هل يعيد المركزي الاحتياط للمودعين؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": هي أسابيع ضاغطة في اتجاه وضع الدولة على المسار السليم لاستعادة توازنها المالي، والفرصة امامها متاحة لذلك وهي في صدد درس مشروع قانون موازنة 2023، وتعدّ مشروع 2024، في مسعى لتقديم المشروعين معاً الى المجلس النيابي. لكن ثمة مخاوف من ان تذهب الحكومة الى الطريق السهل الآخر الكامن في زيادة البنية الضريبية تحت مبرر ان قيمة الرسوم والضرائب اليوم ضئيلة جداً مقارنة مع الخدمة المقدمة، كما قال وزير المال اول من امس، متناسياً ان الضرائب والرسوم تجبى اليوم من دون خدمات مقابلها!
لمصادر نقدية نصيحتان توجههما، احداهما الى الدولة ومفادها إما اللجوء الى الحساب 36 لتغطية حاجاتها والعودة الى اعتماد العملة الوطنية لسداد الرواتب والأجور، وإما الطلب الى مصرف لبنان ان يلعب دور الوسيط فيؤمّن النقد الأجنبي من السوق، تماماً كما فعل رياض سلامة في الأشهر الأخيرة قبل انتهاء ولايته، حفاظاً على بعض الاحتياطات لئلا يسلّم خزينة "المركزي" فارغة.
النصيحة الثانية تذهب في اتجاه المجلس المركزي نفسه، وتقضي بدعوته الى رد الاحتياطات المتبقية الى أصحابها. بهذه الطريقة، يُخرج الحاكم ونوابه الاحتياطات من التداول ويبدأ عملية رد جزء من الأموال عبر تعاميم وآليات تتيح تخفيف الضغط عن المودعين، ولا سيما منهم الصغار.
يدرك الحاكم ونوابه ان أدوات حماية الليرة باتت محدودة جداً ولا يستفيد منها إلا المضاربون، وبالتالي فان هدر الاحتياطات على دعم العملة او دعم الاستيراد لن يؤتي مردوده اذا لم يترافق مع الخطوات الإصلاحية المطلوبة، وفي مقدمها: قانون "الكابيتال كونترول" من اجل منع خروج الدولارات التي يتم ضخها في السوق، وقانون اعادة هيكلة القطاع المصرفي لكي تستعيد المصارف دورها في عملية انعاش الاقتصاد وتنشيط الاستثمار، وهذا لا يمكن ان يتم في ظل مصارف متعثرة منهكة، فاقدة الثقة والقدرة على العمل، او في ظل اقتصاد "الكاش" المسيطر على السوق.
حتى الآن، لا تبدو الصورة واضحة حيال الإجراءات العملية التي ستلجأ اليها الحكومة. فالانشغال الرسمي هذا الأسبوع وحتى الأسبوع المقبل، سيتركز على مشروع الموازنة، حيث ستعقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الاربعاء قد تكون الأخيرة لانجاز المشروع. ولا يستبعد ان تلحظ مادة قانونية تجيز الاقتراض من المصرف المركزي. ذلك انه لم يعد وارداً لدى رئيس الحكومة ان يحيل مشروع قانون في هذا الشأن، كما انه لن يكون وارداً لدى المجلس ان يعمد 10 نواب الى تقديم اقتراح قانون، علماً ان المعلومات تفيد بأن رئيس المجلس سيوجه دعوة الى جلسة تشريعية الأسبوع المقبل وعلى جدول اعمالها مشروع قانون الصندوق السيادي، وربما مشروع قانون "الكابيتال كونترول"، ولكن لن يكون هناك أي مشروع أو اقتراح يتعلق بتشريع الاقتراض.
هل هذا يعني ان البلاد مقبلة على ازمة رواتب وتمويل استيراد الادوية؟ حتماً لا تجيب مصادر رسمية، مستغربة السقف العالي الذي رفعه الحاكم بالإنابة مهدداً بالاسقالة، وهو يدرك ان التهديد سينتهي بتأمين الدولارات من السوق، في تكرار محدث لتجربة سلامة المنبوذة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مشروع قانون
إقرأ أيضاً:
ترامب: لم أطلع بعد على مشروع قانون العقوبات الجديد على روسيا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الجمعة، أنه لم يتخذ قرارًا بعد بشأن المصادقة على مشروع قانون جديد لفرض عقوبات مشددة على روسيا، مبررًا موقفه بعدم اطلاعه على التفاصيل الكاملة للمشروع.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين في قاعدة "أندروز" الجوية قرب واشنطن، قال ترامب: "لا أعرف بعد ما إذا كنت سأدعمه، يجب أن أراه أولاً"، في إشارة إلى مشروع القانون الذي قدمه عضوا مجلس الشيوخ، الجمهوري ليندسي جراهام والديمقراطي ريتشارد بلومنتال.
وينص المشروع، الذي تم تقديمه في أبريل الماضي، على فرض عقوبات ثانوية تطال شركاء روسيا التجاريين حول العالم، إضافة إلى رفع التعريفات الجمركية بنسبة 500% على واردات الولايات المتحدة من الدول التي تشتري النفط والغاز واليورانيوم وسلعًا أخرى من موسكو، في محاولة لتجفيف مصادر التمويل للحكومة الروسية.
وأعرب السيناتور جراهام، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه روسيا، عن ثقته في أن المشروع سيُطرح للنقاش في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل، متوقعًا أن يلقى دعمًا واسعًا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وكان غراهام قد أُدرج مؤخرًا على القائمة الروسية للإرهابيين والمتطرفين.
في المقابل، حذر السيناتور الجمهوري راند بول من أن مشروع القانون قد ينقلب سلبًا على الولايات المتحدة، ووصفه في مقال رأي نُشر على منصة "Responsible Statecraft" بأنه "وصفة لكارثة اقتصادية غير مسبوقة".
وقال بول إن العقوبات، رغم استهدافها روسيا، "قد تعزل واشنطن تجاريًا عن عشرات الدول، بما فيها حلفاء رئيسيون"، مضيفًا أن المشروع سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلك الأمريكي، ويقوض قيمة الدولار، ويهدد التجارة الأمريكية مع معظم دول العالم.
وأكد أن المشروع "يتجاهل الواقع التجاري العالمي"، ويأتي في لحظة حساسة على الصعيد الجيوسياسي، وهو ما قد يدفع دولًا إلى تقليص ارتباطها بالاقتصاد الأمريكي، والبحث عن بدائل استراتيجية ومالية خارج المنظومة الغربية.