سواليف:
2025-12-07@12:08:10 GMT

اضبط أعصابك أيها القتيل

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

اضبط أعصابك أيها القتيل #ماهر_أبوطير

سياسة #الولايات_المتحدة ومعها #إسرائيل تقوم على مبدأ جديد في #السياسة_الدولية لا بد من تدريسه في كليات السياسية، والعلاقات الدولية، والمعاهد الدبلوماسية والعسكرية.

تقوم هذه السياسة على مبدأ ان القتل يجب ان تلحقه جولات سياسية للحض على ضبط الاعصاب من ذوي القتيل، وبدلا من منع القتل ذاته، يتم القتل ثم مطالبة القتيل في ضريحه بالصبر، والضغط على اهله من اجل التهدئة وضبط الايقاع ومنع الغضب ورد الفعل.

منذ حرب غزة الجارية حاليا، وفي ظروف مختلفة، يقوم الدبلوماسيون الغربيون عموما باتصالات سياسية لمنع تدهور الاوضاع، ولسان حالهم يقول للدول والشعوب المستهدفة ان عليهم التحكم في ردة فعلهم، وعدم الانجرار وراء الغضب، والتمهل والتأني والتفكير قبل الرد على القاتل، والذي يعود الى الصياغات الدبلوماسية للبيت الابيض، ولعواصم اوروبية، يجدها تتشابه في هذه الطريقة، اذ بدلا من نهر القاتل، ومنعه، واتخاذ خطوات ضده، تتم مطالبة الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين والايرانيين واليمنيين والسوريين وغيرهم بمنع الانفجار، وابتلاع السم، والسكوت بكل هدوء، دون تفكيك للمشهد، مع تعمد تجاهل اصل الجريمة ومسبباتها.

مقالات ذات صلة إبطال الباطل د. هاشم غرايبه 2024/08/08

لا يمكن مساواة الجاني بالضحية، وحين تقتل اسرائيل كل هذه الاعداد في غزة مثلا، يخرج الدبلوماسيون الغربيون ويطالبون بالضغط على التنظيمات الفلسطينية لوقف الحرب، وتسليم الاسرى، وعدم توسعة اطار الحرب، فيما الاصل ان تكون المطالبة موجهة نحو اسرائيل اولا، ودون اي مساواة اصلا بين الطرفين، الجاني والضحية، لأن الندية هنا ليست بريئة، ويحاولون توظيفها للايحاء بكون الجانب الاسرائيلي مظلوما ايضا، من جرائم الفلسطينيين وافعالهم.

القصة تنطبق بشكل او آخر على اللبنانيين والايرانيين، خصوصا، بعد الاغتيالات الاخيرة التي جرت في طهران وبيروت، والكل يطالب بالتهدئة، ومنع الانفجار، وضبط رد الفعل، والتحكم بالاعصاب، حتى لا ترد هذه الاطراف على ما يجري على اراضيها، في ايحاء آخر، يحمل رسالة مشفرة تقول انكم اضعف من احتمال الرد على ردكم، اضافة الى ان العالم الحر مشفق على شعوبكم من النار الاسرائيلية، ولهذا الافضل ضبط اعصابكم، وتحمل اللكمات بصمت.

هذا النفاق الدولي يتجلى في محطات كثيرة، وحتى لا نبقى في قصة الكراهية بين الشمال والجنوب، وعدم الفهم بين اوروبا واميركا، والعالم العربي، فإن التخلي عن النفاق يتطلب قدرة غير متوفرة لدى عواصم كثيرة مرهونة لمصالحها، ولا تأبه بقتل الابرياء، على مدى عقود، وتشرعن الاحتلالات، وتطالب الشعوب بالسكوت، وتحض على الصبر، وضبط الاعصاب، وتتوارى وراء الدبلوماسية وجولاتها لاقناع القتيل وذوي الدم على الصبر وعدك التسرع في الرد.

من المفهوم هنا ان العالم لا يخضع لقواعد اخلاقية، وان قاعدة المصالح، والاقوى والاضعف، هي السائدة، لكن هذه الطريقة هدمت حضارات سابقة، لم يبق منها سوى ذكريات آثمة.

يقتل الاسرائيليون الفلسطيني واللبناني، بكل جرأة، ويطالبون في الوقت ذاته عبر اذرعهم الطرفين بعدم التصعيد، وقد كان الاولى ان تتوجه كل الدبلوماسية الدولية بوسائل ضغطها نحو القاتل لردعه ومنعه ووقف كل هذه الجرائم التي تبدأ بالقتل المباشر، وتمر عبر الحملات المعنوية لإخافة الشعوب مما هو مقبل وآت، وتدمير حياتهم ومسراتهم واقتصاداتهم.
القتيل في بلادنا حي، ولا يمكن للحي والحر ان يضبط اعصابه اصلا.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الولايات المتحدة إسرائيل السياسة الدولية

إقرأ أيضاً:

الأزهر.. 10 دروس تربوية وروحية من رسالة "أيها الولد" لأبوحامد الغزالي

أعاد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى الواجهة ذكرى مفكّرٍ من أعلام الفكر الإسلامي — الإمام الغزالي — من خلال تذكير المسلمين برسالة “أيها الولد” أو “أيها الولد المحبّ”، التي كتبها الإمام لتلميذه، حاملاً بين طياتها إرشادات جليلة حول طلب العلم، تزكية النفس، وربط المعرفة بالعمل.

 الرسالة — كما يرى المركز — ليست فقط موجهة لتلميذ من زمان، بل تحمل روحًا وربّانيًا ما تزال نوافذها مشرعة لكل مسلم يرنو إلى إصلاح ذاته، وهداية قلبه، وتصحيح مساره.

 

10 نقاط من “أيها الولد”.. منارة لتربية الروح والعلماستعرض المركز 10 دروس محورية من رسالة الغزالي — كلٌّ منها انعكاس لصياغة متزنة بين العلم والسلوك، بين الفهم والعمل، وبين المعرفة والاخلاق:الحرص على حسن التلقي والسؤال: أن يسأل التلميذ شيخه عمّا يُعينه على الخير، ويستمد دعاءه، لا يكتفي بالعلم الصامت.تمييز بين ما يُكتسب بالتعلم وما يُنال بالمجاهدة: بعض العلوم تُدرك بالاجتهاد والذوق، وليس بالتلقين فقط.ربط العلم بالعمل: العلم بلا تطبيق كجسد بلا روح — لا يُثمر ما لم يتبعه عمل.تطهير النيّة وتحري الحلال: أن يكون العلم مقترنًا بنية خالصة، وقلب نظيف، وعدم استخدامه مِطِيّةً لزخارف الدنيا.تحذير من التشتت والانشغال بما لا يفيد: الشغل بما لا يعني الإنسان دليل ضعف التوفيق.الإخلاص وعلو الهمة في طلب العلم: أن يكون الدافع هو التقرب إلى الله ونفع الأمة لا الرغبة في الشهرة أو التكسب.العبادة كمنهاج حياة ـ الصلاة، قيام الليل، الاستغفار، وانتهاز أوقات البركة.أركان السالك الصالح: عقيدة صحيحة، توبة نصوح، تسوية الحقوق مع الناس، وتحصيل علم الشرع.أهمية الشيخ المربّي: مربٍّ على بصيرة، متصف بالعلم والصلاح، بعيد عن الدنيا، يستقيم على طاعة الله، ويزكّي النفس.فهم التصوّف الحقيقي: ليس مظاهر خارجيّة أو طقوساً عشوائية، بل الاستقامة، وحُسن الخلق، والتوكّل والإخلاص، مع التحذير من الرياء والجهل.

هذه الدروس تشكل — بحسب المركز — خارطة متكاملة لطريق المؤمن إلى العلم النافع، والتزكية الحقيقية، بعيدًا عن التكلّف أو المظاهر الزائفة.

 

لماذا الآن؟.. الرسالة تكتسب بعدًا معاصرًا في زمن الفتن والانشغال

الرسالة تأتي في سياق معاصر يتسم بـ:

طوفان للمعلومات غير المصفّاة عبر الإنترنت ومواقع التواصل،

إغراءات مادية وزخرفات دنياوية قد تحرف بقارئ العلم عن مقصد الشرع،

تفريق بين العلم الحسّي والعمل الروحي، بحيث يصبح العلم مجرد معرفة نظرية لا تغيّر واقع الإنسان.

في هذا المناخ، تبدو دعوة الغزالي إلى علم يستنير به القلب ويُثمر أعمالًا صالحة أكثر من ضرورة — ليست فقط للإصلاح الفردي، بل لحماية المجتمع من التطرف والابتذال والانفلات الخلقي. المركز من خلال هذا التذكير يدعو المسلم المعاصر ليمحص نياته، يعيد ترتيب أولوياته، ويخاطب عقله وروحه لكي يكون العلم طريقًا للتهذيب، لا وسيلة للادّعاء أو التفاخر.

 

مشروع الأزهر للترسيخ العقلي والروحي

من خلال نشر دروس من رسالة “أيها الولد”، يسعى الأزهر — عبر مركزه للفتوى — إلى:

إعادة إشعاع الفكر الوسطي المعتدل الذي يوازن بين نقاء العقيدة، وجدية الفهم، وروحانية السلوك.

تقديم مراجع شرعية ومعرفية موثوقة للمسلمين في أنحاء الأرض، بعيدًا عن الغلو أو التبسيط المخلّ.

بناء جيل واعٍ يمتلك وعيًا منهجيًا وفكريًا يمكنه أن يميّز بين الحق والباطل، ويواجه دعاوى التشدد أو التسيب بالعلم والحكمة.

 

مقالات مشابهة

  • تحرير 239 مخالفة خلال حملات رقابية وضبط سلع مدعمة قبل تداولها في السوق السوداء بالمنيا
  • بالدليل من القرآن والسنة.. مَن أنت أيها الإنسان؟
  • الأهلي يقدم عرضه الأخير لـ عبد القادر بـ17 مليون جنيه وينتظر الرد
  • عباس شراقي: بيان إثيوبيا الأخير ضد مصر خال من الدبلوماسية ومليء بالمغالطات
  • عمر السومة يرد على اتهامات اتحاد الكرة السوري.. ويكشف حقيقة غيابه عن كأس العرب
  • ترامب يتلاعب بعدد كبير جدا من الكرات الدبلوماسية في وقت واحد
  • دروس مستفادة من رسالة الإمام الغزالي المُلهِمة «أيها الولد» في ذكرى وفاته
  • الأزهر.. 10 دروس تربوية وروحية من رسالة "أيها الولد" لأبوحامد الغزالي
  • هل تلغى انتخابات النواب بشكل كامل؟.. «أبو شقة» يوضح الرد الدستوري
  • تحرير 72 مخالفة وضبط توابل وأعشاب منتهية الصلاحية وسجائر مهربة بالقليوبية