسؤولين فيها، نرى ظفار بهذا المستوى من التطور والتجديد الذي يكبر عامًا بعد عام، وكل من يزور ظفار يلمس قيمة العقول التي تخطط وتعمل وتنفذ بفكر شاب حديث متطور متلمس لمعنى أن تكون السياحة رافدًا مهمًا للدخل الاقتصادي القومي، ومصدر من مصادر الدخل للأفراد، وهذا الفكر هو ما سوف يسهم في الوصول إلى مستهدفات رؤية "عُمان ٢٠٤٠م".
إن من واجبنا دعم السياحة في بلادنا، وعلينا أن نكون سفراء إيجابين حتى تتحقق الأهداف المرجوّة من هذا القطاع، وعلينا أن ندرك أنّ الريال الذي نضعه في محافظة ظفار هو استثمار وطني سيتم تدويره داخل الدولة، ويجب على أبناء المحافظة والوطن بشكل عام استثمار هذا الرزق الذي ساقه المولى عزَّ وجل ليكون مصدر دخل وذلك من خلال العمل والجد والمثابرة والاجتهاد في كسب الرزق (بلدة طيبة ورب غفور).
رابط مختصر